رئيس الجمهورية: على العلماء مسؤولية كبيرة في إرشاد الناس للتخلي عن التطرف
استقبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بمدينة المكلا أصحاب الفضيلة العلماء بمحافظة حضرموت، الذي تبادل معهم التهاني بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة.
سائلين الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الجليلة وقد تحقق لشعبنا ووطننا وامتنا كل ما تصبون إليه من الخير والرفعة والتقدم والسؤدد، وأن يكون العام الهجري الجديد عام خير وسلام وازدهار.
وقد تحدث فخامة الرئيس إلى الاخوة أصحاب الفضيلة العلماء وقال: إنا سعيد كل السعادة أن التقي بابائي وإخواني أصحاب الفضيلة العلماء للاستماع إليهم في كل ما يهمهم أو يسمعونه من الناس، فالأمة الإسلامية تمر اليوم بظروف صعبة وهجمة شرسة ضد الإسلام والمسلمين.
مشيراً إلى غياب العدالة الدولية في قضية الصراع العربي الإسرائيلي ونمو التطرف في بلداننا الإسلامية والذي أعطى ذريعة لأعداء الإسلام لمعاملة أبناء الأمة على ذلك النحو..
وقال: إن على عاتق العلماء الإجلاء والمعتدلين تقع مسئولية كبيرة في إرشاد الناس وأبناءنا الشباب بالتخلي عن التطرف ودعوتهم إلى سلوك الاعتدال، فديننا الإسلامي الحنيف دين العدل والمحبة والتسامح دين ينبذ التطرف والغلو والكراهية.
وقال: إن أبناءنا وإخواننا نشروا الإسلام في آسيا وأفريقيا، وكان لهم الفضل في ذلك وخاصة العلماء الإجلاء من حضرموت، فقد قاموا بواجب كبير فالدين النصحية.. ولهذا فان عليكم واجب نصح الشباب ليسلكوا السلوك الحسن ونحن لا نريد أن نفرط بشبابنا وبتعليمهم التعليم الجيد وان تبحروا في العلم، فالعلم مطلوب للإنسان من المهد إلى اللحد.. وهناك علماء إجلاء وكبار في السن أراهم وهم يستزيدون من العلم والمناصحة فيما بينهم، في حين ان بعض الشباب يأخذون القليل من العلم وأحيانا يأخذون من من ليس لديهم من العلم شيئاً وتكون نتيجة ذلك هو التطرف والغلو ولهذا فإن على عاتق العلماء يقع واجب كبير في نصح الشباب وحثهم على الاعتدال والتعمق في العلوم، فالعلم في الدين ليس مجرد مظهر أو أطلاق لحية، العالم هو من علم الناس وأفادهم بعلمه وحثهم على عدم الوقوع في الرذيلة والجريمة وان تتضافر جهودهم من أجل بناء وطنهم، فالإسلام جد وعمل وإخلاص وتفان، فالوطن بحاجة إلى تنمية وخدمات والى مدارس وجامعات واتصالات وطرق وغيرها، وبحاجة إلى علماء في مختلف التخصصات من أجل اللحاق بالركب الحضاري ومواكبة العصر.
وقال: إن الإسلام هو دين المحبة والقوة والعمل الشجاع وليس دين الكهنوت والضعف والاستكانة.. وأضاف ان علينا ان نرشد أبنائنا الشباب الذين غرر بهم وأصبحوا يلحقوا ضرراً بوطنهم إلى طريق الحق والصواب، وأن ترشدهم إلى ما ينفع وطنهم، فما تعرضت المدمرة الأمريكية ” يو. أس. كول ” أو الباخرة الفرنسية من اعتداء ألحق الضرر باليمن سواءً في مجال السياحة أو الاستثمار أو غيره، فلقد أضر هؤلاء باليمن ومثل هؤلاء بحاجة إلى النصح وخير من يؤثر عليهم هم العلماء.
