مقابلة رئيس الجمهورية مع صحيفة القدس العربي في تاريخ 24/2/2000م
نص المقابلة
-القدس: الأخ الرئيس.. تبدأ من الوساطة الأمريكية بينكم وبين السعودية.. ما حقيقة هذه الوساطة؟
–الرئيس: عندما زارنا السيد إدوارد ولكر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية سأل عن العلاقات بيننا وبين أشقائنا وجيراننا في المملكة العربية السعودية وأوضحنا له بأن العلاقات بيننا جيدة ومتميزة ولا يوجد فيها أي مشكلة سوى مسألة ترسيم الحدود وأننا قد وقعنا مذكرة تفاهم في عام 1995م وشكلت بموجب هذه المذكرة عدة لجان منها لجنة تجديد العلامات طبقا لمعاهدة الطائف. ومنها اللجنة العسكرية لمنع إي استحداثات بين البلدين.. وكذا لجنة بحرية لترسيم الحدود البحرية وكذا لجلة لترسيم ما تبقى من الحدود، وتنص هذه المذكرة بأنه إذا لم يتوصل الطرفان إلى حلول ودية لقضية الحدود فأما أن يلجاوا إلى الوساطة والتحكيم. واستعرضنا معه ما تم التوصل إليه مع الأشقاء في السعودية وما يجري التفاوض حوله. وقد لفت انتباهه بأنه قد صار وقت طويل منذ بدأ التفاوض بيننا والتوقيع على مذكرة التفاهم حوالي خمس سنوات دون أن يتم الوصل إلى حل. وأوضحنا له بأن هناك شوطا لا بأس به قد قطع. ولكن هناك الشي اليسير وهو محل خلاف. والشي الذي كان يمكن أن يكون الأساس الذي فيه الخلاف هو المناطق التي لم تشملها معاهدة الطائف. ومع ذلك فقد تقدمنا بمبادرة للحل الودي مع الأمير سلطان في كومو بإيطاليا والتي شملت الخط من جبل ثأر حتى خط 52 – 19 ألا أن الخلاف قد نشب في فهم علامتي جبل ثأر ورأس المعوج التي شملتها معاهدة الطائف. فالأخوان في السعودية يفسرون علامتي جبل ثأر ورأس المعوج بطريقتهم. ونحن لدينا تفسيرات طبقا لمعاهدة الطائف وملحقاتها والتوصيات المعروفة والمحددة لها. وهناك في المملكة من يطرح بأن جبل ثأر يطل على مدينة نجران وانهم غير قابلين بهذه العلامة. في الوقت الذي شملتها معاهدة الطائف ولا نستطيع تغييرها أو نجادل فيها. ونحن عندما تقدمنا بخط كومو كمبادرة للحل الودي فأننا كنا ننتظر أن يبادر إخواننا في المملكة بالاعتراف بعلامتي جبل ثار ورأس المعوج طبقا لما حددته معاهدة الطائف وملحقاتها والتي لا مجال للجدل فيها. وإنما الجدل جاء من قبل الفريق الفني في جانب الأشقاء في السعودية. فإذا تفهموا هذا الأمر فان الأمور منتهية وسيعتبر خط كومو مسلما به. ويصبح الخط الحدودي كاملا ومسلم به من الجميع. وإذا كان هناك اعتبارات أمنية فأننا على استعداد لبحث هذا الأمر مع الأشقاء في السعودية وحل أي إشكاليات أمنية للجانبين. لكن بالنسبة لمعاهدة الطائف فانه لا مجال للجدل فيها.
-القدس: ما هي طبيعة الوساطة الأمريكية هل تعتقدون أنها ستبدأ، رحلات مكوكية بين البلدين واتصالات بين الجانبين أم أن الأمر انتهى عند حدود الآهلان عنها؟
–الرئيس: مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية استعرض معنا هذا الأمر. وكما سمعنا في مؤتمره الصحفي الذي عقده هناك طرح انه يجب اللجوء إلى الحل الودي وفي حالة عدم الوصول للحل الودي يمكن الذهاب للتحكيم أو ألاحذ بالاثنين معا. ولا نعرف حتى الآن ماذا تم بحثه مع الأشقاء في المملكة. وسنحاول، التراصل معهم ومع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السيد ادوارد ولكر لمعرفة ما هو الذي تم حول هذا الموضوع.
