مقابلة رئيس الجمهورية مع صحيفة المستقبل اللبنانية
المستقبل / فخامة الرئيس تحدثتم قبل أيام عن ظاهرة المجتمع المسلح في اليمن وكيف إن الناس هنا وضعت السلاح جانباً لتذهب إلى صناديق الاقتراع وفي متابعاتنا اليومية نقع من حين إلى آخر على أنباء عن أعمال خطف للأجانب وعمليات تفجير وهذه كله يؤثر على صورة البلاد في الخارج ..هل من علاج جذري لظاهرة العنف والإرهاب هذه وما هي التدبيرات التي تنوون اتخاذها في هذا المجال؟
الرئيس / مجتمعنا اليمني ..مجتمع أصيل ومتسامح تحكمه تمسكه بعقيدته الإسلامية السمحاء والتقاليد والأعراف الإيجابية الراسخة على الرغم من كل الضروف والتحديات الصعبة التي واجهها عبر تاريخه ..والعنف والإرهاب ليس من سمات الشعب اليمني الذي يدين مرتكبيها ويرفض وجودها في حياته ..وهي وان حدثت في بعض الاحيان في المجتمع اليمني فهي ظواهر شاذة غريبة ووافدة وتقف وراءها عناصر وجهات تستهدف منها الإساءة لليمن وتشويه سمعته والأضرار بمصالحه ..أما فيما يخص حمل السلاح في اليمن فهو ظاهرة مرتبطة بتقاليد اجتماعية اكثر من ارتباطها بأي توجهات لاستخدام السلاح في مجالات عدوانية أو إجرامية والحمد لله رغم أن المجتمع اليمني مجتمع يحمل فيه السلاح من قبل العديد من أفراده خاصة في بعض المناطق اليمنية إلا أن معدلات الجريمة في بلادنا هي في الحدود الطبيعية الموجودة في أي مجتمع .
ولعلك قد تابعت بان شعبنا وعبر موقف وإحداث كثيرة ومنها الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد اضهر حساً حضارياً عالياً وسلوكاً راقياً في ممارسته للديمقراطية ولحقوقه الدستورية في الانتخابات بعيداً عن كل أشكال العنف حيث لم تشهد الانتخابات حوادث عنف تذكر وعلى مستوى كافة محافظات الجمهورية في الوقت الذي نعلم أن العمليات الانتخابية المماثلة حتى في دول عريقة في الممارسة الديمقراطية تصاحبها أحداث عنف وسقوط ضحايا وهذا يدلل أن العنف لا يمثل أسلوبا مقبولاً لدى الجميع أما فيما يتعلق بالتدابير المتخذة من قبل الدولة لمعالجة ظاهرة حمل السلاح فان هناك قانونا مدرج في الوقت الراهن على جدول أعمال السلطة التشريعية يستهدف في المقام الأول معالجة هذه الظاهرة وإيجاد الحلول الواقعية الكفيلة بالحد من عملية حمل السلاح من قبل المواطنين وعلى وجه خاص في المدن الرئيسية وهناك إجراءات مستمرة وفعالة تتخذها الأجهزة الأمنية لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها .
المستقبل/ لفتت دعوتكم المتكررة للمستثمرين من أبناء دول الجوار الخليجي وخصوصاً المملكة العربية السعودية لتوظيف الأموال وتحديدا في قطاعي النفط والغاز لكن رجال الأعمال على ما اعلم يتطلعون إلى ضمانات قانونية وأمنية ..هل تعتبرون أن تحديث الجهاز القضائي واستقلالية السلطة القضائية هما الحل في هذا المجال ..أم انه مطلوب بديل مرحلي وفعال من هذا الحل المعقد والطويل الأجل؟
الرئيس/ نحن بالفعل دعونا ومازلنا ندعو أشقاءنا في الوطن العربي وعلى وجه خاص في الجزيرة والخليج للاستثمار في بلادنا وبما من شأنه تعزيز العلاقات الأخوية وتوسيع مجالات التعاون وتشابك المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة التي تؤسس لقاعدة راسخة للانطلاق بالعلاقات نحو مجالات ارحب .وهناك فرص ومجالات عديدة وضمانات أكيدة يتيحها قانون الاستثمار في اليمن لكافة المستثمرين محليين أم عرب أم أجانب ..وفي ظل هذا القانون تعمل في اليمن الآن العديد من الشركات الأجنبية سواء أمريكية أو أوربية أو أسيوية أو حتى من دول شقيقة وفي مجالات عده وفي مقدمتها النفط وألغاز والمعادن والمنطقة الحرة بعدن والاتصالات ..والتوجيه قائم لتوسيعها نحو مجالات جديد مثل الطاقة والكهرباء والمجال الصناعي والصحي والسياحي والزراعي .ونحن نشجع ذلك ونقوم دوما بالمراجعة للقوانين والتشريعات التي تقدم المزيد من الضمانات والتسهيلات للمستثمرين وتشجعهم على الاستثمار في العديد من المجالات .أم بالنسبة للقضاء في بلادنا فهو مستقل ونحن ندعم دوما استقلاليته ونعمل من اجل تطويره وتحديثه ورفده بالكوادر القانونية المؤهلة ..وهذا التوجه قائم ومستمر وبما يكفل للقضاء اليمني النهوض بدوره في خدمة العدالة في المجتمع وتوفير الاطمئنان للمستثمرين ولعلك تابعت في المؤتمر الصحفي الذي تحدثت فيه عن النية لتخلي رئيس الجمهورية عن منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى والذي يأتي في إطار التوجه الجاد نحو تعزيز سلطة القضاء واستقلاليته والتي هي موجودة بالفعل طبقا للدستور والقانون ولكن من اجل إزالة أي لبس قد يكون موجودا في الأذهان لدى البعض حول ذلك سيتم اتخاذ مثل هذا القرار .
