رئيس الجمهورية: اليمن بلد ديموقراطي موحد لامكان فيه العصبية والدولة لن تتهاون مع أي قوى تخل بأمن الوطن واستقراره
وصف فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية زيارته الأخيرة للولايات المتحدة ومشاركته في قمة سي ايلاند لقادة الدول الثماني الصناعية، بانها كانت أكثر من جيدة، حيث اتاحت فرصة لقاء قادة الدول الثماني وتبادل وجهات النظر معهم، سواء حول العلاقات الثنائية او المستجدات الاقليمية والدولية، ومنها الأوضاع في العراق وفلسطين، بالاضافة الى موضوع الاصلاحات المطروحة في المنطقة، وايضاح رؤية اليمن ازاءها.
وقال في حديث اجرته معه صحيفة المستقبل اللبنانية أمس لقد تمكنا من خلال تلك القمة بحث العلاقات ومجالات التعاون المشترك مع قادة الدول الصناعية سواء بصورة ثنائية او جماعية، وبحث السبل الكفيلة بإنجاح عملية الإصلاحات في المنطقة سواء من خلال دعم برامج التنمية وجهود مكافحة الفقر وإنشاء صندوق لدعم التنمية في دول المنطقة والدول النامية، اضافة الى بحث التعاون في مجال مكافحة الارهاب وغيرها من القضايا والتطورات ذات الاهتمام المشترك.
واشار فخامته الى ان اليمن حصلت خلال تلك القمة على دعم لجهود التنمية ومسيرة الديموقراطية فيها.. كما انها حملت الى تلك القمة ليس الرؤية اليمنية ازاء التطورات الجارية في المنطقة فحسب، بل أيضاً الرؤية العربية، سواء ما يتعلق بالأوضاع في العراق او فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي، وضرورة ان تتلازم الاصلاحات الاقتصادية ودعم جهود التنمية مع الاصلاحات السياسية في المنطقة.
وفي رده على سؤال حول الدروس المستفادة من حادثة “الحوثي”؟ وكيفية معالجة الآثار المترتبة عنها.. قال فخامة الاخ الرئيس: ” ما من شك فان موضوع “الحوثي” قد نبهنا الى اشياء مهمة، وربما انشغال الدولة خلال الفترة الماضية سواء بالترتيبات الخاصة بإعادة تحقيق الوحدة والدفاع عنها ازاء المؤامرة التي تعرضت لها والسعي لبناء دولة الوحدة قد ولد بعض الفراغ الفكري او الثقافي الذي تسللت منه مثل هذه الأفكار المتطرفة التي دعا اليها “الحوثي” وامثاله، ولكننا سوف نعمل على سد الفراغ وتلك النتوءات التي حدثت خلال الفترة الماضية واتخاذ الاجراءات الكفيلة بتحصين الشباب من الوقوع في مثل تلك الأفكار المضللة”.. مشددا على ان الدولة لن تتهاون مع أي قوى تخل بأمن الوطن واستقراره أياً كانت اتجاهاتها السياسية.. فاليمن بلد ديموقراطي شوروي موحد لا مكان فيه لأي شكل من أشكال العصبية، كما تؤكد ذلك مبادئ الثورة اليمنية ودستور الجمهورية اليمنية.
واضاف فخامة الاخ الرئيس: ” نحن بصدد تشكيل مجلس اعلى لتوحيد مناهج التعليم العام والتعليم الأهلي والخاص مع اعطاء بعض الخصوصية للتعليم الأهلي والخاص سواء اكان في اطار التعليم العام أو الجامعي”
وفيما يلي نص الحديث:
المستقبل: فخامة الرئيس كيف ترون نهاية موضوع الحوثي؟
الرئيس: الموضوع سوف ينتهي قريباً ان شاء الله وهو إما ان يسلم نفسه او سيجبر على تسليم نفسه بالقوة.. واذا سلم نفسه فإنه سوف تضمن له محاكمة عادلة في كل التهم المنسوبة اليه.