-القدس: ترددت أنباء أن السعودية احتلت جبل جحفان؟
–الرئيس: هذا غير صحيح. وقد نشر مثل هذا الخبر في صحيفة حزبية يمنية تابعة لحزب معارض. وهؤلاء للآسف لا يدركون أن تصريحاتهم في بعض الأحيان ونشر مثل هذه الأنباء غير الصحيحة يضر بالمصالح الوطنية.
– القدس: معنى ذلك أن الجبل لم يحتل؟
–الرئيس: نعم.
– القدس: أيضا تردد أن السعودية قدمت مواقعها في قمة جبل ثأر؟
–الرئيس: وهذا أيضا غير صحيح.
-القدس: وتردد أيضا أن هناك اشتباكات حدثت بين الجانبين؟
–الرئيس: نعم حصل تصادم بسيط بين دوريات من حرس الحدود في البلدين بالقرب من جبل جحفان وكان هناك مجموعة من الجانب اليمني ومجموعة من الجانب السعودي وقد اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة في صنعاء وقرروا نزول اللجنة الميدانية لإزالة أي استحداث.
– القدس: هل أدى الصدام إلى وقوع أي قتلى؟
–الرئيس: لا.
– القدس: فخامة الرئيس.. اليمن هددت اكثر من مرة أنها ستلجأ إلى التحكيم وحتى الآن لم يتم أي تنفيذ لهذا التهديد أو التوجه ففي تقديركم هل هي ورقة ضغط أم أن هناك محاذير؟
–الرئيس: أنا أصحح الأمر. أولا ليس ذلك تهديدا بل التزام من الجانب اليمني بما شملته مذكرة التفاهم انه في الحال الخلاف وعدم التوصل إلى الحل بالطرق الودية يتم الذهاب للتحكيم ودائما نؤكد وسنؤكد من جديد انه في حالة عدم التوصل إلى حلول ودية سنكون مضطرين للذهاب للتحكيم ليس من باب التهديد ولكن هي مصلحة مشتركة لنا ولأشقائنا قي المملكة وهذا لا يفسد للود قضية ولا يؤثر على العلاقات الأخوية القائمة والمتميزة بيننا وبينهم. والشيء المنطقي انه إذا لم نتوصل إلى حل نذهب إلى للتحكيم وما أسفرت عنه نتائج التحكيم سيكون مقبولا.
– القدس: فخامة الرئيس.. من الملاحظ أن الخطاب اليمني دائما ما يكرر بأن العلاقات ممتازة وقائمة على الود وحسن جوار في حين أن الذي يحدث علي الأرض مختلف كليا عن هذه التصريحات المتفائلة حيث تحدث اشتباكات وأزمات مثل احتلال مواقع أو تقديم خط حدود. ألا تعتقدون أن في ذلك تناقضا أو حتى تضليلا للرأي العام في اليمن؟
–الرئيس: نحن لدينا في اليمن فلسفة خاصة في هذا الجانب. انه قد تحدث خلافات بيننا في بعض ألاحيان أن تتصادم الدوريات فيما بينها مثلا. لكن ذلك لا يعكر صفو العلاقات القائمة سواء في الجوانب الديبلوماسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو التواصل بين المسئولين. ونحن نقول هنا أن العلاقات متميزة وهنا فيها مشكلة. والبعض في وطننا العربي عندما تحصل مشكلة في العلاقات بين قطرين حول قضية واحدة تفسد كل ما بينهم من إخاء وثوابت وروابط وصلة رحم. ونحن مثلا لدينا علاقات تجارية كبيرة مع أشقائنا في السعودية وتكاد اليمن تمثل سوقا استهلاكية كبيرة للمنتجات السعودية حيث يصل حجم التبادل التجاري بحوالي 400مليون دولار سنويا لصالح السعودية. والنسبة تصل واحد مقابل سبعة في ميزان المدفوعات. فهل معنى أن صداما للدوريات قرب جبل جحفان مثلا يؤثر على الجانب الاقتصادي وما يربط الناس من مصالح كبيرة ومتنامية.
