رئيس الجمهورية: أي اتفاق خارج المؤسسات الدستورية فهو مرفوض جملة وتفصيلا
استقبل فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم بدار الرئاسة رموز من مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وأبطال ملحمة السبعين يوما.
و أقام فخامة الرئيس مأدبة إفطار رمضانية حضرها عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي، رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني ونواب رئيس الوزراء ومستشارو رئيس الجمهورية ومدير مكتب رئاسة الجمهورية وأمين عام رئاسة الجمهورية والوالد المناضل القاضي عبد السلام صبرة.
حيث تبادل فخامة رئيس الجمهورية معهم التهاني بمناسبة خواتم شهر رمضان الفضيل وقرب حلول عيد الفطر المبارك.
وقد تحدث فخامة رئيس الجمهورية إلى مناضلي الثورة اليمنية مهنئا إياهم بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
وقال “خواتم مباركة وكل عام وانتم بخير، أنا أرحب ترحيبا حارا بمناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في هذا الشهر المبارك والخواتم المباركة ولنا ذكريات عديدة مع كثير من المناضلين ولكم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تفجير ثورتي سبتمبر وأكتوبر والدفاع عنهما وقدم شعبنا قوافل من الشهداء، فلنترحم على شهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر ونحيي بقية مناضلي الثورة اليمنية على كل ما بذلوه من جهد وماسطروه من بطولات في سبيل انتصار الثورة وانتصار مبادئ الثورة سبتمبر وأكتوبر”.
وأضاف ” ما شهده الوطن من تطورات كبيرة على مختلف الأصعدة تنمويا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا وديمقراطيا هو بفضل تلك التضحيات الغالية الذي قدمت من اجل انتصار الثورة، فهذا الشباب الذي يترعرع اليوم في كنف الثورة هو بفضل جهود هؤلاء المناضلين الكبار الذين لن ينساهم التاريخ ولن تنساهم الأجيال القادمة لتضحياتهم الغالية والكبيرة”.
وتابع ” لقد عشنا معا مع كثير من القيادات وكان لها أدوارا نضالية وبطولية رائعة قبل السبعين وبعد السبعين أثناء حصار العاصمة صنعاء، فكثير منكم كان لهم دورا عظيما فجزاكم الله خيرا عن ما قدمتموه لهذا الوطن، وعلى شبابنا أن يتذكر ويقف ويقرأ ماذا قدم هؤلاء المناضلين الشرفاء والمخلصين من مدنيين وعسكريين وقوات شعبية، فقد قدمت قوافل من الشهداء، وانتصرت الثورة وتحققت التنمية وترجمنا أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر العظيم “.
وخاطب فخامته الحاضرين قائلا” كل ما تحقق تنمويا واجتماعيا وثقافيا وديمقراطيا هو بفضل تلك الدماء الزكية والغالية التي قدمها شعبنا اليمني العظيم،و مهما جاءت أحداث وتطورات وحيكت مؤامرات من أعداء الوطن بقصد إذكاء الصراعات فلا خوف على منجزات ومكاسب ثورة سبتمبر وأكتوبر على الإطلاق ولاخوف على وحدة اليمن، وعلى أحفادكم وأبناؤكم ورفاق سلاحكم ان يتمسكوا بهذه المبادئ العظيمة مبادئ سبتمبر وأكتوبر “.. مشيرا إلى أن ما تحقق في الـ22 من مايو هو ترجمة لأحد أهداف الثورة اليمنية.
وأضاف ” ما يحدث من تحركات أو منغصات ينبغي أن لا تقلقكم فمثلما صمدتم منذ فجرتم الثورة وحتى اليوم، شعبنا اليمني العظيم سيصمد ويواجه كل هذه التحديات “.
واستطرد فخامته قائلا ” كان في السبعين أو قبل السبعين 45 جبهة والآن نحن نواجه عدة محطات أخرى فالمحطة الأولى هي محطة الإرهاب مع تنظيم القاعدة الإرهابي وهو أخبث تنظيم واسواء تنظيم أضر بالاقتصاد الوطني، والمحطة الثانية وهي محطة التنمية التي تعرقل مسارها بسبب الإرهاب فلا سياحة ولا مستثمرين بسبب الإرهاب، والمحطة الثالثة هي من يدعون الحق الإلهي في الحكم ويسعون إلى عودة الإمامة التي رفضها شعبنا عبر ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة، كما يسعى من يقف وراء تلك المزاعم إلى نشر ثقافة لا هي من ثقافة السبتمبريين ولا الإكتوبريين ثقافة مقتها شعبنا ورفضها”.
