نريد معارضة تنقد أوجه القصور والرأي الأخر ينبغي أن لا يستغل للتضليل
حضر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس الدورة التدريبية الكبرى للخطباء والمرشدين والمرشدات الدينيات من جميع محافظات الجمهورية والتي تنظمها وزارة الأوقاف والارشاد خلال الفترة من 17 وحتى 22 مايو 2006م بمحافظة الحديدة.
وفي اللقاء ألقى فخامة رئيس الجمهورية محاضرة هنأ فيها الخطباء والمرشدين والمرشدات بقدوم العيد الوطني السادس عشر لقيام الجمهورية اليمنية الذي سيتم الاحتفال به بعد أيام في مدينة الحديدة.
وقال: انها لسعادة كبيرة ان ادشن الأحتفال بالألتقاء بهذه الكوكبة من الخطباء والمرشدين وهي مناسبة عظيمة ان تدشن هذه الاحتفالات مع هذه الشريحة الكبيرة ممن ينشرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذه هي الدورة السابعة والعشرين للخطباء والمرشدين وسبق ان حضرت 3 دورات منها اخر دورة في حضرموت ثم هذه الدورة التي احضرها في الحديدة.
وأضاف الرئيس: إن رسالة المسجد رسالة عظيمة لمن يريد ان يستفيد منها وعليكم اداء واجبكم امام الله والوطن في اداء الرسالة وعليكم ان توصلوا رسالة المسجد الى كل المواطنين.
قائلا: “ايا كان نوع الجريمة فان باب التوبة مفتوح عند الله سبحانة وتعالى الى اخر لحظة في حياة الإنسان ، ولا أحد ييأس من رحمته تعالى ، وينبغي على الخطيب او العالم ان لايوصل الناس الى حد اليأس”.
وأكد أن: ” الغرض من الخطابة والارشاد هو ان نحث ابناء المجتمع على الإبتعاد وتجنب الرذيلة أوالجريمة “، مضيفا: لهذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بالخطابة والوعظ والارشاد كل اسبوع يوم الجمعة كمؤتمر يتحدثوا خلاله الناس ويستمعون الى كل الاحداث، اذا كان هناك جوانب سلبية.. يرشدهم فضيلة العالم او الخطيب ان يتجنبوها ، واذا كان هناك ايجابيات على الخطيب ان يوصل إليهم في رسالته هذه الايجابيات عملا بقوله تعالى ” فأما بنعمة ربك فحدث”..
وقال: نعمة الامن نعمة الاستقرار نعمة الصحة، نعمة الاخاء والوحدة.. نتحدث عن هذه النعم وهذا ليس عيبا ان تتحدث عن النعم التي من بها الله سبحانه وتعالى علينا والتي هي من الخالق عز وجل وليس هبة من الحاكم، ولا من المحكوم هي من نعم الله سبحانه وتعالى ، فعلينا ان تتحدث عن النعم في الامن والاستقرار والطمانينة والوحدة الوطنية والاخاء والتعليم والزراعة والصناعة”.
واستطرد فخامة الرئيس قائلا: “ان معركتنا هي معركة العمل ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “،.. اعملوا دبوا في الارض، انتشروا.. المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.. مؤكدا أن الاسلام دين العزة والكرامة والشجاعة.. وليس الكهنوت والتباكي في زوايا المساجد لتذرف الدموع عندما تذكر عظمة الاية القرانية وعظمتها ومرودها.. صحيح ان العين تدمع لما للقرآن الكريم من عظمة
في نفوسنا.. لكن ذلك لايعني أن نظل نتباكى في زوايا الجوامع.. فالقرآن الكريم هو عبر ودروس وموعظة.. وعلينا ان نتمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله الكريم عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم”.
