مقابلة فخامة رئيس الجمهورية مع صحيفة الحياة في لندن 2 / 4 / 2000 م

نص المقابلة:
– الحياة: بدا عليك الاستياء أثناء الغداء الذي أقامه مركز التعاون السلمي والاقَتصاديِ للشرق الأوسط ما الذي ائارك؟
–الرئيس: فوجئت بان مادبة الغداء صورتنا كأننا في حال تطبيع مع إسرائيل وهذا ليس صحيحا واستندت الخطابات والكلمات أيضا على موضوع اليهود. لذلك تحدثت بوضوح مع هذا التجمع الكبير الذي اعتبره مهما من منطلق انه بقدر ما انتم /اليهود/ تهتمون بأمن إسرائيل ووجود الدولة الاسرائيلِيهَ نحن في الوقت نفسه نهتم بقياِم الدولة الفلسطينية وبالانسحاب الفوري لإسرائيل/ تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية / من جنوب لبنان ومرتفعات الجولان والضفهَ الغربية والأراضي التي احتلت عام 1967م، يجب أن يقوم السلام، فالسلام لنا ولإسرائيل.. كلنا نتطلع الى السلام ولكن ليسِ سلاما منقوصا، يجب أن تقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كما انتم تقيمون الدولة الاسرائيليهَ.. الشق الآخر من الكلام الذي سمعناه هو أن اليمِن رحبت باليهود. نحن رحبنا بان يأتي اليهود الذين هم من أصول يمنيهَ لزيارة أهلهم. فاليهود المقيمِون في اليمن مجموعة بسيطة ويمتلكون كل الحرية في التنقل إلى اوروبا وكل أماكن العالم فثلهم مثل المواطن اليمني المسلم أو العربي / لكن الخطاب الذي سمعناه أوحى كان مجيء اليهود للسياحة وللاستثمار هو مجيء إسرائيل. فقلنا لا. لا تطبيع مع إسرائيل ألا بعد أعادتها الأراضي العربية المحتلة. والتطبيع معنا لن يتم ثنائيا وإنما في إطار الجامعة العربية وقراراتها. نحن لن نقبل بالتعامل الثنائي معها خارج الأسرة العربية.
– الحياة: هل فوجئت بردود الفعل السلبية العربية حيال المجموعة السياحية التي ذهبت إلى اليمن، علما إنكم أصدرتم جوازات خاصة اضطرارا ولم تطبع التأشيرات على جوازات سفر اسرائيليهَ وهل فوجئت بقول الطائفة اليهودية الأمريكية أن هذا ليس كافيا؟
–الرئيس: انهم يهود يمنيون.
– الحياة: انهم إسرائيليون.
— الرئيس: لكنهم لم يدخلوا بجوازات سفر إسرائيلية، رتب وضعهم على أساس انهم يهود من أصول يمنيهَ يريدون زيارة أهلهم، فدخلوا بترتيبات وضعت لهم.
– الحياة: لماذا هذه الترتيبات؟
–الرئيس: لأننا لا نقبل بالتطبيع مع إسرائيل ولا نقبل بجوازات سفر إسرائيلية.
– الحياة: لكن هذا لا ينفي انهم إسرائيليون.
–الرئيس: نحن لا نتعامل معهم كإسرائيليين وإنما كيمنيين في الغربة، مثلهم مثل اليهود الموجودين في أمريكا.
– الحياة. لماذا اذا تلك الضجة؟ وهل يلتقيهم مسؤول يمني أم لا؟
— الرئيس: هذه ضجة اعلاميهَ ولا حرج لنا في أن نلتقيهم.
– الحياة: هل اجتمعوا مع أي مسؤول؟
–الرئيس: لا اعتقد. إنما ليس محضورا عليهم أن يلَتقوا أي يمنى على الإطلاق.
– الحياة: أثناء الغداء كان السفير الإسرائيلي جالسا الى الطاولة ذاتها معك وسلم عليك تحت الأضواء.
–الرئيس: جاء ألي ولم اكن اعلم انه السفيرِ الإسرائيلي. فوجئت بعدها مد يده وسلم على انه السفير الإسرائيلي، والحقيقة أن هذا ما اضطرني إلى أن اتكلم إمام المجموعة كلها لأقول أن ما يسمى المخادعة، أي الفخ أو الشرك، لن لِكون إطار تطبيع. فهذا النوع من العمل لا يساوىِ شيئِا. انه مجرد اصطياد. ولذلك قلنا: أبدا، لا يتعين مفاجأتنا في إطار الخديعة بسفير إسرائيل أن تطبيع العلاقات فى متناول اليد. لا يمكن التطبيع بآي حال من الأحوال ألا بعد الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة. وهذا ما جعلني أتحدث بوضوح إمام المجموعة بكاملها.