المستقبل/ ظاهرة الثأر القبلي أخذت منحني خطيرا في اليمن في السنوات الأخيرة وهي ظاهرة تهدد السلام الاجتماعي المنشود خصوصا في ظل انتشار السلاح ..هل من وسيله لوضع حد لهذه الآفة؟
الرئيس/الثأر القبلي مشكلة اجتماعية ومن ضمن موروثان الماضي التي ورثها شعبنا نتيجة واقع الجهل والتخلف والحرمان الذي عاشه اليمنيون في عهود الإمامة والاستعمار وهي ظاهرة لا ينفرد بها اليمن بل هي موجود في كثير من المجتمعات العربية التي تتميز بالقبلية والعشائرية .ولكننا نبذل الجهود المتواصلة من اجل معالجة هذه المشكلة وذلك من خلال نشر الوعي والتعليم في صفوف المجتمع وبناء الجيل اليمني الجديد المتعلم والمتحرر من تلك الرواسب والموروثان المعيقه لعملية البناء والتطوير والتحديث للمجتمع ..والرهان كبير على هذا الجيل في أحداث عمليات التغيير نحو الأفضل ومحاربة مثل هذه الظواهر المتخلفة ..وأيضا فان الاهتمام بأجهزة القضاء والأمن وتفعيل دورها من اجل خدمة العدالة ومكافحة الجريمة سوف يسهم بدرجة فعالة في محاصرة ظاهرة الثأر القبلي وتطبيق النظام والقانون على الجميع .
المستقبل/ الأولوية المعلنة في برنامجكم /العهد الجديد والعقد الجديد/هي لبناء دولة المؤسسات والقانون والحقيقة أن اليمنيين تعبوا من دورات العنف ويريدون الركوب إلى الاستقرار ..كيف يمكن التوفيق بين بناء دولة القانون التي تفترض تحقيق الاستقرار والامان ..ووجود مثل هذه الترسانة من الأسلحة في أيدي بعض القوى في البلاد خصوصا في جوار العاصمة؟
الرئيس/ كما قلت لك أن وجود السلاح في أوساط المجتمع المدني لا يمثل مشكلة أو عائقا أمام عمليات البناء والتطوير وترسيخ أسس بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والعدالة والنظام والقانون واحترام حقوق الإنسان والتي هي من الأولويات التي يتم التركيز عليها في الحاضر أو المستقبل .
ولا سك أن ترسيخ الأمن والاستقرار وكما أوضحت في اكثر من مناسبة يحتل أولوية كبرى في توجهات البناء ومهام المرحلة التي نخوض غمارها حاليا وبخاصة عقب الانتخابات الرئاسية لأننا ندرك بأنه بدون الأمن والاستقرار لا يمكن إنجاز تنمية حقيقية وشاملة .
إننا أمام عهد وعقد جديدين نتطلع معهما إلى مستقبل افضل للوطن ولتجاوز أي معيقات أو سلبيات قد تكون حدثت خلال الفترة الماضية وهذا هو هدفنا الذي سنعمل من اجل تحقيقه بتعاون كل المخلصين والشرفاء من أبناء وطننا وقواه السياسية والاجتماعية الخيرة .