وقال: ” نحن أمة مؤمنة.. وبحمد الله نحن في بلدنا لاتوجد تقسيمات مذهبية أو ديانات متعددة، وشعب اليمني دينه الإسلام ويتمسك بالكتاب والسنة وهذا ما امرنا الله سبحانه وتعالى به وليس لدينا مذهبية ، نحن ديننا جميعا الأسلام وهذا من نعم الله لأنه كثير من الشعوب تتناحر يتقاتلون كطوائف كمذاهب ولعلكم تشاهدون عبر شاشات التلفزيون المجازر الكبيرة التى نشاهدها بين شيعة مسلمين وسنة مسلمين.. مشيرا إلى أن أحياء النزعات العرقية والطائفية والمذهبية خطر كبير يهدد وحدة المجتمعات والأمة الاسلامية.
وأضاف: ” لا تكفرنى ولا اكفرك.. هناك تفاصيل وفروع صغيرة.. لكن هناك مبادئ رئيسية وقواسم مشتركة ثابته.. شهادة ان لا اله آلا الله ، وان محمدا عبده ورسوله ، أقيمو الصلاة وأتو الزكاة وصوموا شهر رمضان وأدوا الحج لمن استطاع اليه سبيلا.. هذه قواسم مشتركة بيننا كأمة مسلمة ينبغي أن لاتتأثر بأن يأتى شخص يتحدث في الفروع والتفاصيل الصغيرة كالضم والسربلة أو قول “أمين “.. ضم وصلى.. المهم اقم الصلاة وأدى هذه العبادة وضم أو سربل وعندما تنتهي من قراءة سورة الفاتحة تقول “أمين ” أو لاتقول.. ليس هناك أية مشكلة.. وليست عقبة.
ومضى قائلا: ” المشكلة التى اخرت الأسلام خلاف العلماء.. المشكلة عندما يتشدد العلماء في اراءهم وإجتهاداتهم في التفاصيل ، وعندما لا يوحدوا رأيهم توجد الخلافات، ومن المفترض ان يتفق كل علماء المسلمين على الثوابت ولا يخوضون فى التفاصيل متفقهين فى الاسلام عامة تدين بالأسلام وتؤمن بالخالق عز وجل وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ، هذه ثوابت الإسلام والشهادة هذه من ثوابت الإسلام”.. مشددا على أهمية أن يتجنب العلماء الخوض في الفروع والتفاصيل التى توجد الخلاف وان يحرصوا على لم شمل الأمة وأن يجسدوا المبادئ العظيمة لديننا الإسلامي الحنيف دين الرحمة والتسامح والمحبة والمغفرة.
وقال رئيس الجمهورية: ” علينا أن نآمر بالمعروف وان ننهى عن المنكر لكن ينبغي علينا أن نتجنب وأن نبتعد عن كل مايثير الفتن.. وان نتجنب الدخول في أية محاذير تيقظ الفتن “..
وأضاف: ” ندعوا العلماء والخطباء إلى مضاعفة جهودهم لتعزيز دورهم الإرشادي ، وأن يوعظوا الناس لرفع مستوى تفقههم فى دينهم ودنياهم والتذكير بالأخرة.
” سبحان الله تعالى.. كم من ملوك ، وكم من اغنياء ، وكم من زعامات فى العالم.. غنيوا وملكوا.. لكن فى نهاية المطاف -لا لآله الا الله- يذهب كل منهم الى الأخرة باجسادهم ملفوفة بذراعين الى ثلاثة اذرع قماش ابيض فقط.. لا شيك ولا حلية ذهب ولا صولجان.. ولاشئ ينفع اي منهم الا عمله اذا كان صالحا أوما تصدق به في الدنيا أو إذا كان لديه ولد صالح يدعو له.
وأردف رئيس الجمهورية قائلا: ” هذا هو الشئ الذي ينبغي أن يذكر به الخطباء والمرشدون الناس ويحثوهم على عمل الخير والسعي نحو العمل الصالح ويدعوهم إلى تجنب أي عمل نهى عنه الله تعالى ورسوله الكريم..
وقال: الخطيب سيرشد الناس ويذكرهم سواء كانوا فى القرية أم فى الحى واذا كان الخطيب مؤمنا وصادقاومخلصاومنصفا دائما ستكون رسالته الإرشادية قيمة وصادقة وتحقق أهدافها.