– الحياة: لكن سفير إسرائيل كان جالسا على الطاولة ذاتها، ألم تكن تعلم ذلك؟
–الرئيس: لم نكن على الطاولة نفسها، جاء في من محاولهَ أخرى وسلم علي.
– الحياة: هل تخشى أن يؤدي ما حدث أثناء الغداء إلى التأثير سلبا في زيارتك للولايات المتحدة مع انك حرصت على لقاء رؤساء التنظيمات والمجموعات اليهودية؟
— الرئيس: أنا لم التق مجموعة يهودية وإنما مجموعهَ أمريكية / يهودية.
– الحياة: التقيت برؤساء المنظمات اليهودية.
— الرئيس: نعم التقيت رؤساء المنظمات اليهودية / الأمريكية كأميركيين. لم اجتمع بهم كإسرائيليين أو كممثلين لإسرائيل. وما حدث لن يؤثر سلبا بل العكس. لقد أوصلت الرسالة التي أريدها وهى: ليست هناك مشكلة مع إسرائيل. فإذا تحقق الانسحاب وقام سلام شامل في المنطقة لا مشكلة معها ويمكن إن يِقوم حوار معها في إطار الجامعة العربية. هذه رسالتي التي أردت إيصالها الى اليهود الأميركيين والحكومة الأمريكية. ونحن لسنا ضد إسرائيل، نحن ضدها إذا استمرت في الاحتلال والاغتصاب وبناء المستوطنات وعدم تنفيذ القرارات الدولية.
– الحياة: اجتمعت مع رون لودر الذي قيل انه لعب دورا بين سورية وإسرائيل لدفع عمليه السلام إلى الأمام هل بحثت معه في سبل دفع هذه العملية الآن؟
— الرئيس: لاحظت انهم متحمسون إلى دفع عمليهَ السلام.
– الحياة: وهل طلب منكم شئ محدد؟
— الرئيس. قلنا لهم أنكم كيهود أميركيين لكم نفوذ في أميركا وإسرائيل تسَتطيعون أن تلعبوا دورا في تقريب وجهات النظر. نحن نرى أن الرئيسِ الأميركي جاد وادارته جادهَ في تحقيق السلام وهي تسعى الى ذلك. لكننا نلاحظ ان هناك تباطؤا أو عدم جدية من قبل حكومه اسرائيل.
– الحياة: ماذا طلبت من رؤساء المنظمات اليهودية، وماذا طلبوا منكم؟
–الرئيس: لم يطلبوا شيئا. كل ما طلبوه منا هو تأييد عملية السلام، وقلنا اننا متحمسون لها وبشدهَ وندعم التحرك الاميِركي.
– الحياة: لابد ان هناك اولويأت لزيارتك واشنطن. حول موضوع التعاون الامني جزء من هذه الاولويات؟
— الرئيس. الاولويِة للبحث في التعاون اليمِني / الاميركي. والمطلوب من الاميِركيين دعم الديمقراطيه والتَعدديِهَ السياسيهَ فى اليمن كبلد ديِمقراطى اخذ بخيار التعدديهَ السياسية.
– الحياة: كيف؟
— الرئيس: ان اليمن في حاجة الى دعم كامل سياسي ومعنوىِ وتنموىِ ايضا، خصوصا اننا بدأنا في الاصلاحات الاقتصاديِهَ والماليةَ والهِيكلية ونريد دعما اميركيا في هذا المجال للحفاظ على سلامهَ النهج الديمقراطى. ؟
– الحياهَ: لكل شىء مقابل. ما ستقدم الى الولايات المتحدة؟
— الرثيس: نحن قدمنا اليها الديمقراطيهَ واحترام حقوق الانسان.
– الحياهَ: قدمتم ذلك الى اليمن.
— الرئيس. قدمتها اليمن الى العالم الخارجى واميريكا وللنظام الدولي الجديد. قدمنا الى النظام الدولي الجديد التعدديهَ السياسيهَ وحرية الصحافهَ واحترام حقوق الانسان والانتخابات النيابية المباشرهَ والانتخابات الرئاسية المباشرة. هذا ما قدمته اليمن.
– الحياة: تدرك ان الادارة الامريكيهَ لا تريد ما من شأنه ان يعتبرتطبيعا أو تأهيلا أو حتى اخذا في الاعتبار للرئيس صدام حسين. وجهتم دعوهَ الى الرئيس العراقي لحضور الاحتفالات بذكرى الوحدهَ اليمنية. هل كلمته شخصيا؟
— الرئيس. لم اتكلم معه بالهاتف، لكني بعثت بوزراء الى كل القادهَ العرب ليشِاركوا في احتفالات 22مايو لمناسبة مروز عشر سنوات على استعادهَ الوحدهَ.
– الحياهَ: وهل وصلك رد منه؟

–الرئيس: لم يصلنى الرد بعد. واعتقد بان ظروف الرثيس صدام حسين لن تسمح له بان يغادر العراق، لكننا نتطلع الى مجىء وفد رفيع المستوى.