المستقبل/ للحكومة اليمنية موقف نقدي من السياسات العربية في مجال التسوية السلمية مع إسرائيل ..وبما في ذلك الاعتراض على سياسات الهرولة واستجداء الدعم الأمريكي ..بالنضر إلى هذا الموقف ..كيف تفسرون حضور المندوب اليمني في الأمم المتحدة الاجتماع الذي رتبته وزير الخارجية الأمريكية مادلين اولبريت مع وزير خارجية إسرائيل ديفيد ليفي والذي قاطعته سوريا ولبنان؟
الرئيس/ نحن في الجمهورية اليمنية موقفنا واضح من عملية السلام أو التسوية السلمية في المنطقة .ولقد أكدنا دوما بأننا ندعم مسيرة السلام ولكن السلام العادل والشامل والدائم والذي يكفل للمنطقة التعايش بين شعوبها بسلام وأمان بعيدا عن الحروب والصراعات الدامية ومثل ذلك السلام لا يتحقق من وجهة نضرنا إلا باستعادة العرب لحقوقهم المشروعة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين وجنوب لبنان وهضبة الجولان السورية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ..ذلك هو السلام الذي ندعمه وننشده ولكن من المؤسف أن إسرائيل كلما رأت مثل هذه التوجهات الصادقة لدى العرب للسلام كلما مارست سياسة التعنت والتسويف في الوقت الذي تبدوا فيه إسرائيل في حقيقة الأمر بحاجة إلى السلام اكثر من غيرها ..ولكن من المؤسف انه في ظل الانقسام العربي وموقف الأطراف العربية المفاوضة في عملية السلام مهلهلا وضعيفاً ..صحيح أننا في اليمن بعيدن عن جبهة المواجهة مع إسرائيل لكننا لم ولن نفرط بالحق العربي أو نقبل الانجرار إلى اتخاذ مواقف من فأنها التأثير على ذلك الحق أو التفريط به تحت أي ضرف من الضروف.
المستقبل/ سيدي الرئيس تعرضتم اخيراً للنقد الشديد للسياسة البريطانية والأمريكية لجهة توفير الملجأ لزعماء الإرهاب وقلتم أن هذا يستخدم للضغط والابتزاز إلا تعتقدون أن قطع الطريق على الابتزاز الخارجي يقتضي اولاً معالجة الجذور المحلية لضاهرة التطرف الديني في اليمن؟
الرئيس/ كما أوضحت سابقاً ..المجتمع اليمني مجتمع مسلم متدين ومتسامح وشديد التمسك بعقيدته الإسلامية السمجاء ..واليمنيون يعتزون عبر تاريخهم انهم كانوا الرواد في حمل مشاعل الإسلام ونشر رسالته في مختلف أصقاع الأرض ..والتطرف الديني لا وجود له في اليمن ولا يمثل ظاهرة بأي شكل ولا نسمح به وان وجد فهوا ينحصر في بعض عناصر قليلة ومعضمها وافدة على المجتمع اليمني وخاصة تلك العناصر التي كانت تحارب في أفغانستان والتي سميت /بالأفغان العرب/وهذه معرف من هي الجهة التي صنعتهم وأمدتهم بالأسلحة والأموال وكيف تم ذلك ..ولماذا يتم التنصل منهم الآن .نحن في اليمن ضد التطرف وضد العنف والإرهاب وندين من يلجأون إلى ذلك وندعم كل الجهود من اجل محاربتهم في أي مكان لان التطرف واعنف والإرهاب ليس من ورائها سوى الدمار وعدم الاستقرار وسقوط الضحايا الأبرياء ..وهي ضواهر عندما ترتبط بالإسلام فأنها تسئ إلى الدين الإسلامي الحنيف الذي هو برئ منها ومن يلجأون إليها لانه الدين الحق ..دين التسامح والمحبة والعقل والاعتدال ..وبلادنا كما غيرها من الدول التي تعرضت في الاونه الأخيرة لبعض الأعمال الإرهابية التي قامت بها عناصر متطرفة أو مأجورة تم تعبئتها بطريقة خاطئة أو دفع بها لارتكاب أعمال عدوانية مكشوفة ضد بلادنا والحمد لله أن تلك العناصر تم ضبطها من قبل الأجهزة الأمنية وبعضها أحيل بالفعل إلى القضاء ليقول كلمته فيها وتنال جزاءها الرادع .
أما فيما يخص الانتقاد أو ربما العتاب الذي وجهنا لبعض الدول التي تشكوا من الإرهاب وتدعوا لمكافحته هو ما نشاهده من موقف متناقض تتخذه تلك الدول بين دعوتها لمكافحة الإرهاب واحتضانها لعناصر متطرفة متهمة بممارسة الإرهاب ضد دول أخرى أحيانا ضد مصالح تلك الدول التي تحتضنها وتقدم لها تسهيلات الإقامة والتحرك .إلا يبدوا ذلك غريباً ومثيراً للحيرة والتسأول .