وأضاف: ” انا اتابع خلال زياراتى الميدانية للمحافظات.. كثير من المواطنين يحدثونى عن العلماء والخطباء ، ويقولون لدينا خطيب ممتاز خطيب نستفيد منه ونتعلم منه ومعتدل ملتزم بالوسطية وليس لديه لا شطح أوتحريض بل ملتزم بمواصفات الرسالة الإرشادية..
فيذكر الخير وينصح بشكل مؤثر ، وكلما تعمق الخطيب في الدين ومبادئه تكون رسالته قيمة ويزداد حب الناس له عندما يسمعوا مصداقية خطابه ، لكن عندما ياتي ينفر ويقلب الحقائق ويتزلف اوينافق يكون الخطيب غير مقبول.. فحتى أنا كرئيس اذا سمعت النفاق اكره النفاق لكن اذا سمعت الحقيقة احترم قائلها وأقدر شجاعته أنه قال الحقيقة ، وهكذا انااسمع عن العلماء والخطباء الممتازين واتحدث معهم واشكرهم واقدرهم لأنهم يقولون الحقيقة لان كثير من الخطباء الصادقين يتثبتون ويتحرون عن الحقائق وفي ضوء ذلك يحددون ما ينبغي قوله للمصلين وهناك من لايتثبتون ويعتمدون على الإشاعات وهذا يتنافى مع رسالتهم الارشادية.
وخاطب الرئيس الخطباء قائلا: معظمكم شباب وعليكم تقع مسئولية، تبصير الناس بحقائق الدين والدنيا وعليكم التحقق والتثبت من الحقائق.. فالناس تأتي إلى المسجد والجامع لتستفيد من الخطيب.. تسمع منه مايرشدها وينورها لفعل الخير والإبتعاد عن الشر.. ولتستفيد من عبر سيدنا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وقال: ” الخطيب يوضح للأمة في هذا الاجتماع الأسبوعي أو المؤتمر الاسبوعي كيف واجه الرسول الكفار.. كيف واجه أعداء الاسلام.. ماهي مستجدات الاحداث التي واجه بها الرسول صلى الله عليه وسلم ليستفيدا ويعتبروا من الدروس في تاريخنا الإسلامي.. كما يوضح الخطيب لماذا نهانا الله سبحانه وتعالى ورسوله من ارتكاب الفواحش ماظهر منها ومابطن.. وكيف يواجهون اعدائهم بالإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهذه سنة حسنة ، وعلينا أن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم.. ان نقتدي بالخلفاء الراشدين والعلماء والمتفقهين في الدين الذين يعرفون مافي كتا ب الله ويعرفون تفاصيل السيرة النبوية الشريفة ويعرفون كامل الاحاديث الصحيحة.. ورسالة العلماء رسالة عظيمة و”من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين” فما أجمل العلماء عندما ينشرون ويغرسون مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف في نفوس وعقول المواطنين.
وأضاف: “عندما تقرأ إقرأ العلم من المهد إلى اللحد إقرأ كل الكتب تفقه فيها والانسان على نفسه بصيراً.. خلق لك الله سبحانه وتعالى سمع وبصر.. لا تمسك كتاب وزاوية معينة وتنغلق على نفسك وتتعصب.. ما افضل الانفتاح.. ما أفضل الوسطية.. ينبغي على الجميع ان يطلعوا وان يتثقفوا ليس هناك ما يمنع، كتب السنة واسعة.. كتب الزيدية.. كتب الشافعية.. كتب الاشاعرة، المالكية.. إقرأها وبالتأكيد ان الله سبحانه وتعالى قد خلق لك السمع والبصر والعقل وسيجعلك تتبصر أين الصح من الباطل.. والخطأعندما ينغلق الانسان وينزوي في منهج واحد ولا يعرف إلا هذه الزاوية وهذه هي المشكلة، لكن عندما يقرأ الانسان عدة اراء واجتهادات ويناقش ويحاور هذا شيء عظيم.. وأنا أحاور علماء أفقه مني.
