رئيس الجمهورية: الوحدة اليمنية هي أساس قوتنا ومصدر عزتنا وكرامتنا
دعا فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى مصالحة وطنية بين كل القبائل والعشائر والتفرغ للتنمية، وانتهاج وسيلة الحوار دون استخدام العنف، وان لا تكون الوحدة مجالا للمساومة.
وقال فخامة الرئيس في كلمة له بالحفل الذي أقيم في قاعة الاحتفالات بمناسبة العيد الـ41 للاستقلال الـ30 من نوفمبر بمحافظة أبين ” نحن مع المصالحة ولسنا ضدها ونريد أن تكون هناك مصالحة بين الجميع تجب ما قبلها مثلما جاءت الوحدة وجبت ما قبلها”.
واضاف ” نريد مصالحة وطنية بين كل القبائل والعشائر وبين الجميع من أجل أن نتفرغ للتنمية وبناء ما حرمت منه هذه المديريات في الماضي فمبلغ الـ78مليار هي بحاجة الى استقرار وهدوء وتعاون المواطنين لكي تدور عجلة التنمية لأن أي اخلالات تعيق جهود التنمية.
واستطرد قائلا ” فالننبذ ثقافة المناطقية والعنصرية ولنحاربها جميعا فهي ثقافة استعمارية، وللأسف فالاستعمار خلف وراءه مخلفات سيئة وكيانات، وربما ميزة الحزب الاشتراكي او الجبهة القومية انها عندما مسكت السلطة وكان المفروض ان تعلن الوحدة لكن نتيجة لظروف الحروب التي كان يعيشها الشطر الشمالي من الوطن في ذلك الوقت حالت دون ذلك وكان هناك 22 مشيخة وسلطنة في الشطر الجنوبي من الوطن حينها وجاءت الجبهة القومية ووحدتها في اطار شطر واحد، ثم توحد الشطران في كيان واحد اساسه الاخاء والصفاء والمحبة والمودة وعلينا ان نكرس في نفوس الجميع ثقافة المحبة والصفاء والتآخي بدلا من ثقافة الكراهية والتعبئة الخاطئة”.
ولفت فخامة الرئيس الى ان”هناك للاسف صحف صفراء واقلام مريضة في عدن وصنعاء وذمار وتعز تروج لثقافة القوى المتخلفة التي فشلت في ادارة شؤون الدولة وفشلت في تحقيق الوحدة، وهي تحاول اليوم ان تخلق ثقافة الكراهية والله سبحانة وتعالى خلق للجميع سمع وبصر يميزوا بين الاشياء ويدركوا نعمة الوحدة والتأخي”.
وقال ” لقد كنا في الماضي شطرين يتصارعان مع بعضهما البعض، حيث كان الشمال يتأمر على الجنوب ويريد ان يحقق الوحدة بثقافة معينة وكان الجنوب يقوي حينا ويريد ان يفرض الوحدة برؤية معينة ونحن بحاجة إلى ثقافة واحدة هي ثقافة المحبة والمودة والصفاء.
واردف قائلا: ” الحوار هو الوسيلة الحضارية دون استخدام العنف واي مواطن لدية قضية يتم التفاهم حولها ولكن لا تعنى ان تكون الوحدة مجالا للمساومة فوحدة اليمن لن تتزحزح لان البعض عنده خيال أنه سياتي على ظهر دبابة المستعمر وهذا ابعد عليهم من عين الشمس اقولها من أبين هذا ابعد عليك من عين الشمس ان تاتي على ظهر دبابة لتتربع على كرسي الحكم هذا بعيد على اي عميل وأي زعيم أو قائد يأتي من هذه التربة ومن حبه لوطنه ولايكون زعيما أوقائدا إذا كان عميلا أو ينخر في جسم وحدة الوطن، فهؤلاء العملاء والمرتزقة والخونة لامكان لهم في الوطن وعليهم أن يفهموا هذا الكلام، وإذا كنا حتى الان لم نستخدم العين الحمراء ضدهم فإنه سيأتي وقت من الأوقات سوف نستخدمها ضدهم وستكون عيون كل أبناء الشعب عيون حمراء ضد هؤلاء المتآمرين على الوطن أو من يحاولون إيذائه”.
