رئيس الجمهورية: العصر عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان وعلي الشعوب المشاركة في صنع القرار.
دعا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الي ضرورة مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم وان يكون العلم والتعليم الوسيلة للوصول الي مشارف الحداثة التى تتطلع أليها اليمن مشيرا الي النهضة العلمية التى تشهدها البلاد والمتمثلة في انتشار مؤسسات التأهيل العلمي والجامعات.
وقال فخامتة في كلمة له بحفل تخرج الدفعة الرابعة وتكريم أوائل الخريجين من حملة البكالوريوس، والخريجين في مجال الدراسات العليا للعام الجامعي 2002م، 2003 بمحافظة الحديده. ” لقد أنشأت 8 جامعات حكومية بدلا من جامعة واحدة هي جامعة صنعاء، بالإضافة إلى عدد من الجامعات الأهلية، وأي نهضة زراعية أو صناعية لا تكون ألا في ظل وجود نهضة تعليمية، فالتعليم هو الأساس وبه نعوض ما فات من العهود الماضية خاصة خلال الفترة التي عاش فيها الوطن صرا عات سياسية ومصاعب اقتصادية وتجمد خلالها التعليم تقريباً.
ووجه فخامته وزارة التربية والتعليم بإدخال مادة اللغة الإنجليزية كمادة أساسية في المدارس وان تجعل اختبار القبول مادة اساسية لقبول الطلاب والطالبات في الجامعات”.
داعيا كافة القوي الوطنية في الساحة الي تحمل مسئولية النهوض بالوطن بالقول ” أن بناء الوطن مسئولية كل أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم الحزبية والسياسية فالوطن يتسع للجميع ومسئولية الجميع، ليس مسئولية الحزب الحاكم بل مسئولية كل القوى الشريفة، وعلى الجميع التنافس من اجل الوطن..
فالحزبية وسيلة وليست غاية وفي إطارها فليتنافس المتنافسون من أجل تقديم الأفضل للوطن”.
وأضاف، أن شعبنا عظيم وهو يقيم ويعرف كامل المعرفة من الذي يخدم الوطن ومن
وأشار فخامته الي منهجية التطوير التى تتبناها الحومة والمتمثلة في السير بشكل متواز بكل خطوط التنمية قائلا في هذا الصدد “التنمية متوازية ومتلازمة في المجال الثقافي والسياسي والخدمي
وفي مجال الأمن وبناء القوات المسلحة.. فليس من الممكن بناء تنمية زراعية وصناعية وانتشار أمني دون وجود تنمية ثقافية وتعليمية بل جميعها تمثل عصبة وسلة واحدة متلازمة”.
وقال فخامته، أن الأمن وسيلة لتأمين المواطنين والتنمية ، والجيش مهمته دفاعية لتأمين الوطن لا إرهابه كما يحصل في بعض الأنظمة الديكتاتورية التي لا تؤمن الديمقراطية، والعصر عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان.. فقد انتهي عهد الديكتاتوريات ايا كان شكل النظام أو مسماه، فاذا وجدت ديكتاتورية فلن يعود لها بقاء في هذا العصر الذي هو عصر احترام حقوق الإنسان والرأي والرأي الأخر ومشاركة الشعوب في اتخاذ القرار.
ولابد أن تشارك الشعوب في صناعة القرار والاستماع لرأي الشعب عبر وسائل الإعلام والخطابة والمنابر والرأي والرأي الأخر فليس هناك حاكم ومحكوم هذه نظرية فاشلة ونظرية عفا عليها الزمن، فلابد ان تشارك الشعوب في اتخاذ القرار.
وأشار فخامته إلى أن تساقط بعض الأنظمة في عصرنا اليوم وتآمر الأجنبي على بعض أقطارنا وبلداننا في العالم ا لعربي والاسلامي هو نتيجة لغياب الديمقراطية منوها الى أن العالم يتغير وأنه لا يجوز أن يعيش الناس ألان بعقلية الخمسينيات لأن البعض يظل مشدودا للماضي، وبعد أكثر من 41 عاما منذ قيام الثورة فهو مازال يتغني بالامام احمد او يحيى وينشد للماضي، ونحن نقول للجميع من كبار السن والشباب انشدوا التطور والتكنولوجيان وزيدوا من معارفكم واطلعوا على كل ما هو جديد ومفيد، فالتعليم اليوم غير ما كان عليه في الماضي وتعليم السبعينات غير تغليم التسعينات أو الألفية الثانية والثالثة ، وهناك اناس لديهم القدرة على المواكبة واخرين لا يستطيعون مواكبة الجديد والحداثة، فهناك لغة جديدة ومصطلحات جديدة يجب استيعابها.