وتابع فخامة الرئيس قائلا.. علينا ان نقتدي بشيوخ الاسلام المطلعين، الذي يمثلون مرجعية ومشهود لهم بالعلم والنزاهة والكفاءة والقراءة ، ونستمع منهم إلى اراءهم اجتهاداتهم المدعمة بالحجج والبراهين والأدلة الصحيحية من الكتب والسنة إزاء قضايا الدين والدنيا لتزداد قناعتنا بعظمة مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي يمثل منهجا شاملا للحياة.
وقال: لكن عندما نتتمسك برأي عالم معين أوكما يحدث في دول أخرى برأي حوزة معينة ونتعصب لها فهذه هي المشكلة خصوصا عندما تستهدف بعض تلك الأراء إحياء النزعات المذهبية وتأتي لتقول: هذا سلفي، هذا سني، هذا زيدي، هذا شافعي، هذا مالكي، هذا حنفي، هذا وهابي، هذا اثنى عشري.. هذه تمثل مشكلة.. مضيفا أنه ينبغي على الفقهاء والعلماء أن يسعوا نحو الإجتهاد للتقريب مابين المذاهب وان يجتمعوا ليدفعوا الناس نحو الوسطية والاعتدال التي تحصنهم ضد الإختلافات والمزايدات والفتن.. وان يتبع الجميع الكتاب والسنة، ويؤدوا العبادات الصلاة والصوم والحج ويأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر.
وأكد الرئيس ان العلماء تقع على كاهلهم مسئولية عظيمة لتبصّير الناس بدينهم وأرشادهم إلى أحكام القرأن وتوضيح العبر المستفادة من السنة المطهرة، بالموعظة الحسنة وبالاخاء والمحبة والمودة والطاعة والسلوك الحسن.. وأن يحثوا الناس ليتجنبوا أرتكاب المعاصي والرذيلة وكل ما نهى عنه الله تعالى ورسوله الكريم من المحرمات.. ومنها قطع الطريق.. قتل النفس المحرمة.. وفاحشة الزنا وشرب الخمر وغيرها من المحرمات.
وقال الرئيس ً: على العلماء ان يحثوا الناس على تجنب أكل مال اليتيم والسطو على الأراضي والثراء غير المشروع، وان يغرسوا في عقولهم قيم الإسلام وتعاليمه السمحاء ليتعضوا ويخافوا الله تعالى، ليرحموا انفسهم، واطفالهم ، وأن يوضحوا لهم عواقب ارتكاب المحرمات “في يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم”.
وتساءل فخامته قائلا: هل سيجدون في الآخرة الخدم والحشم والحرس والآليات والمدافع والرشاشات والسيارات؟.
وقال ” طبعا لا.. من سيعطيهم ذلك؟ في الآخرة لن يجد المرأ شئ من ذلك ولن يأخذ معه شئ من الدنيا فجنازته ستلف بذراعين إلى ثلاثة أذرع قماش وتدفن في لحد صغير تحت الارض ولن يجد إلا عمله يحاسب عليه من الله سبحانه.. ولن ينقذه أو يحميه من عقاب الله لاحرس ولا قوم ولا قبيلة ولااحد يحميه ألا عمله ان كان عملاً صالحاً سيجده امامه وإن كان عملاً غير صالح سيجده امامه.
وأضاف: ” ولهذا على العلماء والخطباء والمرشدين أن يدعوا الناس جميعا ليستعدوا لأخرتهم بعمل الخير لينالوا الحسنات والثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى في الآخرة.. وأن يوضحوا لهم أنهم لن يفعهم سوى عملهم وأن فعل الخير لايعنى فقط التصدق على المساكين بأن نعطيهم فلوس ونوزعها عليهم فقط.. بل علينا ان نعطيهم المودة، المحبة، الاخاء.. كما على العلماء أن يصوبوا الفهم الخاطئ لعمل الخير لدى البعض الذين يعتقدون ان عمل الخير يعني إذاكان لدى أي منهم أموال يتصدق بجزء منها على الناس ويتجاهلون أن فعل الخير أشمل من ذلك – أكفل يتيم – عالج مريض ، أكسي عاري، عالج مكفوف – اصرف على المكفوف الى بيته، أعطف على الاعمى، الاعرج، المرأة الحامل لضعيفة ، اليتيمة ، المطلقة التي لا احد يعولها اعطيها من الخير الذي اعطاك اياه الله سبحانه وتعالى”.
