قمة يمنية فرنسية بقصر الاليزية تبحث مجالات التعاون بين باريس وصنعاء
قام الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بزيارة لجمهورية فرنسا الصديقة اليوم تلبية للدعوة الموجهة اليه من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي كان في استقباله في قصر الاليزية.
وبعد أن جرت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمية المعتادة عقدت قمة يمنية – فرنسية بين الرئيسين بحث خلالها الرئيسان سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك والشراكة القائمة بين البلدين وعلى مختلف الاصعدة.
كما جرى بحث وتبادل وجهات النظر ازاء تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والمستجدات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الاوضاع في فلسطين والعراق والصومال ومنطقة القرن الافريقي والملف النووي الايراني، بالاضافة الى الجهود الدولية المبذولة في مجال مكافحة الارهاب.
وفي بداية اللقاء جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك التهنئة للرئيس علي عبدالله صالح على نجاح الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدتها اليمن في سبتمبر الماضي وعلى الثقة التي منحها لفخامته مجددا الشعب اليمني لقيادة مسيرة التنمية خلال الفترة القادمة.
واشاد الرئيس شيراك بما تضمنته التقارير الدولية من تأكيدات على نزاهة وشفافية الانتخابات الرئاسية والمحلية، وماشهدته من تنافس شديد.. وقال “انها نتائج رائعة للديمقراطية الحقيقية التي تنتهجها اليمن. كما هنأ الرئيس الفرنسي فخامة الرئيس على نجاح مؤتمر المانحين بلندن، مؤكدا مواصلة دعم فرنسا لمسيرة التنمية والديمقراطية وزيادة حجم المساعدات الفرنسية لليمن.
واطلع الرئيس شيراك فخامة الرئيس على المبادرة الفرنسية الجديدة مع عدد من الدول الاوروبية ومنها اسبانيا وإيطاليا من أجل تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط والدفع بها قدما وبما من شأنه ايجاد تسوية سلمية عادلة للصراع العربي الاسرائيلي، واكد دعمه لجهود اليمن المبذولة من اجل المصالحة واحلال السلام في الصومال.
حضر المباحثات الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهوية والدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية والمغتربين وعبدالله حسين البشيري وزير الدولة امين عام رئاسة الجمهورية وامير العيدروس سفير اليمن لدى فرنسا.
فيما حضرها من الجانب الفرنسي دومنيك المستشار السياسي للرئيس شيراك وجل جوتيه السفير الفرنسي بصنعاء.
وعقب القمة اليمنية الفرنسية ادلى رئيس الجمهورية بتصريح لوسائل الاعلام قال فيه: “كان لقاؤنا مع الرئيس شيراك ممتاز ، حيث بحثنا المبادرة الفرنسية الاسبانية وما قوبلت به من رد فعل سريع من قبل اسرائيل تمثل في رفضها لهذه المبادرة “.
واضاف ” نحن كنا متوقعين هذا الرفض من اسرائيل، كما سبق وان رفضت المبادرات السابقة وكل قرارات الشرعية الدولية ورمت بها عرض الحائط، ولهذا فان اسرائيل تتحمل كافة النتائج جراء العبث والصلف الذي تقابل به قرارات الشرعية الدولية والمبادرات”.
وأضاف: بحثنا مع الرئيس شيراك ايضا الاوضاع في الصومال والعراق والملف النووي الايراني، وكانت وجهات النظر الى حد كبير متطابقة مع الجانب الفرنسي.
وكان الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد وصل الى فرنسا صباح اليوم، حيث كان في استقباله عدد من المسئولين الفرنسيين، وامير العيدروس سفير بلادنا لدى فرنسا واعضاء السفارة وممثلي الجالية اليمنية وعدد من الطلاب اليمنيين الدارسين بفرنسا.
وقد أدلى فخامة الرئيس لدى وصوله بتصريح لوسائل الاعلام عبر فيه عن اصدق مشاعر الود والتقدير لجمهورية فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا.
وقال: ” هذه الزيارة تأتي في اطار استمرار التواصل والتشاور المستمر مع صديقي العزيز فخامة الرئيس جاك شيراك حول مجمل القضايا والمستجدات الاقليمية والدولية التي تهم بلدينا الصديقين، وفي مقدمتها الاوضاع في العراق وفلسطين والصومال ومنطقة القرن الافريقي، بالاضافة الى بحث التحركات الفرنسية الجديدة مع عدد من الدول الاوروبية من اجل الدفع بعملية السلام في المنطقة، باعتبار ان السلام الدائم والعادل في المنطقة هو الكفيل بتحقيق الاستقرار وانجاح الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الارهاب، وهو مابات يدركه الجميع”.
مؤكدا بان هذه الزيارة تعبر عن مستوى ما وصلت اليه علاقة الصداقة والشراكة بين البلدين الصديقين.
ومضى قائلا ” فرنسا من الدول التي تدعم اليمن في معركته من اجل التنمية والتطور، ولأنها احد الدول المؤثرة في المجتمع الدولي فإن مواقفها في دعم اليمن لاشك سينعكس على العديد من الدول خاصة الاتحاد الاوروبي الذي له ادوار مشكورة في مساندة المواقف اليمنية على اكثر من صعيد”.
واضاف ” نحن على ثقة بان هذه الزيارة وما سيتمخض عنها سيكون لها عظيم الاثر على صعيد الدفع بالعلاقات المتميزة بين بلدينا الصديقين، وفرنسا من الدول الداعمة لمسيرة التنمية والديمقراطية في اليمن سواء في الاطار الثنائي او في اطار الاتحاد الاوروبي”.
واختتم الرئيس تصريحة قائلا ” وبهذه المناسبة لاننسى ان نعبر عن ارتياحنا لنتائج مؤتمر المانحين بلندن الذي كان ناجحا بكل المقاييس، وكان للاتحاد الاوروبي دور مهم في انجاح المؤتمر والخروج منه بالنتائج المرجوة”.