رئيس الجمهورية: الوحدة عقد بين أبناء اليمن الواحد لا يمكن ان ينفرط بأي حال من الأحوال ومن يرفعون شعار الانفصال هم قوى رجعية اعتادت على نهج التأمر والتصفيات
التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بالأخوة الطلاب من أبناء محافظة صعدة الملتحقين بجامعة صنعاء.
وألقى فخامة الرئيس خلال اللقاء محاضرة قيمة تناولت العديد من القضايا والتطورات على الساحة الوطنية والجهود التي تبذلها الدولة في سبيل إنهاء فتنة التخريب والتمرد بصعدة وإحلال السلام والأمن في هذه المحافظة.
ورحب فخامته في مستهل محاضرته بالأخوة الطلاب، والطالبات من أبناء محافظة صعدة.
وقال: نحن سعداء بلقاء أبناءنا الطلاب من أبناء محافظة صعدة الملتحقين بجامعة صنعاء، ونعبر عن اعتزازنا بوجود العديد من الشباب من أبناء صعدة يواصلون تعليمهم الجامعي بجامعة صنعاء أوجامعة عمران”.
وأضاف:” إن شاء الله في القريب العاجل سيتم انشاء جامعة في صعدة، تضم كافة التخصصات الأكاديمية وذلك تسهيلا لأبنائنا الطلاب بدلا من الإنتقال إلى محافظات آخرى لمواصلة التعليم الجامعي، لتكون الجامعة قريبة منهم في عاصمة المحافظة”.
وعبر رئيس الجمهورية عن الأسف لما لحق بمحافظة صعدة وأبناؤها جراء أحداث فتنة التخريب والإرهاب والتمرد على مدى المواجهات الست التي شهدتها المحافظة وشملت مناطق عدة بمديريات الملاحيظ، شذا، رازح، غمر، منبه، قطابر، باقم، ساقين وحيدان وسحار ومجز وغيرها من مناطق ومديريات المحافظة.. مبديا أسفه في هذا الشأن لما تعرضت له محافظة صعدة من خراب ودمار وخسائر مادية وبشرية وعلى وجه الخصوص ما شهدته جراء أحداث الفتنة من تدمير للبنية التحتية من المدارس، المستشفيات، الكهرباء، الطرقات، الاتصالات وغيرها من المشاريع الإنمائية والخدمية التي أوجدتها الدولة خدمة للمواطنين.
وتابع:” من المؤسف والمحزن حدوث تلك الأضرار والخسائر الناجمة عن أحداث الفتنة في صعدة خلال الأعوام المنصرمة، لا لشيء إلا لمكابرة وأنانية وعصيان وخروج عن الشرعية بدون أي سبب أو حق شرعي”.
وأضاف:” مواطنو الجمهورية اليمنية في كل أنحاء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات، ولا يوجد أي تمييز بين مواطن وآخر”.
ولفت الرئيس إلى أن من رفعوا شعار “الموت لأمريكا أو لإسرائيل” هم في الحقيقة رفعوا شعار الدمار لصعدة والموت لأبنائها وأبناء القوات المسلحة والأمن.
وتساءل:” أين أمريكا وإسرائيل منهم؟.. فبيننا وبين كل منهما آلاف الأميال، ولهذا من رفع ذلك الشعار الكاذب والباطل رفعه للتضليل على بعض الشباب والمواطنين البسطاء لاستقطابهم نحو إشعال هذه الفتنة التي استهدفت تدمير القرى والمصالح العامة والخاصة وسفك دماء أبناءنا وأخواتنا وشيوخنا وشبابنا في محافظة صعدة”.
وأردف قائلا:” ولهذا نحن نعبر عن أسفنا لهذه الخسائر المادية والبشرية سواء كانت من منتسبي الجيش والأمن أو من المواطنين الرافضين للفتنة أو من الذين رفعوا ذلك الشعار المضلل وخرجوا عن الشرعية ورفعوا السلاح في وجه الدولة وأعلنوا العصيان والتمرد في صعدة، فجميعهم في نهاية الأمر من أبناء الوطن، وسفكت دمائهم دون سبب سوى التكبر والأنانية والسخافة والعنصرية غير المقبولة التي يتبناها البعض للسعي إلى أن يجعلوا من أنفسهم مواطنين درجة أولى وبقية مواطني الجمهورية اليمنية مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة”.