ودعا رئيس الجمهورية الخطباء والمرشدين إلى القيام بدورهم لحث الناس للإبتعاد عن مظاهر الإسراف والبذخ في الولائم وأن يراعوا مشاعر الضعفاء والمساكين ومايترتب على تلك العادات من آثار سلبية عليهم.
وقال: ” انا ضعيف ليس لدي مال وأريد أزوج أبنتي أو ابني وتواجهني إحتياجات عديدة لإتمام هذا الزواج.. ومن أين لي أموال لكي أعمل حفلات مثل الأخرين الذين يتباهون بها؟.. من أين سأتي بتكاليف تلك الحفلات والقات وإيجارات قاعات الأفراح الباهضة خصوصا وأن هناك قاعات في صنعاء وبعض المدن تسأجر للتباهي ونفقاتها باهضة.
وأضاف: ” لهذا عندما يتباهى الأغنياء بتنظيم مثل هذه الحفلات وتصبح عادات إجتماعية يدفعون هؤلاء الفقراء الذين ليس لديهم أموال لتحمل نفقاتها الباهضة لكي يعملوا مثلهم.. وان يلجأ كل منهم اذا كان لديه أموال وممتلكات يبيعها وإذا كان لديه شئ ثمين يبيعه من اجل ان يكون مثل هذ االانسان الذي اعطاه الله مال – ويعلم الله وحده كيف جاء هذا المال.. هل هو مال حلال أم مال حرام – وما احد يعلم كيف حصل عليه هل هو نهب؟ هل هو احتيال؟ هل هو من هنا أو هناك؟ لكنه مع هذا يتباهي بها المال ويسرف ويبذر ويؤسس لعادات إجتماعية تمثل جور كبير على الضعفاء والمساكين “.
وأردف قائلا: ” هناك قضايا عديدة تستدعي أن يتناولها الخطباء في كل يوم جمعة ليسهموا في معالجتها وأن يتناولوا في كل خطبة مواضيع جديدة تهم المجتمع.. مشددا على أهمية أن يكون الخطيب مطلعا ومتعمقافي الموضوع الذي سيتحدث عنه وان يحرص على التأكد من صحة المعلومات التي وصلت إليه ليتوصل إلى الحقائق المرتبطة بالموضوع بما يمكنه من تقديم رسالة إرشادية سليمة تلقى صدى واستجابه لدى المواطنيين.
وخاطب الرئيس الخطباء قائلا: اطلع أقرأ واتثبت من صحة ما نقل اليك من اجل ان يكون لك تأثير.. تدحض إفتراءات الكاذبين والمنافقين والخداعين واذا هناك شيء حدث امامك اتحدث عنه وإذا رأيت شئ إيجابي تحدث عنه فهذه من نعم الله وأن كان تحقق في عهد رئيس معين لكن يظل نعمه من نعم الله كون الرئيس خادم لهذا الشعب واذا هناك شيء تحقق على يده فكان ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
وقال فخامته: ” الرئيس.. لم يأت ليتسلط على رقاب أبناء شعبه بل جاء ليقدم خدمة للوطن والمواطن.. مثلما يقد الخطيب خدمة إرشادية ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر”.
واضاف الرئيس: انا مهمتي التنمية – معركتي هي معركة التنمية.. تعزيز الوحدة الوطنية.. تقوية الاخاء.. حل مشكلة المياه.. تلبية احتياجات المواطنين من الطرقات.. الكهرباء.. التعليم العالي والتعليم المهني والفني – تعزيز الأمن والاستقرار.. هذه معركتي معركة التنمية.