المستقبل/ الولايات المتحدة الأمريكية تبدوا اهتماماً ملحوظاً بتطور الأوضاع في اليمن ..بالنضر إلى الموقع الجيوسياسي الحيوي للبلاد والى المصالح الأمريكية الاستراتيجية في هذه المنطقة ..ما هوا تقويمكم لحال العلاقات اليمنية الأمريكية وما صحة الكلام الذي تداوره بعض الدوائر الإعلامية عن سعي واشنطن إلى الحصول على قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى .
الرئيس/ العلاقات اليمنية الأمريكية جيدة وتنموا باستمرار بالاتجاه الذي يلبي المصالح المشتركة ويوسع من المنافع المتبادلة بين البلدين وعلاقاتنا مع الولايات المتحدة ما غيرها من العلاقات القائمة مع الدول الشقيقة والصديقة ترتكز على قاعدة الاحترام المتبادل واحترام السيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون الإيجابي المثمر .
ونح مرتاحون لما تهده العلاقات اليمنية الأمريكية من نمو مستمر نحو ما يلبي التطلعات المشتركة خاصة بعد أن تجاوزت تلك العلاقات حالة الفتور الاستثنائية التي مرت بها اثنا أزمة حرب الخليج وهناك قناعه مشتركة ورغبه اكيده لدى البلدين للانطلاق بالعلاقات نحو آفاق أوسع والاهتمام الأمريكي باليمن اعتقد انه ينطلق من الإدراك الأمريكي بالأهمية الجيوسياسية واليمن بالنهج الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان والدور الذي تلعبه اليمن من اجل خدمة وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة ..وأيضا لوجود إمكانية كبيرة لإيجاد قاعدة واسعه من المصالح المشتركة وتطويرها وحاليا هناك عدد من الشركات الأمريكية العاملة في اليمن وناجحة في مجال النفط والغاز ونحن نتطلع إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية في اليمن وفي مختلف المجالات .
أما فيما يخص الحديث عن السعي الأمريكي للحصول على قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى أو غيرها من الأراضي اليمنية فلقد سبق أن أكدنا مراراً بان هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة ونحن في الجمهورية اليمنية لا ولن نقبل بوجود أي قواعد أو منح أي تسهيلات عسكرية أجنبية على الأراضي اليمنية لان شعبنا اليمني ناضل كثيراً وقدم تضحيات غالية في سبيل الحرية والتخلص من الاستعمار ونيل الاستقلال فكيف يمكن أن يقبل بوجود قواعد عسكرية على أراضيه .
المستقبل/ طرأ تحسن كبير على علاقات اليمن مع دول الجوار الخليجي ولاسيما منها السعودية في الآونة الأخيرة هل من تقويم محدد لهذه العلاقات في سلبياتها وإيجابياتها .
الرئيس/ علاقاتنا مع أشقائنا وجيراننا في الجزيرة والخليج أخوية وطيبة ومتطورة ولا تشوبها أي شائبة وفي المقدمة الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة .فالتعاون موجود والتواصل مستمر إزاء مختلف القضايا والموضوعات التي تهم العلاقات الأخوية وتهم امتنا العربية والإسلامية .
وكما أوضحت فأن علاقاتنا مع أشقائنا في الإمارات العربية المتحدة أو قطر أو عمان أو البحرين أو حتى الكويت علاقات طيبة وتسير بصورة جيدة ونتطلع دوماً إلى توسيع آفاق التعاون وتعزيز العلاقات والدفع بها قدما للأمام لانه من الواجب أن نعمل معا كأشقاء وجيران من اجل التكامل وخدمة مصالح شعوبنا وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام بين دولنا وفي منطقتنا .
وفيما يخص العلاقات اليمنية السعودية فأن البلدين والقيادتين لديهما الرغبة المشتركة والإرادة السياسية والعزم الأكيد من اجل العمل معا لكل ما فيه خير الشعبين الشقيقين الجارين وازدهارهما .وهناك جهود تبذل الآن ومساع متواصلة وجادة من اجل إيجاد حل نهائي عادل ومرض لمسألة الحدود بينهما على أساس لا ضرر ولا ضرار وبما يجعل من الحدود جسور التواصل الأخوي للنماء والتطور الذي يخدم مصلحة الشعبين اليمني والسعودي ويحقق أمالهما وتطلعاتهما المشتركة ويدعم مسيرة الاستقرار والسلام في منطقة شبه الجزيرة العربية والمنطقة عموما