مقابلة الرئيس مع قناة الجزيرة
الجزيرة: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود)، تأتيكم هذا الأسبوع من صنعاء، وضيفنا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح.
السيد الرئيس أهلاً وسهلاً.
علي عبد الله صالح: مرحب.
الجزيرة: لو نبدأ من آخر التطورات الجارية حالياً ومؤتمر الأمم المتحدة المتعلق بمكافحة العنصرية، وهذا الانسحاب الأميركي الإسرائيلي المزدوج، وتهديد بعض الدول الأخري نتيجة التوجه للتنديد بسياسة إسرائيل، كيف تنظرون إلى هذا؟
علي عبد الله صالح: والله نأسف لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية كدولة عظمى من هذا المؤتمر، وما كنا نتصور مثل هذه الدولة الكبيرة ذات القطب الواحد.. صاحبه النظام الدولي الجديد أن تتعصب إلى حد كبير إلى جانب الكيان الصهيوني، الصهاينة يمارسون أشد العنصرية، وتقريباً –في تصوري- إن الانسحاب الأميركي هو نتيجة مطالبتهم من الأفارقة بتعويضات لتجارة الرق سابقاً.. ربما هذا واحد من العوامل، لكن نأسف لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية والدول التي تهدد بالانسحاب.
الجزيرة: ولكن السيد الرئيس، يعني هل فوجئتم بذلك؟ يعني أحياناً بعض المسؤولين العرب يتحدثون عن هذه السياسات الأميركية بنوع من الحسرة وكأنها عنصر مفاجأة، بينما نحن نعرف –على امتداد كل السنوات السابقة- بأن هذا كان عنصر ثابت في السياسة الأميركية؟
علي عبد الله صالح: يعني عنصر ثابت إلى الانحياز إلى
الجزيرة: إلى إسرائيل
علي عبد الله صالح: إلى جانب الكيان الصهيوني؟
الجزيرة: نعم.
الرئيس علي عبد الله صالح: ما فيه شك إن الأميركان تربطهم علاقات استراتيجية بالكيان الصهيوني المزروع في جسم الأمة العربية والإسلامية، ما فيه شك، لكن ما ننساش أن هناك علاقات جيدة تربط العرب والمسلمين بالولايات المتحدة الأميركية، وهناك مصالح مشتركة ومصالح متبادلة، وربما مصالح الولايات المتحدة الأميركية لدى العالم العربي والعالم الإسلامي أكثر بكثير مما هي مع إسرائيل، يعني ربما أن الولايات المتحدة الأميركي هي تدفع للكيان الصهيوني، أما نحن هناك استثمارات مشتركة، ومصالح مشتركة، وعلاقات أيضاً استراتيجية مع كثير من الأقطار العربية أيضاً وبعض البلدان الإسلامية.
الجزيرة: على ذكر المصالح اسمح لي سيدي الرئيس إنه أحيانا بعض القادة العرب والمسؤولين العرب يتحدثون عن هذا الانحياز الأميركي، ويذكرون واشنطن بأن هذه السياسة لا تتماشى ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة ومصالحها مع العرب، بحيث يبدو أحياناً العرب وكأنهم أدرى بمصالح الولايات المتحدة من أصحاب القرار واشنطن. هل تعتقدون بأن هذا التذكير الدائم وأحياناً حتى الممل –اسمح- لي في هذا التعبير- لواشنطن بأن مصالحها أيضاً هناك مصالح مع الدول العربية، يبدو أنه –يعني- تذكير ليس في محله، ولا يستمع إليه صاحب القرار في البيت الأبيض.
علي عبد الله صالح: على كل حال هذا هو الواقع الذي نعيشه في الوقت الحاضر إن.. الولايات المتحدة الأميركية تربطها علاقات استراتيجية مع إسرائيل، ونحن نعلق كثير.. كثير من الأوقات باللوم واللائمة على الولايات المتحدة الأميركية انحيازها وما انحيازها، لأننا أصلنا لم نوظف علاقتنا ومصالحنا المتبادلة مع الولايات المتحدة الأميركية لصالح القضية الفلسطينية.
الجزيرة: كيف مثلاً؟
علي عبد الله صالح: كثير من.. جملة من.. من الإجراءات يجب أن تتخذ من الجانب العربي والجانب الإسلامي، يعني عندما نقول: أميركا نريد منها موقف وأنها تركع الكيان الصهيوني وذلك للانصياع لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ كل الاتفاقيات طيب، إذا كان إحنا لم نطلع نحن العرب، وللأسف الشديد وأنا.. نحن أنا واحد من القيادات العربية، نحن لم نطلع بقرارات هامة من القمم العربية والقمم الإسلامية حتى.. نلوم أميركا ونلوم الاتحاد الأوروبي: لماذا هذا الانحياز؟ إحنا كثير من الأسئلة وضعناها على الأميركان، وكثير مع الاتحاد الأوروبي.
يقولوا: إذا تريدوا أن تكون ملكياً أكثر من ملك، يعني أنتوا والعرب ما هي قراراتكم؟ كيف تفرضوا علينا إننا نكون متشددين، أو. يعني أن نفرض حلول على الكيان الصهيوني أنتوا ما.. ما.. ما.. ما حكيتوها؟
الجزيرة: ولكن السيد الرئيس، يعني هناك مفارقة، يعني عندما نتحدث عن القرارات، يعني هناك فعلاً ظاهرة أصبحت غريبة نوعاً ما، سيادتكم الآن تعتبرون بأن القرارات العربية ينقصها الكثير من القوة، عند كل انتهاء قمة أو وزراء خارجية..
علي عبد الله صالح: خليني أحكي لك.
الجزيرة: يعني الكل يعرب عن أن.. عن عدم ارتياحه من هذه القرارات، ولكن أنتم تصوغون هذه القرارات، إذاً من يتحمل المسؤولية يعني؟
علي عبد الله صالح: يجب أن نعرف إنه في الوطن العربي فيه.. فيه قيادات اقتصادية وذات فعالية وذات أهمية كبرى في الوطن العربي، يعني إذا قسنا من الناحية الاقتصادية، أومن الناحية الجغرافية، أو من الناحية البشرية، أو من الناحية الثقافية، أو من الناحية السياسية، يعني في.. كل كل جسم له رأس يحركه، المشكلة إنها رؤوس لابد من رأس يحرك القدرة على.. الأقطار العربية، يعني للأسف الشديد مثلاً: إحنا نحكي إن قراراتنا ضعيفة، إحنا حتى اليوم لم يجتمع وزراء الخارجية ووزراء الدفاع العرب، يعني المفروض في ظل هذه المتغيرات، وفي ظل هذه المستجدات، وفي ظل هذا الصلف الصهيوني وما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من حرب إبادة، المفروض أنه قبل انعقاد أي قمة عربية ينعقد وزراء الخارجية ووزراء الدفاع العرب، وذلك لتفعيل.. لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وتقدم وتحضر للقمة ماذا نريد من القمة؟ ما هو الدفاع العربي المشترك؟ موجود هذا نص في ميثاق الجامعة العربية وفي قراراتنا إنه فيه اتفاقيات دفاع عربي مشترك، على مَنْ؟.. الدفاع العربي المشترك من مَنْ؟ من.. من كل قطر ضد الآخر، أم مع الكيان الصهيوني؟ الكيان الصهيوني هو الآلة المتفرض في المنطقة وبدعم.
الجزيرة: ولكن السيد الرئيس حتى لجنة المقاطعة عجزت عن الاجتماع، أنتم تطالبون باجتماع لوزراء الدفاع، يعني لجنة المقاطعة وهي أبسط بكثير وعلى مستوى فني ولمقاطعة الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، ومع ذلك كل الاجتماعات التي تتم في دمشق أغلب الدول العربية تقاطعها، يعني هل مطالبتكم هذه مطالبة ربما تأتي بثمارها؟
علي عبد الله صالح: نحن في ظل هذا الوضع سنظل صوتنا مرفوع، وسنطالب، وسأطالب، وأنادي، وأكرر دعوتي إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، إلى اجتماع لوزراء الخارجية ووزراء الدفاع العرب، وذلك لتحضير ما يجب أن يحضر للقمة العربية القادمة في ظل المتغيرات والمستجدات، وفي ظل التعنت والصلف الصهيوني العنصري، وأنا أقول: عنصري، لأنه عنصري فعلاً، يعني ضرب بكل قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط إذاً.. إذاً إحنا نجتمع نطلع بيان شجب وإدانة، كلنا إحنا الآن، يعني مثلاً اليمن الآن على مستوى كل المحافظات حوالي عشرين محافظة أو 22 محافظة كلها تندد، وتشجب، وتدين، يعني كلام هذا في.. هذا..، طيب في الأقطار العربية الأخرى إحنا نشتكي نفس الزخم أننا الجمهور العربي يضغط على القيادات وعلى المؤسسات، وذلك لاتخاذ موقف عربي بما يضع حد لهذا الصلف.
الجزيرة: ولكن السيد..
علي عبد الله صالح: وبما.. وبما يقنع أصدقاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية أن تقف إلى جانب الدول العربية، وذلك في حقها المشروع، في نضالنا المشروع لنيل الاستقلال. الولايات المتحدة الأميركية ناضلت كثيراً حتى نالت الاستقلال، إحنا الآن يتهموا الفلسطينيين بالإرهاب، يعني شعب جنوب أفريقيا ناضل من أجل العنصرية ومن أجل نيل استقلاله، يعني كان يسمى عنصري، مش كان.. يعني كان.. تسمية للتفرقة العنصرية الموجودة في جنوب أفريقيا؟
اليوم هذا نحن مع عملية السلام ومع كل قرارات الشرعية الدولية، نفذها تنفذها.. الحكومة الإسرائيلية؟ طيب..
الجزيرة: ولكن أعود لنفس السؤال يعني طالما.. لا وجود لضغط عربي، وطالما القرارات –يعني- ليست بالقوة التي يتمناها الرأي العام العربي، يعني لا لا توجد قوة تدفع في اتجاه الضغط.
علي عبد الله صالح: يجب ألا نيأس، يجب أن نظل، أن نصر على كل ما يجب أن نصر عليه حول تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، انعقاد القمة، مقاطعة الشركات التي تتعامل مع الكيان الصهيوني، مقاطعتها، سواء أياً كان شكلها في دول العالم، أيا كان شكلها، يجب أن تقاطع وتقاطع مش إعلان بيان، تقاطع وتصادر وتصادر ويحجب كل مدخلاتها إلى السوق العربية أو السوق الإسلامية، هذا جزء من الضغط، تفعيل اتفاقية العرب.. الدفاع العربي المشترك جزء من الضغط، تحريك القمة العربية، اجتماعات القمة العربية، اجتماع وزراء الخارجية، هذا.
الجزيرة [مقاطعاً]: ولكن كل..
علي عبد الله صالح [مستأنفاً]: اجتماع وزراء الإعلام العرب، وإيجاد موقف إعلامي موحد، موقف إعلامي موحد.
الجزيرة: كل هذه وسائل السيد الرئيس سنعود إلها بالتفصيل.
التحرك الشعبي لدعم الانتفاضة وموقف الأنظمة منه
الجزيرة: السيد الرئيس، اسمحوا لي أنتم من بين الرؤساء القلائل العرب الذين تقبلون بإجراء مقابلات على الهواء مع مداخلات على الهاتف ودون أي حرج، وبالتالي سنستغل هذه الفرصة إلى الآخر، واسمح لي سنتعامل معكم كممثل للمؤسسة العربية الرسمية يعني أحببنا أم كرهنا يعني. أشرت قبل قليل إلى الزخم الشعبي والمظاهرات والتعبير الشعبي عن دعم الانتفاضة، ولكن إذا أردنا أ نكون دقيقين، مثلاً في اليمن، اليمن مع انطلاق الانتفاضة كانت هناك مسيرات شعبية كبيرة في صنعاء وفي كل المحافظات، بعد ذلك لم نعد نسمع، وعندما استفسرنا قليلاً، على الأقل بناءً على وجهة النظر المعارضة، قيل بأن الحكومة اليمنية –وأساساً بعد انفجار المدمرة “كول” في عدن في أكتوبر- أصبحت تتحفظ على نزول الناس بالشارع للتنديد بالسياسة الأميركية، وبالتالي أصبحت تقام مهرجانات في قاعات مغلقة، وهناك تحفظ شديد على المظاهرات الشعبية، وقس على ذلك في كل الدول العربية، واعتقادي بأن كثير من الحكومات العربية –سواء بقانون، مثل ما جرى في الأردن، أو بغير قانون- لا تجيز للناس أن ينزلوا للشارع للتعبير عن هذا التأييد للانتفاضة.
علي عبد الله صالح: بالنسبة للجانب اليمن لازالت المسيرات قائمة حتى قامت مسيرات قبل.. بعد الحادث حق (كول)، وليس عندنا أي تحفظ من أي مسيرة أو مهرجانات خطابية سواء في الميادين العامة أو في صالات مغلقة، ما عندناش أي حرج، لأن نحن بلد صراحة كبلد.. يعني إحنا بنعتبر أنفسنا جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، مواطنين إحنا يعني مش شعب.. يعني مفروض عليه حكام، هذا ما هوش وارد، إحنا نمثل إرادة هذه الأمة، وشعبنا موجود، وبدأ الناس يتساءلون: ما هي الفائدة من النزول للميدان؟ نحن في اليمن يقال علينا إن إحنا ملكي أكثر من الملك، أو مزايدين أكثر من الآخرين، إن هذا ما هو قيل حتى في كثير من الأقطار العربية، وانتقدتنا بعض الصحافة، وانتقدتنا بعض القيادات العربية، هذا مما خلى المواطن مش القيادة المواطن إنه نزول لمن؟ يعني إذا ما كانش النزول الميداني أو المظاهرات والمسيرات تعم كل أنحاء الوطن العربي، شو بيعمل اليمن؟
الجزيرة: ولكن تبدأ اليمن، ثم مصر، ثم الأردن.