وأردف رئيس الجمهورية: تعزيز التنمية هي معركة الجميع من أبناء الوطن.. وينبغي أن تتكاتف جهود الجميع حاكم ومحكوم لنكون على قلب رجل واحد ونتجه ونشارك بفاعلية في كافة ميادين العمل والإنتاج لنسهم في تحقيق النهوض الحضاري المنشود لليمن أرضا وإنسانا.
وتابع قائلا.. ينبغي أن لا يكون العلماء في وادي والخطباء والحكام في وادي ، والمعارضة في وادي آخر.
وقال: ” نريد معارضة قوية تنقد نقد بناء لأوجه القصور أينما وجدت وتقول الرأي الصحيح لتصويبها ليكون مقبولا ، والمعارضة عندما تتحدث بواقعية ويكون رأيها صائبا سيكون مقبولاً، وعندما لا تأت بالحقيقة.. لا نحن نصدقها ولا الآخرين يصدقونها، بل الجميع يسخر ممن يلجأ إلى أتباع أساليب الكذب والتضليل والمزايدة في قضايا الوطن.
وأضاف: ” نظامنا الجمهوري قائم على نهج الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وهذا النهج كان رديف لقيام الوحدة اليمنية ونعتبره خيارا وطنيا لارجعة عنه.. موضحا أن الديمقراطية والتعددية السياسية هي نهج حضاري للتبادل السلمي للسلطة عن طريق الإنتخابات وصناديق الإقتراع ويكفل حق التعبير والرأي والرأي الآخر وحقوق الإنسان والحريات العامة ومشاركة المرأة.. لكن للأسف هناك من يفهم حرية الرأي فهم خاطئ ، فالرأي الأخر ينبغي أن لايستغل للتضليل أو الشطط بهدف تأجيج الخلافات التي تؤدي الى الفرقة بين أبناء المجتمع.
ومضى الرئيس يقول: اليمن من الدول الإسلامية القلائل التي نجحت في تقنين احكام الشريعة بالأخذ بجميع المذاهب.. وتقنين احكام الشريعة الإسلامية الذي انجزته اليمن يعتبر من اهم انجازات الدولة اليمنية.. واصبح الآن مرجعية في العالم الاسلامي.. موضحا أن هذا الإنجاز ثمرة لجهود العلماء من مختلف المذاهب والتوجهات الذين أجتمعوا وعكفوا لمدة من الزمن على إعداده وفقا لماجاء في كتاب الله الكريم وسنة رسوله ، وأخذوا بالأرجح من اراء العلماء المجتهدين في كل المذاهب خلصوا إلى أحكام محل أجماع لتقنين الشريعة الاسلامية ليصبح بذك مرجعية انجازاً يفتخر به كل اليمنيين.
وقال فخامته: فلنتباين في الرؤى في السلطة والمعارضة لكن ماهو الافضل وماهو الأرجح وما هو الأفضل.. ينبيغ أن يؤخذ به؟ فاذا كان هناك خطط أوأفكار أورؤى صائبه من السلطة ينبغي أن نؤيدها وكذلك الأمر اذا جاءت أفكار اورؤى صائبة من المعارضة يمكن أن تستفيد منها الدولة ينبغي أن نؤيدها.. لكن ينبغي أن نبتعد عن التضليل والكذب.
وتساءل الرئيس قائلا: لماذا تكذب وانت نظام سياسي؟!، لماذا تزيف الحقائق وتضلل وعي المواطنين؟
وأستطرد الأخ الرئيس قائلا: التنمية والامن والاستقرار تريد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه صادقين غير كاذبين.. فالتنمية تريد جهد
وعرق.. لنبني ونتابع الطريق والمستشفى، الجامعة، الاتصالات، السدود والمياه.. الامن والاستقرار.