وأكد فخامة الرئيس أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات.
وقال:” نحن مواطنون لا فرق بين أسود وأبيض ولا بين هاشمي وقحطاني، فنحن أمة واحدة، وأية أطروحات لإيجاد فروق بين المواطنين إنما هي عنصرية مقيتة مرفوضة دائما، وقد رفضها شعبنا عندما قام بثورته في الـ26 من سبتمبر في عام 1962م وأعلنها أمة واحدة متساوية في الحقوق والواجبات”.
وأضاف:” نحن نرفض أن يمارس أي إنسان ممارسات عنصرية ضد فئة معينة في المجتمع، ويحاول إيجاد فروق من خلال الادعاء بأن هذا هاشمي وهذا قحطاني، فهذا مرفوض، ونحن أمة واحدة نؤمن بالخالق عز وجل ورسوله الكريم، وشعارنا دوما نحن أمة واحدة متعايشين دون أي تفرقة أو نعرات مقيته، وهذا ما حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف واستوعبته المناهج والمقررات الدراسية للتربية الإسلامية التي أعدها نخبة من كبار العلماء وتدرس في مدارس الدولة”.
ولفت إلى أن أية أفكار ضالة ومنحرفة تسعى لنشر بذور الفرقة والشتات بين أبناء المجتمع تتنافى مع سماحة ديننا الإسلامي.
وقال:” أنا قابلت قبل يومين عدد من الشباب المغرر بهم المضبوطين لدى الأمن جراء أحداث الفتنة المشؤومة وسألتهم لماذا ترفعون السلاح ضد الدولة، فأجابوا:” نحن آمنا بما جاء في ملازم سيدنا حسين بدر الدين الحوثي!!؟”.. فقلت لهم أن خالقنا هو الله سبحانه وتعالى، أما سيدنا وسيد البشرية جمعا فهو الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وتابع:” نرفض هذا التمييز فنحن أمة واحدة، والهاشميون هم من أبناء هذا الوطن، وهم ثوار وصالحين ومخلصين لوطنهم فقد قادوا الثورة وناضلوا من أجلها وناضلوا ضد الظلم وقارعوا نظام بيت حميد الدين المتوكلي، وكانوا في مقدمة أبناء الوطن الشرفاء الذين قارعوا ذلك النظام المتخلف، ومنهم من سقط على درب الحرية، على درب الثورة، على درب النضال ضد النظام الكهنوتي الفاشي المتحجر والعنصري بكل ما في الكلمة من معنى”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن شعبنا فجر ثورته المباركة ضد الظلم والفقر والجهل والتخلف، وكان القضاء على العهد الإمامي التسلطي محطة تحول هامة لانطلاق شعبنا نحو التطور والتقدم والازدهار.
وقال:” هانحن اليوم نرى خيرات الثورة تنتشر في كل أرجاء الوطن، ونجد أن هؤلاء الشباب والشابات من أبناء محافظة صعدة يدرسون اليوم في الجامعات، وهو ما لا يمكن مقارنته بواقع ما قبل الثورة، حيث لم تكن توجد لا جامعة ولا معهد ولا مدرسة وإنما كتاتيب معينة والمتوسطة والثانوية والإعدادية، أو ثلاث مدارس في صنعاء ومدرسة في زبيد ومدرسة في جبلة ومدرسة في ذمار ومدرسة في الحديدة”.
وتساءل فخامة الرئيس ” هل كان لهذه المدارس أن تحل مشكلة الجهل والأمية المتفشية لدى الشعب اليمني في تلك الفترة؟ بالطبع، لا، ولهذا جاءت الثورة ومعها ثورة تعليمية، وأصبح من حق الجميع على حد سواء أن يلتحقوا بالتعليم لا فرق بين فلان وعلان أو غني وفقير، فتصنيف الناس على هذا الأساس عنصرية وتمييز”.