علي عبد الله صالح: ليش.. اليمن نازلة ما عندهاش أي حرج مع الشعب، إحنا مفتوح الباب على مصراعه من بكرة الصبح، اللي يعمل مظاهرة..
الجزيرة: إذاً ما ما تقوله المعارضة غير دقيق؟
علي عبد الله صالح: لأ، عندنا المعارضة.. ويعني الشيء المهم في هذا الأمر إن الحزب الحاكم نفسه هو الذي بيقود المظاهرات، وهو الذي قاد المسيرة وسلم الرسائل إلى الدول دائمة العضوية وإلى مكتب الأمم المتحدة نفسه مع بقية القوى السياسية في المعارضة، ما عندناش أي حرج، ما فيش فرق بين المعارضة في هذا الجانب وبين السلطة.
الجزيرة: ولكن دائماً السلطات تسعى إلى استقطاب هذا التحرك، يعني مثلاً.. مثلاً في في اليمن كانت هناك لجنة شعبية لمساندة الانتفاضة، أصبحت هناك لجنة عليا تابعة لمجلس الوزراء، يعني هناك تنافس شعبي حكومي، وقس على ذلك في كل الدول في المغرب العربي، في المشرق، هناك نوع من التحفظ، هناك خوف من.. من انفلات الشارع.
علي عبد الله صالح: لأ، لأ، لأ.
الجزيرة: لدعمه الانتفاضة، لأن المظاهرات تشكل وسيلة ضغط على هذه الحكومات حتى تتحرك بشكل افضل.
علي عبد الله صالح: لا، لا، لتصحيح هذا الأمر اللجنة الشعبية كانت مهمتها هي جمع التبرعات، والتحضير للمسيرات والمظاهرات. الذي صار إنها جمعت بعض التبرعات الشعبية من عامة الناس، وبدأ كل مواطن مع ما هو موجود في الشارع العربي إنه ندعم الشعبية، ندعم الديمقراطية، ندعم فتح، ندعم الجهاد، ندعم حماس..
الجزيرة: ألا.. ألا تخافون عندما تقول: ندعم.. ندعم الجهاد وحماس أن توصفوا.. بالدولة الداعمة للإرهابية يعني.. بالمعايير الأميركية؟
علي عبد الله صالح: هذا إحنا لا يهمنا ما يقال، إحنا هذا، إحنا بندعم الشعب الفلسطيني لأن مسمياتها هكذا، الشعبية، الديمقراطية، حماس، كلها لأنه نضال مشروع، يعني لماذا نقول: إنه حماس إرهاب والجهاد.. وأي منظمة إسلامية هي إرهاب؟ هذا كلام غير مقبول، إحنا ندعم كل فصائل الشعب الفلسطيني بكل فئاته، فاللي صار عندما..
الجزيرة: تدعمون مادياً.. وبالسلاح..
علي عبد الله صالح: مادياً ومعنوياً، والذي صار إنه تشكلت اللجنة تابعة لرئاسة الوزرا هي من خلال المجالس المحلية.
الجزيرة: هل تدعمون بالسلاح؟
علي عبد الله صالح: لأ، نحن ندعم بالمال.
الجزيرة: تدعم بالمال.
علي عبد الله صالح: ندعم بالمال، لأنه المال هو الذي هيجيب السلاح، يعني عندما إذا كان هناك مال ما بحسب استطاعتنا في الوطن العربي، في اليمن إحنا بندعم بحسب إمكانياتنا، وأعتقد إن المال هو الذي هيجيب السلاح.
الجزيرة: نعم مثلما أشرتم السيد الرئيس، يعني اتهمتم أحياناً.
علي عبد الله صالح: لأ، هأكمل.. هأكمل..
الجزيرة: اتفضل.. اتفضل..
علي عبد الله صالح: إنه حول حول إنه اللجنة الشعبية..
الجزيرة: اللجنة الشعبية واللجنة العليا.
علي عبد الله صالح: اللجان الشعبية.. كان.. سوء الفهم إنه إحنا نريد أن يسير الدعم كل واحد يتعصب مع جهة معينة، نحن نريد أن يسير إلى الممثل الشرعي والوحيد منظمة التحرير في كل فصائلها، ونحث الأخ ياسر عرفات وكل القيادات الفلسطينية: إنه الدعم العربي والدعم الإسلامي يجب أن يسير في محله للذين يقوموا بانتفاضة الأقصى، للجريح، للشهيد، للعاطل عن العمل، يجب أن يسير هذا.. هذا السند أو هذا الدعم العربي أو الإسلامي لصالح الشعب الفلسطيني كله دون تمييز.. دون تمييز على الإطلاق. لكن هو (…) الأقطار العربية وشوشرة إسرائيلية وشوشرة إسرائيلية تقول: إن الفساد موجود في فتح، في منظمة التحرير، ومن هذا المنطلق كثير من القيادات العربية أو من.. الأحزاب أو القوى السياسية العرب، يقول لك: كلنا، له علاقة من الشعبية، له علاقة مع الديمقراطية، له علاقة مع فتح، له علاقة مع كذا، يقول لك: ندعم هذا الفصيل، نحن نقول: لأ، ندعم السلطة الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية هي المسؤولة أمام الشعب الفلسطيني، وخاصة عندهم برلمان، عندهم حكومة، عندهم.. هذا يتحاسبوا هم لأنفسهم، وأنا استلمت تأكيد من الأخ ياسر عرفات بيقول: إذا هناك شك أي قطر عربي يقدم الدعم يرسل مندوب اللي يشرف على أوجه الصرف.
الجزيرة: نعم، الرئيس عرفات كان موجود هنا قبل أيام قليلة، وأيضاً الأمير بندر بن سلطان كان هنا، وكان الموضوع الفلسطيني هو الموضوع.. المسيطر والرئيسي، هل من جديد في هذين اللقاءين، سواء بالنسبة للموقف السعودي أو بالنسبة للموقف الفلسطيني؟
علي عبد الله صالح: بالنسبة للموقف الفلسطيني ليس هناك جديد، لكن جاي ياسر عرفات في إطار زيارته التي يقوم بها الكثير من القيادات العربية، أجرينا جملة من المشاورات بالنسبة للأمير بندر جاني برسالة من الأمير عبد الله حول القضية الفلسطينية، حول القضية الفلسطينية، والإخوان في المملكة متحمسين حماس كبير والقيادة السعودية متحمسة لهذا الأمر، وخاصة السعودية هي من الأقطار العربية الداعم الرئيس خاصة في مجال..
الجزيرة: هل هناك أفكار جديدة مثلاً؟
علي عبد الله صالح: والله الإخوان عندهم أفكار، عندهم أفكار من الأمير عبد الله و.. عنده أفكار بيبحثها مع الأميركان، وبحثها مع ياسر عرفات، ويجري مشاورات مع بعض القيادات العربية، وذلك لبلورة موقف جديد.
الجزيرة: يعني هل نتوقع أن يكون هذا الموقف الجديد أكثر جذرية؟ لأنه مثلاً الأمير سعود الفيصل قال في عمان: “لقد طفح الكيل”، هذا التصريح يعني بالنسبة لمسؤول سعودي يعتبر تحول نوعي، طفح الكيل بالنسبة لإسرائيل، هل نتوقع شيء جديد؟
علي عبد الله صالح: أنا من خلال.. من خلال ما استمعت من الأمير بندر الرسالة التي جاءتني من الأمير عبد الله فيه شيء جديد، أفكار جديدة لدى الإخوان في المملكة، وأفكار استلموها جديدة من الأميركان، وأفكار أرادوا أن يأخذوا وجهة نظر.. الإخوان في.. في.. في فلسطين. لكن أنا يهمني في هذا الأمر إن القضية مش قيام ياسر عرفات ولا القيادات الفلسطينية، أقول: إن الهم الأكبر هو يقع على.. الوطن العربي بشكل عام، ولهذا يجب..
الجزيرة: وهذا ما.. نعم وهذا ما..
علي عبد الله صالح: يجب ألا نحمل الشعب الفلسطيني أسلوب..
الجزيرة: وهذا ما سنحاول العودة إليه.
الجزيرة: السيد الرئيس، كنا نتحدث عن ربما بداية تبلور نوعاً من.. من الشيء الجديد على الساحة السياسية والدبلوماسية من موضوع الفلسطينيين، يعني هل فعلاً الأمل جائز؟ يعني هل يمكن أن واشنطن تتحرك بشكل أفضل، أو العرب ربما يتحركون بشكل أفضل؟
علي عبد الله صالح: أعود إلى كلامي مرة ثانية إنه لا ننتظر من أميركا أو من الاتحاد الأوروبي تحرك يكون أكثر من أننا نتحرك نحن العرب، ينبغي علينا أن نتحرك نحن في المقام الأول، ثم يأتي في المقام الثاني العالم الإسلامي والعربي بشكل جماعي، ثم نأتي هنا للضغط على الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بما تربطنا من علاقات جيدة معاهم، وذلك للضغط على الكيان الصهيوني. أما إننا ننتظر نجلس في بيوتنا ونطلع بيانات هزيلة في الوطن العربي، وننتظر.. و(نشتري) موقف من الولايات المتحدة الأميركية، هذا غير وارد.
الجزيرة: ما هي أشكال الضغط مثلاً.. مثلاً؟
علي عبد الله صالح: نعم، جملة من القضايا: ضغط على الشركات ومقاطعاتها، الدعم بالمال، تشكيل اللجان الشعبية في الوطن العربي والإسلامي، إعلام موحد للقضية.. لقضية الصراع العربي الإسرائيلي، إحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك مقاطعة الشركات الأوروبية وغيرها.. والأميركية والآسيوية والعربية التي تتعامل مع الكيان الصهيوني يجب أن.. ينبغي مقاطعتها.. قولاً وعملاً.
الشيء الثاني: تجميد العلاقات، أي صنف، أي نوع من العلاقات مع الكيان الصهيوني؟ ليش؟
وأقولها للمرة الثانية أقولها في تليفزيون (الجزيرة): نحن.. الأقطار العربي مجرد ما تطلع قناة (الجزيرة) برنامج يمس أي زعيم عربي أو قطر عربي على طول رايحيين نسحب السفير، على طول ونقدم احتجاج السفير حقنا من الدوحة، احتجاج، فرمانات تقول: إنها الدوحة هذه محطة مستقلة للرأي والرأي الآخر، راح نسحب السفير، طيب، إذا أنا أشوف المدابح كل يوم طائرة الـ (F16) وطائرات الأباتشي الأميركية، والدبابات (M61)، (M62) تقوم بقصف.. المواطنين الأبرياء الفلسطينيين، كيف.. كيف ننتظر موقف عربي.. موقف أميركي أو موقف أوروبي؟
الجزيرة: يعني اليمن مستعدة لسحب سفيرها من واشنطن؟
علي عبد الله صالح: نعم؟
الجزيرة: مستعدة لسحب سفيرها من واشنطن؟
علي عبد الله صالح: من؟
الجزيرة: اليمن مثلاً؟
علي عبد الله صالح: لا، ليس أسحب أنا سفيري من واشنطن أسحب السفير أولاً السفير العربي من إسرائيل، وأطرد السفير الإسرائيلي من الوطن العربي، كيف أقاطع.. أقاطع أميركا؟ شو دخل أميركا؟
الجزيرة: أنتم تتحدثون عن العلاقات مع إسرائيل تحديداً الآن.
علي عبد الله صالح: أنا أتحدث مع أميركا مع.. أولاً: نقاطع إسرائيل، ونقاطع الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، وبالتالي.. سنوجد.. يعني سنوجد أذناً تصغي لصوت للصوت العربي والإسلامي صراحة.
الجزيرة: يعني مطلوب سحب السفير المصري، السفير الأردني، مكاتب..
علي عبد الله صالح: لأ، تجميد كل أشكال وأنواع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
الجزيرة: هذه الدول تقول: لدي اتفاقيات ولدي..
علي عبد الله صالح: أنا أقول الاتفاقية ليس.. أم.. يجب أن نفرق.. هل القضية فلسطينية، بس فلسطينية وفلسطين؟ تتفاوض مع إسرائيل وتطلع ما طلعت، وتحصل ما تحصل، أما القضية أراضي مقدسة، وهي تهم العرب العالم العربي الإسلامي؟ إذا كانت تهمنا كعالم عربي وإسلامي إذاً القضية قضية إسلامية عربية، إذاً الفلسطينيون جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والأمة الإسلامية، لماذا نحملهم اللوم؟ ونقول ما.. إن.. إن قدموا تنازل، قلنا: الفلسطينيين فرطوا.. فرطوا، يعني فيه ناس يقولوا: لماذا أنهم يقبلوا بالسلطة.. السلطة الفلسطينية للفترة الانتقالية؟
الجزيرة: أوسلو.
علي عبد الله صالح: ولماذا انتقلوا؟ اتفاقية أوسلو، ولماذا انتقلوا وخذوا غزة والضفة والقطاع وإلى آخره؟ كان المفروض يبقوا في.. في تونس ويبقوا في.. في اليمن يبقوا أنا قلت: لأ، رأينا إنه شبر في الأرض أفضل من البقا في الخارج، والآن نحن.. يعني الفلسطينيين الآن وجهاً لوجه مع الكيان الصهيوني، هذا كان عبر وسائل الإعلام، عبر التنديد، عبر البيانات، عبر.. عبر، لكن الآن وجهاً لوجه. الآن الانتفاضة صار لها 10 أشهر أو 11 شهر الآن يعني صراحة حققت نتائج إيجابية.
الجزيرة: قاربت عن السنة.