وقال: “كنا قبل 30 سنة نسافر على ظهور الحمير اليوم عامة المسافرين ينتقلون على متن السيارات، والكهرباء الآن تم إيصالها إلى معظم المنازل.. وان كانت لاتغطي احتياجات اليمن كاملاً لكنن قطعنا شوطا كبيرا وغطينا معظم المدن والقرى بالكهرباء والمياه النقية التي كان المواطن محروم منها في السابق.
وأضاف.. في السابق كان المواطنون يشربون من المياه الراكده والآن يشربون مياه نقية نظيفة.. والأمراض كانت تفتك بعشرات الأسر في جميع مناطق الوطن والآن خفت الى حد كبير بفضل انتشار وتواجد الخدمات الصحية وتنفيذ حملات التلقيح والتحصين من قبل فرق التطعيم التي تذهب الى كل قرية ومنزل فأصبح الوضع الصحي أحسن بكثير مما كان عليه قبل 30 سنة، فالدواء متواجد، والأطباء والمستشفيات والمستوصفات تغطي مختلف مناطق الوطن في الريف والحضر.. وكذلك الأمر بالنسبة لوضع التربية والتعليم كان لدينا اكثر من 70 ألف مدرس اجنبي الان لدينا فائض من المعلمين اليمنيين من خريجي كليات التربية والمعاهد العلمية والجامعات الاهلية.
واشاد الرئيس بدور الواعظات والمرشدات.. وقال الواعظات سيكون لهن دور هام لإيصال الرسالة الإرشادية إلى ربات البيوت ، ونعلق عليهن آمال كبيرة كأخوات مرشدات واعظات لنقل الحقائق الى البيوت لان المرأة عاطفية.
وأضاف: ” فلنتحدث عن النعمة التي نعيشها اليوم ولنعتبر من كثير من الشعوب والاوطان والأسر والتجار الذين لا يراعون النعمة كيف تكون آخرتهم سيئة.
وعبر الاخ الرئيس عن شكره للاخوة الخطباء والمرشدين والمرشدات.. وقال: اشكر هذا الحضور من الاخوة الخطباء والاخوات المرشدات ونقدر تقديراً عالياًجهود وزارة الأوقاف والارشاد على تنظيم مثل هذه الدورات والاهتمام بالخطباء والمرشدين في كل انحاء اليمن ، مؤكدا أن القيادة السياسية والدولة ستظل تولي الخطباء والمرشدين والمرشدات جل الرعاية والاهتمام.. مكررا الشكر للجميع متمنيا لهذه الدورة النجاح والتوفيق في تحقيق الأهداف المنشودة.
وكان حمود عباد وزير الاوقاف والارشاد قد القى كلمة رحب في مستهلها بحضور فخامة الاخ الرئيس هذه الدورة.. مشيراً الى ان هذه الدورة تعد امتدادا لدورات سابقة لخطباء ومرشدين في عموم محافظات الجمهورية، نظمت في عدد من المدن وعواصم المحافظات.. مؤكداً ان هذه الدورات، استهدفت تأهيل الخطباء والمرشدين بالطرق المثلى لتعريف الشباب بقيم الدين الاسلامي الحنيف لتحصينهم وحمايتهم من مغبة الوقوع في براثن التطرف والانحراف.
واوضح وزير الاوقاف والارشاد ان برنامج الدورة اشتمل على مواضيع حول التنمية الاجتماعية واهمية تنظيم الاسرة ورعاية الامومة والطفولة ومواجهة الامراض المستوطنة.. مؤكدا على اهمية دور المسجد في ترسيخ قيم المحبة والسلام والتكافل والتعاون والتسامح والحث على تجنب اثارة مشاعر الكراهية والضغينة.
وقال ” يافخامة الاخ الرئيس ان حبك لوطنك وشعبك اكبر ذخيرة لصبرك، وقد عهدناك صابراً، وصوتك يصل الى القلب، مما جعل كل ابناء الشعب يضعونك في احداق ابصارهم نوراً وفي قلوبهم فيضا ًوفي ارواحهم وضمائرهم دفقاً للخير ونبعاً للعطاء والاخلاص”.