– القدس: أيضا ترددت أنباء عن طرد يمنيين من السعودية وانه كلما تتأزم الأمور بين البلدين تنعكس على المواطن اليمنى، ويصبح هناك أبعاد للعمالة اليمنية في السعودية وأيضا ما يقال عن مذكرة التفاهم وما أكدته من تقديم تسهيلات لعودة اليمنيين إلى العمل في السعودية فما حقيقة كل ذلك؟
–الرئيس: أولا كما تفيد المعلومات من الجهات المختصة سواء في اليمن أو السعودية بأن الأشقاء في الجانب السعودي يبعدون بعضن اليمنيين الذين ليس لدبهم إقامة مشروعة في المملكة وربما يكون في بعض الأحيان وتحت هذا الغطاء يتم ذلك لأسباب يريدون من خلالها إيصال رسالة من وقت لآخر. لكن الذي يطرح بان من يتم أعادتهم من اليمنيين إنما بسبب أقامتهم بطريقة غير مشروعة. القدس: فخامة – القدس.. متى بتقديرك ستحل المشكلة الحدودية بين اليمن والسعودية؟
–الرئيس: نحن على تواصل مستمر مع الأشقاء في، المملكة العربية السعودية وربما يكثف هذا التواصل أو الرحلات المكوكية بعد عيد الأضحى المبارك. وأنا في تصوري انه لا بد أن يكون هناك حل سريع لقضية الحدود. ونحن ننتظر من الأشقاء فئ السعودية أن يبادروا بالموافقة على ما جاء في معاهدة الطائف حول جبل ثأر ورأس المعوج مثلما نحن بادرنا وقدمنا تصورا في كومو من جبل ثأر حتى خط 52-19 وكانت مبادرة من جانبنا والمفروض أن تأتى المبادرة من جانب الأشقاء في السعودية لإنهاء سوء الفهم في جبل ثأر ورأس المعوج وفي إطار الالتزام بما جاء في معاهدة الطائف وملحقاتها.
– القدس: فخامة الرئيس.. ننتقل إلى العلاقات اليمنية الخليجية وقد أعيد فتح السفارة اليمنية في الكويت. هل تعتقد أن هناك تطورا إيجابيا في مجال استيعاب العمالة اليمنية والخليج عموما؟
–الرئيس: نعم بالفعل استؤنف فتح السفارة اليمنية في الكويت بعد فترة من الإغلاق على الرغم أن السفارة الكويتية في اليمن لم تغلق وظلت مفتوحة وظل التمثيل الدبلوماسي الكويتي موجودا وبمستوى قائم بأعمال في الوقت الذي كان فيه التمثيل الدبلوماسي لليمن غير موجود في الكويت. ومع ذلك فأن العلاقات ظلت قائمة وقد تم التواصل وفتحت السفارة اليمنية وعين سفير يمني في الكويت. ونعتبر ذلك بداية شفاء من الوعكة التي عانت منها العلاقات اليمنية الكويتية والآن هي تتماثل للشفاء أن شاء الله. القدس: هل كان هناك اعتذار يمني للكويت؟
الرئيس: على ماذا نعتذر. لو كان اليمن أساء لكان يجب أن يعتذر لكن اليمن لم يسيء وعندما لا يسيء الإنسان لا يعتذر.