علي عبد الله صالح: نعم، ليش؟ الصهيونية نفسها تعيش في حالة استنفار، في حالة طوارئ، جيش في الطوارئ، والأمن في طوارئ، والاقتصاد في وضع متردي، وضعهم الاقتصادي سيء ومتردي، يعني مش إحنا خاسرين، إحنا.. عمالنا الفلسطينيين الذين.. خسروا أعمالهم أيضاً الصهاينة أيضاً خاسرين، خاسرين.. الآن فاتحين مكاتب للتجنيد والتعبئة في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، يعني إسرائيل بتعد لحرب، إسرائيل تعد لحرب وإحنا.. إحنا.. ما.. يعني كل ما تكلمنا يجب أن يكون فيه استعدادات، وذلك لمواجهة أي.. أي مغامرات صهيونية، أي مغامرات، لأنه الرئيس وزراء إسرائيل ده مغامر، ده جلاد، يعني ما ننساش مذابح “صبرا وشاتيلا” ما ننساش إنه من الغزاة الذين وصل إلى كيلو (101) في حرب 1973، هذا رجل مغامر، يجب أن يكون فيه استعدادات لدى الدول العربية، والدفاع.. والدفاع حق مشروع، حقنا أن نرتب أوضاعنا وأن ندعي إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، لكن لا يعني إنه ندعي، نرتب أوضاعنا، ما يعني إن إحنا دعاة حرب، هو اللي بيدعي للحرب، الآن هو قاعد مستنفر، مستنفر قواته.. مستنفر أمنه، مستنفر سياسته، يعني عامل كل شيء.
الجزيرة: سيد الرئيس يعني مثلما أشرتم قبل قليل يعني البعض اتهمكم بالمزايدات، واتهمكم بخطاب ثوري على أساس أنكم المتفرج فارس مثل ما يقولوا، باعتبارها اليمن بعيدة، فبإمكان رئيسها أن يقول ما شاء، ولا نريد أن نستعرض ما قيل تعليقاً.
علي عبد الله صالح: معلش.. معلش.. قول..
الجزيرة: يعني كان لكم كان انتقادات من الرئيس حسني مبارك، يعني قال: “إنه حتى مستعد يعطيك قطعة أرض إذا أنت حضرتك خطابكم ثوري إلى هذه الدرجة، تفضلوا –يا سيدي- ورونا شطارتكم، يعني” هل تعتقد بأن هذا الخطاب اليمني وهو خطاب يعني للأسف، يعني لم نعد نسمعه في القيادات العربية، عندما يتحدث قائد عربي عن الكيان الصهيوني، ولابد كذا، ولابد كذا، هذا خطاب ضاع في السنوات الماضية، هل تعتقدون بأن..
علي عبد الله صالح [مقاطعاً]: لماذا ضاع؟ لماذا ضاع؟
الجزيرة: يعني نريد أن نسأل: هل.. هل هذا التوجه اليمني –يعني- تعتبر عن صدق مشاعر وطنية جياشة فقط، أم أنتم تريدون دفع الدول العربية في هذا الاتجاه؟ ما الذي تنوون القيام به حتى يصبح هذا الموقف أقرب ما يكون إلى الإجماع العربية؟
علي عبد الله صالح: إحنا.. إحنا الحقيقة مجربين الحروب، ودخلنا في حروب، وكنا.. حروب تلو الحروب في اليمن، ونعرف الحرب ثمنها باهظ، في.. في.. في المال، وفي الاقتصاد، وفي الدماء.
الجزيرة: صحيح.
علي عبد الله صالح: نحن نعرف الحرب، ولكن نحن هذا عدونا لم يسمح لنا بالاستقرار، يمسح لنا.. إحنا نخطب خطاب سياسي، ونحكي سياسة، وهو يعد نفسه عسكرياً، هو في حالة استنفار، أي واحد مننا في الوطن العربي يحاول يرفع رأسه من دول الطوق راح يضربه، لو تحركت مجنزرة واحدة.. مجنزرة واحدة على الحدود مع الكيان الصهيوني راح يضربه.. شارون على طول..
الجزيرة: إذاً في هذه الحالة في هذه الحالة ماذا.. ماذا؟
علي عبد الله صالح: هو صاحب الضربة الأولى، هو دائماً.. دائماً عنصر المفاجاة عنده، طيب وإحنا خلاص الأقمار الصناعية بترصدنا، المخابرات تتابعنا يعني لماذا ها الإرهاب هذا؟ هذا هو الإرهاب، أرهبوا الوطن العربي وأرهبوا الشارع العربي، إحنا مش خطاب ثوري، هذا خطاب قومي، هذا خطاب إسلامي، نحن مع في صراع مع الكيان الإسرائيلي، نعم، لأنه رافض كل قرارات الشرعية الدولية..
الجزيرة: إذاً السلام لم يعد الخيار الاستراتيجي؟
علي عبد الله صالح: نعم، لا يوجد سلام إلا إذا وجد صوت عربي قوي وتكتل وتحرك عربي اقتصادي، مادي، مالي، استنفار، استعداد كامل لمواجهة هذا الصلف الصهيوني.
الجزيرة: السيد الرئيس.
علي عبد الله صالح: ولهذا سيأتي شارون، وسيطالب بالسلام، وسيذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية، وسيذهب إلى البيت الأبيض ليطالب العرب بالسلام، ويطالب المسلمين، لكن في ظل إن إحنا نايمين ونقول.. لا، مش هنحارب ليش ما نحارب؟ وإحنا هذه المعدات وهذه الطائرات والقوات.. المعدات ا لحديثة دي.. من شان مين؟ من شان كل قطر يضربها في قطر آخر؟ طيب، لماذا؟ إحنا بنقول: مقدسات، والآن يريد أن يدمر المسجد الأقصى.
الجزيرة: يعني طالما هو يلوح بالحرب أنتم.
علي عبد الله صالح: هو.. إذا دمر المسجد الأقصى بكرة عنده.. عنده طموحات أن يعود إلى خير بلد.. يعود إلى الأراضي المقدسة، ما راح يخلينا ننام، مش على كيفي أنا، مش القرار قراري أنا قرار صهيوني.
الجزيرة: ولكن السيد الرئيس، أنتم تتحدثون هذا الكلام، العقيد القذافي، الرئيس صدام حسين، إلى حدٍ ما الرئيس بشار الأسد.. يعني ولكن عندما تجتمعون في مقر الجامعة العربية، عندما تجتمعون في أي عاصمة عربية كقيادات تخرجون بقرارات هزيلة، لنكون صريحين من الذي يفرمل أي توجه عربي لاتخاذ قرارات جدية وفعالة؟
علي عبد الله صالح: يعني أنت عايز تنشر غسيل أكثر مما قلنا إحنا في هذا.. في هذا الوضع السيئ عايزك!!
الجزيرة: لأن كل واحد.. الصوت الجيد منفرد، ولكن الصوت العربي.
علي عبد الله صالح: نحن المسؤولين ما حدا غيرنا مسؤول، نحن بنخرج بقرارات مسؤولة، كيف؟ ومن اللي صاغها؟ ومن الذي كتبها؟ ومن الذي تحفظ عليها؟ نحن شو نقول لك.
الجزيرة: لأنكم تتكلمون هنا كلام جيد ومن ثم يخرج قرار عربي هزيل وكل واحد بتقول: أنا غير مسرور بهذا القرار.
علي عبد الله صالح: معلش.. معلش،.. وأنا من ضمن الحماس أو أنت كفكر عربي في جنوب الجزيرة العربية لو كانت من دول الطوق ما بتحكي هذا الحكي، ما سوريا بتحكي هذا الحكي.
الجزيرة: صحيح.
علي عبد الله صالح: سوريا نفس الصوت هي بتحكي نفس الصوت اللي أنا أحكيه، لبنان، كثير من الأقطار العربية تقول هذا الكلام، مش أنا وحدي.
الجزيرة: الرئيس بشار الأسد سيزور اليمن في منتصف هذا الشهر.
علي عبد الله صالح: يوم 17.
الجزيرة: هل.. هل لديكم توجه لتفعيل هذه.. هذه التوجهات التي قلت؟
علي عبد الله صالح: نقاط البحث الرئيسية هو قضية الصراع العربي الإسرائيلي في المقام الأول، أما العلاقات الثنائية فهي علاقات جيدة، ولكن سيتم البحث في هذا الاتجاه وما هي الطرق والسبل؟ وكيف نفعل الدور العربي؟ كيف نفعل؟ وبعدين لا نيأس، ينبغي علينا ألا نيأس، أبداً على الإطلاق، مثل ما.. يعني استمرارية انتفاضة الأقصى حققت نتائج كبيرة، استمر.. خليها تستمر، خليها تاخد لها.. تاخد لها مليون شهيد، مش مشكلة، يعني الاستقلال، والسيادة، واستعادة الأراضي المقدسة ما بتيجي بلاش.. لازم.. لازم الدماء تسفك، ما فيه أي شيء عظيم يحقق لأي قطر عربي أو إسلامي أو أجنبي إلا إذا صار هناك تضحية وصمود، وإصرار.
ما بيجي هكذا السلام على طبق من دهب أو من فضة، السلام ما بيجي هكذا.
حادثة المدمرة كول والعلاقة اليمنية الأميركية
الجزيرة: السيد الرئيس، الصحف اليمنية وهي ما شاء الله يعني عددها كبير وجرأتها يعني ممتازة وتمثل الحقيقة فخر لحرية التعبير إلى حدٍ لا بأس به. هناك مقال خرج يقول: “أنا والله عندما كنت أسمع رئيسي علي عبد الله صالح يتحدث بهذه اللهجة القومية المتحمسة شعرت بالفخر الشديد، ولكن ما إن جاءت ضربة المدمرة (كول)، ثم وفود المحققين الأميركيين، ثم هذا الأخذ والجذب، الأخذ والجذب، مع الولايات المتحدة، عرفت أن رئيسي في النهاية ما هو إلى رئيس عربي، يخضع للضغوط الأميركية، يخضع.. ينحني للعاصفة، وبالتالي لم تعد لدي أوهام بخصوص هذه المواقف” هل فعلاً.. هل فعلاً حادث المدمرة كول يعني جعلكم إلى حد ما تشعرون بوضع صعب في العلاقة مع أميركا لا يقل صعوبة عن وضعية الدول التي تخضع لضغوط، وما تسمى سابقاً بدول الطوق؟ وهنا ننتقل إلى.. إلى.. كول والعلاقة مع أميركا يعني.
علي عبد الله صالح: حادثة كول.. نحن نأسف للحادث، حادث إرهابي، ما فيه شك، وهذا كان الغرض منه الإساءة إلى العلاقات اليمنية الأميركية، وأن يصور اليمن أو يفهم أن اليمن إنه يحتضن الإرهاب أو أن يقع فيه عناصر إرهابية، وأنه هذا مما يهدد السياحة ويضعف الاقتصاد، و.. يعني عدة عوامل كان لابد منها، لكن على كل حال هذا زادنا معرفة بالإدارة الأميركية، واستطعنا أن نتخاطب مع الإدارة الأميركية، وكان موقفنا قوي ومسؤول، واحترمت هذا الإدارة الأميركية، والأميركان أنا أحترمهم لأنهم يحترمون من يحترم نفسه، هم يحترمون من.. يمارسوا ضغوط، صحيح، لكن إلى وين؟ إلى.. إلى.. إذا خضعت للضغوط فهم يمارسوا كل يوم مزيد من الضغوط.
الجزيرة: مزيد من الضغوط.
علي عبد الله صالح: إذا شافوك واقف على قدميك صراحةً يحترموا من يحترم نفسه. إحنا منعنا المحققين، منعنا نزول قواتهم (الكوماندوز)، منعنا نزول (المارينز)، منعنا طائراتهم العمودية، منعنا سفنهم الدخول، دخلناهم تحت إشراف وتحت رقابة وحراسة أمنية، وخضعوا لكل ما تريده السلطات اليمنية، وهي يمكن أنا كنت أتحدث عبر وسائل الإعلام قلت لها هذه هي اليمن مش نيروبي، مش أي قطر آخر تقدر تلعب فيها أبداً.
صراحة الأميركان احترموا اليمن وصار تعاون بيننا وبينهم جيد، والآن القضية في منتهى.. في نهاية التحقيقات مع المقبوض عليهم، والأميركان طالبين مننا.. نحن طالبين مننا تأجيل إحالة القضية إلى المحكمة، وذلك ربما.. إذا هناك خيوط جديدة أن يستطيعوا أن يتابعوها.. هذا هو.
الجزيرة: نعم.. أنتم تقولون انتهينا سيدي الرئيس، وهم يقولوا هناك بعض المسائل التي تحتاج إلى..
علي عبد الله صالح: من وجهة نظرهم.
الجزيرة: من وجهة نظرهم..
علي عبد الله صالح: من وجهة نظرهم.
علي عبد الله صالح: من بين المسائل التي طرحت أن الولايات المتحدة تريد أن تستجوب بعض الشخصيات اليمنية، وذكر اسم الشيخ الزنداني كشخصية دينية، واسم جنرال في المؤسسة العسكرية، يعني..
علي عبد الله صالح: هذا للأسف الشديد هذا لم يجيء على لسان الأميركان، ولكن هذا يأتي في إطار لسان المعارضة اليمنية، تروج لهذا الحديث، ليس من حق الأميركان..
الجزيرة: حتى (النيويورك تايمز) أشارت إلى هذه الـ..
علي عبد الله صالح: تكتب ما تريد، الأميركان يحترمون أنفسهم ويحترمون من يحترم نفسه، لن يبحثوا، ولن نسمح، بأي حال من الأحوال أن يستجوب زعيم يمني أو قائد يمني أو مواطن يمني، أياً كان شكله، أياً كان الصفقة له)، هذا إذا عنده أسئلة أو عنده استفسارات يرسلها إلى الجهاز الأمني والجهاز الأمني بيرد عليه وهو يستفسر الجهاز الأمني اليمني من أي عنصر يريد أن يستفسروا منها الأميركان، لكن ليس من حق الأميركان أن يقف أمامهم أي مواطن يمني أياً كان حجمه.
الجزيرة: مبدئياً كان..