وحث فخامتة شريحة الشباب الي نبذ الأفكار الرجعية قائلا.. ” أننا نعتبر شبابنا ثروة بل هم أغلى ثروة وأهم من ثروة النفط أو الزراعة أو الصناعة، وإذا تعلم هذا الجيل التعليم الجيد والممتاز فإنه لن يكون عالة على الوطن والمهمة الملقاة على عاتق هذا الجيل مهمة وطنية كبيرة، فأنتم يا شباب هذا الجيل من ستكونون الحكام وتبنون الوطن بطرق حديثة ومتطورة ومستنيرة بعيداً عن الأفكار المتطرفة والرجعية. والرجعية التي نقصدها هي رجعية الافكار للذين لا يستوعبون.. الرجعية التي تستوطن العقول عند من لا يفهم او يعفل.
من جهة أخري اكد فخامتة موقف اليمن الثابت والمناهض لآفة الارهاب قائلا “أننا عندما نندد الارهاب لان الإرهاب آفة تضر بالأمن والاستقرار والاقتصاد ويسيء لسمعة الوطن.. ونحن في اليمن ضد الإرهاب أياً كانت الجهة التي تتبناه مسيحية أو يهودية أو مسلمة، لكن للأسف أن بعض أجهزة الإعلام الغربية توجه التهمة بالإرهاب للإسلام وتحاول إلصاقها به، في حين إن الإسلام هو دين النور والتسامح والحق دين الحرية والشورى والديمقراطية، فالإسلام ليس ديناً منغلقاً على نفسه.
وندد فخامتة بالإرهاب الإسرائيلي الذي تمارسة آليات القمع الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني الاعزل قائلا “. أن اكبر إرهاب في العالم هو ما تمارسه إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني ولكن ليس لدينا أعلام عربي وإسلامي يفضح ذلك، وما يعانيه الشعب الفلسطيني عار في حق الإنسانية، ومن المؤسف ان العرب يتآمرون ويكيدون لبعضهم البعض ويجعلون من الأجنبي مرجعية فليترفع العرب والمسلمون عن مكائدهم ومؤامراتهم ضد بعضهم البعض فآلياتنا ومعداتنا تحشد ضد بعضنا البعض وليس ضد الأجنبي واكبر دليل على ذلك أن آليات من أقطار عربية غزت أقطار عربية واحتلت أقطار عربية وما تحركت ضد الاجنبي فهل هناك استعداد لمواجهة الغزو الأجنبي”.. نحن اليوم نشاهد الأحداث التي يعاني منها العرب والمسلمين ونقلب القنوات الفضائية سواء (الجزيرة ) او (العربية ) أو هيرا ولم نستطع أن نقول لا للارهاب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، لا لاحتلال العراق ولا لاهانة العرب والمسلمين، فهذه مأساة تواجه الأمة العربية ومنعطف خطير تمر به. أن نطأطىء الرؤوس ونحطها كالنعامة في الرمال لا نقول لا للاحتلال لا لانتهاك أعراض الناس لا لابتزاز الثروة لا للقرصنة في البحار هذا الكلام للأسف غير وارد.
وشدد رئيس الجمهورية علي أن لا تراجع عن الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة وهذا ما يثبت الأمن والاستقرار، مضيفا “لقد أغلقنا السجون السياسية، ولا يوجد في اليمن اليوم سجين رأي سياسي، ويتمتع شعبنا بكل الحرية والرأي والرأي الأخر، ومثل ما أكرمنا شعبنا وقدرنا فإننا نقدره ونبادله الوفاء.
فلماذا يخاف الزعماء على أنفسهم.. انه لعدم وجود العدل، وبدون أن يعدل الحاكم يظل في خوف.