مقابلة رئيس الجمهورية مع صحيفة نيويورك تايمز
نيويورك تايمز: نبدأ بسؤال واضح حول ما قاله الرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع الماضي بأن هناك عشرات الآلاف من العناصر التي تم تدريبها منذ الستينات في أفغانستان ووصف هؤلاء بأنهم يمثلون قنابل موقوتة وقال إن أنظمة خارجة عن القانون تقوم بدعم هؤلاء الأشخاص وفي نفس الوقت يقول هؤلاء المسؤولين الأمريكيين أن هناك عشرات من عناصر القاعدة موجودون في اليمن. في رأيك لماذا لا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية واحدة اليمن من هذه الدول الخارجة عن القانون .
.. الرئيس: أولا ما قاله الرئيس بوش صحيح بأن هناك عشرات الآلاف الذين كانوا يتدربون في أفغانستان لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت هي المشرفة على تدريبهم وتجهيزهم أثناء الحرب الباردة لمواجهة المد الشيوعي في أفغانستان.. وما قاله الرئيس بوش معلوماته صحيحة. أما بالنسبة لليمن ولماذا لا تكون ضمن الدول الخارجة عن القانون فاليمن ليست كذلك بل تتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب واليمن تعمل على متابعة ومطاردة ما يسمى بتنظيم القاعدة أو أية قوى متطرفة تسبب إقلاقاً للأمن والسلام في اليمن أو ضد الولايات المتحدة الأمريكية أو أي بلد من بلدان العالم .
ـ نيويورك تايمز: هناك أيضاً العشرات من الذين تدربوا بعد الحرب مع الإتحاد السوفيتي وانتهاء الإحتلال السوفيتي لأفغانستان في التسعينات.. هل لكم أن تقولوا لنا كم عدد اليمنيين الذين شاركوا في الحرب أو تدربوا هناك أيضاً .
.. الرئيس: لا نعرف عددهم لأنهم كانوا يذهبون بطريقة غير مشروعة في حالة ذهابهم من اليمن. حيث لا يذهبون إلى أفغانستان مباشرة وإنما كانوا يذهبون إلى دول الخليج أو باكستان ومن ثم يذهبون إلى أفغانستان ومعظم الموجودين الآن في أفغانستان أو المحتجزين في باكستان أو الموجودين في قاعدة جوانتانامو الأمريكية في كوبا. هؤلاء معظمهم من الذين كانوا مغتربين في عدد من دول الخليج وذهبوا إلى مباشرة أفغانستان دون معرفة السلطات اليمنية .
نيويورك تايمز: سيادة الرئيس لماذا تعتقدون بأن الأشخاص الذين لهم أي نوع من الارتباط بالسعودية أو عاشوا في السعودية انتهى بهم المطاف لممارسة أعمال إرهابية أو القتال في أفغانستان لماذا تعتقدون ذلك .
.. الرئيس: هذا السؤال غير مقبول .
ـ نيويورك تايمز: لماذا .
.. الرئيس: هذا غير مقبول من حيث المبدأ .
ـ نيويورك تايمز: خلال العشرة الأيام التي قضيتها في اليمن تحدثت مع زعماء القبائل والمواطنين العاديين وأيضاً مع إسلاميين كلهم أكدوا دعمهم لجهودكم في مكافحة الإرهاب والإرهابيين.. ولكن السؤال يبقى لماذا مرت ثلاثة أشهر دون أن تستطيعوا رغم هذا الدعم إلقاء القبض على /الحارثي / و/ الأهدل /.
..الرئيس: سلطات الأمن لا زالت تتعقبهم وهم غبر مستقرين في مكان. وينتقلون ما بين الصحراء والجبال. ولكن المطاردة مستمرة لهم. ونحن نواجه صعوبة في القبض عليهم مثل ما القوات الأمريكية وقوات التحالف التي تواجه صعوبة أيضاً في إلقاء القض على أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في أفغانستان وإمكانية أمريكا أكبر من إمكانية اليمن .
ـ نيويورك تايمز: هل هناك أي مفاوضات مع زعماء القبائل الذين لهم القدرة على التواصل مع هؤلاء الخارجين .
.. الرئيس: نحن نمارس الضغوط على كل الذين لهم علاقة بهم من أجل تسليم هؤلاء المطلوبين.
ـ نيويورك تايمز: هل تعتقدون أن بعض زعماء القبائل يعلمون بمكان تواجد هؤلاء الشخصين .
.. الرئيس: ربما .