علي عبد الله صالح: ولم يطالبوا، هذا الكلام غير صحيح والصحافة يعني الذي كتبت مثل هذا الكتابات نأسف أنها تكتب، وتباع في مثل هذا الخطأ، إنه.. لأنه يعني هذا مش في إطار معارضة ولا في إطار رأي، هذا في إطار إساءة إلى.. إلى الصحافة، وإلى.. وإلى اليمن، وإلى حكومة اليمن، إنه اليمن مش هذه الدولة البسيطة إنه مين واحد يجي يستجوب، الأميركان يستجوبوا في أي مكان، لكن اليمن هذا أبعد من عين الشمس أمام الأميركان والإنجليز والآخرين إن حد يقدر يستجوب أي يمني.
الجزيرة: هم يقولون يبحثون عن خيط رابط بين هذه الشخصيات وبن لادن، بينما الحكومة اليمنية مصرة عن أن لا وجود لأي خيط.
علي عبد الله صالح: لا وجود.. نعم.. ونحن.. ونحن نقول هكذا، وتحقيقاتنا تقول هكذا، لا جود لأي رابط، لأي يمني من القيادات الحزبية، السياسية، الإسلامية أو غير إسلامية بأي حال من الأحوال في حادث كول.
الجزيرة: مبدئياً هناك إمكانية أن تجري المحاكمة في نهاية أكتوبر، هل هذا الموعد يمكن أن يكون دقيق؟
علي عبد الله صالح: والله هذه إجراءات القضا وإجراءات النيابة، أنا.. أنا.. يعني فهمي إن الملف في طريقة.. في.. في.. في طريقه إلى.. إلى القضاء، إنه استكملت التحقيقات وإنه في طريقه إلى.. إلى القضاء، كما فهمت هكذا من رجال الأمن.
الجزيرة: في فترة من الفترات انسحب المحققون الأميركيون، أغلقت السفارة الأميركية لفترة ثم أعيدت..
علي عبد الله صالح: استلموا تليفونات.. الأميركان.. شوف مشكلة التكنولوجيا الحديثة والعالم.. ووسائل الاتصالات القنوات الفضائية، الاتصالات الهاتفية، الإنترنت، الفاكسات، يجوا يستلموا مكالمات تليفونية إنه عليكم هجوم، مش هنا في اليمن، حصلت في البحرين، حصلت في كتير من الأقطار.. في قطر، حصلت في السعودية، في كتير.. في الأردن، في كتير من الأقطار العربية، والأميركان ياخدوها بجد، وفعلاً يقفلون القنصلية، وهذا..، وإحنا.. إحنا أكدنا لهم هذا مش صحيح، الجهاز الأمني يقظ، وعامل ترتيباته على.. حول المنشآت الأميركية والسفارة الأميركية، غير وارد هذا الكلام يحصل في بلادنا، حتى مهما كان لأي مواطن يمني له وجهة نظر في العلاقات اليمنية الأميركية نتيجة انحياز أميركا إلى جانب إسرائيل، لا يمكن أن أي يمني وطني يغامر بأي أعمال ضد الأجانب أميركان أو غير أميركان.
الجزيرة: قبل أيام قليلة عاد وفد أميركي لمواصلة.. يعني الاستعدادات الفنية أو غيرها لموضوع التحقيق، هل تعتقون بأن الأمور ممكن أن تسير بشكل أفضل يعني؟
علي عبد الله صالح: أعتقد هذا..
الجزيرة: لأنه في فترة من الفترات قلتم الأزمة ليست في هنا، وإنما الأزمة لدى مكتب التحقيق الفيدرالي.
علي عبد الله صالح: أعتقد.. أعتقد.. أعتقد إنه المحققين انتهت مهمتهم، ولكن هذا أعتقد..
الجزيرة: شيء فني.
علي عبد الله صالح: فني.. تقريباً فني.
الجزيرة: نعم.. السيد الرئيس، كان المفترض أن.. أن تقوموا بزيارة إلى واشنطن، هذه الزيارة أجلت والآن يعني تقريباً يعني شبه غير واردة، هل لها علاقة بحادثة كول؟
علي عبد الله صالح: لا.. مالهاش علاقة، يعني كل ما في الأمر أن هناك.. عندهم ترتيبات وإحنا عندنا ترتيبات، وتم الاتفاق المبدئي أنها تتم في أكتوبر.. نوفمبر، يا أواخر أكتوبر يا بداية نوفمبر.
اليمن ومساعي الصلح بين الكويت والعراق
الجزيرة: نعم.. إذا سمحت لي سيدي الرئيس ننتقل إلى موضوع العراق والكويت وما تقومون به من مساعي، وموقفكم من العراق، وموقفكم من الكويت.. يعني في فبراير 2000م صرحتم سيدي الرئيس.. “بأنكم يعني تودون زيارة العراق، وعندما تفتح الأجواء ستزورون العراق”. الآن الأجواء مفتوحة، الطائرات تسير، طائرات مدنية، طائرات تقل وفود شعبية، هل تنوون زيارة العراق، وبالتالي تكونون أول رئيس دولة عربي يزور بغداد؟
علي عبد الله صالح: وليش انتوا متحمسين إنه الرئيس اليمن هو الذي يزور العراق؟! أنا أعتقد أنها قضيتي مع العراق، وأعتبر أنني موجود في العراق!!
الجزيرة: أنتم.. أنتم.. أنتم قلتم هذا.
علي عبد الله صالح: أنا ما أقولش.
الجزيرة: أنتم.. أنتم.. قلتم.
علي عبد الله صالح: أنا ما أقولش، قلت: عندما ينتهي الحظر الجوي سأكون..
الجزيرة: شبه انتهى الآن سيدي الرئيس، فيه طائرات.. فيه طائرات تذهب ووفود.
علي عبد الله صالح: نعم.. فاتحة الخطوط..
الجزيرة: مصطفى ميرو زار بطائرة و..
علي عبد الله صالح: نعم.. عندما يفتح.. ليش اليمن.. يعني ممكن ناس متحمسين لهم حق أن يزوروا العراق، أما أنا موجود على اتصال مستمر بالعراق، واتصالاتنا مستمر رغم الاتهام الذي اتهمنا فيها في حرب الخليج، والحملة الظالمة اللي نزلت علينا إن إحنا منحازين إلى جانب العراق، وهذا الكلام غير صحيح، نحن.. أنا أول من زار العراق وتحدثت مع الرئيس العراقي، مع الرئيس صدام حسين، مع القيادة العراقية، حول ما حصل في الكويت، وقلنا هذا غير.. سبب لنا حرج كبير، لأننا إحنا كنا في مجلس التعاون العربي وكان كل واحد عنده مبرراته، ومع ذلك إنه اتهمنا إن إحنا نقف إلى جانب العراق، نحن لا نقف إلى جانب العراق في غزوه للكويت على الإطلاق، ونحن مع العراق في.. نحن نتضامن مع العراق فيما يعانيه من.. من.. من الحصار المفروض عليه اقتصادياً وجواً وبحراً و..، يعني نحن مع العراق، ونطالب بإلحاح رفع الحظر الاقتصادي على العراق ولو من طرف واحد وهو من الطرف.. من الطرف العربي في المقام الأول قبل ترفع القوى الدولية.
الجزيرة: هل بحثتم هذا مع طه ياسين رمضان في زيارته؟
علي عبد الله صالح: شو بحثنا مع طه ياسين، وهو يتمنى هذا الكلام، لكن هذا موقف اليمن، إحنا نقول إنه ينبغي أن يرفع الحصار عن العراق، لأنه هذا القطر العراقي هو جار للمملكة العربية السعودية.
الجزيرة: ولكن لتبدأ اليمن، لتبدأ اليمن، لتبدأ اليمن سيدي الرئيس.
علي عبد الله صالح: وهو جار.. وهو جار للكويت، وهو جار لإيران، وهو جار لتركيا، وهو جار لسوريا، لا.. لا يستطيع أي قطر آخر أن يحل محله، يعني ما نستطيع أن نقول.. نجيب.. أن تكون السويد تحل محل الكويت إلى جانب العراق، محل العراق عشان تكون جارة للكويت أو جارة لإيران.
الجزيرة: هذه هي الخريطة.
علي عبد الله صالح: هذه هي الخريطة، إذن العراق موجود، إذن لابد من علاقات اليوم آجلاً أم عاجلاً مع العراق، إذن لابد من رفع الحصار من الجانب..
معلهش الإخوان بيتخانقوا.. إخوان.. إخوان.. إخوان في عشيرة من أم وأب في بيت واحد، في عيلة واحدة، بيتخانقوا، ويختلفوا، ويتقاتلوا، ويتصالحوا، وحصل، حصل مشكلة، حصل اجتياح للكويت صح، حصل احتلال للكويت صح، خطأ مدان، هذا كله مدان، نحن مش معه، لكن آن الأوان يجب أن يرفع الحصار، آن الأوان يجب أن تعاد العلاقات مع العراق، يجب أن يصفى الموقف العربي – العربي نفسه مع العراق، العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
الجزيرة: ولكن هناك دول بادرت.. سوريا.
علي عبد الله صالح: لما تقول لي أنا.. أنا لما لماذا يرفع شو نرفع من الحصار أنا؟ إيش عندي من الحصار على العراق؟ أنا ما عندي شيء أنا محاصر للعراق.
الجزيرة: على الأقل رحلات جوية.
علي عبد الله صالح: رحلات جوية هي وين تعبر؟ عبر القمر الصناعي؟! هي لازم تمر بالأجواء السعودية والكويتية والأردنية والسورية، هذي إذا نريد ندخل للعراق.
الجزيرة: يعني الأردن الآن أعادت طيرانها، سوريا كذلك، وهناك حديث عن مصر، يعني إذا أردنا أن نتحدث عن رفع الحصار عربياً لابد أن تبادر الدول.
علي عبد الله صالح: أنا أتمنى أنه تسمح لنا الأجواء الدول العربية المجاورة لطيران اليمن، سيكون طيران اليمن هو الطيار الأول، بس تسمح لنا.
الجزيرة: يعني لابد ربما أن تسعوا قليلاً يعني في هذا الاتجاه.
يعني السيد الرئيس، يعني موضوع الأسرى والمفقودين، يعني كان هناك حديث.. البعض يتحدث عن مساعي، البعض يتحدث عن وساطة، أكثر من مسؤول يمني قال لا وجود لوساطة، وإنما هناك جهود تبذل، أين وصلت هذه الجهود؟
علي عبد الله صالح: هذا الكلام تم بحثه مع الأخ أبو ناصر الشيخ صباح، وقال.. يعني الشيخ صباح معانا مشكلة ستمائة أسير أو شي أو مفقودين كيف ما يسموا، نريد جهود اليمن بما لها من علاقات جيدة مع الإخوان في العراق، حكينا مع.. قلنا لهم إن شاء الله طه ياسين بيجينا، وعندما يجي طه ياسين إحنا بنحكي.. مش وسطاء، ولكن واجب قومي، وواجب أخوي، وواجب إنساني، أن نقوم مع الإخوان في.. في.. في العراق وفي الكويت، جاء الأخ طه وحكينا معه، وقلنا له يعني الإخوان في الكويت.. قال: “هذا الكلام لا أساس له من الصحة، لا عندنا، ولا موجود، لنا مفقودين مثل ما لهم مفقودين”. ويعني إحنا ما عندناش هذا الكلام.
الجزيرة: يعني وجهة النظر التي تكررها بغداد باستمرار، يعني لم يقل لكم شيئاً خاصاً.
علي عبد الله صالح: قال لا.. وقال سلمنا رسالة إلى الجامعة العربية بما في المعنى هكذا: إنه من حق أن يأتي الصليب الأحمر أو مش عارف إيه، يفتش في أي مكان في العراق يتهموا إنه موجودين فيه، مفقودين كويتيين ونحن فاتحين بلادنا، هذا ما رد علينا الأخ طه وأبلغنا الإخوان في الكويت، الأمير، وولي العهد، والأخ الشيخ صباح عن طريق وزير خارجيتنا عندما ذهب في زيارة إلى الكويت.
الجزيرة: إذن لم يجدوا شيئاً جديداً في كلام العراق.
علي عبد الله صالح: نعم.. نعم.
الجزيرة: يعني الآن يمكن أن نقول بأن الجهود وصلت إلى.. إلى هذا إلى هذا الحد.
علي عبد الله صالح: حالة.
الجزيرة: إلى هذا الحد.
علي عبد الله صالح: نعم..
الجزيرة: على ذكر الكويت يعني أيضاً وزير الخارجية.. مثلما أشرتم زار الكويت، وزير الخارجية اليمني –هل هناك إمكانية في تفعيل العلاقات بشكل أفضل؟ هل يمكن مثلاً عودة العمالة اليمنية مثلاً للكويت؟
علي عبد الله صالح: والله العلاقات اليمنية الكويتية جيدة جداً، أستطيع أقول عليها بعد مجيء الشيخ الصباح إلى هنا، وذهب وزير خارجيتنا ورئيس الوزراء الآن عندما كان وزير خارجية إلى الكويت، وعندما ذهب وزير خارجيتنا، فالعلاقات كل يوم أفضل، ومجيء رئيس مجلس النواب الكويتي، وذهاب رئيس مجلس النواب اليمني إلى الكويت، دي كلها شكلت في مجملها تطوير وتحسين العلاقات وإزالة سوء الفهم، سوء الفهم الذي علق في العلاقات اليمنية الكويتية، وعلى ما أعتقد أن العلاقات اليمنية الكويتية عادت إلى وضعها الطبيعي.
الجزيرة: على كل السيد الرئيس يعني سنواصل الحديث حول علاقاتكم الخليجية أساساً مع السعودية وموضوع عضوية اليمن في مجلس التعاون الخليجي.
