نص مقابلة رئيس الجمهورية مع قناة روسيا اليوم: 28 أبريل 2011
القناة: بداية اود اسئلكم عن تقييمكم لاسباب الازمة الحادثة في اليمن في الوقت الحالي ماهي الاسباب الحقيقة الخفية خلف كواليس هذه الازمة؟
الرئيس: الازمة ليست حديثة العهد.. انما هي منذ 2006م عندما جرت الانتخابات الرئاسية التنافسية بين المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه واحزاب اللقاء المشترك.. ورغم انها كانت انتخابات نزيهه وتحت رقابة دولية ومشهود لها بالنزاهة.. إلا انهم لم يقبلوا بالديمقراطية ولا بالنتائج.. وانما قبلو بها على مضض واتجهوا بعدها الى تصعيد الاحتجاجات والاعتراضات والمسيرات والاعتصامات من وقت مبكر.
لكن الاحداث الاخيرة خاصة بعدما شهدته تونس ومصر.. ظهروا من خلال القنوات الفضائية وبالذات قناة الجزيرة يقلدوا ماحدث في تونس وماحدث في مصر وماحدث في البحرين وماحدث في اكثر من مكان.
هم قلدوا ماحدث تحت مسمى الفوضي الخلاقة وهي ثقافة ما يسمي باحزاب اللقاء المشترك بحيث تصاعدت الاعتصامات كل يوم والتقطعات في الطرقات وإعاقة وصول مادة الغاز والنفط من حقول مارب وكذا تفجير انابيب النفط في مارب.. وهم يعتقدون بان تصعيد الازمة سيكون في صالحهم نتيجة انقطاع الغاز.. ولكن بالعكس المواطن احتج على تصرفاتهم الغوغائية والفوضوية واعتبر من يقومون بها قطاع طرق وخارجين عن النظام والقانون.. وهؤلاء هم الان معتصمين في ساحة التغرير وليس ساحة التغيير ساحة التغرير بالبسطاء من الناس.
ولو شاهدت اخر مشهد يوم امس عندما هاجمو احد المخيمات في الاستاد الرياضي للمؤيدين للشرعية للاحظت العبث الكبير الذي ادى الى جرح حوالى ثلاثمائة جريح وحوالى خمسة قتلى من المؤيدين للشرعية الدستورية.
وكان توجههم في حقيقة الامر هو اقتحام للمخيم وايضا لمحطة التلفزيون فتصدى لهم الجمهور المؤيد للشرعية والذي يمثل السواد الاعظم.
فهم في حالة هستيرية وفوضي غير قابلين بالحوار غير قابلين وبالوساطات سواء كانت وساطات محلية من شخصيات اجتماعية ومشايخ وقبائل وسياسيين أو من وساطات بعثات دبلوماسية مثل الاتحاد الاوروبي والسفير الامريكي بالذات فهم يسعون إلى انهاء الشرعية الدستورية التى هي في الاساس إلى 2013م.. وكانوا قد طلبوا ان تكون الى 2011م قبلنا بها من اجل انهاء هذه الفوضي وانهاء هذا التمرد وانهاء هذا الاعتصامات التى شلت حركة التنمية واقلقت المواطن.. ولكنهم رفضوها رغم انهم قدمو هذه المبادرة وحطو راسهم براس النظام.. والان هناك وساطة خليجية وساطة خليجية تدعو الى حكومة وفاق وطني وان تشكل من المعارضة والمؤتمر وحلفاءه ونحن قبلنا بهذه الوساطة عسى ان تعمل انفراج لكنهم ضد الوساطة واشترطوا شروط تعجيزية رغم انهم اعلنوا قبولهم بها وهم في حقيقة الامر يضعوا شروط تعجيزية ومنها قبولهم بالوساطة لكن دون انهاء الاعتصامات أو الاسباب السياسية والامنية.
لانه في اسباب سياسية واسباب امنية لازم تنهي الاعتصامات ومنها ضرورة تسليم الجناه الى القضاء وانهاء حالة التمرد التي حصلت في بعض وحدات الجيش على ان يسلموا انفسهم ويخرجوا خارج البلاد من العسكريين والمدنيين المحرضين وبدون ان نذكر اسماءهم فهم معروفين ويريدون ان ياخذوا من هذه المبادرة الخليجية ما يريدون ويرفضون ما لا يريدوه.
في حين انها منظومة متكاملة لازم تنفذ بأكملها وبحسب بنودها واولوياتها فلايجوز ان تنتقل من بند الى بند أو من فقرة الى فقرة أو من رقم الى رقم.. ونحن رحبنا بها ومستعدين للتوقيع عليها وليس لنا تحفظ على بعض ناس في داخل الوطن وانما تحفظ من بعض الوسطاء في مجلس التعاون الخليجي لانهم ضالعين في مؤامرة يمولون ويتواصلون باستمرار مع المعارضة فدولة قطر هي الان التي تقوم بتمويل الفوضي في اليمن وفي مصر وفي سوريا وفي كل الوطن العربي عندهم مال كثير وتعدادهم صغير ولايعرفو التصرف به ولهم رغبة في ان يكونوا دولة عظماء في المنطقة من خلال قناة الجزيرة ولعلك تابعت استقالة عدد من المذيعين أو العاملين في قناة الجزيرة نتيجة ذلك لانها اصبحت قناة غير مهنية وغير مسؤولة وتدار بادارة استفزازية للوطن العربي كله حتي بعض الدول الاوروبية لديها اجندة خاصة بها فنأئسف لهذا التصرف والتهور والضلوع في هذه المؤامرة.. نحن نعتبرها مؤامرة وسنتحفظ على التوقيع على المبادرة في حال حضور ممثل قطر في الاجتماع مع وزراء خارجية مجلس التعاون..
فنحن قابلين باعضاء مجلس التعاون كلهم عدا قطر مادام وهي ضالعة وعلى تواصل والمال اليوم يتدفق الى اليمن لاثارة الفوضي والقلاقل واراقة الدم في اليمن مستغلة هذا الظرف السياسي استغلالا سيئا.. فنحن نأسف لضلوعها في مؤامرة ليس في اليمن فحسب ولكن في الوطن العربي كله.
وان شاء الله اذا توفقنا يوم الاثنين وحكمت المعارضة العقل والمنطق وانصاعو الى كلمة الحق فنحن نرحب بالحوار ونرحب بالوساطة.
القناة: ترى المعارضة اليمنية بانكم تتحدثون تارة عن قبولكم للمبادرة الخليجية وتارة تتحدثون عن الشرعية الدستورية والتنحي عن السلطة في 2013 فهل تربطون تنحيكم بتحقيق التوافق على المبادرة الخليجية ام ان هناك احتمالات وآليات اخرى للقيام بهذه العملية؟
الرئيس: نحن نعتبر قبولنا بالمبادرة جزء من القبول بالاعتراف باننا قبلنا بهذه المبادرة من اجل عدم اراقة الدم اليمني ومن اجل عودة الاوضاع السياسية والاقتصادية الى الوضع الطبيعي.. فنحن قبلنا بها رغم انها في حقيقة الامر عملية انقلابية على الدستور.. ولكن اذا نفذت بنودها كما هي فنحن نرحب بها واذا هناك انتقائية فهي ستكون مرفوضة باعتبارها منظومة متكاملة فسيكون من الصعب التنفيذ في حال الانتقاء.. ونؤكد قبولنا لكل بنودها وسنوقع عليها ونتمني من الاخوة وزراء خارجية مجلس التعاون ان يضعوا آلية لتنفيذ هذه الاتفاقية.
القناة: فخامة الرئيس ماهو التوقيت المناسب لنقل السلطة حسب رايكم وماهي رؤيتكم لمستقبلكم السياسي في حالة التنحي؟
الرئيس: بالنسبة لنقل السلطة كما ورد في المبادرة لا يوجد لدينا اي تحفظ.. وبالنسبة لمستقبلنا السياسي فأنا سابقي رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام حتي يعقد اجتماعه ويختار قيادة جديدة.. وسأحتفظ بالعمل السياسي داخل الحزب.
القناة: هل ستدخلون مرة اخرى الى الحقل سياسي.. الى السلطة؟
الرئيس: لا فالسلطة تعتبر بالنسبة لي موضوع منتهي.. لا مرشحا ولا مورثا ولا شيئا من هذا القبيل.. لكن سأبقى رئيسا للحزب لاني من كونه في 82م ولا يمكن ان اتركه الا بعد انتخاب قيادة جديدة.
القناة: اتهمتكم المعارضة بقمع الاحتجاجات واستخدام القوة المفرطة فماهو ردكم على هذا الاتهام؟
الرئيس: هذا غير صحيح هم الذين يقومون بمهاجمة المخيمات والمعسكرات التابعة للشرعية الدستورية ويعبثون مثلما عبثوا امس.. وتسببوا باكثر من خمسة قتلى وثلاثمائة جريح.. فالامن ليس عنده اي تعليمات من السلطة وقرار السلطة من مجلس الدفاع الوطني الذي يقضي بعدم استخدام القوة على الاطلاق.. فهم الذين يستخدمون القوة ويستخدمون السلاح.
القناة: كيف تقيمون مواقف القوى الاقليمية والدولية في هذه الازمة وموقف الدول الكبرى والمنظمات الدولية. ؟
الرئيس: اولا اشكر روسيا على موقفها في مجلس الامن فهو موقف ايجابي وبالنسبة للدول الاقليمية وبعض الدول الغربية تعمل على جس النبض مع القوى السياسية لمعرفة من سيكون البديل وكأن الامور مسلمة ان المعارضة هي التي ستستلم السلطة.. فالمعارضة لن تستلم السلطة لان هناك في شراكة حقيقية وحضور فاعل وصاحب الاغلبية هو المؤتمر الشعبي العام.. وهم رافضين الانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية لانهم يعرفون انه ليس لهم حضور.. وقد دعوناهم لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تنافسية.. لكنهم رافضين الانتخابات.. وما يسعون اليه عملية انقلابية في حقيقة الامر.. وتسليمنا لهذه المبادراتوالتخلي عن اكمال الفترة الدستورية حتى 2013م..
انما هو لتجنب اراقة.. بالرغم انها في حقيقة الامر انقلاب على الدستور تماما.. وبعض الدول الاقليمية والغربية راكبه موجة مايحدث في الشرق الاوسط الجديد لان هناك ترتيبات لشرق اوسط جديد.. بدأت ملامحه من خلال ما نشهده من فوضي خلاقة في كل مكان هذا ماحدث فحتي الان لم ترتب الاوضاع في مصر وفي تونس.. فما يجري في كثير من الدول فوضى ولها اجندة واتصورها مؤامرة على المنطقة وبعض القوى السياسية مقلدين حقدا وانتقاما بهدف الوصول الي السلطة باي ثمن لانهم يعتبرون السلطة انها مغنم وليس مغرم.
القناة: وجهت بعض الجهات اتهامات للسلطات اليمنية بالتضيق على عمل الصحفيين سواء المعارضة أو الاجانب فما هو رايكم في هذا الموضوع وكيف اثر سلاح الاعلام على مجريات الامور في البلاد؟
الرئيس: انت موجود الان في اليمن.. من اين المضايقة وانت الان بثلاث قنوات روسية.. فقط هي الوحيدة قناة الجزيرة التى اغلقنا مكاتبها لانها تكذب تماما وتزيف الحقائق وتبث صور قديمة من الارشيف عن احداث اليوم وهي غير مهنية للاسف الشديد ونحن كنا نحترمها ونسهل لها كل شيء ولكن طلعت قناة كذابه ومن ورائها كذاب والقائمين عليها كذابين يزيفون الحقائق.. ومن يتحمل مسؤولية اراقة الدم في الشارع اليمني هي قناة الجزيرة التي تثير الفتن في اليمن وفي الوطن العربي.
القناة: هناك انقسامات في المجتمع اليمني يصعب من خلالها معرفة لمن تؤول الاغلبية في البلاد ولعل خير مثال في ذلك هو موقف اللواء علي محسن الاحمر المقرب منكم سابقا فكيف تصفون موقف علي محسن الاحمر والا تشكل هذه الانشقاقات خطرا على مستقبل اليمن ووحدة اراضيه؟
الرئيس: هو يعني هرب الي الامام.. هو هرب عندما الاعتصامات بجوار مؤخرة الفرقة في حي الجامعة.. فتأثر بالخطابات والاناشيد والوعظ الديني والرقص والهرج والمرج التى كان يسمعها بالمكرفون فهو اعتقد بان النظام سيرحل.. فهرب وانضم كما يقول لثورة الشباب كي ينجو بجلده لانه هو جزء لا يتجزء من النظام ومحسوب على النظام فهو هرب بجلده الي الامام.