وتابع ” نحن سعداء أن نلتقي بهؤلاء الشباب الذين تقع عليهم مسؤولية وضع حد لهذه الخزعبلات والخرافات”.
وأضاف ” وأعود إلى حديثي مع الطلبة الذين كانوا محتجزين، وقولهم نحن التزمنا ودرسنا ملازم سيدي حسين، فقلت لهم أريد أن افهم ما هي دراسته حتى اقتنع بملزمة سيده حسين، مستواهم خامس أو سادس ابتدائي أكثرهم في التعليم الأساسي، وهناك طالب أو اثنين احدهم في أول جامعة والثاني في ثاني جامعة، فمتى وأين التزم هؤلاء، فقلت لأحدهم لماذا لا تقرأ كتب الشوكاني سبل السلام، ولماذا لا تقرأ كل كتب الزيدية والشافعية والمناهج المقررة، اقرأها وبعدها حدد، فالله سبحانه تعالى خلق لنا سمع وبصر للتمييز”.
واستطرد ” كيف تحكم أن ملازم سيدك حسين هي التي نؤمن بها، فهذه كتب عنصرية وافدة علينا كزيدية وشافعية، وليس بين الزيود والشوافع خلاف على الإطلاق، كما انه لا يوجد خلاف بين أبناء الشعب اليمني، وهذا فكر مستورد يراد فرضه علينا، ونحن لسنا ضد الاثني عشرية في إيران أو في أي مكان آخر، فهذه مذاهبهم، لكن نحن منذ تربينا وترعرعنا في هذا الوطن ونحن نعرف انه لا يوجد أحد يكره الطرف الآخر لا نه يؤمن بهذا المذهب”.
وقال فخامة الرئيس ” ما حصل في صعدة خسارة كبيرة جدا للوطن، ولا توجد قرية ولا محافظة أو مديرية في اليمن إلا ومنها شهداء وجرحى ومنها المعوقين بسبب الفكر العنصري الذي طرأ على بلادنا، وهؤلاء الرجعيين المتخلفين الذين يشيعون في أوساط المجتمع أن النظام ضد المذهب الزيدي وضد كتب الزيدية، فهذا لا أساس له من الصحة وكذب”.
وأضاف:” ليس هناك أي مسؤول في الدولة ضد أي كتب للزيدية أو الشافعية أو المالكية أو الحنبلية والحنفية، فكل واحد يقتنع بالمذهب الذي يريده، وحتى الاثنى عشرية نحن لسنا ضدها وهي موجودة في بعض الدول الإسلامية أو العربية، فلسنا ضدها ولا نحاربها، لكن نحن نحارب ما هو دخيل على بلادنا، أي فقه أو مذهب يفرض علينا بالقوة أو بالمال”.
وقال:” هذه فرصة للحديث معكم، فعليكم تقع مسؤولية نشر الوعي الثقافي في صفوف المجتمع، فنحن ضد الحرب ومع السلام والأمن والاستقرار، ونحن امة يمنية واحدة،فليس هناك صغير أو كبير ولا فرق بين احد وآخر إلا بتقوى الله عز وجل، فلا يجوز تصنيف الناس فكلنا مواطنون فالرئيس مواطن من مواطني الجمهورية ولا يوجد فرق بيني وبين أي مواطن ولا امتيازات معينة، كما أن الوزير والمحافظ والطالب والعسكري جميعهم مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، فنحن نرفض الطبقية والعنصرية التمييز.
وأضاف:” نحن أمة واحدة الإنسان الصالح والوطني والمتعلم والإنسان المتواضع والوحدوي والإنسان الذي يؤمن بمبادئ وقيم الثورة اليمنية ووحدة اليمن هذا الذي يحترم،لكن الذي يرفع السلاح في وجه الدولة لن نقبل به، لأن امن واستقرار الوطن ليس للنظام السياسي ولا للرئيس ولا للمرؤوس ولا للقائد ولا للمحافظ ولا للوزير، إنما هو لعامة الناس.