وتابع قائلا ” الحق بالحكم هو بيد الشعب وعبر صندوق الاقتراع ومن أراد أن يصل إلي كرسي الحكم أو السلطة فعليه أن يتجه دون إحداث أزمات أو صراعات، أن يتجه نحو صندوق الاقتراع في إطار العمل المؤسسي، فمؤسسات الدولة قائمة وعلينا ان نحترم المؤسسات ابتداء من الدستور ونهاية بكل الأنظمة والقوانين السارية “.
وقال” إن أي خروج أو تلاعب ما هو إلا خداع للنفس، وستظل المؤسسات شامخة وقائمة مثلما ناضلنا من اجل وجودها وتثبيتها فهي المرجعية، مرجعيتنا هي مؤسسات الدولة لا وثيقة عهد واتفاق ولا اتفاقيات خارج المؤسسات الدستورية، فأي اتفاق خارج المؤسسات الدستورية او يصر أو يحدث تصدع في المؤسسات الدستورية مرفوض جملة وتفصيلا”.
واستطرد فخامته قائلا” في الإطار المؤسسي لا بأس نتحاور نتفاهم نتنافس علي من يقدم الأفضل لهذا الوطن فالتنافس والحوار جميل ولا ديمقراطية بدون برامج لا بد أن يكون هناك برامج وكل واحد يقدم نفسه للشعب بالبرنامج الذي يوضح أهدافه وماذا سيحقق من منجزات ومكاسب للشعب، بدون ثقافة الكراهية والمناطقية أو أي ثقافات أخرى نعرات مقيتة فالتعصبات القبلية أو الأسرية أو العشائرية والمناطقية مرفوضة، وعلينا أن نحترم الدستور ونحترم ماتم انجازه بعد الـ22 من مايو، فقد اخترنا نظاما سياسيا تعدديا وهذا يحل محل التعصب المناطقي والقبلي ولا يمكن ان يكون التعصب العشائري والقبلي فوق الدستور او فوق النظام والدستور والنظام والقانون وينبغي احترام مؤسسات الدولة كسلطات تشريعية وتنفيذية وشوروية وقضائية “.
وأردف قائلا:” سنعمل بكل قوة وبكل ما استطعنا للحفاظ علي هذه المؤسسات لان هذه المؤسسات لم تأت من فراغ وإنما جاءت تتويجا لنضال وطني شاق، ناضل فيه العسكري والمثقف والأديب والشاعر وناضلت فيها كل القوى الوطنية والسياسية من اجل إيجاد نظام مؤسسي دون التلاعب بالألفاظ”.
وقال فخامة الرئيس ” نحن دعينا إلى حوار بين كل القوى السياسية للتحاور والتفاهم للوصول الي قواسم مشتركة للسير بالبلاد نحو شاطئ الأمان لأن أي شيء يحدث لهذا السفينة ستغرق بمن فيها، لا أحد يعتقد انه ناج من الغرق وبإذن الله وبعونه تعالى لن تغرق هذه السفينة لأنها في أياد أمينة ومخلصة، وأؤكد بهذه المناسبة وانا استقبل آباءً وإخوانا وزملاءً ارتبطنا معا منذ فجر الثورة اليمنية المباركة وحتى اليوم ونحن في خندق واحد أن مسيرة الثورة ستواصل سيرها إلي الأمام ولن تتوقف على الإطلاق، بفضل تضحياتكم الغالية والكبيرة التي قدمتموها “.
وأختتم فخامة رئيس الجمهورية كلمته قائلاً ” هناك رفاق وزملاء استشهدوا من أجل الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية وانتم
سهرتم وعانيتم وبذلتم كل مافي استطاعتكم من اجل أن تنتصر الثورة والجمهورية والحرية والوحدة والديمقراطية، فأرحب بكم وأحييكم وأهنئكم بخواتم شهر رمضان المبارك ونؤكد أنكم ستظلون موضع رعاية واهتمام مني شخصيا ومن كل القيادات السياسية الوطنية التي سترعاكم وتقف إلى جانبكم.. ولن ننسى دوركم علي الإطلاق، فتحية لكم مرة أخرى وأهنئكم بقدوم عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير.