نص خطاب فخامة الرئيس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه:
[ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ]
والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وخاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..
الإخوة المواطنون الأعزاء..
الأخوات المواطنات العزيزات..
المؤمنون والمؤمنات في كافة أرجاء المعمورة
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك يسرني أن أزف إليكم أزكى التهاني وأجمل التبريكات من على سرير العلاج من أراضي المملكة العربية السعودية مطمئناً آبائي وأمهاتي.. واخواني واخواتي وأبنائي وبناتي أبناء الشعب اليمني الأوفياء.. وكل الخيرين والمتعاطفين بأننا ولله الحمد والمنّة نتماثل للشفاء أنا وكل المسئولين الذين أصيبوا في ذلكم الحادث الإجرامي الغادر الأثيم، وذلك بفضل عناية الله سبحانه وتعالى ودعوات الصادقين الأوفياء منكم.. وبفضل عناية ورعاية الأشقاء في المملكة وفي مقدمتهم أخي خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
كما يسعدني أن أحييكم من أعماق القلب بتحية الإسلام والسلام..
وفي مستهل هذه الكلمة يسعدني أن أتوجه إليكم وإلى كافة أبناء أمتنا العربية والإسلامية بأماني الخير مقرونة بالابتهال الى الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلادنا وشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية كل المكاره والأخطار بفضل هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك الذي أنزل الله فيه القرآن هدى ورحمة للعالمين، لينير لعباده المؤمنين طريق الخير والرشاد.. ويوضح سبل الهداية والفلاح في الدنيا والآخرة.. ويدعو إلى التآخي والتآلف والوحدة، وينهى عن الفرقة والاختلاف والشقاق، قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}
وقال سبحانه وتعالى:{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} .. فما أحوجنا اليوم أن نمتثل لهذا الأمر الإلهي ونتمسك بالوحدة والألفة والمحبة والإخاء والتكافل بين جميع المسلمين في أنحاء المعمورة، والاحتكام إلى كتاب الله في كل أمورنا، ومن باب أولى امتثالنا لتلك التعاليم والقيم الجليلة والسامية كأبناء شعبٍ واحد يجمعنا وطن واحد ودين واحد فنحن في حقيقة الأمر أسرة واحدة.
وأن نجعل القرآن الكريم مرجعنا في كل أمور الدنيا والدين كما أمر الله سبحانه وتعالى.. وأن نحتكم إليه وأن نعتصم بحبل الله، لأن ما دون ذلك سيجُر البلاد والعباد الى مهاوي الفتنة والهلاك.
الأخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إنه مما يشعرني بالسعادة وعمق الصلة التي تربطني بكم هو أن انتهز هذه الفرصة الدينية العزيزة والغالية على قلوبنا جميعاً من كل عام لتناول عدد من القضايا والمواضيع التي تهم الوطن والمواطن لنكون على بصيرة مشتركة حولها والتطلع دائماً إلى الخير وتحقيق الانجازات؛ لأنه ومع كل الظروف والأحوال التي تعيش فيها بلادنا لا يمكن إلا أن نطلق العنان لآمالنا.. وتطلعاتنا مع استقبال الشهر الفضيل شهر الخير كله والبر والبركات والإحسان.. وأن نعزز من ثقتنا في الله سبحانه وتعالى ونعبر عن عظيم رجائنا فيه وتوسلنا إليه بأن يرحمنا.. ويغفر ذنوبنا.. وان يهدينا سواء السبيل.. وأن يمكنا من أداء فريضة الصوم كما أمرنا خضوعاً وطاعة له وطمعاً في جائزته المخصوصة؛ وقد قال سبحانه في الحديث القدسي.. "الصوم لي وأنا أجزي به" كما أن الرسول الأعظم قد علمنا جانباً عظيماً من معاني وبركات وحسنات هذه الفريضة في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله.. قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطوره وفرحة عند لقاء ربه؛ ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، الصوم جُنَة، الصوم جُنَّة).
نعم الصوم جُنَّة من عذاب الله .. وصراط مستقيم يعبره المؤمنون المتقون إلى رضوانه وجنته.
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
إن النماذج الإيمانية الرائعة تتجلى في عمق الحياة الدنيوية التي نعيشها كما عاشها الأولون من قبلنا عند أولئك الصادقين في إيمانهم والتزامهم وعملهم الذين يخشون الله أشد ما تكون الخشية.. ويتقونه أفضل ما تكون التقوى طوال حياتهم بعيداً عن الرياء والغرور والإدعاء والتعالي على الآخرين، ويتجلى ذلك خلال هذا الشهر في تعبدهم وقيامهم واعتكافهم كما في إنفاقهم وصدقاتهم وفي سلوكهم الإنساني الملتزم بمكارم الأخلاق وصلة الرحم ونصرة الضعفاء ومساعدة المحتاجين والتوسع في فعل الخير.. وعمل البر.. والبذل والسخاء.. جنباً إلى جنب مع حقيقة الإخلاص لله في أداء فريضته.. والقيام بكل الواجبات.. والتفاني في طاعته.. جنياً للأجر والمغفرة، وذلك ما يحتم علينا نحن في اليمن ان نعود إلى هذه الحقيقة التي أكدتها الصفة الجليلة التي خصنا بها النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم عندما قال (أتاكم أهل اليمن هم ارق قلوباً والين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان).. نعم إنني أخاطب المؤمنين.. والحكماء والعقلاء من أبناء شعبنا.. واستنهض همتهم.. واستثير غيرتهم.. وأشد على عزائمهم ليستيقظوا ويتداركوا المخاطر والتحديات.. وقد أحاطت بالوطن كله.. فالحالة السياسية التي وصلت إليها بلادنا بكل ما أحاط ويحيط بها من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية وظروف اجتماعية بالغة الصعوبة توجب علينا جميعاً العمل من أجل تجاوزها.
الإخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
إن هذا الشهر المبارك بأجوائه الروحانية والإيمانية يمثل فرصة لمراجعة النفس والعودة الى الله.. ومحطة لتنقية الروح والسمو بها عن أغراض هذه الدنيا الزائلة.. وهو ما نأمل من الأخوة التجار مراعاة خصوصية هذا الشهر الكريم والابتعاد عن المغالاة في الأسعار وعدم احتكار السلع والخدمات الأساسية والضرورية المتعلقة باحتياجات المواطنين، وقد وجهنا الجهات المختصة بأن تقوم بواجبها في كل المحافظات وبالتعاون مع المجالس المحلية واللجان الأمنية.. وأن تتحمل مسؤولياتها الوطنية في توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للمواطنين خلال هذا الشهر المبارك واتخاذ الإجراءات الحاسمة بحق من يقومون باستغلال الأزمة التي تمر بها البلاد في التلاعب بالأسعار والسلع والخدمات الأساسية وكل من يحاول جعل المواطن البسيط وقوداً للأزمة السياسية.. وحرمانه من الخدمات الأساسية من غذاء ووقود وكهرباء وماء.
كما وجهنا الحكومة بتكثيف نشاطها واتخاذ الإجراءات الحاسمة والسريعة لتوفير المشتقات النفطية واستمرار تدفق التيار الكهربائي لكل المحافظات، ونهيب بالإخوة المواطنين بعدم التقطع والتعرض لناقلات المحروقات من البترول والديزل والغاز.. والتعاون الفعال مع الجهود الحكومية لتأمين وصول احتياجات أبناء الشعب في كل المناطق.. ومنع من يحاول إعاقة الجهود الحكومية في توفير الخدمات الأساسية.
الإخوة والأخوات..
في هذه المناسبة الدينية نؤكد دعوتنا لكل أطياف العمل السياسي في الساحة الوطنية للجوء إلى الحوار كونه المخرج الوحيد والوسيلة المثلى لحل الأزمات والخلافات والتباينات، لأنه لا بديل عن الحوار الذي ينطلق من الثوابت الوطنية والدستور، فهو الوسيلة الحضارية التي تتبعها كل الشعوب الحرة والحية لتحقيق الإصلاح والتغيير نحو الأفضل.
كما نجدد دعوة جميع الأطراف إلى التهدئة ونبذ العنف والتطرف والتخريب.. وعدم التعامل بردود الأفعال مهما كانت الأسباب والمبررات؛ لأن العنف لا يولد سوى العنف.. والصراعات السياسية والحروب يكون المواطن البسيط هو ضحيتها.. كما نؤكد بهذه المناسبة على ضرورة التزام أطياف العمل السياسي بالمبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن كأرضية لحل الأزمة التي تمر بها البلاد، منتهزين هذه الفرصة للإعراب عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلها ويبذلها الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأصدقاء الأمريكيون ودول الاتحاد الأوروبي والأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة.
الإخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن التغيير الذي ينشده الجميع لا يمكن الوصول اليه عن طريق العنف وبث ثقافة الحقد والكراهية وعقلية الانقلابات وحَبْك المؤامرات والدسائس والسعي للتصفيات الجسدية للمنافسين السياسيين، فهذه الأساليب المتخلفة واللاأخلاقية ستفضي إلى المزيد من المتاهات وتعقيد الأمور وتفاقم الأزمة، كما أن هذه الأساليب قد ولّى زمانها بانتهاء الأنظمة الشمولية وبزوغ فجر الوحدة التي جاءت بالتعددية السياسية وحرية الصحافة والمحافظة على حقوق الانسان وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة بآليات ديمقراطية متعارف عليها في كل الدول الديمقراطية في العالم.. وعن طريق صناديق الاقتراع، فالوصول الى السلطة لن يتم بإشاعة الخوف والفوضى.. وقطع الطرقات وتعطيل مصالح الناس وزيادة معاناتهم وحرمانهم من المقومات الأساسية للحياة من الغذاء والماء والكهرباء والوقود، وفي المقدمة افتقارهم للأمن والأمان، وإلحاق الخسائر الفادحة بالمنشآت والمنجزات الكبيرة التي حققها شعبنا بجهوده وعرقه في ظل الثورة والجمهورية والوحدة المباركة التي تحققت بفضل التضحيات الجسيمة والغالية معززة بالحرية والديمقراطية كخيار وطني لشعبنا المكافح الأبي الذي لا يمكن أن يسمح بالتفريط بإرادته وخياراته الوطنية وبمنجزاته ومكاسبه وفي مقدمتها الوحدة التي لا يمكن التفريط بها أو التخاذل في تحمل مسئوليات الدفاع عنها وعن الأمن والاستقرار وصيانة حريات الشعب وحقوقه والحفاظ على نهجه الديمقراطي التعددي مهما حيكت المؤامرات التي تدفعها نزعات الحقد والتطلعات غير المشروعة للوصول إلى السلطة والانقلاب على الشرعية الدستورية في الداخل.. وكذا تحريضات وإغراءات بعض الحاقدين في الخارج على الأمن والاستقرار في بلادنا، ومع ذلك كله فإن وحدة الوطن سندافع عنها بكل ما نستطيع مثلما حافظنا على الثورة ونظامها الجمهوري الخالد.. ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا أو لأحد من كان فردا أو جماعة أو حزباً الوقوف في طريق تحقيق طموحات الشعب المشروعة في التطوير.. والتغيير وبالأسلوب الديمقراطي الحر والنزيه بعيداً عن أساليب تزييف وعي الشعب وقلب الحقائق وتوظيف النعرات القبلية المقيتة والعصبيات المناطقية المفضوحة، وأن نعمل جميعاً على تجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر القواعد الدستورية والديمقراطية.
وفي هذا الطريق لا بد لنا أيضا أن نعمل على دعم ومساندة المساعي الوطنية الجادة والمسئولة لتحقيق وفاق وطني شامل ترضى عنه وتلتزم به كافة الأطراف السياسية للخروج من المحنة السياسية القائمة.. ومعالجة كافة القضايا والمشكلات.. وتحقيق التغيير المنشود في النظام السياسي.. وتحقيق كل الإصلاحات في بنية مؤسسات الدولة المركزية والمحلية.. وإنجاز الحكم المحلي كامل الصلاحيات.
وفي هذا الاتجاه فإننا نشيد بالجهود الوطنية المخلصة التي يقوم بها الأخ الفريق عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في اتجاه حل الأزمة، والحوار الذي يجريه مع الأطراف السياسية.. ونتطلع إلى التجاوب مع جهوده الخيرة.. لما من شأنه تجنيب المواطن المعاناة وتوفير الخدمات الأساسية.. وأن تتفاعل كافة القوى السياسية بشكل جاد ومسئول مع تلك الجهود وذلك لرأب الصدع والخروج من الأزمة الراهنة.. وأن يضع الجميع المصالح الوطنية العليا أمام أعينهم وفوق ما عداها من المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.. وتغليب لغة الحكمة والعقل.. والترفع فوق الصغائر.. من أجل أن يسود الأمن والاستقرار.. وتسود الطمأنينة والسلم الأهلي كل ربوع الوطن.. وتعود مشاعر الود والإخاء بين كافة أبنائه، فبالمزيد من الحوار والتفاهم والعقلانية سيصل الجميع إلى الوفاق وإلى تحقيق تطلعات أبنائنا الشباب وكافة شرائح شعبنا اليمني العظيم في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل.
الأخوة المواطنون الأعزاء..
الأخوات المواطنات العزيزات..
لا شك أن كل أبناء شعبنا لا يمكن أن يتساهلوا أو يحيدوا قيد أنملة بشأن إحقاق الحق.. والوصول إلى حكم العدالة بشأن أولئك المجرمين القتلة الذين ارتكبوا أبشع جرائم الغدر والإرهاب والخيانة عن إرادة عمدية.. وقصد وترصد؛ فقد تآمروا وخططوا ودبروا ونفذوا.. فأزهقوا الأرواح الطاهرة.. وسفكوا الدماء الزكية.. ومارسوا الدمار والتخريب.. إن هؤلاء المجرمين الجبناء لا بد أن تطالهم يد العدالة ويقول فيهم القضاء العادل كلمته الفاصلة.. وإننا ونحن نترحم على أرواح كل الشهداء لنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع مغفرته وأن يشملهم بشآبيب رحمته في جنات النعيم بالقرب من الأنبياء والصديقين؛ فهم عند ربهم يرزقون، ونتوسله بالدعاء بأن يشفي جميع المصابين والجرحى وأن يتولاهم بعين عنايته إنه سميع مجيب..
وبهذه المناسبة الدينية الجليلة نحيي بكل الاعتزاز والإكبار والتقدير أولئك الأبطال الأشاوس من أبناء القوات المسلحة والأمن المرابطين في مواقع الشرف والبطولة وفي ساحات الوغى وميادين التأهيل والتدريب، والذين هم صمام أمان الثورة والجمهورية والوحدة وحماة الوطن والشرعية الدستورية.. والذين لم ينحرفوا ولم يتخلوا عن المبادئ والقيم التي وهبوا أنفسهم من أجلها.. وعاهدوا الله والوطن على التمسك بها والحفاظ عليها.. والتضحية في سبيلها.. ولم تخدعهم المغريات وحملات التضليل والكذب وتزييف الحقائق بهدف الإيقاع بهم في براثن الانحراف أو التفريط بتلك القيم ونكث العهود والخروج عن الشرعية.. فظلوا صامدين وسيظلون كذلك في كل الظروف والأحوال يؤدون الواجب الوطني المقدس في القيام بمسئولياتهم في الدفاع عن سيادة واستقلال الوطن وسلامة أراضيه.. والتصدي لعناصر الإرهاب والتطرف والتخريب وكل الخارجين على النظام والقانون.. ولكل من يحاول الإخلال بالأمن والاستقرار.. وإقلاق السكينة العامة وإخافة الناس الآمنين.. وإشاعة الفوضى والعبث بمقدرات الوطن والمواطنين.