ولفت إلى أن أمن الطريق من صنعاء إلى صعدة أو من الملاحيظ إلى صعدة هو أمان للجميع دون استثناء، يمر فيها كل المواطنين وعامة الناس، بما فيهم المسؤولين في الدولة، فلماذا تقطع الطريق وتقتل النفس المحرمة وينسف الجسر، ولماذا إقلاق الأمن والسكنية العامة ونهب أجهزة المستشفى والاتصالات وقطع الكهرباء ؟
وتسائل:” كيف بمن يريد أن يحكم باسم الإمامة بعد 48 سنة من عمر الثورة ويريد أن يكون مصلحا، في الوقت الذي يقلق السكينة العامة ويخرب وينهب مستلزمات المدارس ويقتل الأطفال”.
وأردف رئيس الجمهورية قائلا:” لقد أعلنت الدولة ستة شروط لإنهاء الفتنة وإحلال السلام والتزم الحوثي بشروط الدولة، ونحن مع السلام وكفانا فتن وتخريب وتدمير لليمن، كما حدث في فتنة صيف 94 م التي أشعلها الانفصاليون وقدمنا خلالها شهداء وخسائر مادية ومعنوية، نتيجة تلك الفتنة والتعصب الأعمى لأولئك الذين جاؤوا إلى الوحدة للنجاة بجلودهم والفرار من مصير محتوم كان ينتظرهم كما حدث في رومانيا ل”شوسسكو” وزوجته”.
وقال:” لقد هربوا إلى الوحدة وظنوا أن الوحدة “شور وقول” وأن بإمكانهم الدخول في الوحدة وإذا وجدوا أي شيء لم يعجبهم في الوحدة بإمكانهم العودة إلى الماضي التشطيري”.
وأوضح رئيس الجمهورية أن إعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو جاء ترجمة لإرادة أبناء شعبنا ونضالات طويلة وأن هذا المنجز عقدا أزليا لا يمكن أن ينفرط مهما كان كونه محمي بإرادة أبناء شعبنا اليمني الواحد. مبينا أن عقد الوحدة هو عقد بين أبناء اليمن الواحد ولا يمكن أن ينفرط بأي حال من الأحوال نزولا عند رغبة أي شخص أو بمجرد خسارة أو خروج أي مسؤول من السلطة سواء كان الرئيس علي عبدالله صالح أو نائب رئيس الجمهورية أو غيره.
وقال:” الوطن اكبر من الجميع ونحن حكام منتخبون من الشعب جئنا لنقدم خدمة لهذا الوطن وأبنائه ولم نأت على ظهر دبابة للتسلط عليهم أو لنهب خيراته وممتلكاته وثرواته أو لنتاجر بدماء أبناء الوطن وقضاياه ومصالحة من أجل مصالحنا الشخصية فتلك خيانة وطنية كبرى”.
وتابع:” لسنا حكاما لنتاجر بدماء أبناء الوطن، وإنما لخدمة هذا الوطن من خلال تعزيز مسيرة التنمية في شتى المجالات بما يترجم تطلعات شعبنا في التطور والازدهار من خلال إيجاد مشاريع التنمية الشاملة ومشاريع البنى التحتية والاهتمام بالإنسان صحيا وثقافيا واجتماعيا وتسليحه بالعلم والمعرفة باعتباره هدف التنمية وغايتها، فهذه مهمتنا كحكام”.
ولفت فخامة الرئيس إلى أن وطننا الآن يعيش في ظل الديمقراطية والتعددية الحزبية وكفالة الحقوق والحريات والسلطة، تحكمه مؤسسات دستورية منتخبة من الشعب وجاءت المجالس المحلية لتوسع نطاق مشاركة أبناء الشعب في صنع القرار وتجسيد مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه.
وأشار إلى أنه في ظل هذا النهج الديمقراطي لم تعد السلطة محصورة في شخص رئيس الجمهورية بل أصبح الجميع يشارك فيها سواء الوزير أو المحافظ أو الوكلاء أو رؤساء المؤسسات أو مدراء المديريات وأعضاء المجالس المحلية وغيرهم من المسؤولين في مختلف سلطات الدولة ومؤسساتها.