عضوية اليمن في مجلس التعاون الخليجي
الجزيرة: السيد الرئيس، منذ أكثر من سنوات، ست سنوات، تقدمتم بطلب عضوية في مجلس التعاون الخليجي، ولكن لحد الآن لم تتلقوا أكثر من كلمات طيبة ونوع من جبر الخاطر يعني، يعني لماذا هذا التحفظ في هذه المسألة؟
علي عبد الله صالح: يعني نحن تقدمنا بطلب لانضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي كوضع طبيعي لأنه اليمن جزء يكمل أشقاءه في دول الخليج.
الجزيرة: الجزيرة العربية.
علي عبد الله صالح: والجزيرة العربية، وتقدمنا بهذا الطلب، وقالوا: يدرس، ولكن -كما فهمنا- تأتينا ردود أنه ميثاق دول مجلس التعاون الخليجي مبنى على ست دول، ليس مفتوحاً لأحد، هذا ما هو يقال علينا، ما يقال سياسياً أنه.. مصمم هذا الميثاق على الستة الدول الخليجية.
الجزيرة: مش ممكن يصيروا سبعة يعني!!
علي عبد الله صالح: Ok، فإذا صار يفكوا هذا المجال، بده يطالب العراق بالانضمام، وقد تطالب الأردن، وقد تطالب إيران، وقد تطالب كتير من.. الانضمام، هذا ما نسمعه. لكن على كلٍ إحنا تربطنا علاقات جيدة وأكثر من جيدة مع كل قطر خليجي على حدة، ليس فيها مشكلة، وهناك جاءت أفكار من الإخوان في مجلس التعاون إنه ممكن تشارك اليمن في جملة من المنظمات الخليجية، أن تكون عضواً فيها، وربما يعني هذه كخطوة أولى حتى يأتي اليمن، قلنا لهم.. إحنا اليمن سيظل موجود، تربطه علاقات جيدة، عندما يعاد صياغة الميثاق أو يتخذ قرار في أي قمة خليجية إنه اليمن حان إنها تكون هي الدولة المكملة لزميلاتها أو لأشقائها في دول الخليج، إحنا نرحب.. وسنكون مكملين لبعض في.. في.. في هذا التجمع.
إذا كان هو سيظل هذا الميثاق مغلق على الستة دول، ليس هناك عندنا حرج أو حسرة.
الجزيرة: هل هناك فيتو..
علي عبد الله صالح: أو حسرة.
الجزيرة: هل هناك فيتو من دولة من الدول؟
علي عبد الله صالح: لا.. لا.. أنا.. أنا ليس معي فيتو، السعودية حكت معنا أنها ترحب باليمن، وقطر تقول ترحب باليمن، والكويت قال أنا أرحب باليمن..
الجزيرة: إذن أين المشكلة.. إذن أين المشكلة؟!
علي عبد الله صالح: والبحرين تقولها، وعمان تقول أرحب، والإمارات ترحب باليمن، يعني.. لكن يعني كما فهمته إنه الميثاق ربما خلينا نعمل مخرج إنه الميثاق.. الميثاق إن مؤطر على ستة دول، عندما يعاد صياغته أو يتخذوا قرارا إنه اليمن حان وقتها تكون.. جزء لا يتجزأ من هذا الـ.. التجمع فسيكون.. نحن مكملين لبعض، سواء إحنا داخل هذا التجمع أو خارج التجمع سنظل سنداً وقوة لإخوانا في دول مجلس التعاون الخليجي.
الجزيرة: نعم.. على كل هي الدساتير تغير بسرعة، والمواثيق يمكن أن تغير!!
علي عبد الله صالح: إحنا عملنا تعديل دستوري إحنا..
الجزيرة: يمكن.. يمكن أن تغير يعني ربما.
علي عبد الله صالح: إحنا عملنا تعديل دستوري وكان معقد شوية في اليمن، حوار مع الأحزاب السياسية، مع الاستفتا، وجرى، لما توجد الإرادة السياسية ما فيش أمام الإنسان صعوبة.
الجزيرة: السيد الرئيس، بعد إذنكم نشرع في تلقي بعض المكالمات الهاتفية. معنا السيد عبد المحسن جمال وهو عضو مجلس النواب الكويتي. سيد جمال، تفضل.
عبد المحسن جمال: بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً أخ محمد..
الجزيرة: انقطع الصوت، على كل ربما نعود إلى السيد عبد المحسن جمال أو في انتظار مكالمات أخرى.
علاقات اليمن مع دول الجوار.
السيد الرئيس يعني فيما يتعلق بالعلاقة مع دول الجوار، قيل بأن لديكم أزمة صامتة وقد تصبح الآن بنوع من الضجيج فيما يتعلق بالعلاقة مع إريتريا، وهناك أكثر من.. هناك أكثر من مائة صياد يمني محتجزين الآن في إريتريا، وهناك جدل حول المياه الإقليمية، ما هي الصورة الآن مع اليمن مع.. عفواً مع إريتريا؟
علي عبد الله صالح: ما فيش مشكلة، يعني فيه تضخيم في هذا المجال، إحنا على تواصل مستمر مع القيادة الإريترية، وأنا كنت من كام شهر في إريتريا، وهنا سيأتي وزير خارجية إريتريا ليتم بحث حول ما.. ما.. الاستفسارات حول الصيادين أنا يقفوا في..، وإن حق الاصطياد التقليدي، هذا يتم بحثه ما فيش أزمة، بتحصل حق مسك الصيادين من وقت لآخر، وما.. ما تشكلش مشكلة ولا أي صعوبة، وبتعالج هذه أولاً بأول ولا.. ولا.. ولا تشكل مشكلة.
الجزيرة: أرسلتم وزير من فترة.
علي عبد الله صالح: أرسلنا وزير.. نعم.
الجزيرة: وزير الشؤون..
علي عبد الله صالح: نعم.. نعم.. ولا تشكل أي مشكلة وليس هناك فيه أزمة صامتة.
الجزيرة: أليس.. أليست.. ربما تشكل نوع من تداعيات لموضوع قضية حنيش؟ يعني هل هي سوء فهم في تفسير..
علي عبد الله صالح: No، No، حنيش حسم الأمر، حسم الأمر والمياه الإقليمية محسومة، وحق الصيد محسوم، كلها.. هو ما.. يعني ما تصيب على.. هكذا، لكن هذا يخليها للقانونيين لا نفسرها كسياسيين سيجتمعوا القوانيين عندنا وعندهم ويوصلوا إلى نتيجة حول من له حق الصيد فيه التقليدي في هذا المكان أو في المكان الآخر.
الجزيرة: بالنسبة للسعودية السيد الرئيس كانت هناك اتفاقية جدة الشهيرة في الثاني عشر من يونيو الماضي، بعد 66 عام تقريباً من الإشكال الحدودي، الآن أين وصلت الأمور؟ هل مازال على الصعيد الفني لرسم الـ..؟
علي عبد الله صالح: الأمور تمنشي كما خطط لها، وتمشي بشكل جيد، الشركة الألمانية الذي أرسيت عليها وضع العلامات هي تقوم بعملية المسح والرصد، مع الجانب الفني اليمني والجانب الفني السعودي على طول خط الحدود لوضع العلاقات وهذا يستغرق وقت يمكن أكثر من ثلاث إلى أربع سنوات تقريباً، كما فهمت هكذا، وهم ماشيين ببرنامج كما هو محدد.
الجزيرة: لا إشكال.
علي عبد الله صالح: ولا فيه أي مشكلة، ولا فيه أي مشكلة الآن زال التوتر، انتهت الحشود، انتهت المشاكل الذي كانت بين البلدين، القوات حقنا انسحبت القوات السعودية انسحب لم، يبق من حرس الحدود إلا الاعتيادي والتقليدي.
الجزيرة: ربما المشكلة الوحيدة العمالة.. العمالة.
علي عبد الله صالح: حددت.. حددت.. حددت المنافذ والمداخل بين اليمن والسعودية، مدخل حرق وجيزان مدخل علبين خميس مشيط مدخل البقعة نجران، مدخل الوديعة العبر، هذه حددت المنافذ البرية.
الجزيرة: ماذا عن العمالة؟ هل هناك إمكانية..
على عبد الله صالح: العمالة يعني إذا.. إنه لليمن أولوية، ولكن صراحة يعني الإخوان في السعودية يعني الوضع يختلف عما كان عليه الشعب السعودي.
الجزيرة: هناك توجه “لسعودة” في الوظائف.
علي عبد الله صالح: يعني عندهم سكان كثير يعني غير ما كانوا عليه في الماضي، الآن يعني هم يعطون الأولوية للسعوديين، وهذا حق مشروع لهم.. للسعوديين، ولكن إحنا على بحث مستمر معاهم إنه اليمنيين لهم الأفضلية، بموجب المعاهدات، معاهدة الطائف ومعاهدة جدة أن الأولوية في المقام الأول للجار، للجار بغض النظر، وإذا هناك.. هناك وجود عمالة فإحنا نصر على أن الأفضلية لليمن بحكم إنها جار، بغض النظر عن معاهدة الطائف أو معاهدة جدة.
الجزيرة: نعود للمكالمات السيد الرئيس مرة أخرى، السيد عبد المحسن جمال (عضو مجلس النواب الكويتي)، تفضل سيد جمال.
عبد المحسن جمال (عضو مجلس الأمة الكويتي وعضو لجنة الأسرى): بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً أستاذ محمد، وأيضاً نرحب بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح وقبوله مخاطبة المواطنين العرب وتلقي مداخلاتهم، وأنا أتصور هو مدخل للأسلوب الديمقراطي اللي نتمنى أن يسود العالم العربي، وخاصة علاقة الرؤساء بالشعب. ما نفتقده في العالم العربي هو هذه الأجواء من الديمقراطية وحرية التعبير وإبداء الرأي والرأي الآخر، فالإنسان العربي المقهور لا يستطيع أن ينتج، هذا واقعنا مع الأسف الشديد، والحقيقة أيضاً فرصة طيبة أنها تفتح قناة (الجزيرة) هذا المجال مع القيادات العربية، لأننا من خلال ذلك نستطيع أن نعرف القادة العرب، وكيف يفكرون، وكيف يحترمون الناس والرأي الآخر وأيضاً يمكن الأوضاع الحالية اللي نعيشها في العالم العربي والإسلامي، وبالأخص انتهاكات العدو الصهيوني اللي الحقيقة فاقت كل حد، ومعاناة شعبنا في فلسطين، ووقوف الدول العربية عاجزة عن الدفاع -يعني خاصة- عنهم، مع وجود اتفاقيات استسلامية اللي تفضل فيها فخامة الرئيس وقال عنها، يعني ما نتمناه يعني أن.. أن.. أن نستمر إن شاء الله، وتستمر القيادات العربية، وأن تتحمل مسؤوليتها التاريخية في هذه المرحلة، وخاصة دفاعها عن الشعب الفلسطيني وعن القدس، وهي في الحقيقة -كما بين فخامة الرئيس- أنها مقصرة بطريقة أو بأخرى، خاصة -أستاذ محمد مثل ما قلت- في مواجهتها للولايات المتحدة الأميركية اللي أخذت موقف عدائي من العرب في نصرتها الظالمة للصهاينة والدفاع عن ظلمهم في كل محفل، مع إننا نحن العرب نملك تجربة ناجحة في جنوب لبنان، حين استطاع حزب الله طرد الصهاينة من.. من.. من بلادهم.. فما أدري الحقيقة ما هو الأفق المستقبلي اللي يراه فخامة الرئيس للوضع في فلسطين، خاصة بالنسبة لتأييد المقاومة الفلسطينية؟ هذا شيء.
الشيء الآخر: فخامة الرئيس أنت تعلم جيداً بأن الكويت واليمن لهم علاقات تاريخية مميزة، ولكن في أثناء الغزو العراقي للكويت، الحقيقة دائماً نحن في الكويت نتذكر الموقف اليمني الرسمي الملفت للنظر آنذاك بعدم إدانة الغزو، وخاصة أثناء التصويت في مجلس الأمن، يعني كان موقف مخالف للإجماع الدولي، والحقيقة يعني حتى يمكن مطالبتك باتفاقية الدفاع المشترك تطبق الآن لم تطبق في.. في ذلك اليوم.. كنا نتمنى يعني كنا أثناء تلقينا للدعم من كل العالم، كنا نستغرب من الموقف اليمني آنذاك، فما أدري ما هو السبب، أتصور فرصة لفخامة الرئيس يعني أن.. أن.. أن يوضح.
الشيء الآخر: إنه مازال يعني الرئيس العراقي وابنه عدي صدام حسين يهدد بمطالبة البرلمان العراقي لضم الخريطة الكويتية إلى الخريطة العراقية. فشنو موقفكم فخامة الرئيس بالنسبة لهذه القضية؟
النقطة الأخيرة: اللي هو موضوع الأسرى الكويتيين، يعني فخامة الرئيس التقى بوفود كويتية سواء الوفود البرلمانية برئاسة رئيس المجلس جاسم الخرافي، أو فود الأدباء برئاسة الدكتور محمد الرميحي، أو معالي وزير الخارجية، ووعدتم فخامة الرئيس بأن تبذلوا قصارى جهودكم لإطلاق سراح الأسرى، أتصور يعني الرد العراقي بعدم وجود أسرى يجب أن لا يكون مقنع لكم، لأن الرد العراقي أمام الأمم المتحدة يختلف عن الرد العراقي أمام العرب، يعني هم نتمنى منكم أن تحثوا يعني الرئيس العراقي الرئيس صدام حسين لحث الوفد العراقي للاجتماع الثلاثي على الحدود الكويتية العراقية، لا نتمنى غير ذلك، فليقولوا هذا الكلام أمام الاجتماع الثلاثي، فيه الصليب الأحمر يحضر برعاية الأمم المتحدة. كانوا يقولون بأن الإيرانيين ليس لدينا أسرى، وبعد ذلك أفرجوا عن حوالي 50 ألف أسير إيراني، نحن نملك الآن..
