مقابلة الأخ رئيس الجمهورية مع وكالة أنباء (رويترز) البريطانية
رويترز: ماذا تقول عن العلاقات اليمنية- السعودية؟
الرئيس: تشهد العلاقات اليمنية- السعودية تطوراً مطرداً خاصة بعد توقيع معاهدة الحدود الدولية بين البلدين وإغلاق ملف الحدود بينهما.. إذ أن البلدين قد دخلا في إطار الشراكة والإخاء والصدق والجدية بعد أن كان يسودها في الماضي نوع من المجاملات، وأكبر دليل على ذلك نجاح اجتماعات مجلس التنسيق اليمني- السعودي الذي اختتم أعماله يوم أمس بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية الشقيقة برئاسة رئيس الوزراء الدكتور عبد الكريم الإرياني وسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران المفتش العام بالمملكة العربية السعودية، وفي تصوري أنها البداية وستليها خطوات أكثر أهمية للشراكة وتشابك المصالح بما يؤدي في النهاية إلى تعميق الثقة. إن من شأن إيجاد استثمارات ومشاريع مشتركة في قطاعات متنوعة أن تجعل المواطن اليمني والسعودي يصبح هو الحارس والحامي لهذه المصالح مهما حصلت من أشياء أو خلافات سياسية بين القيادات.
إن معاهدة الحدود أتاحت الفرصة للبلدين للاستثمارات النفطية المشتركة على الحدود بينهما، وإذا كان هنالك اكتشاف نفطي سعودي على خط الحدود بين البلدين ويرغب الأشقاء في السعودية ضخه إلى بحر العرب عبر اليمن فإننا نرحب بذلك خاصة وأن هناك خط أنبوب يتسع للنفط اليمني والنفط السعودي المضخ إلى بحر العرب.. ونشير إلى أن هناك العديد من الشركات النفطية يتم التفاوض معها للاستثمار في القطاعات الجديدة في المناطق الحدودية المشتركة بين البلدين.
رويترز: ماذا حول مستجدات الشرق الأوسط؟
الرئيس : كالعادة نجد أن الحكومات الإسرائيلية وبالذات حكومة ما اسميه بالثعلب الماكر باراك قد ضربت بقرارات الشرعية الدولية ومسيرة السلام عرض الحائط.. ولذلك فإن مسيرة السلام في الوقت الحالي متوقفة ومن الصعب استئنافها في الوقت الحاضر خاصة في ظل انتقال القيادة في الولايات المتحدة الأمريكية من الديمقراطيين إلى الجمهوريين، وحيث الأمر يحتاج إلى وقت من الإدارة الأمريكية الجديدة لترتيب أوضاعها ومن ثم مواصلة عملية السلام.
لكننا نعرب عن أملنا الكبير في أن يبدأ الرئيس جورج بوش الابن أول رئاسته في السعي للدفع بعملية السلام بحرية وجدية وحيادية على عكس ما دأبت عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة في انحيازها إلى جانب إسرائيل باعتبار أن الولايات المتحدة القطب الوحيد ولا ينافسها أحد في رعاية العملية السلمية.. ويحدونا الأمل في أن تنظر الولايات المتحدة بعين الاعتبار ومن ناحية إنسانية إلى ما يعانيه الشعب العربي الفلسطيني، وأن ترسل قوات دولية لحمايته كما أرسلت قوات دولية إلى البوسنة وكوسوفو وتيمور الشرقية.
رويترز: إلى ماذا تهدف التعديلات الدستورية؟
الرئيس: إنها تأتي في إطار تعميق التجربة الديمقراطية وتعزيزها، كما تهدف إلى إعطاء الشعب صلاحيات أكثر في مجالات الممارسات الديمقراطية.
رويترز: ما هي آخر مستجدات حادث المدمرة كول؟
الرئيس: التحقيقات مستمرة مع العناصر المشتبه بها وفي حال ثبوت ضلوعهم في الحادث سيحاكمون أمام القضاء اليمني.. وبشأن الأجهزة الأمنية فهي تبذل جهوداً كبيرة للقبض على محمد عمر الحرازي المشتبه في ضلوعه بدور رئيسي لتدبير حادثة تفجير المدمرة كول، ومن شأن القبض عليه الكشف عن الكثير من المعلومات، ولكن التحقيقات مستمرة وأجهزة الأمن اليمنية تقوم بإطلاع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بكافة المستجدات التي توصلت إليها، وبشأن ما أشيع حول ضلوع بعض القادة العسكريين في حادث المدمرة ليس له أساس من الصحة، وهي إشاعات سربتها عناصر انفصالية، لأنه كان لأولئك القادة دور بارز في إلحاق الهزيمة بهم ودحر مؤامرتهم الانفصالية ضد الوطن.
رويترز: هل هناك أطراف ضالعة في تفجير المدمرة كول؟
الرئيس: اليمن لا تحمل طرفاً معيناً المسؤولية في تفجير المدمرة الأمريكية كول.. هنالك إحتمال أن الجماعة التي نفذت تفجير المدمرة ويجري التحقيق معها هم من العناصر التي كانت تحارب في أفغانستان، بالإضافة إلى أن إسرائيل التي تريد أن تكون الوحيدة في الشرق الأوسط وصاحبة اليد الطولى في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.. وأما الذين قاموا بقذف قنبلة على السفارة البريطانية فهم عناصر متطرفة، والتحقيقات ما زالت جارية في هذا الحادث.
ونحن نؤكد إدانتنا لكافة الأعمال التخريبية التي تحاول تشويه سمعة اليمن..وللحد منها فإن أجهزة الأمن اليمنية لديها خطة لمحاربة الإرهابيين والمختطفين، وهنالك إجراءات أمنية جيدة، كما أن هناك إجراءات تتخذ للترويج السياحي وتشجيع الاستثمارات في اليمن.