وقال:” الحكم أصبح الآن بيد الشعب وأصبح مئات الآلاف يشاركون فيه، بعكس ما كان عليه الحال قبل الثورة حيث كان الحكم محصور بيد الإمام وحده”.
وأضاف:” الآن لدينا سلطات ومؤسسات دستورية هي التي تحكم ويوجد لدينا أحزاب ومنظمات مجتمع مدني، وأصبح بلدنا بلد مؤسسي ولا يمكن أن نعود إلى ولاية الفقيه مولانا الأمام، عهد التخلف والعبودية والتسلط فقد شب شعبنا عن الطوق.
وأكد فخامته بان الذين يريدون العودة إلى ما قبل 22 مايو، حساباتهم خاطئة وعليهم الاستفادة من عبر الماضي ومآسيه وكيف أحبط شعبنا مؤامرتهم ومحاولتهم الانفصالية السابقة.
ودعا فخامته المتآمرين إلى الاستفادة من تلك العبر وألا يكرروا المحاولة ويدفعوا المواطنين ثمنا باهظا لمشاريعهم التأمرية مثلما فعل الحوثي وعناصره المتطرفة الذين دفعوا أبناء محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان ثمنا باهظا أيضا، بل وأبناء الوطن في بقية المحافظات الذين طالتهم آثار هذه الفتنة وشاركوا في دفع الثمن..لافتا إلى ان هناك العديد من الأسر التي قدمت شهداء وجرحى جراء هذه الفتنة من جميع المحافظات في سبيل أداء الواجب الوطني في إخماد هذه الفتنة والدفاع عن النظام الجمهوري ومكتسبات الثورة والوحدة”.
وتساءل فخامته ” لماذا تقتله في حين أنه لم يعتد عليك، فبذلك أنت اعتديت على المدرسة وعلى المستشفى وقطعت الطريق ونهبت مؤسسات الدولة وأخذت معدات شق الطرقات فجاء هذا الجندي ليحمي ويدافع عن حقوق المواطنين الصالحين فقتلته، في حين أنه لم يأت للاعتداء عليك أو يطلب منك شيء فالدولة هي التي تقدم أما أنت فماذا تقدم. ونقول نحن نطلب منكم أتاوه في رازح أو غمر أو شذى أو منبه أو حيدان أو ساقين والصفراء”.
وأضاف ” لا أحد يطلب من المواطنين شيء فالدولة هي التي تدفع وزكواتكم وعائداتكم من الضرائب في محافظة صعدة لا تساوي مرتبات مدرسي وزارة التربية والتعليم في المحافظة وبالرغم من ذلك تقوم بنسف الطريق فلماذا تلغم الطريق ولماذا تنسف الجسور وتدمر المساكن وتشرد الأسر.
وأستطرد فخامة الرئيس قائلاً ” الآلاف في المخيمات والمعسكرات في حرض وحرف سفيان وعمران وصعدة وكتاف والبقع مشردين من قراهم، بعد أن كانت محافظة صعدة محافظة السلام وزهرة من أجمل المحافظات فيها التفاح والبرتقال والرمان وفيها الناس الطيبين والمخلصين.
وأشاد فخامته بالمواقف الوطنية المشرف لأبناء محافظة صعدة في مختلف المراحل التي مربها الوطن.
وقال:” في أثناء فتنة محاولة الانفصال في صيف 94م تحركت القوافل من محافظة صعدة لإسناد الجيش ضد الخارجين عن الشرعية الدستورية وكانت هذه المحافظة تجسد كثير من معاني البطولة وقد أرادوا أن يكافؤنها بأنهم أرادوا أن يدمروها.
وتناول رئيس الجمهورية القواسم المشتركة التي تجمع العناصر الانفصالية مع العناصر التي تدعو إلى الإمامة.
وقال: لقد التقى الأماميون والانفصاليون والتقت مخلفات الأماميين بمخططات الماركسيين. فيا للعجب ما الذي جمعكم لتدمير هذا الوطن رغم التناقض الإيديولوجي بين الماركسيين والأماميين المتخلفين المتعصبين العنصريين.