الجزيرة: [مقاطعاً]: نحن أوضحنا الموقف العراقي في موضوع الأسرى، سيد جمال، شكراً جزيلاً لو نأخذ الآن مكالمة أخرى، السيد عبد اللطيف الفراتي وهو صحفي ومحلل سياسي من تونس، سيد عبد اللطيف، اتفضل.
عبد اللطيف الفراتي (صحفي ومحلل سياسي –تونس): مساء الخير، أود بادئ ذي بدء أن أشكر سيادة الرئيس علي عبد الله صالح على هذه الفرصة التي أتاحها لنا للتحدث إليه والتعبير عن مواقفنا، نحن النخبة العربية أو بعض من النخبة العربية، وهي فرصة قل وجودها يعني بصورة مباشرة على هذا النحو، ولن أطيل كثيراً، لكني سأعود إلى القضية الفلسطينية اليوم ما يعتمل على الساحة الشرق أوسطية مما يعتصر الألم في القلب يعني، لما نراه من اعتداءات يومية على الشعب الفلسطيني، لكن إزاء هذا.. يسود الاعتقاد بعد بدء الانتفاضة بتقريباً سنة بعد الانتفاضة، انتفاضة الأقصى، يسود الاعتقاد بأننا في.. نشهد نوعاً من العجز العربي الرسمي –وحتى الغير رسمي- عن صياغة رد فعلٍ قويٍ وناجع يسهم في رد هذا العدوان الذي يسقط له كل يوم المزيد من الضحايا العرب، اليوم عاد التلاميذ.. عاد الأطفال الفلسطينيون إلى مدارسهم، وقد لاحظنا على التليفزيونات وجود أماكن فارغة يعني شاغرة على.. على.. على المدارج والطاولات، تعود إلى نقصٍ في عدد التلاميذ، في كل فصل تقريباً ممن سقطوا تحت رصاص الإسرائيليين، أعتقد أننا كعرب لم نقم لحد اليوم، حتى بحملة للتنبيه، لتنبيه الرأي العام الدولي لهذا.. لهذه العملية، فقد انعقدت قمة عربية، واجتمع الوزراء.. وزراء الخارجية مثنى وثلاث ومش عارف كام مرة، واجتمع أيضاً وزراء…
الجزيرة: [مقاطعاً]: (…) هو ضرورة تفعيل الموقف العربي والخروج بموقف أكثر جرأة وأكثر فاعلية، السيد الرئيس.
علي عبد الله صالح: أولاً أنا أرد على الأخ عبد المحسن جمال.
الجزيرة: اتفضل.
علي عبد الله صالح: في اعتقادي من الحكمة ومن العقل أن لا ننكش الجراح، الجراح بدأت أن.. تندمل، وصحيح إن الإخوان في الكويت مستائين لما حصل من غزو هذا.. أول يا أخ عبد المحسن.. يوم السبت.. الغزو حصل يوم الخميس.. إلى الكويت.. وجاءنا طه ياسين رمضان إلى صنعاء، وصوته مسجل صوتاً وصورة في تليفزيون اليمن، وطلبنا منه الانسحاب الفوري من الكويت، وأعلن أنه على استعداد للانسحاب، وذهبنا لإقناع الرئيس صدام والاخوان في القيادة العراقية للانسحاب من الكويت، وحكينا هذا الحكي، ومع.. مع الأخوان في العراق وقلنا: لن يسمح لك المجتمع الدولي يا إخوان في العراق أن تحتلون الكويت، وقالوا عندهم أسباب ومسببات وما هي الأسباب اللي ذكروها، نحن وقفنا مع كل القرارات في الأمم المتحدة إلا وهو القرار الخطير وهو قرار الحرب الذي ندينه، ونحن نعرف كل المعرفة عندما التقينا في القاهرة وكنا نبذل جهودنا مع الإخوان في القيادات العربية بأن يذهب وفد رفيع المستوى مكون من ثلاث إلى أربعة إلى خمسة رؤساء عرب وملوك إلى.. إلى العراق، وذلك لإقناع الرئيس صدام بالانسحاب الفوري من الكويت، وفي هذا.. وفي هذا الحال إذا ما.. إذا ما اقتنع الإخوان في العراق فسيكون الموقف العربي موحداً ضد الإخوان في العراق، ولكن للأسف الشديد أصرت بعض القيادات على إصاغة هذيك القرارات في هذيك الطريقة، وتم التصويت، وتم الانقسام في داخل الوطن العربي، إحنا للأسف الشديد.. أنت أردت أن تزيل جراح لابد أن نحكي الحكايا، وأن كانت القرارات قد أصيغت مش في الوطن العربي، أصيغت من خارجه وأنت تعرفها، وأملت علينا في القمة، وكان قوات التدخل السريع قد حضر لها من أيام الرئيس (كارتر) كيف توجد في المنطقة، وما كانت إلا سبب دخول الكويت لإيجاد القوى الأجنبية في المنطقة، وهذا مع الأسف الشديد، نحن مع أدنا الغزو، وقامت أول مظاهرة في العاصمة صنعاء ضد العراق لغزوه للكويت من جامعة صنعاء، هذه كلها.. إذا ما كنت تعرف يجب أن تعرف هذه الحقائق، مش إنه هذا الشيء إنه من طلب الغفران أو الاعتذار، لأ نحن نصر على موقفنا لأنه كان قرار الحرب خطأ، وقرارات القمة في داخل مصر كانت خطأ، وكان باستطاعة الوطن العربي والقيادات العربية أن تقنع صدام حسين بالانسحاب، وما لم ينسحب فيسكون الموقف العربي موحد ضد العراق، ولن يحصل الانقسام الذي حصل، هذا ما يخص غزو الكويت.
بالنسبة لدعم انتفاضة الأقصى، فعلينا أن ندعمها بالمال، والمال سيوجد السلاح، وسيوجد الصمود أمام الصلف الصهيوني، وعلينا في الوطن العربي والإسلامي أن نشكل اللجان الشعبية، وذلك سنداً للموقف الرسمي، ما يجمع.. ما تسخرها الأنظمة والحكومات من مال، من خزائنها، أيضاً هناك المجهود الشعبي، يجب ألا نتجاهل الجهد الشعبي في الوطن العربي والإسلامي، وهذا يشكل في حد ذاته شيء مهم جداً، لدعم انتفاضة الأقصى. بالنسبة للسؤال..
الجزيرة: موضوع.. أشار إلى موضوع الأسرى، بأن بغداد تقول للعرب كلاماً، وتقول…
علي عبد الله صالح: معلش. هذا إحنا ما استلمنا من الأشقاء في العراق، إذا عندكم بحث مع الأمم المتحدة ابحثوا مع الأمم المتحدة، هذا هو رد العراق مارد علينا، وأبلغناكم ما رد علينا.
الوضع الداخلي اليمني
الجزيرة: لا أدري إن كانت هناك مكالمات أخرى، على كل في انتظار مكالمات أخرى السيد الرئيس، يعني بالنسبة للوضع.. يعني بالنسبة للوضع الداخلي اليمني.. بعض الصحف اليمنية صحيفة أشارت إلى أنه بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين للثورة في 26 سبتمبر هذا ينتظر وأن.. ولو أنها صاغت الخبر بصيغة أشيع ويشاع.
علي عبد الله صالح: إنه…
الجزيرة: لكن مع ذلك بأن الرئيس علي عبد الله صالح قد يصدر عفو على قائمة الـ 16 المتورطين في أحداث حرب الانفصال، وبأن هذه.. هذا العفو قد يشمل حتى الأربعة الذين حكم عليهم بالإعدام، إلى أي مدى هذا الخبر صحيح؟
علي عبد الله صالح: هذا لا أساس له من الصحة. أولاً: العفو العام أصيغ لكل عامة الناس، ومحاكمة الـ 16 واضحة في أنها صدرت بحكم أحكام مع وقف التنفيذ.. مع وقف التنفيذ، أعدام الأربعة حكم بحقهم وهذا لا.. لا يمكن إلغاء مثل هذا الأحكام على الإطلاق، لأنه يعني.. يعني.. سلمنا إنهم على حق، يعني ضحايا حوالي 11 ألف جريح وشهيد من يتحمل مسؤوليتهم؟ هذا يتحملونها الذي أعلنوا الحرب وأعلنوا الانفصال، ويتحملونها هم أنفسهم، وكانت القيادة متسامحة إلى حد كبير إنها حاصرت الموضوع في 16، أو إذا كنا نريد الحقيقة، فهي اللجنة المركزية الكاملة للحزب مدانة، ومكتبها السياسي مدان، أعضاء مجلس النواب الذي كانوا يمثلون المحافظات الجنوبية بقيادة الحزب مدانين، لأنه أعلنوا شرعية الانفصال. ولكن مع ذلك حاصرت القيادة السياسية هذا الانفصال، والقيادات كلها وغضت النظر وحاصرتها في 16، ومن الـ 16 إلى 4، هذا لم يحصل في أي قطر عربي أو في أي وطن إسلامي.
ولو كانوا هؤلاء الانفصاليين الذين أشعلوا الحرب، وأعلنوا الفتنة، ولو كانوا انتصروا على الانفصال كما قال أحدهم: “لكنا عملنا رؤوس الشرعية طفايات للسجائر”، ونحن نعرفهم ممارستهم للعنف وكيف حكموا في جنوب الوطن، كيف حكموا ودمروا قيادات سياسية وقيادات مناضلة ناضلت ضد الاستعمار، وجابت الاستقلال وكيف ذبحوا على أيديهم.
الجزيرة: إذن بالنسبة لهؤلاء الأربعة أو غيرهم لا خيار إليهم إلا العودة والمثول أمام المحكمة؟
علي عبد الله صالح: المحكمة إذا لهم حق الاستئناف، يمثلوا أمام المحكمة ومن حقهم أن يستأنفوا في الأحكام الصادرة بحقهم، والقضاء هو قضاء مستقل، يعيد النظر وهو مسؤول أو يرسلوا محامين، هذا من حقهم.
الجزيرة: لكن لا وجود في الأثناء لأي اتصالات معهم..؟
علي عبد الله صالح: لا.. لا.. لا على الإطلاق.
الجزيرة: نعم، السيد الرئيس، الآن هناك خلاف بين الحكومة وبين المعارضة فيما يتعلق بقانون الانتخاب واللجنة العليا للانتخابات ومراجعة الانتخابات المقرة لعام 2003م، وأساساً التحفظات حول القانون الانتخابي وتبعية اللجنة العليا للانتخابات لرئيس الدولة ومدى استقلاليتها وحياديتها. أين وصلت هذه المحادثات الآن مع المعارضة؟ وهل هناك إمكانية لأن تشهد اليمن –ربما لأول مرة في البلاد العربية قانون انتخابي يتسم بالشفافية انتخابات تتسم أيضاً بالشفافية و.. هيبة القانون؟
علي عبد الله صالح: والله..الحوار ماشي بين الحكومة والإخوان في المعارضة، سواء مجلس التنسيق، أو المجلس الوطني للمعارضة، وهذا شيء.. ظاهرة إيجابية إنه الحكومة هي ذات المعارضة، وذلك تبحث لمثل هذا القانون المهم، والذي يهم كل مواطن، ويهم كل القوى السياسية الفاعلة في الوطن اليمني.. وصراحة إحنا –يعني- كنا ديمقراطيين أكثر من الديمقراطيين، يعني إحنا بنتعلم الديمقراطية من الغرب، ومن الولايات المتحدة الأميركية، فنحن قلنا للمعارضة تأخذ بأي خيار في قانون الانتخابات، بالقانون الأميركي، هم دائماً يتصلوا بـ.. بالأميركان يبحثوا لما تحصل لهم مشكلة مع الحكومة يشتكوا بالحكومة عند الأميركان، نأخذ.. نأخذ بالقانون الأميركي، الفرنسي، الروسي، أي قانون في الوطن العربي والإسلامي إحنا موافقين تأخذ به المعارضة تقره المعارضة، ونحن موافقين أن نأخذه، لأنه في العالم كله من حق الناخب، المرشح أن يحط له ممثلين أمام صناديق الاقتراع، (وينظم) الحملة الانتخابية، لكن الذي يشرف على الفرز هي وزارة الداخلية في العالم كله. طيب، مع ذلك إحنا –الديمقراطيين- قلنا نشكل لجنة محايدة مستقلة، طبعاً من المجتمع، لا.. هي قد تكون لها تعاطف حزبي، من هنا..
الجزيرة: [مقاطعاً]: ولكن الرئيس هو الذي يعينها، وخاضعة للرئيس.
علي عبد الله صالح: طب.. يرشحها البرلمان، كما فهمت أنا في القانون، ويختار منهم الرئيس، هذا شيء طبيعي يختار منهم الرئيس..
الجزيرة: السيد الرئيس أنت.. أنت رئيس حزب حاكم.. رئيس حزب المؤتمر الشعبي، يعني ربما يصبح هناك تداخل بين الإدارة وبين حيادية هذه اللجنة؟
علي عبد الله صالح: العالم كله هكذا، الرئيس الأميركي كان رئيس.. يعني للحزب الديمقراطي..
محمد كريشان: أميركا دي!!
علي عبد الله صالح: أميركا، طيب إحنا أصلاً في الوطن العربي مقلدين، يعني شوف المشكلة اللي إحنا..
الجزيرة: إلا.. إلا في النقطة هذه، إلى في نقطة الانتخابات!!
علي عبد الله صالح: نقلد.. إحنا كنا مقلدين الغرب ومقلدين الأميركان.. ومقلدين..
الجزيرة: [مقاطعاً]: إلا في الانتخابات، خاصة في النتائج يعني.
علي عبد الله صالح: إحنا قلنا للمعارضة أي خيار، يأخذوا بأي قانون يريده في الوطن العربي والإسلامي إحنا موافقين، لكن قانون يكيفوه هم على كيفهم، ما بيصير.
الجزيرة: يعني إذا لم تصل الأمور إلى نتائج مرضية، ربما يتقدم المؤتمر الشعبي بهذا القانون إلى المؤتمر ويحصل مصادقة عدم.. أي موافقة.