وأضاف أن الحوار ليس عيباً، ودعوتنا للحوار ليس من مركز الضعف بل لأنه واجبنا وهو واجب أخوي وديني عسى ان يفقه هؤلاء ويعودوا إلى صوابهم، لأنهم تأثروا بأفكارهم من مجموعة خطباء، ومثلما تأثروا بالتطرف فإن على العلماء الإجلاء التأثير فيهم بفكر الاعتدال والحق وثقافة التسامح، وأنا اعلق أمالاً كبيرة على دور العلماء والخطباء المرشدين ليس في حضرموت فحسب بل في كل أنحاء الجمهورية، فالخطيب البارع والصادق والمنصف كل الناس يتأثرون به والخطيب المسيس وغير المنصف سرعان ما يتبخر كل ما يقوله ويصبح كلامه غير مقبول، فالناس لا تتأثر إلا بالصدق والحق وبالحديث المدلل بالبراهين.
وقال: إن الإنسان الكامل والحصيف هو من يعترف بأخطائه ويتجنب الوقوع فيها مرة أخرى وأن يكون صادقاً من نفسه والآخرين، وان لا يتجاهل دور الآخرين ومكانتهم فلا يظن في نفسه الكمال أو العلم بكل شيء، وأملي أن علمائنا أن يكونوا قدوة في سلوكهم وصوتاً مرفوعاً ضد الرذيلة والفساد، وان يدعوا الناس إلى الصلاح والى الوحدة، فما أروع ما تحقق من وحدة الوطن وحيث يلتقي اليوم أبناء الوطن وعلمائه من سيئون والمكلا من زبيد وذمار، وإذا كنا ندعوا إلى وحدة الأمة الإسلامية فإن علينا ان نعمق وحدتنا الوطنية ونستفيد من دروس الماضي وعبره، وكما عبر فضيلة الشيخ عمر بن حفيظ حول ما كان يتعرض له العلماء هنا ليس بهدف كشف الماضي ولكن للتذكير بأن هناك خطأ قد حدث ينبغي عدم تكراره فالوحدة تجب ما قبلها وينبغي ان لا تتكرر الأخطاء أو يحدث للشعب مثلما حصل وعلينا ان نعمل الآن من أجل تعميق الألفة والمحبة وان نحافظ على وحدتنا الوطنية ونضعها في حدقات عيوننا، فالناس سواسية في الوطن وكل شخص يقيم من خلال عمله وإخلاصه وإبداعه، والمهم هو كيف يبني الناس وطنهم وأن يحبوه، فحب الوطن من الإيمان.
وقال الرئيس: انا مرتاح لما يتحقق من مشاريع في هذه المحافظة والأمور تسير بصورة جيدة، ولكن نحث على المزيد من العطاء والبذل من أجل الوطن.
وتمنى الرئيس في ختام كلمته بأن يكون العام الهجري الجديد عام خير وبركة ومحبه وتقدم وسلام.
كما تحدث عدد من الاخوة أصحاب الفضيلة والعلماء ومنهم فضيلة الشيخ علي زين العابدين الجفري.. حيث عبروا عن سعادتهم بهذا اللقاء مع الرئيس.. مشيرين بأن في اجتماع العلماء والقادة صلاح الأمة وخيرها.
موضحين بأن اليمن هي بلد الإيمان والحكمة التي انطلقت منها أنوار الحكمة التي نشرها اليمنيون إلى كل أرجاء المعمورة، موضحين.. لعمل عظيم ان يجتمع العلماء مع رئيسهم لتدارس كل الأمور التي تهم وطنهم وشؤون دينهم. مشيرين بأن اليمن قد مر بظروف وتحديات كثيرة ولكن بفضل الله وحنكة قيادته المتمثلة في الرئيس علي عبدالله صالح استطاع أن يتغلب على الصعاب ويجابه التحديات وأن يحقق الانتصارات والإنجازات وعلى مختلف الأصعدة والمحافل.
داعين الجميع إلى العمل على كل ما من شأنه تعميق وحدة الصف والى التآخي ونبذ الفرقة والتسامح والتآزر والتكافل وخدمة الوطن في شتى الميادين.. مؤكدين بأن المستقبل واعد بالخير والازدهار لكل أبناء الوطن.
حضر اللقاء الاخوة عبد القادر هلال محافظ محافظة حضرموت والعميد محمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية وعدد من المسئولين.