واشار فخامتة الى ان أبناء محافظة أبين هم من خيرة الناس المتعاونين وهي محافظة عرف رجالها وشيوخها وأبنائها وكلهم وطنيون مخلصون عدا حالات بسيطة ونادرة والنادر لاحكم له ثلاث الى اربع حالات من المزوبعين وكانوا خلايا نائمة تبدأ تطل برأسها كالأفعى هؤلاء لايشكلوا خطر لا على المحافظة ولا على وحدة الوطن، فالوطن ليس ملكا لأحد بل ملك لكل المواطنين وليس من حق أحد أن يدعي الوصاية على هذه المحافظة أو على أي مديرية من مديرياتها أو أي جزء من الوطن، نحن خلقنا احراراً وناضلنا من أجل التحرر من الاستعمار لكي نكون أحراراً وتوحدنا من أجل أن نكون أحراراً “.
وأكد فخامته ” ان قوتنا في وحدتنا وأمننا واستقرارنا وتنميتنا في ظل الوحدة ولا تنمية دون أمن واستقرار، وأشاهد اليوم طرق الاسفلت القديمة واقارنها بالطرق اليوم انها اصبحت اشبه بالكرافتة مقارنة بما يتم انجازه اليوم من طرق، وانظر الى وجوه المواطنين لاجدها مليئة بالفرح والاطمئنان، ففي ظل الوحدة ينعم المواطن بالامن والامان وتجاوزنا في هذه المحافظة وغيرها مرحلة الخوف والصراعات والتآمر، والان الجميع آمنون مستقرون ومطمأنون على اعراضهم واموالهم فالأمن هو الاساس والاستقرار هو التنمية والوحدة الوطنية والاخاء.
وقال فخامة الرئيس لقد مر 18 عاما منذ قيام الوحدة المباركة لم تسال فيها قطرة دم في كل انحاء الوطن ما عدا احداث صعدة، لكن انتم تعرفون انه خلال 15 سنة من النظام الشمولي كانت الصراعات في الوطن وكل واحد يعمل وجبه وكان الشعب هو المضحي والآن صارت 18 سنة دون صراعات وهذه نعمة من الله وكل رؤوسنا فوق اجسادنا ولا تصفيات جماعية أو فردية”.
واستطرد فخامته قائلا” نحن نريد أن نحول كل الطاقات للبناء واعمار الوطن ويجب ان تكون عقيدة الناس هي الثقة لا الشك وان تكون الثقة هي الاساس وليس الشك لأنه من المؤسف انه في كثير من الأوقات يكون الشك هو الأساس والثقة هي الاستثناء ونحن نريد العكس أي ان تكون الثقة هي الأساس والشك هو الاستثناء، وعلينا ان نجسد ثقافة جديدة في أن يكون الشك هو الحالة الاستثنائية والثقة هي الاساس فالذي حدث في الماضي هو نتيجة الشك وغياب الثقة ولذلك جرت تلك التصفيات”.
وأكد فخامة الرئيس على اهمية المشاريع التي تم وضع حجر الاساس لها وعددها 117 مشروعا وبتكلفة تبلغ حوالي 68 مليار ريال، والذي سيضاف لها مبلغ عشرة مليارات ريال سيتم تنفيذها خلال عامي 2009-2010 بما فيها المشروع الاستراتيجي سد حسان.
وجدد فخامته التهاني لابناء المحافظة وكل ابناء الوطن بنجاح انتخابات المحافظين.. واعتبرها خطوة باتجاه الحكم المحلي الواسع الصلاحيات في كل انحاء الوطن.. وقال” الحكم المحلي هو الحل الامثل لكل المحافظات وقد بدأنا بانتخاب المحافظين، وسنأتي الى مدراء المديريات وكل ما كانت هناك موارد فان ذلك سيؤدي الى مضاعفة الاعتمادات، وزيادتها وان شاء الله تنمو الايرادات ويتعاون المواطنين على تنميتها”.
ولفت فخامة رئيس الجمهورية “ان مبلغ الـ78 مليار ريال المخصصة لمحافظة أبين هو تعويض لهذه المحافظة عن الماضي”.