– القدس: بالنسبة للعراق. من الملاحظ انه الآن هناك حركة دولية لتخفيف الحصار عن العراق. هل نحلم أو نتوقع حركة عربية من أصدقاء العراق لتخفيف هذا الحصار مثلا علي المستوى العربي؟
–الرئيس: أود أن أصحح أولا حول ما ذكرت عن أصدقاء العراق. يجب أن يكون كل العرب أصدقاء العراق وكل عربي يكون صديقا للآخر. نحن في اليمن أصدقاء لكل مواطن وكل قطر عربي. وجهودنا لم تتأخر في آي وقت في سبيل الوقوف إلى جانب الأشقاء ونبذلها في كل المحافل الإقليمية والدولية وفي كل لقاءاتنا مع المسئولين والوفود من الدول الصديقة وآخر لقاء لي مع المسئولين في المفوضية الأوروبية تحدثنا عن ما يسببه استمرار الحصار على الشعب العراقية من متاعب ومعاناة إنسانية قاسية تلحق ضررا كبير بالشيوخ والأطفال والنساء في هذا القطر الشقيق. ونحن في الجمهورية اليمنية بعثنا مؤخرا للأمين العام للجامعة العربية بمذكرة طالبنا فيها بأن يكون هناك موقفا عربيا موحد إزاء إنهاء الحصار على الشعب العراقي ولو من جانب واحد وان يتخذ مثل هدا القرار سواء من خلال انعقاد قمة عربية أو اجتماع لوزراء الخارجية أو اجتماع المندوبين في الجامعة العربية وذلك بما يكفل إنهاء معاناة المشعب العراقي ولن يكون موقفنا كعرب اقل من ذلك الموقف الذي عبر عنه حوالي سبعين عضوا في الكونجرس الأميركي في مطالبتهم الإدارة الأمريكية رفع الحظر والحصار عن العراق. فإذا كان هذا موقفا أمريكيا أجنبيا فما بالك بالموقف العربي الذي من المفروض أن يعمل على رقع الحصار وكسر الحظر ولو من جانب واحد وتبدا الرحلات الجوية على التو لكسر الحظر ومد إخواننا في العراق بالغذاء والأدوية التي يحتاجونها.
– القدس: هل تتوقع زيارة قريبة للرئيس على عيدإلله صالح إلى بغداد؟
–الرئيس: آنا أتمنى أن ازور بغداد. وعند أن تفتح الأجواء سأقوم بزيارة إلى بغداد – القدس: الخطاب العراقي الموجه للعرب. كيف ترون انه يجب أن يكون؟
— الرئيس. يفضل أن يكون فيه مرونة لانه كما تعرف أننا تحن العرب عاطفيين. الكلمة الطيبة تأخذنا. والكلمة السيئة تستفزنا. ولهذا ينبغي أن يكون الحطاب مرنا في مخاطبة القيادات العربية والشعب العربي عموما لانه فئ بعض الأحيان يتم مخاطبة الشعب العربي وتغفل القيادات العربية في حين أن القيادات العربية هي صاحبة القرار وهي التي تعكس غضبها أو رضاها على شعوبها.
– القدس: فخامة الرئيس. دعوتم إلى قمة عربية اكثر من مرة وجددتم الدعوة اكثر من مرة لهذه القمة فما الذي حصل؟
–الرئيس: سنظل نكرر وندعو باستمرار لانعقاد القمة العربية كمؤسسة عربية بل وطالبنا بإيجاد آلية تكفل انتظام انعقادها بصورة دورية منتظمة أسوة بما هو موجود في القمة الأفريقية أو قمة المؤتمر الإسلامي أو القمة الأوروبية وغيرها والقمة العربية لابد أن تنعقد وان تعثر انعقادها في هذا العام فأنها ستنعقد في العام القادم. وان تعثر انعقادها في العام القادم فالعام الذي يليه لان ذلك سيظل مطلبا للجميع وضرورة قومية. وإذا كان هناك تقاعس في هذا الظرف لأننا نخضع للقرارات الأجنبية بهذا الشأن كما هو الحال عندما صرح السفير الأميركي في القاهرة وتحفظ على عقد القمة وقال انه ينبغي أولا الأعداد الجيد لها قبل عقدها وبصراحة فأن شيئا مثل هذا ينبغي أن لا يكون مقبولا لأنه يهز وينتقص من كرامة الإنسان العربي وكان المفروض على التو أن يعمل الجميع على انعقاد القمة.
– القدس: التقيتم بالرئيس محمد حسني مبارك وتحدثتم حول هناك اتفاق حول القمة. ثم بهت الحديث عنها؟
–الرئيس: لقد مضى وقت طويل منذ أن لم نلتق بفخامة الرئيس محمد حسني مبارك.. لكن التواصل مستمر بيننا بالتلفون.. ومتفقين مع الرئيس مبارك ومع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ومع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان ومع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ومع العاهل المغربي الملك محمد السادس ومع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ومع قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي ومع الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الجيبوتي إسماعيل جيله ومع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهولاء جميعا شبه متفقين على ضرورة وأهمية عقد مثل هذه القمة.