وخاطب رئيس الجمهورية أبنائه طلاب جامعة صنعاء من أبناء محافظة صعدة قائلا: أجدها فرصة لأحملكم نقل تحياتي إلى أسركم والى أسر ضحايا فتنة صعدة سواء من الذين كانوا في صف الشرعية أو خارج صف الشرعية ومن غرر بهم من قبل أولئك دعاة الأمامية الذين نأمل أن يتعضوا وإن شاء الله ينفذوا البنود الستة المعلنة ويلتزموا آليات تنفيذها دون تسويف وأقول دون تسويف ياحوثيين دون تسويف كفى تسويفاً سوفتم في الحرب الثالثة والرابعة والخامسة وهذه هي السادسة نفذوا الشروط كما جاءت وعودا مواطنين لكم كامل الحقوق مثل بقية المواطنين في الجمهورية اليمنية ولن تكونوا أصغر منهم ولا أكبر منهم.. ونحن عرضنا تلك الشروط قبل ما تُسال الدماء، إذا أردتم أن تكونوا قوى سياسية طبقاً للدستور والقانون فالدستور والقانون يكفل ذلك.
وقال فخامة الرئيس”: إنشاء لك حزبا وطنيا وليس حزباً عنصرياً من منطقة أو قبيلة أو فئة معينة بل حزبا وطنيا من المهرة إلى ميدي ومن عدن
إلى علب وهكذا شمال جنوب شرق غرب”.
وأضاف”: لا أطيل عليكم الحديث يا أبنائي الطلاب والطالبات. وأتمنى لهذا اللقاء الفائدة لكم ولأسركم ولمحافظاتكم ومديرياتكم أن شاء الله وأن تطبق العناصر الحوثية البنود الستة بما يكفل إنهاء الفتنة وإحلال الأمن والاستقرار بما يمهد لإعادة إعمار ما خلفته الحرب وتسريع وتائر التنمية الشاملة”.
وأستطرد:” نحن حريصون على السلام ولا يوجد حاكم في العالم يدمر شعبه أو يسعي إلى ضرب شعبه، لكن هؤلاء خرجوا عن الشرعية قطعوا الطريق قتلوا النفس المحرمة ليس هناك مسؤول يريد أن يوجد له خصوم بل بالعكس الحاكم أو المسؤول أو الشيخ يريد أن يكسب مواطنيه إلى جانبه لا يريد أن يكون له خصوم أو معارضين ولكن الأنانية والانتهازية التي تدفع البعض لإذكاء نار مثل هذه الفتنة المشئومة تستوجب على الدولة النهوض بمسؤولياتها وفقا للدستور والقانون لحماية المواطنين والاستقرار”.
وقال رئيس الجمهورية “: هؤلاء الانفصاليين الذين يتسكعون ويرفعون شعارات الانفصال فقدوا مصالحهم والسؤل هو من أفقدهم ذلك.. نقول هم من أفقدوا أنفسهم ولسنا نحن، فكانوا في قمة السلطة في رئاسة الوزراء في نيابة رئاسة الدولة في البرلمان في كل هرم الدولة وكانوا حكاماً وأرادوا أن يعودوا بالوطن إلى ما قبل 22مايو، ولهذا أريد أن أخاطبهم اليوم من خلالكم وأذكرهم أنهم عندما جاءوا إلى الوحدة في 22 مايو لم يوردوا إلى خزينة دولة الوحدة من الدولة التي كان أسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أية مبالغ من القروض التي سددناها في عهد الوحدة والبالغة حوالي تسعة مليارات دولار كانت على النظام الشمولي الذي كان حاكماً في جنوب الوطن لما يسمى بالاتحاد السوفيتي ولبعض الدول العربية، فأين ممتلكات تلك الدولة، وأين إمكانياتها ومواردها وثرواتها.. مبينا أنه كان لديهم حوالي ثلاثة مليارات دولار وهم بيتامروا على بعضهم البعض وينتهجون التصفيات الدموية بين حين وآخر.