– الحياة: ماذا ستقول للأميركيين اذا عبروا عن استيائهم من هذا؟
–الرئيس: نحن نتعامل مع اصدقائنا الاميركيين بوضوح وصراحهَ وشفافية كاملهَ. لماذا ياخذون علينا اننا وجهنا دعوة الى الرئيس صدام حسين في الوقت الذي يطالب 70 عضوا في الكونغرس الاميركي من صانعى قرارات السلم والحرب برفع الحصار عن الشعب العراقي؟ لماذا لا يحق لنا كقطر عربى ان ندعو اخانا صدام حسين وان ندعو الراىَ وندعو المجتمع الدولي الى رفع الحصار عن العراق.
– الحياة: هل بحثت فى الموضوع مع الامين العام للأمم المتحدة؟.
— الرئيس: نعم بحثت معه في الموضوع وقلت له: انتم تجعلون الشعب العراقى يدفع ثمنا باهظا من اطفاله ونسائه وشيوخه نظرا الى استمرار الحصار. وقلت له: نحن نطالب برفع الحصار. وقال لي: نحن نبحث اليهَ لرفعه في اطار القرار 1284. وشعرت بان الامين العام جاد ويريد للأمم المتحدة دورا ايجابيا لرفع المعاناهَ عن الشعب العراقي،.
– الحياة: تردد كلام على احتمال قيام علاقة امنيهَ بين الولايات المتحدهَ واليمن. هل يمكن ان تشرح لنا البعد الامني في العلاقة عشيةَ لقائك المسؤولين الاميركيين.
–الرئيس: لم يبحث معنا هذا الامر ولكن اذا طلب منا فأننا مستعدون للبحث.
– الحياة: للبحث في ماذا تحديدا؟
–الرئيس: التعاون الامني لمكافحة الارهاب وتبادل المعلومات.
– الحياة: وماذا عن الوجود العسكري الاميركي؟
–الرئيس: هذا عير مقبول. فالاميركيين لم يطلبوا منا، ولديهم التسهيلات في المنطقة ما لا يجعلهم يطلبون من اليمن شيئا.
– الحياة: عندما تزور طهران هل ستكون مسألة الوجود العسكري الاميركي في المنطة موضوع بحث؟
–الرئيس: لا ادري ماذا سيطرح الاشقاء في ايران معي وجهت الى دعوة ومن جهتي سابحث معههم في التعاون الثنائي والمستجدات على الساحة العربية والامن والسلام في الخليج والبحر الاحمر وقضية السلام مع اسرائيل.
– الحياة: ستجتمع مع الرئيس كلينتون بعد اسبوع على اجتماعه مع الرئيس حافظ الاسد في جنيف والذي اعتبره بعضهم اجتماعا /فاشلا/ اتعتقد بأن ذلك الاجتماع احبط فرص السلام؟ وهل ستوافق على ما قاله كلينتون ان الكرة في الملعب السوري؟
–الرئيس: عندما التقي الرئيس كلينتون سنبحث في هذا الامر، استطيع ان اتكلم في اطار ما فالته الصحافة. وسأوضح للصحافة بعد حديثي مع الرئيس كلينتون.
– الحياة: الرئيس كلينتون نفسه قال ان الكرة الآن في الملعب السوري.
–الرئيس: سأبحث معه في هذا الامر ومن كان المسبب في فشل قمة جنيف واسباب هذا الفشل.
– الحياة: وهل تخشى ان تكون عملية السلام على المسار السوري / الاسرائيلى تعرقلت كثيرِا؟
–الرئيس: لا اعتقد بانها متعثرة الى الحد الكبير. ربما كان التعثر بسيطا. /والمفاوضات ستستأنف. فسورية جادة، ونحن نئمنى ان يتجاوب الاسرائيليون مع جهود الرئيس كلينتون.
– الحياة: لماذا تقول /ستستأنف / بهذه الدرجة من الثقة؟
— الرئيس: انا على يقين انها ستسئأنف اجل ام عاجلا. هكذا افهم من الجانب السياسي. ستستأنف، لايمكن ان تتجمد الى ما لانهاية.
– الحياة: لماذا؟
–الرئيس: لان هناك نيهَ لتحريك عملية السلام ونيهَ للسلام.
– الحياة: هذه اول زيارة لك لواشنطن واول لقاء مع رئيس اميركي منذ 1989، ماذا سيجعلها ناجحهَ؟ وماذا سيحبطها؟ علما ان البداية اثناء الغداء اثارت تساولات وردود فعل سلبيهِ من وجههَ نظر بعضهم. َ
— الرئيس اعتقد انها كانت بدالِة صحيحهَ لنجاح الزيارة. بسبب الوضوح والشفافيةَ وعدم العمل تحت الطاولهَ. فالعمل فوق الطاولة شىء طيب.