المستقبل: ما هي الدروس التي استفدتموها من حادثة “الحوثي”؟ وكيف ستعالجون الآثار لمترتبة عنها خاصة ما يتصل منها بمواجهة الأفكار المتطرفة التي دعا اليها؟
الرئيس: نحن بصدد تشكيل مجلس اعلى لتوحيد مناهج التعليم العام والتعليم الأهلي والخاص مع اعطاء بعض الخصوصية للتعليم الأهلي والخاص سواء اكان في اطار التعليم العام أو الجامعي. وما من شك فان موضوع “الحوثي” قد نبهنا الى اشياء مهمة وربما انشغال الدولة خلال الفترة الماضية سواء بالترتيبات الخاصة بإعادة تحقيق الوحدة والدفاع عنها ازاء المؤامرة التي تعرضت لها والسعي لبناء دولة الوحدة قد ولد بعض الفراغ الفكري او الثقافي الذي تسللت منه مثل هذه الأفكار المتطرفة التي دعا اليها “الحوثي” وامثاله، ولكننا سوف نعمل على سد الفراغ وتلك النتوءات التي حدثت خلال الفترة الماضية واتخاذ الاجراءات الكفيلة بتحصين الشباب من الوقوع في مثل تلك الأفكار المضللة.. ولن نتهاون مع أي قوى تخل بأمن الوطن واستقراره أياً كانت اتجاهاتها السياسية، ولا مكان لأي فكر يثير الطائفية والمذهبية ويمس الوحدة الوطنية.. فاليمن بلد ديموقراطي شوروي موحد لا مكان فيه لأي شكل من أشكال العصبية ومبادئ الثورة اليمنية ودستور الجمهورية اليمنية يؤكدان ذلك المستقبل: هل تتهمون فخامة الرئيس أي جهة خارجية بالوقوف وراء “الحوثي” واتباعه؟
الرئيس: نحن نتهم جهات خارجية، لكن لا نستطيع ان نشير بأصابع الاتهام لأي دولة أو حزب.. لكن يظل هناك تساؤل لدينا من أين لهذا المدعو “الحوثي” كل هذه الأموال.. هو يدفع لكل شاب يدفع به لترديد شعاراته مئة دولار أميركي أي ما يساوي ثمانية عشر ألف ريال يمني وهو مبلغ كبير فمن أين له هذا المال؟ ومن هي الجهة التي تموله بذلك؟ وما هي مصلحته من وراء ذلك؟.. نحن حالياً بصدد اجراء التحريات والبحث عن هذه المصادر لأنه لا يمكن ان تكون مصادر التمويل محلية.. وبتعاون بعض الجهات الإقليمية من الدول الشقيقة والصديقة نحن نبحث للكشف عن هذا الأمر والبحث في مصادر هذا التمويل… أما فيما يخص صِلاته فهو يعترف بأنه ذهب مع والده الى ايران ومكثا لفترة امتدت لعدة اشهر في قم كما قام بزيارة الى حزب الله في لبنان، لكن لا نستطيع ان نؤكد أن لديه دعماً من هذه الجهة او تلك، وحزب الله ينفي ان يكون له صلة “بالحوثي” ونحن نكن لحزب الله وقيادته كل تقدير واحترام ويحظى الحزب وقيادته باعجاب القيادة والحكومة لمواقفه في مقارعة الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان… ولقد وجدت مع “الحوثي” واتباعه بعض الكتب والمطبوعات الفاخرة التي طبعت في بيروت عن الشيعة والاثني عشرية. هذه هي بعض المؤشرات التي حصلنا عليها ولكن يجري التحري حولها.
المستقبل: ماذا حققت زيارتكم الأخيرة الى الولايات المتحدة ومشاركتكم في قمة سي ايلاند لقادة الدول الثمان الصناعية؟
الرئيس: الزيارة كانت أكثر من جيدة فقد اتاحت لنا فرصة لقاء قادة الدول الثمان وتبادلنا معهم وجهات النظر سواء حول العلاقات الثنائية او المستجدات الاقليمية والدولية ومنها الأوضاع في العراق وفلسطين بالاضافة الى موضوع الاصلاحات المطروحة في المنطقة وأوضحنا رؤيتنا ازاءها.. وفي الحقيقة ان لقاء هؤلاء القادة مجتمعين قد وفر علينا القيام بزيارات لهذه الدول وهو ما كان سيستغرق عدة أيام للقيام به ولكننا خلال تلك القمة تمكنا من بحث العلاقات ومجالات التعاون المشترك سواء بصورة ثنائية او جماعية وبحث السبل الكفيلة بإنجاح عملية الإصلاحات في المنطقة سواء من خلال دعم برامج التنمية وجهود مكافحة الفقر وإنشاء صندوق لدعم التنمية في دول المنطقة والدول النامية.. وقد حصلت اليمن خلال تلك القمة على دعم لجهود لتنمية ومسيرة الديموقراطية فيها.. كما ان اليمن قد حملت الى تلك القمة ليس الرؤية اليمنية ازاء التطورات الجارية في المنطقة فحسب بل أيضاً الرؤية العربية سواء ما يتعلق بالأوضاع في العراق او فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي وحول ضرورة ان تتلازم الاصلاحات الاقتصادية ودعم جهود التنمية مع الاصلاحات السياسية في المنطقة.. كما تم بحث التعاون في مجال مكافحة الارهاب وغيرها من القضايا والتطورات ذات الاهتمام المشترك.