علي عبد الله صالح [مقاطعاً]: إلى مجلس النواب..
الجزيرة: [مستأنفاً]: إلى مجلس النواب عفواً وربما بدون اتفاق.
علي عبد الله صالح: أنا متأكد إن إحنا هناخد اتفاق مع المعارضة، يعني في نهاية المطاف، إحنا نتشدد المعارضة والحكومة فيه.. فيه قواسم مشتركة، وفيه عقل يسود في نهاية الأمر.
الجزيرة: نعم، نواصل أخذ المكالمات، معنا السيد مروان البرغوثي، وهو أحد النشطاء البارزين في حركة فتح وفي الانتفاضة منذ انطلاقتها، سيد مروان البرغوثي، تفضل.
مروان البرغوثي (أمين سر حركة فتح –فلسطين): بداية: تحية خاصة من قلب فلسطين، من قلب القدس، من ساحات المسجد الأقصى، من ساحات المواجهة، من ساحات الانتفاضة للأخ الرئيس المناضل علي عبد الله صالح، على هذه المشاعر وعلى هذه المواقف القومية والنضالية والكفاحية، ومن خلالكم -الأخ الرئيس- للشعب اليمني الشقيق المناضل، وللجانه الشعبية ولأحزابه ونقاباته واتحاداته، لهذا الصوت اليمني الذي يعبر عن نبض هذه الأمة، وعن ضميرها في الوقوف إلى جانب الانتفاضة..
الجزيرة: انقطع الصوت.. على كل.. على فكرة سيدي الرئيس هذه.. هذا الصوت في الاتصال بفلسطين يحصل أكثر من مرة في..
علي عبد الله صالح: هذا يبدو إنه يتدخل (أرئيل شارون)، لأن التليفونات مرصودة أيضاً على الفلسطينيين وعلى اللي قتلوا..
الجزيرة: حصلت أكثر من مرة في نشرات الأخبار في (الجزيرة) ولا ندري له تفسير..
علي عبد الله صالح: لأن كل التليفونات في السلطة الفلسطينية مرتبطة بالاستخبارات الصهيونية.
الجزيرة: على كل أنا أتمنى أن يعود السيد مروان البرغوثي، على كل وهو الذي عادنا إلى أجواء الانتفاضة بعد أن دخلنا في أجواء اليمن.
على كل، بالنسبة للمعارضة السيد الرئيس، هناك الآن حديث بأن بعد هذا الجفاء بينكم وبين الإصلاح.. حركة الإصلاح أصبح هناك نوع من تكتل المعارضة كل الأحزاب تقريباً، الناصري والبعثي، والإسلامي، والكل ضد حكومة المؤتمر الشعبي، هل.. هل هناك فرز جديد في الساحة اليمنية؟
علي عبد الله صالح: هذه الظاهرة إيجابية، ولم تكن سلبية، أننا نريد أن تكون المعارضة هي الوجه الآخر لنظام الحكم، عندما تكون المعارضة قوية تكون الحكومة قوية، لما تكون المعارضة ضعيفة تكون الحكومة ضعيفة، لأن المعارضة القوية والمسؤولة.. المسؤولة يعني مش المعارضة بس هرجلة أو بيانات أو تنديد أو تصيد أخطاء، لكن لابد تكون معارضة لديها برنامج، ولديها توجه، ولديها فكر هي البديل، لكن إذا كانت معارضة هشة، عبارة عن منابر للكلام لأننا نعرف حجم كل القوى السياسية في الساحة الوطنية، فنحن ندعو دائماً وباستمرار، وأنا أكرر إنه.. أن تجمع نفسها المعارضة وتكون هي الوجه الآخر لنظام الحكم، ستكون الحكومة قوية بقدر قوة المعارضة، وستكون الحكومة ضعيفة بقدر ضعف المعارضة.
الجزيرة: السيد الرئيس.. يعني إذا ما استمر هذا الجدل بينكم وبين المعارضة، هناك البعض يشير إلى احتمال مقاطعة انتخابات 2003م، هل تتخوفون من مثل هذا الاحتمال؟
علي عبد الله صالح: أولاً الحوار مستمر، وفي اعتقادي لابد أن يوصلوا إلى اتفاق مع الحكومة، والخيارات موجودة، الحكومة حطت لهم جملة من الخيارات للمعارضة تأخذ بأي خيار، أي نظام انتخابي في العالم نحن ما عندنا مشكلة، وهذا لا يشكل أي مشكلة –إن شاء الله- وفي المستقبل، والوقت أمامنا.
الجزيرة: يعني هو لم يبق تقريباً سوى ثمانية عشرة شهراً تقريباً للانتخابات يعني، هل تشعرون بأنكم –نوعاً ما- تحت الضغط لأنكم حريصون على تجربة ديمقراطية جيدة، وفي نفس الوقت ربما لستم مستعدين لتقديم تنازلات بالحجم –على الأقل- الذي تريده المعارضة؟
علي عبد الله صالح: لا.. مستعدين نقدم أي التنازلات، هذه تنازلات، هذا الحوار هو تنازل، يعني الحكومات تشرع ومن عنده حزب الأغلبية بيمشي رأيه في أي قطر وفي أي بلد ديمقراطي ما فيه مشكلة هذا جزء من كرم الحكومة أنها تتفاوض مع المعارضة، لأ.. عنده حزب أغلبية يشرع وينزل على البرلمان، يصادق على القانون وينتهي الموضوع، ومن عجبه عجبه، اللي ما يعجبوش ما عجبوش.
الجزيرة: لكن ممكن.
علي عبد الله صالح: وإذا قاطع هي جزء من الديمقراطية، المقاطعة جزء من الديمقراطية، لكن ما هو المهم هو أن ما هي اللعبة السياسية هي الانتخابات، تعرف حجمك، تعرف مكانتك، تعرف وجودك، بعض الناس متحوف من الانتخابات، يقول لك: ربما تكون.. القادمة.. الحزب.. أكثر، أفضل شيء أحافظ على وضعي وأعمل المقاطعة، وهذا جزء من الخطأ الفادح في اللعبة السياسية.
الجزيرة: نعم، نعود مرة أخرى للاتصالات السيد الرئيس. معنا الآن محمود معروف، وهو مدير مكتب صحيفة “القدس العربي” الصادرة في لندن، مدير مكتبها في الرباط. سيد معروف، تفضل.
محمود معروف (مدير مكتب القدس العربي –المغرب): مساء الخير فخامة الرئيس. مساء الخير أخ محمد، حقيقة في طوال هذه الحلقة، وأنا أسمع لفخامة الرئيس، سعيد إنه دائماً كما هو يعبر دائماً عن ضمير الإنسان العربي، بل أكثر من ذلك كان معبر كمسؤول وقائد يدرك جيداً مصالح هذه الأمة، وكيف يمكن أن تخدم هذه المصالح قضاياها ومستقبلها حقيقة فخامة الرئيس –يعني- لا أستطيع كإنسان فلسطيني إلا أن أعتز بموقفكم الذي أدرك جيداً أنه نابع من إيمانكم وإيماناً.. ومن قناعتكم، لكم على الصعيد العربي –فخامة الرئيس- يعني هذا الموقف الرسمي العربي الموسوم بالعجز، والموسوم بعدم التعاطي الحقيقي مع انتفاضة الأقصى وانتفاضة الشعب الفلسطيني، والذي يبتعد كثيراً عن الموقف الشعبي العربي، ألا يؤدي هذا إلى خلخلة في العلاقة بين المسؤول العربي والمواطن العربي؟ ألا يؤدي هذا إلى نوع من الاستقرار على الصعيد العربي، لأنه عندما يرى الإنسان العربي أن المسؤول العربي لا ينسجم مع مصالحه، ولا ينسجم مع أهدافه حتى في القضايا المقدسة، بالتأكيد لن يكون يشعر بالارتياح تجاه هذا المسؤول.
المسألة الأخرى حقيقة أود أن أهنئكم مسبقاً بالذكرى التاسعة والثلاثين لثورة 26 سبتمبر، وسؤالي حول الوضع الداخلي فخامة الرئيس، هل بعد 39 عام من الثورة، وبعد 23 عام من قيادتكم لليمن، هل أنتم مرتاحون لتطبيق مبادئ وأهداف الثورة بعد أن أنجزتم التحرر والاستقلال، وأنجزتم الوحدة العظيمة التي أنجزتموها وحافظتم عليها، وكان حفاظكم عليها شرفاً لكم ولكل إنسان عربي؟ وشكراً فخامة الرئيس.
الجزيرة: شكراً سيد محمود معروف. السيد الرئيس، تفضل.
علي عبد الله صالح: شكراً يا أخ محمود، بالنسبة.. نحن نقول: حققنا الشيء الكثير من أهداف الثورة اليمنية، استعادة الوحدة، خلق مجتمع ديمقراطي تعاوني، كثير من الأهداف نحن راضين كل الرضا أنها تحققت، يعني يبقى الهم الأكبر وهو بناء الإنسان، الجانب الاقتصادي، هذا هي هم كل مواطن يمني، وأعتقد إنه هم عربي، وهم أمام كل البشرية.
نحن لا نقول إن إحنا حققنا كل ما..، لكن حققنا الشيء الكثير أو.. الأركان أو حجر الزاوية والأسس، الوحدة اليمنية، بناء مجتمع ديمقراطي، هذا بفضل هذا الحكي اللي نحكيه هي في إطار الديمقراطية التي اخترناها لنا خيار، وغير مفروضة على الآخرين، هي خيار يمني وقناعة يمنية، ليست مفروضة وليست مسطرة، ولكن نحن نقول إنه أمامنا هو الرأي والرأي الآخر، كان من الأول نخاف من الرأي من الرأي الآخر، وتعودنا.. كنا نخاف من مقالات صحفية، كنا نخاف من مواجهة الجمهور، كنا نخاف من مواجهة المثقفين، كنا نخاف من مواجهة الصحفيين، كنا نخاف من مواجهة الأدباء والشعراء، أصبحنا بعد ما زال هذا الحاجز، وذاب الجليد، واختلط الشعب اليمني وعرفنا كل ما يجب أن نعرفه، وبعد إعلان التعددية السياسية والحزبية، وصار الشغل الذي كان تحت الطاولة صار فوق الطاولة، كانت أحزاب موجودة، كان عندنا قوى سياسية لا تؤمن بوجود الحزبية وتلعنها، وكذا طيب هي موجودة، أصله رأي، ما أقدرش أنا آخر من قناعتي على قناعتك وعلى قناعة الآخرين، كل واحد له توجهه وكل واحد له قناعته، لكن فيه ثوابت وفيه قواسم مشتركة الناس يتفقوا عليها. فأقول.. شكراً جزيلاً نحن راضين كل الرضا عما تم إنجازه، ولا زالت أمامنا مهام كبيرة وهو بناء الإنسان اليمني، بناء اقتصاد يمني متعافي من كل الاختلالات.
الجزيرة: معنا الآن الدكتور محمد السعيد إدريس وهو خبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، دكتور محمد، تفضل.
د. محمد السعيد إدريس (خبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام): أولاً: مساء الخير سيادة الرئيس، أنا أود أن أتحدث في أمرين الأمر الأول يتعلق بالموقف العربي من قضية الانتفاضة والموقف من الولايات المتحدة الأميركية، سمعنا منذ دقائق يتحدث الرئيس عن أن قرارات من الخارج قد أمليت على العرب في أغسطس سنة 90، ونبتاكى عليها الآن.. نتباكى أننا قبلنا بمثل هذه المواقف والقرارات، أخشى أن تكون هناك قرارات مشابهة تملى على العرب الآن بخصوص الانتفاضة، ويأتي وقت مرير لنبكي عليها.
الموقف العربي الآن يتركز في محاولة تحريك الموقف الأميركي من الانتفاضة أو من عملية السلام.
الولايات المتحدة الأميركية يتباعد موقفها أو تنحسر أدوارها من عملية السلام، هناك أسباب داخلية تملى على الرئيس الأميركي أن يتوقف إلى حد ما، وألا يتورط في عملية السلام، لأنها ضد مصلحته هو الشخصية ومصلحة الإدارة، هو يريد أن يمرر في الكونجرس سياساته الداخلية، وفي نفس الوقت يطمح لتجديد رئاسته، ولا ينسى أنه كان في مأزق كبير أمام منافسه (آل جور) في الانتخابات بسبب موقف ودعم المنظمات الصهيونية لمنافسه الديمقراطي. الآن الرئيس الأميركي (جورج دبليو بوش) عازف عن القيام بدور حقيقي، وهو يرى أن إسرائيل تضرب عرض الحائط باتفاقيات دولية، تتدخل القوات الإسرائيلية إلى المناطق (أ) ومناطق (ب) من مناطق السلطة الفلسطينية، والولايات المتحدة صامته، هذا الصمت الأميركي يعني أنها راضية عن هذا الموقف.
هل لو قامت دولة عربية بمثل هذا الإجراء.. هل لو نقضت دولة الاتفاقيات، كيف سيكون الموقف الأميركي؟ والآن كيف ستكون النتيجة.. انتظار تحريك الموقف الأميركي دون موقف عربي؟ هل ستتحرك أميركا دون موقف عربي حقيقي يجبرها أو يضعها أمام مسؤولياتها الخاصة، أمام مصالحها المباشرة للدفاع عن هذه المصالح واتخاذ موقف حقيقي؟ هذه نقطة أولى.
النقطة الأخرى: نحن جميعاً كوحدويين عرب نرى في الدولة الوحدوية اليمنية هي نموذج نأمله لوحدة الأمة جميعاً، نتمنى أن يكتمل النموذج على المستوى التوحيد وعلى مستوى الديمقراطية، هل سيقبل الرئيس علي عبد الله صالح أو يعطي المعارضة الفرصة، ويتجاوز مسألة الرأي والرأي الآخر؟
الرأي والرأي الآخر سمعناها، هل سيقبل بتداول السلطة في اليمن؟ هل سيجعل النموذج الوحدوي اليمني متكامل لكي نراهن عليه في أقطارنا العربية الأخرى؟
نتمنى أن يحدث هذا في اليمن، شكراً لكم.