نيويورك تايمز: إذاً لماذا لا تضغطون عليهم أو تجبروهم على تسليمهم .
.. الرئيس: نحن نمارس الضغط عليهم لتسليم هؤلاء. وكذلك الضغط مستمر على المطلوبين لإجبارهم على تسليم أنفسهم. وسوف يستسلمون سواء طال الوقت أم قصر.
ـ نيويورك تايمز: هل لديكم معلومات عن عدد الأشخاص الهاربين مع هاذين الشخصين .
.. الرئيس: ربما عشرة أشخاص. وهؤلاء ليسوا من تنظيم القاعدة ولكنهم عناصر قبلية فارة ومطلوبة للأجهزة الأمنية في أعمال خارجة عن القانون .
ـ نيويورك تايمز: اليمن يقع في محيط أو ضمن الدول الأقل نمواً في ما يتعلق بالدول التي تقع في القرن الأفريقي خاصة الصومال. هناك مخاوف من مخاطر أن يتسلل بعض العناصر الإرهابية خاصة من الصومال إلى اليمن.. وكما تعلمون فإن الصومال كما يقع معرضة لضربة عسكرية أمريكية محتملة.. ماذا يمكن أن يتم عمله من أجل الحد من هذه المخاطر .
.. الرئيس: على قوات التحالف إحكام القبضة على من يحاولون الفرار من أفغانستان أو من باكستان إلى دول القرن الأفريقي أو من منطقة الجزيرة أو الخليج. فقوات التحالف تتحمل مسئولية إحكام القبضة على هؤلاء الأشخاص بحيث لا تتيح لهم فرصة الفرار إلى أي منطقة .
ـ نيويورك تايمز: إذا سألكم الأمريكيون عن نصيحتكم في ما يخص الصومال. فماذا ستقولون لهم .
.. الرئيس: نصيحتنا أن يتم التعاون مع الزعامات الصومالية من أجل القبض على تلك العناصر وعلى أعضاء القاعدة الموجودين في الصومال دون أن تقدم الولايات المتحدة على أي عمل عسكري فالعمل الأمني والاستخباري أجدى وهو الأنجح والأفضل من العمل العسكري .
ـ نيويورك تايمز: الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي وخاصة بعد الحادي عشر من سبتمبر عززت من هياكلها أو قيادتها الأمنية في منطقة الخليج وخاصة السعودية والبحرين ودول خليجية أخرى.. الآن أيضاً توجد سفن ألمانية في البحر الأحمر وهناك أساطيل أمريكية في المياه الإقليمية لدول الجوار أو بالقرب من سواحلكم. هل يشكل لكم هذا وضعاً مريحاً .
.. الرئيس: لسنا طرفاً في أي صراع وهذه دول موجودة في الخليج لحماية مصالحها هي موجودة منذ حرب الخليج الأولى والثانية ووجودها في جيبوتي ربما لتحسبات عسكرية ولكي لا يصبح هناك فرار من قبل عناصر تنظيم /القاعدة/ كما تفيد المعلومات ومنع دخولهم إلى الصومال.. وعموماً بالنسبة لنا لا يشكل ذلك خطراً علينا ولا على أمننا ولا علاقة لنا بمثل هذا الأمر .
ـ نيويورك تايمز: الا يقلقكم ذلك التواجد
..الرئيس: أولا هم غير موجودين في مياهنا أو على موانئنا حتى يتم بحث مثل هذا الأمر. هذا أمر يخص دولاً مستقلة ولن نتدخل في شئون الآخرين .
ـ نيويورك تايمز: إذا نظرتم على مدار الستة الأشهر القادمة. ما هي الأشياء التي تنتظرون أن تقدمها الولايات المتحدة لليمن خاصة فيما يتعلق بالمساعدات أو في مجال المدربين العسكريين والتعاون في شتى المجالات .
.. الرئيس: نتمنى في الفترة القادمة أن ما تم بحثه في واشنطن مع الرئيس بوش وإدارته يلقى طريقه إلى الواقع والتعاون العسكري يتضمن تزويد اليمن بقطع غيار الأسلحة الأمريكية التي تمتلكها الحكومة اليمنية ودعم خفر السواحل .
ـ نيويورك تايمز: بالنسبة لدعم خفر السواحل. هل تتطلعون إلى قواعد أو سفن أو تدريب لخفر السواحل اليمنية أو معدات مسح ومراقبة .
.. الرئيس: هناك اتفاق حول المعدات المطلوبة التي تحتاجها اليمن .