القناة: فخامة الرئيس يعني هناك بعض الاتهامات من قبل المعارضة خاصة فيما يخص موقفكم من النساء وذلك بسبب تصريحاتكم التي اتهمت بعض النساء اليمنيات لمخالفة العادات والتقاليد اليمنية فما هو ردكم. ؟
الرئيس: هذا ليس اتهام للمرأة اليمنية فالمراة اليمنية هي اختي وامي وابنتي واحتجاجنا هو على ما يسمي بالاخوان المسلمين الذين كانوا يطالبون بالفصل في المدارس بين البنين والبنات فكان خطابي هو كيف اجزتم لانفسكم هذا وانتم كنتم تطلبون منا الفصل.. فلن نتهم المرأة اليمنية وانما اتهمنا التقلب أو الخطاب السياسي لما يسمي بحزب الاصلاح الذي كان يدعو للفصل بين البنين والبنات والان كيف يسمح ان يجيز لنفسه ما حرمه على الاخرين.. ونؤكد باننا لم نتهم المرأة اليمنية على الاطلاق فالمرأة اليمنية اشرف وانظف من ان يقال عنها اي شيء.. فهم استغلوها ووظفوها استغلالا سيئا.. وادعوا اننا نتهم المرأة اليمنية.. في حين اننا اتهمنا الخطاب السياسي لما يسمي بحركة الاخوان المسلمين بين قوسين الاصلاح.
القناة: بما اننا نمثل وسائل الاعلام الروسية فما هو تقيمكم للعلاقات بين روسيا واليمن والمستقبل الذي ينتظرها سواءا في ظل قيادتكم ام في ظل الحكومات القادمة. ؟
الرئيس: العلاقات اليمنية الروسية علاقات قديمة وتاريخية وقائمة على مصالح وعلى صداقة وعلى اتفاقيات فهي لن تهتز ولن تتاثر على الاطلاق واكبر دليل على ذلك.. الموقف الروسي في مجلس الامن وانا اثني عليه ثناءا كبيرا.. واعتبره موقف ايجابي ورائع وحظي باحترام الشعب اليمني كله.
القناة: ختاما كلمة توجهونها لقوى المعارضة سواء احزاب اللقاء المشترك أو حركة الشباب. ؟
الرئيس: اولا الشباب واضح هذه كلمة شباب ليس هناك حاجة اسمها شباب هم احزاب اللقاء المشترك يركبون ما يسمى بكلمة الشباب بينما هم في الاساس شباب لاحزاب اللقاء المشترك.. اما الشباب فهم معنا.. حركة الشباب معنا سواء الموجودة داخل المخيمات أو خارج المخيمات.. وما هو موجود هي حركة المعارضة الذي يسمي
اللقاء المشترك.. وانا اوجه للمعارضة آخر كلمة.. عودوا الي الحوار للتفاهم.. تعالوا لنتصالح ونتصارح ونتفاهم على كلمة سواء ونضع مصلحة اليمن فوق كل المصالح الحزبية والسياسية الضيقة.
نتفاهم على كلمة سواء عبر الحوار وعبر الصراحة والوضوح.. اما ان تدفعوا بالناس الي المحارق وانتم مختبئين في بيوتكم فهذا لايجوز شرعا.. فالقيادات الحزبية في اللقاء المشترك كلهم محصنين في بيوتهم لا يخرجون منها على الاطلاق.. حتى الضابط على محسن لا يستطيع ان يخرج من غرفة النوم في المعسكر ولا يستطيع الذهاب الى بيته لتناول الطعام.. هو خايف من الشارع.. واخر كلمة اوجهها للمعارضة.. تعالوا نتحاور ونتفاهم من اجل مصلحة اليمن التى هي فوق كل شيء.