الجزيرة: شكراً.. شكراً دكتور إدريس.
علي عبد الله صالح: شكراً محمد.. الحقيقة إحنا قبل أنك تيجي باليمن الذي توحدت، في ظل تمزق شعوب عربية وآسيوية، اليمن توحدت في ظرف صعب، ونحن نريد النموذج أن تشكله مصر الكنانة، وليست اليمن، مصر الكنانة، مصر القلب النابض للأمة العربية نقتدي بها والذي تعلمنا منها الثقافة والسياسة والأدب، وتعلمنا من مصر الشيء الكثير، هذه تجربتنا، نحن نؤمن وأخذنا على أنفسنا هذا الخيار أننا نتبادل السلطة سليماً، ونحن في بداية الطريق، نحن بدأنا بانتخابات مباشرة، وحددنا فترة الرئاسة بدورتين انتخابيتين، وعملنا تعديلات وجايين عليها، لا تسألني شيء وأنت واصل إليه، أنت.. إحنا في السكة على الخط ماشيين. إن شاء الله عندما ما يجي في ذلك اليوم نراقب، هل كنا صادقين فيما نقول إن إحنا نؤمن بالتداول السلمي للسلطة، أم سنتحول إلى مغالطة للشعب، ونحولها بشكل أو بآخر، أو نعمل انقلاب أو شيء، هذا.. اتركها للزمن يقولوا “الإيمان يماني والحكمة يمنية”. لن تأتي من اليمن إلا الشيء الطيب، الريحة الطبية لن يأتيكم من اليمن شيء غير إيجابي، هذا ما أعتقده، على كل بالنسبة للموقف الأميركي.. ما حكيت عن الموقف الأميركي.. صراحة إذا ترتب البيت العربي سيفرض على الإدارة الأميركية سواء كانت إدارة الجمهوريين أما الديمقراطيين أن تأخذ موقف جيد في اتجاه مصالحها، وبما يخدم مصالحها.
لكن في ظل عدم وجود ترتيب البيت العربي الترتيب الجيد، الذي يفرض على الإدارة الأميركية الحالية أو القادمة أو التي سارت، هذا غير وراد أننا ننتظر موقف أميركي أقوى من الموقف العربي، غير وارد.. يا عرب.. غير وارد يا عرب أن تحملوا فرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية أنها تقوم بما نريده نحن، ونحن في بياناتنا، وفي قراراتنا غير وارد.. هذا مش وارد، هذا ما.. ما نأمله هو ترتيب البيت العربي صح؟ نعم ستقوم القيامة.. ستقوم القيامة على أميركا لو أنه سحبنا السفير المصري من تل أبيب أو طردنا السفير اليهودي من القاهرة، ستقوم تقوم قائمة الولايات المتحدة.. إن هذا اختلال بالاتفاقيات، وخرق لقرارات الشرعية الدولية وللمواثيق، نعم، لكن ما قالتش لإسرائيل إنها ضربت بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية، عندما تكون العصبة العربية هكذا عصبة واحدة ويقول المثل العربي “عصبة واحدة ما حد يقدر يكسرها”، لكن لو خدنا كل عصا لوحدها كسرناها، ناخذ كل قطر لوحده، ونغازله لوحده، ها.. أيوه أنتم كويس، صديق لأميركا فعلاً أنت الصديق حق أميركا، ما فيش غيرك أبداً، طبعاً هذا صديق أميركا”! وإحنا صدقنا إن إحنا أصدقاء أميركا، لماذا ما نكون صديق أميركا كلنا، مش كل واحد لوحده؟
الجزيرة: على كل سنعود للهموم الداخلية اليمنية في نهاية الحوار.
الجزيرة: السيد الرئيس، نعود إلى الشأن الداخلي اليمني، هناك قضية الفساد، وهذه قضية يعني ليست سراً، والصحافة اليمنية تتحدث فيها، وتذكر أسماء، وتذكر قضايا، تبدأ من رئيس الوزراء إلى مدراء شركات، إلى عديد المسؤولين، ومع ذلك –يعني- لم نشهد على الأقل إجراءات حاسمة للحد من هذه الظاهرة.
أخيراً أنشأتم محاكم تُعني بموضوع المال العام، ولكن قضايا الفساد تقريباً تزكم الأنوف إذا أخذنا بالطبع مصادر المعارضة، وهنا فقط نتحدث من هذه الوجهة، ما هي.. ما هو حجم الفساد في اليمن؟ وما مدى جديتكم في محاربته؟
علي عبد الله صالح: على كل حال، المسؤولية مسؤولية مشتركة للسلطة وللمعارضة، يعني هذه.. هذه الآفة، أنا أسميها “الآفة” “آفة الفساد”، وهذا مش في الوطن اليمني لكثر أمواله! بس إحنا عم نبالغ في صحافتنا، يعني المال عندنا الكبير والزخم هذا المال حتى يكون فساد كبير، لكن فساد على قدر حجمنا وعلى قدر مالنا!
الجزيرة: أغنياء لكن مش ظاهر.. مش ظاهر، أغنياء لكن!!
علي عبد الله صالح: الفساد كل على قدر حجه، هذا الفساد هي ظاهرة وآفة في المجتمعات كلها.
الجزيرة: صحيح.
علي عبد الله صالح: كل الناس رافعين شعار محاربة الفساد، اللي في السلطة واللي في المعارضة، يا سلام!! إذن السلطة بتقول تحارب الفساد، والمعارضة بتحارب الفساد، لما تدخل السلطة المعارضة على الحكم، على طول بتروح فاسدة، طيب، ما أنتم جيتوا تصححوا الفساد طب ما تصححوا الفساد، وأنتم كنتم في الحكم ليش ما صححتوا الفساد؟ كيف أنتم لما كنتم في رأس السلطة، وفي قمة الهرم القيادي، ليش ما حاربت الفساد في وزارتك، وفي مؤسستك، وفي الحقيقة الذي كنت تشتغل عليها؟ لما خرجت إلى المعارضة أعلنت محاربة الفساد. الدولة تعلن محاربة الفساد، وأنشأت محاكم ما يسمى “محاكم الأموال العامة”، وهناك جملة من الإجراءات اتخذت بحق مرتكبي الفساد، تم فصلهم، وتم محاكمتهم وطردهم من العمل، ولكن.. ولكن..
الجزيرة: [مقاطعاً]: ممكن رؤوس صغيرة هذه..
علي عبد الله صالح: لا هي الفيران كبيرة، يمكن سد مأرب نخره فأر وهو جسمه كبير فأر، وانهار السد، وغادرت العرب.. العرب إلى المشرق.. إلى المشرق والمغرب، ونحن نقول: فيه كثير من الأقطار العربية أنها أصولها هي من اليمن.
الجزيرة: من اليمن.
علي عبد الله صالح: والناس يقول اللي ما أصله يمني ما هو عربي هذا يعني تقول هكذا بيقولوا اللي ما أصله يمني ما هو عربي، لأنها أصل العرب.. فالفساد ظاهرة سلبية في كل.. في كل.. بلدان العالم، ومع ذلك إحنا رافعين شعار، ونتمنى أن تتكاثف جهود كل القوى الوطنية، في السلطة وفي المعارضة، وذلك لكبح جماح هذه الآفة المستشرية في المجتمعات كلها، وأن نكون جادين في السلطة وفي المعارضة، عندما نمسك حقائب سياسية أو حقائب مؤسسية، يجب أن نحارب الفساد، وألا نرفع شعار الفساد عندما نخرج من السلطة.
الجزيرة: ولكن هذا على كل ليس مبرر لاستمرار الفساد..
علي عبد الله صالح: No، مش مبرر.. هذا شعار مرفوع، يجب أن يدمر، يجب أن يحارب يجب أن يحاسب، وإحنا اتخذنا جملة من الإجراءات في.. في مختلف المؤسسات الدولة، يعني على مختلف المجالات وفصلنا وحاسبنا، ولكن أنا قلت.. ولكن من الأول.. عندنا جزء من.. ما تدري سلبية إيجابية، إنه خلاص أنت فصلته وحبسته ما تشهرش به، هذه ما أدري سلبية، نحن نقول إذا شهرناه هو ده جزء من الردع للآخرين، ليتعظوا ألا يفسدوا، وناس يقولوا: خلاص قد أفسد وعمل هذه المشكلة فصلته وطلعته من المؤسسة اتركه وحاله، والناس بيعلموا بهذا. يعني هذا..
الجزيرة: نعم السيد الرئيس، أقل من خمس دقائق لنهاية هذا اللقاء. موضوع الاختطاف، الآن لديكم مختطف ألماني، وهناك حديث عن أن هذه الحادثة تشكل نقلة نوعية في مسلسل الاختطاف في اليمن، هكذا يقولون، أين وصلت المساعي؟ البعض يقول هذه حركة إرهابية التي تمسك، البعض يقول قبيلة، مع أن القبيلة تتبرم من ذلك أو تتبرأ بالأحرى، أين وصلتم؟
علي عبد الله صالح: أولاً هذه مش أول ظاهرة ولا أول مرة قد حصلت في اليمن، وأصبحت زي الموضة.
الجزيرة: لا بهذا الشكل.. بهذا الشكل نعم.
علي عبد الله صالح: معلش، أصبحت زي الموضة، وهؤلاء المخلين بالأمن، هم لازالوا متابعين وسيتابعوا وسيحاسبوا وسيحاكموا آجلاً أم عاجلاً، هذا المنطقة التي تم فيها الاختطاف الألماني مقفلة، ومقفلة بكل الكلمة من معنى من كل أجهزة السلطة المحلية كل القبائل والعشائر وأقربائهم يدينون هذا الحادث، فأصبحوا المختطفين لوحديهم، لا هناك قبيلة تسندهم ولا عشيرة معاهم، ولا أفراد عشيرتهم معاهم، وهي في طريقها إلى الحل -إن شاء الله- في الايام القادمة بشتى الوسائل الممكنة للإفراج عن الألماني بسلام إن شاء الله.
الجزيرة: شتى الوسائل بما في ذلك ممكن.. إمكانية اللجوء إلى القوة؟
علي عبد الله صالح: بشتى الوسائل الممكنة بما يحافظ على سلامة المخطوف.
الجزيرة: السفيرة الألمانية السابقة..
علي عبد الله صالح: جاءت إلى هنا..
الجزيرة: جاءت إلى هنا وتساهم في المساعي، يعني هل هذه ظاهرة جديدة يعني أن..؟
علي عبد الله صالح: لا.. بحكم علاقتها ومعرفتها باليمن، وتربطها علاقات جيدة مع كل المؤسسات، وعرضت أن تستطلع الوضع عن قرب.
الجزيرة: نعم، السيد الرئيس هناك سؤال في النهاية كلما يطرح على الرئيس علي عبد الله صالح، سؤال يتعلق بنجله أحمد الجواب معروف: “هذا مواطن يمني، يحق له ما يحق لغيره وعليه ما عليه لغيره” ولكن مع ذلك اليمنيون يصرون على أن الرئيس علي عبد الله صالح يهيئ ابنه..
علي عبد الله صالح: انتو ليش محطة (الجزيرة) عندكم مشكلة ابن علي عبد الله صالح، وابن معمر القذافي، وابن.. وابن حسني مبارك.
الجزيرة: وابن صدام حسين..
علي عبد الله صالح: وابن صدام حسين.
الجزيرة: مشكلة (الجزيرة) أم مشكلة الرؤساء؟!
علي عبد الله صالح: لا مشكلتكم أنتم في (الجزيرة)، يعني مشكلتكم يعني انتم لا تذكروا إلا.. يعني هذه ظاهرة إيجابية.
الجزيرة: يعني إحنا نتجنى أم لديها بعض الوجاهة؟
علي عبد الله صالح: من حقكم أن تسألوا، لكن عندكم أنتم زي الاسطوانة صارت عندكم بتلف كل يوم، ابن الرئيس علي عبد الله صالح، والرئيس العراقي، والرئيس مبارك، والرئيس القذافي.
الجزيرة: اليمنيون يقولون ذلك سيدي الرئيس، ليس نحن..
علي عبد الله صالح: معلش، أنا قلت.. أنت رديت على نفسك السؤال وأجبت عليه إنه أنا قد أجبت عليه.
الجزيرة: ولكن يقال أن المنصب الذي أخذه الآن..
علي عبد الله صالح: يعني أنت تريد تقول إنه هنحول الجمهورية من الجمهورية إلى الملكيات الجمهورية؟
الجزيرة: لا.. لا، لأ.. يعني السيد أحمد، السيد أحمد الآن هو رئيس الحرس الـ..
علي عبد الله صالح: لا.. لا، المفهوم هكذا إن الجمهوريات الآن ممالك..
الجزيرة: هي بدأت هي على كل..
علي عبد الله صالح: بدأت.
الجزيرة: بدأت.
علي عبد الله صالح: هو.. هي ظاهرة إذا كان ديمقراطياً مش مشكلة..
الجزيرة: يعني على طريقة جورج بوش الابن ممكن، على طريقة جورج بوش الابن Ok..
علي عبد الله صالح: إذا كان سلوكك.. سلوكك ديمقراطي ليس هناك خلل في ذلك..
الجزيرة: على كل السيد الرئيس نشكرك شكراً جزيلاً، وفي نهاية هذا اللقاء مشاهدينا الكرام، والذي كان من صنعاء مع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح نصل إلى نهاية هذه الحلقة.
نشكركم شكراً جزيلاً السيد الرئيس، ونشكر كامل الفريق الفني سواء في العاصمة اليمنية صنعاء أو في العاصمة القطرية الدوحة، والذي أشرف عليه المخرج عماد بهجت، إلى أن نلتقي في حلقة قادمة بإذن الله، تحية طيبة، وفي أمان الله.