ولا يفوتني هنا أن أتوجه بالشكر والتقدير لكل أبناء شعبنا الوفي رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً على ما غمروني به من مشاعر الحب والوفاء، وهذا ليس بغريب على شعب وصفه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة، فأنتم– يا أبناء شعبنا اليمني الأبي- أحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفاد الفاتحين، وقد سطر التاريخ بحروف من نور مواقفكم النبيلة وأخلاقكم الأصيلة وثباتكم وصمودكم الأسطوري على الحق، فالجبال الشامخات لكم.. ونفوسكم مثيلٌ لها في الشموخ والثبات.
كما أتوجه بعظيم الشكر وكبير الامتنان لأخي خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وأصحاب السمو الأمراء وكافة أبناء الشعب السعودي الشقيق وحكومته الرشيدة على كرم الضيافة وتسخير كافة الإمكانات والرعاية الطبية والاهتمام بنا وبرئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشورى ونائبي رئيس مجلس الوزراء والمسئولين المدنيين والعسكريين الذين أصيبوا معنا في حادث الاعتداء الآثم والغادر في جامع النهدين.. ولا زالوا يخضعون للعلاج في مستشفيات المملكة.
لقد كان جلالته خير أخٍ.. فلم يدّخر جهدا في توفير أعلى درجات العناية الطبية والرعاية والاهتمام، وهذا ليس بغريب عليه وعلى إخوانه أصحاب السمو الأمراء، وهو المعروف بمواقفه العربية والإسلامية الأصيلة والنبيلة والمبدئية.. وبشهامته ومروءته التي لا تتغير ولا تتبدل.
كما نزجي الشكر لكل القادة الأشقاء الذين وقفوا معنا من اللحظات الأولى لوقوع الجريمة النكراء وتقديم كل وسائل العون سواءً أشقاؤنا في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في المملكة الأردنية الهاشمية، وكل من سأل واهتم وتابع وعبّر عن وقوفه مع الشعب اليمني وقيادته ووحدته وحريته وأمنه واستقراره من الأشقاء والأصدقاء، فلهم الشكر والامتنان باسمي شخصياً والقيادة والحكومة وكل أبناء الشعب اليمني الأبي الوفي الذي لن ينسى تلك المواقف وسيظل يعبر عن الامتنان لها.
أيها الإخوة المواطنون الكرام..
مرة أخرى ندعو لتجاوز الماضي.. وأن يكون شهر رمضان المبارك فرصة لالتقاء الجميع للتحاور والتسامح وإزالة التوتر من المدن والطرقات والميادين والساحات.. واستغلال الأجواء الروحانية التي يتسم بها هذا الشهر الكريم للاتفاق على ما يصون الوطن ويحافظ عليه ويجنبه المآسي والويلات.
فلا يمكن لليمن أن يخرج من هذه المحنة في ظل التوتر والتخندق في شوارع العاصمة التي تعتبر ظاهرة غير حضارية.. وظاهرة متخلفة، ونتطلع إلى تجاوزها كما تفرض ذلك حقيقة الديمقراطية في ممارساتها الصحيحة التي لا تقوم على الإضرار بالمواطنين والتخريب للوطن.
وقبل كل شيء.. وفي كل وقت وحال
الحمد لله على ما هدانا إليه
وله سبحانه الشكر والثناء على ما أنعم علينا به..
وإنا لنرجوه المزيد من الخير والسداد والتوفيق
إنه سميع مجيب..
وشهر مبارك.. وكل عام وأنتم بخير،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،.