وتساءل الرئيس:” أين ممتلكات الدولة التي كانت في الشطر الجنوبي من الوطن قبل الوحدة ؟ لم نستلم منهم ديناراً واحداً مما يسمى مصرف اليمن، ولم نجد فيه ولا دينار فأين الرصيد والحساب وأين الاحتياط.
وأوضح أن الشركات النفطية لما جاءت للعمل في المحافظات الجنوبية والشرقية بعد الوحدة جاءت بعد أن تأكدت من أن وحدة اليمن قائمة وجاءت للتنقيب عن النفط في هذه المحافظات لإدراكها أنها ستأتي إلى دولة مستقرة وآمنه وليس إلى نظام دموي انقلابي ينفذ كل أربع أو خمس سنوات وجبات وتصفيات دموية للبشر ونتذكر مجزرة 13 يناير وهي أم المجازر والآن هناك من استمرأ سفك الدماء يرفع الشعار الأخضر على أكتافه.. مش كان أفضل له يرفع الشعار الأخضر والراية البيضاء زمان قبل أن يسفك دماء الناس، وآخر يرفع شعار الجنوب العربي ويريد أن يسلخ جنوب اليمن من يمنيته ويريد أن يسلخه من جسمه فهذه قوى فاشية ورجعيه وهي فعلاً قوى رجعية اعتادت على نهج التأمر والتصفيات والمشاريع التآمرية”.
وأضاف” أنا أقول ليس الرجعيين الأماميين، أيضا هؤلاء الماركسيين الرجعيين المتخلفين رجعيين متخلفين لا يفهمون، تبرمجوا من يوم ما جاءت الماركسية أيام المد الشيوعي على هذا الكيف وتكيفوا على هذا الأسس، ليس لديه استعداد أن يسمع أو يفهم الآخر وليس لديه حل.. وكل من يقول له في مشكلة في اليمن، فما هي المشكلة؟.. المشكلة فيك أنت، وهناك من يتذرع بعدم استشارته وعندما نستشيره – لا نجد لديه ما يفيد لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
وتابع فخامته ” جربناكم في الحكم ودخلتم الحكومة ورأستم رئاسة الوزراء فماذا حققتم من انجازات للوطن، لاشيء سوى نهب الخزينة العامة، فقد كان لدى اليمن احتياطي قبل حرب صيف 94م يقارب حوالي أربعة مليارات دولار فنهبوها فتراجع الاحتياطي إلى 90 مليون دولار والآن يتباكون على اليمن ويذرفون دموع التماسيح على مصالح أبناء اليمن ويحرضون ضعفاء النفوس والجهلة على إذكاء نار الفتنة ونشر بذور الحقد والكراهية والفرقة والشتات بين أبناء الشعب اليمني الواحد ظنا منهم أن ذلك قد يسهل لهم تنفيذ مشروعهم التآمري لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء متجاهلين أن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية هم في طليعة أبناء الوطن الوحدويين وسيحافظون على هذا المنجز العظيم كما يحافظون على حدقات أعينهم، وشعبنا لا يعير أي اهتمام لثرثرة وهراء أولئك الانفصاليين عبر وسائل الإعلام”.
وخاطب فخامة الرئيس الطلاب قائلا ” أنتم إن شاء الله رسل للسلام إلى محافظة صعدة ورسل للوئام والوحدة الوطنية ورسل لنشر نور العلم والمعرفة الصحيحة والسليمة”.
وأكد أن اليمنيين سواسية وأن ليس هناك أي تمييز بين أبناء الوطن.
وأختتم رئيس الجمهورية محاضرته بمخاطبة الحاضرين قائلا:” ان شاء الله تعودوا بالسلامة إلى الجامعة، وأنا أعلن اليوم بمناسبة لقائي مع طلاب وطالبات محافظة صعدة الملتحقين بجامعة صنعاء، إنشاء جامعة صعدة على الفور، وسأشرف عليها وأتابعها حتى تنشأ لتكون صرحا أكاديميا يسلح
الأجيال بالعلم والمعرفة لما فيه خدمة مسيرة التنمية في المحافظة والوطن عموما وتعزيز دعائم الأمن والأمان في المستقبل إن شاء الله”… متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.