– القدس: إذا من الذي لا يريد عقد القمة؟
–الرئيس: ربما بعض الأشقاء لهم تبريراتهم حول عدم عقد هذه القمة في الوقت الراهن.
– القدس: لاحظنا فخامة الرئيس أن لبنان تعرض مؤخرا للعدوان الذي طال البنية التحتية ولم نشاهد رد فعل عربي حقيقي ومأمول.. فلم ينعقد اجتماع مثلا لاعلى قمة أو وزراء خارجية أو حتى مندوبين هل يعني ذلك أن العمل المشترك قد انتهى ولم يعد هناك أمل؟
–الرئيس: بالنسبة لنا في الجمهورية اليمنية نحن أدنا هذا العدوان وقد انعقد مجلس الوزراء وأعلن موقف اليمن من هذا العدوان وطالبنا أن يكون هناك موقف عربي موحد من خلال مؤسسة الجامعة العربية سواء عبر اجتماع قمة أو وزراء الخارجية أو حتى المندوبين.. لكننا لم نسمع أن ا حدا قد طلب عقد مثل هذا الاجتماع وكان المفروض أن الأشقاء في لبنان أو أمين عام جامعة الدول العربية يطلبوا ذلك. أما فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك فأنه بالطبع لم ولن ينتهي وستظل أقطارنا العربية بحاجة إلى بعضها البعض وسيظل العمل العربي المشترك هدفا نبيلا ووسيلة مثلى يتحقق من خلالها للأمة العربية وجودها ومصالحها.
– القدس: ولكن من الملاحظ فخامة الرئيس أن الجامعة العربية تضعف وكذلك العمل العربي المشترك.. هناك مجلس تعاون خليجي.. والاتحاد المغاربي والذي تحاول أمريكا أحياؤه لأنها تفضل التعامل مع كتل.. في هذا كله.. أين اليمن؟
–الرئيس: نحن نؤيد ونبارك أي تجمع عربي سواء مجلس التعاون الخليجي أو تجمع اتحاد دول المغرب العربي.. أو حتى مجلس التعاون العربي الذي أن شاء الله يعود إلى وضعه ومن المصلحة القومية أن ينخرط العرب جميعا في تجمع واحد ي اسمه الجامعة العربية قد يرى البعض في تلك التجمعات والتكتلات الإقليمية بأنها إجهاض للتجمع العربي الكبير ولكننا نحن نرى العكس من ذلك ونعتبرها الخطوة الأولي لأحياء التجمع العربي الكبير ولتحقيق التكامل العربي.
– القدس: وكن مؤخرا طرح اقتراح أوروبي بضم اليمن إلى دول البحر الأبيض المتوسط؟
–الرئيس: نحن نبحث للانضمام إلى هذا التجمع من اجل الحصول على دعم لمسيرة التنمية في إطار ما سمي بآلية برشلونة ون نكون ضمن تجمع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط وفي إطار المساعدات وليس في إطار تكتل اقتصادي أو سياسي أو عسكري ولكن في إطار مساعينا للحصول على دعم لبرنامجنا التنموي والإصلاح المالي والإداري.
– القدس: وهل هناك تجاوبا مع هذا المسعى؟
–الرئيس: نعم.. هناك تجاوب وحصلنا مؤخرا وبعد زيارتي للمفوضية الأوروبية بروكسيل على زيادة للدعم وصل إلى مبلغ خمسين مليون يورو من المفوضية إضافة إلى المشاريع التي ينفذها الاتحاد الأوروبي في بلادنا والتي تبلغ قيمتها حوالي 137 مليون يورو.
