مقابلة للأخ رئيس الجمهورية مع التلفزيون الألماني
نص المقابلة :
المذيع: فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، أمس تم الاحتفال. بمرور عشر سنوات علي تحقيق الوحدة بين ألمانيا الشرقية والغربية. . مازالت ألمانيا تعاني من بعض مخلفات التشطير. . الوحدة اليمنية ما هي المشاكل التي تواجهكم وما هي الصعوبات التي تواجه هذه الوحدة.
الرئيس: أنا سعيد أن أتحدث للتلفزيون الألماني واهنىء الشعب الألماني الصديق باستعادة وحدته وبمناسبة مرور عشر سنوات على تحقيق الوحدة وهو نفس الزمن تقريبا الذي تحققت فيه الوحدة اليمنية وفي كلا البلدين الصديقين كنا نعاني من التشطير وفي اعتقادي أن تحقيق الوحدة الألمانية هو جزء من الأمن والاستقرار داخل المجموعة الأوروبية.. فقد انتهى شبه التوتر الذي كان قائما بين الألمانيتين ومهما كان هناك من صعوبات تعاني منها الوحدة الألمانية أو اليمنية فلن يكون ذلك أسوأ من التشطير الذي كان قائما. . وصعوبات التشطير أصعب من مخلفات التشطير والإرث الماركسي والإرث المناطقي. . أنا في اعتقادي إن الوحدة هي اكبر وأسمى من أي مخلفات تركها عهد التشطير واكرر تهنئتي للشعب الألماني الصديق ونتمنى له مزيدا من الأمن والاستقرار .
المذيع: نشكر لك ذلك ونتمنى نفس الشيء للأصدقاء في اليمن والحقيقة أن الروابط التي تربط الألمان باليمن لا داعي لذكرها فهي روابط وثيقة بين البلدين وهذا ساهم في أن يتطور هذا البلد خصوصا في الناحية ا لاقتصادية. وقد أعطى صندوق النقد الدولي مؤشرات إيجابية عن الحالة الاقتصادية لليمن فهل ممكن تحدثونا عن الجانب ا لاقتصادي .
الرئيس: حقيقة أننا بعد حرب صيف 94م كان الاقتصاد اليمني منهارا لكن الحكومة اتخذت سلسلة من التدابير وذلك لمعالجة الوضع الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد والبنك الدوليين والدول المانحة من الدول الصديقة مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا واليابان وغيرها من الدول الصديقة والوضع الاقتصادي افضل بكثير مما كان عليه في 94م 95م بفضل تلك الإجراءات التي اتخذت ومع ذلك لازالت جهودنا تبذل من اجل المزيد من الإصلاحات الاقتصادية والإدارية لأنها متلازمة فلا بد من أن يرافق الإصلاح الاقتصادي إصلاح إداري من اجل أن يكون هناك إصلاح اقتصادي حقيقي وهذا ما تعكف عليه الحكومة في الوقت الحاضر.
المذيع: من خلال زيارتنا المتكررة لليمن رأينا تغييرات كبيرة في هذا البلد تغيرات إيجابية. . في ألمانيا ظهرت أصداء قرار سيادتكم حول منع تعاطي القات هل ممكن نعرف السبب وراء اتخاذكم لهذا القرار.
الرئيس: الحقيقة للقات أضرار كثيرة ومنها قلة الإنتاج في مؤسسات الدولة الإدارية والصناعية وكل ساعات العمل يؤثر عليها تأثيرا سلبيا فنحن منعنا تناول القات داخل صفوف المؤسسة العسكرية والأمن لمصلحتهم.. الشيء الآخر انه له أضراره معنوية ومنعنا تعاطيه في مؤسسات الدولة المختلفة ولم نمنعه على المواطنين لا زراعة ولا بيعا كل هذه الإجراءات قوبلت بالاستحسان وبالتعاون من الجيش والأمن والجهاز الإداري للدولة .
المذيع: كما هو معروف وسمعنا أن القات هو جزء من التقاليد اليمنية وهذا ليس معناه أننا نوافق على هذا لكن هو يؤدي إلى اجتماع اليمنيين لعدد من الساعات يوميا هل ممكن كسر قاعدة هذه التقاليد ومنعه نائيا.
الرئيس: المنع لا يأتي بقرار سياسي لكن بالتوعية ومعرفة الناس بأضرار القات على مستوى الإنتاج وعلى المستوى الصحي رغم أن مزارعي القات مستفيدون وهناك شريحة واسعة مستفيدة من زراعة وبيع القات فلا نستطيع بقرار سياسي منع إنتاجه وتسويقة لكن إيجاد البدائل للناس مثل الأندية والشاليهات والحدائق العامة والمكتبات والسينما وتعليم الشباب تقنيات العصر. . القرار السياسي غير مستحسن لكن خلق وعي وطني لدى عامة الناس هو الكفيل بذلك .
المذيع: فخامة الرئيس القات له دور كبير في الاقتصاد هناك أناس كثيرون تستنفع منه كدخل لهم هل هناك بدائل أخرى تؤدي إلى مثل ما كان يحققه القات من دخل قومي .
الرئيس: نعم البن.. الفاكهة الزراعة بأنواعها القمح هذه المنتجات ممكن تحل محل زراعة القات. . لكن هذا سيكون على المدى الطويل وليس في الوقت الحاضر ويحتاج إلى أجيال تربى على فهم أضرار القات في الإنتاج والتنمية وتحدد لهم وزارة الزراعة هذه البدائل من خلال البذور والبذور المحسنة سواء البن أو القمح أو الفاكهة أو الخضراوات.. ممكن تكون هذه البدائل لجيل المستقبل .
المذيع: فخامة الرئيس كانت بعض الصحف الألمانية قد أظهرت صورا لسيادتكم كمثال في اهتمام سيادتكم بالكمبيوتر وممارسة الرياضة فهل ذلك صحيح.
الرئيس: أنا أمارس الرياضة بشكل عام وليس يهم أن الرئيس هو فقط من يمارس الرياضة. . نحن نوجه وزارة الشباب والرياضة والأندية أن تشجع الشباب على الالتحاق بالأندية وان تمارس النشاط الرياضي اقتداء ا برئيس الدولة وليس مهما أن يمتلك الرئيس وسائل ممارسة الرياضة.. لكن على وزارة الشباب أن توفر وسائل ممارسة الرياضة لعامة الناس وأيضا يمكن للناس القادرين والميسورين أن يقيموا مثل هذه التجمعات وتوفيرها في الفنادق وفي الأندية والشاليهات وفي شتى الأماكن كجانب استثماري أيضا لتحل محل استخدام القات كجزء من التجارة وبدلا أن نذهب إلى القات نذهب إلى التعليم والكمبيوتر وممارسة النشاط الرياضي وهذا مفيد للشباب في المستقبل إن شاء الله.
المذيع: سيادة الرئيس نتمنى لكم التوفيق بالذات في هذا الموضوع .
الرئيس: شكرا جزيلا .