ـ نيويورك تايمز: عندما نتحدث عن موضوع كول منذ شهرين وخلال لقاء في مؤتمر صحفي. كان هناك حديث عن وجود صعوبات في الاتصالات بين اليمنيين والأمريكيين مع المسؤولين الأمريكيين. الصعوبات تتمثل في عدم توفير الجانب اليمني للمعلومات الحقيقية للجانب الأمريكي ما تعليقكم.. الرئيس: معلوماتي أن التعاون جيد بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية. ونحن في اليمن لم نتبلغ رسمياً من المسؤولين الأمريكيين بوجود صعوبات في التعاون بينهم وبين الأجهزة الأمنية اليمنية. وكل ما سمعناه هو التثمين العالي من الرئيس بوش ومن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي وجورج تنيت والسيد وزير الدفاع الأمريكي لتعاون اليمن في التحقيقات حول الحادث الذي تعرضت له المدمرة كول. ونحن هنا نعتمد الجانب الرسمي وليس على ما قالته الصحف هنا أو هناك لأن الصحافة ليست صائبة في كل ما تقوله أو خاطئة في كل ما تقوله .
ـ نيويورك تايمز: من ضمن الخاطفين الذين قاموا بخطف الطائرات شخص من أصل يمني يدعى خالد المحضار. لماذا تعتقدون بأن المجتمعات العربية عادة ما تنتج المتطرفين والإرهابيين .
.. الرئيس: الخارجون عن القانون موجودون في كل أنحاء العالم ومن مختلف الديانات. وليس صحيحاً أن العرب أو المسلمون هم الذين يتبنون الإرهاب أو ينتجونه. ولكن المتطرفين الإرهابيين من مختلف الديانات. وأكبر دليل على ذلك ما يقوم به أرئيل شارون من أعمال إرهاب ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعوب العربية وأيضاً ما يمارسه اللوبي الصهيوني من إرهاب فكري في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. وبالرغم من أن هناك جنسيات يهودية في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل من أجل السلام ومن أجل الحق ومن أجل العدالة وليس كل اليهود متعصبين وليس كل المسلمين متعصبين وليس كل المسيحيين متعصبين. فهناك مسيحيين خيرين ويهود متسامحون وعرب ومسلمون خيرين ومتسامحون. المتطرفين في كل الجنسيات والديانات. نحن لسنا ضد الديانة اليهودية ولسنا ضد الديانة المسيحية. كل هذه الديانات السماوية ينبغي أن تتعايش في ما بينها بسلام وتتبادل المنافع في ما بينها. ومثل ما تحدثت عن التطرف.. أحد المتطرفين في حادث أكلاهوما كان مسيحياً فلماذا لا يقع هذا في قائمة الإرهاب أقصد ينبغي أن لا يلصق الإرهاب بالإسلام أو بالعرب لأن الإرهابيين يجوز أن يكونوا من كل الجنسيات مسيحي في أكلاهوما أرئيل شارون في إسرائيل بن لادن والملا عمر في الوطن العربي والإسلامي بعد أحداث ال11 من سبتمبر. من المهم أن يجري حوار بين الديانات المسيحية والإسلامية واليهودية حول القواسم المشتركة من أجل السلام ومن أجل الأمن ومن أجل الاستقرار ومن أجل إيقاف التطرف أو الحد من التطرف الذي يضر بمصالح هذه الشعوب .
ـ نيويورك تايمز: هل ما اتخذتموه من إجراءات ضد معهد دار الحديث بمأرب يدور في هذا الإطار .
.. الرئيس: بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأعمال العنف اتخذنا عدداً من الإجراءات الاحترازية حتى نرى من هو الذي يذهب للتطرف ومن الذي هو مع الاعتدال ومن هو الذي يقوم بالتدريس في الأطر الشرعية والأطر الرسمية والقانونية ومن هو الذي يدرس خارج الأطر القانونية ولا بد أن نحاسبه .
فهي إجراءات لم تكن في مأرب ولكن في كل أنحاء الوطن ونحن نتطلع أيضاً إلى المراجعة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية للحد من نشاط المتطرفين أيضاً المسيحيين واليهود مثلما هو مطلوب من العرب والمسلمين الحد من نشاطات المتطرفين الإسلاميين نتمنى من الديانات الأخرى أن تحد من نشاطات المتطرفين لديها .مثلاً نشاط بعض الكنائس وما تمارسه من ضغوط ودعم لللإنفصاليين في جنوب السودان هذه مسألة خطيرة والسلام ليس منشوداً للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ولكن السلام منشود للبشرية جمعاء.