– القدس: فخامة الرئيس لقد فوجئت وأنا ازور صنعاء أن هناك على الطائرة التي حملتني إلى هنا أن هناك جيشا جرارا من السياح الأجانب يأتون إلى اليمن كيف تفسرون ذلك في ظل وجود ظاهرة الخطف التي تحدث بين حين وآخر؟
–الرئيس: الخطف ظاهرة ممقوتة ومدانة من كل أبناء اليمن.. وعمليات الاختطاف هي زوبعة الهدف منها إقلاق السياح والشركات والاستثمارات لكي لا تأتي لليمن.. وعمليات الاختطاف تحدث من عناصر وبعمل فردي تسيء لليمن لكن هولاء بالطبع لن يستطيعوا أن يغيروا من عادات وتقاليد وأخلاق الشعب اليمني الذي يحرص على عدم الأضرار أو إلحاق الأذى بضيوفه.
– القدس: ولكن من المأخذ على الحكومة اليمنية أنها لم تتعامل بحزم مع الخاطفين؟
–الرئيس: نحن نحرص على سلامة المخطوفين.. صحيح انه من السهل اللجوء للشدة وضرب المنازل واستخدام العنف والقوة ضد الخاطفين أثناء عمليات تحرير الرهائن وربما يعني ذلك في مفهوم البعض انه الحزم ولكن حرصنا على سلامة المخطوفين يجعلنا نتأنى في استخدام القوة والتحلي بالصبر حتى يتم الإفراج عن المخطوفين بسلام ولكننا لا نخضع أبدا لأي مطالب الخاطفين أو نقبل الابتزاز في هذا الجانب.. كما أن الخاطفين بعد ذلك لا يفلتون من العقاب على يد العدالة أن عاجلا أم آجلا.
– القدس: تردد مؤخرا أن هناك خلافات بين المؤتمر والإصلاح.. اشتباكات أو تبادل حملات إعلامية ما مدى صحة ذلك؟
–الرئيس: هذا غير صحيح.. قد تكون تسر يبات إعلامية صدرت من هنا أو هناك ولكن لا علاقة لها بوجود أي خلافات بين لمؤتمر والإصلاح واللذين تربطهما علاقات نضالية واستراتيجية متينة. في عملية الاختطاف الأخيرة قامت عناصر تابعة لشركه المنقذ وهم في نفس الوقت ينتمون للتجمع اليمني للإصلاح بعملية الاختطاف وتد فسرتها بعض الصحف والأحزاب بان وراءها حزب التجمع اليمني للإصلاح وهي اجتهادات صحفية إذ لم يصدر على لسان أي مصدر مسؤول بأن وراء عملية الاختطاف التجمع اليمني للإصلاح كتنظيم سياسي.. ولكن الاتهامات كانت لعناصر في شركة المنقذ وينتمون للإصلاح وقد أدانت قيادات هذا العمل وما ارتكبته هذه العناصر باعتبار ما قاموا به عملا فرديا يخصهم وأن على الدولة أن تحاسبهم طبقا للنظام والقانون.
– القدس: يا فخامة الرئيس.. من الملاحظ أن اليمن يخطو خطوات متسارعة نحو إقامة علاقات مع إسرائيل.. هل لديكم نية لافتتاح مكتب تجاري إسرائيلي؟
–الرئيس: نحن سنقيم علاقات مع إسرائيل بعد الدولة الجارة لنا المملكة العربية السعودية.
– القدس: ولماذا الملكة العربية السعودية؟
–الرئيس: لأننا معا نقع في منطقة جغرافية واحدة فهي في شمال الجزيرة العربية ونحن في جنوبها والأراضي المقدسة تقع في الجزيرة العربية فإذا اقدم الأشقاء في السعودية على تلك الخطوة فأننا سنقتدي بهم.
– القدس: لقد أعلنتم مؤخرا الحرب على القات؟
–الرئيس: نحن منعنا تناول القات في المعسكرات ومقرات العمل وأثناء أداء الواجب من قبل أفراد القوات المسلحة والأمن والعاملين في مؤسسات الدولة.. ا وإذا ما أراد أي شخص أن يتناول القات في منزله فهذا شيء يخصه.. لكنه يحظر تناوله في المعسكرات وفي المرافق ومؤسسات الدولة أو أثناء أداء الواجب.
– القدس: وهل صحيح أنكم شخصيا استبدلتم القات بالرياضة؟
–الرئيس: نعم هذا صحيح فعندما تكون هناك فرصة نمارس بعض الأنشطة الرياضية.