مقابلة الأخ رئيس الجمهورية مع تليفزيون الشرق الأوسط (M.B.C) في برنامج حوار الأسبوع
المذيع: فخامة الرئيس.. هنالك العديد من الطروحات في القمة العربية قد لا تكونون وافقتم عليها، ولكن بالنسبة لقضية قطع العلاقات مع إسرائيل ونقل السفارات.. هل كنتم متفقين أم كان هنالك من يطالب بإمهاله بعض الوقت؟
الرئيس: نحن نتحدث مع أشقائنا في مصر والأردن رغم ما يربطهم من اتفاقيات ومعاهدات أنه على الأقل ومن باب الاحتجاج والضغط على الكيان الصهيوني تسحب سفيرها. نحن صارت لدينا عادة أنه إذا ساءت علاقة بين قُطر وقُطر آخر نسحب السفراء فما بالك بإسرائيل التي تشن حرب إبادة.. ومن باب الاحتجاج نسحب سفراءنا من تل أبيب حتى تنصاع إسرائيل لعلمية السلام وتلتزم بكل قرارات الشرعية الدولية وكل الاتفاقيات المبرمة بينها وبين السلطة الفلسطينية.
المذيع: فخامة الرئيس.. دعوتم في القمة العربية إلى تشكيل لجنة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.. في البداية ألا يمكن وضع حد أو إصدار قرار بإيقاف هذا العدوان ومحاكمة مجرمي الحرب؟
الرئيس: طبعاً هذه أمنية لدنيا في القمة الإسلامية ولكن لن يكون قرارنا هو القرار الملزم، ونحن نتكلم في إطار الشرعية الدولية وفي إطار الأمم المتحدة يجب أن تنشأ محكمة لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة.
المذيع : ولكن ما ذكرته من أنهم لا يعيرون اهتماماً قرارات القمة؟
الرئيس: نحن أخذنا قراراً ونطالب مطالبة بأخذ قرار سياسي وحتى القرار إذا أخذناه في القمة الإسلامية فإننا في حاجة إلى قرار الأسرة الدولية.
المذيع: ولكن بما تفضلتم به.. لماذا لم يتم تفعيل مؤسسات المنظمة الإسلامية، منها محكمة العدل الإسلامية؟
الرئيس: هذا ما نطالب به ونحن صراحة جئنا إلى القمة وكان الناس يتوقعون أن القمة ستكون فاشلة لكنها حققت الحد الأدنى أو الممكن مما كان يتوقع لها.
المذيع: الحد الأدنى الذي تتحدثون عنه فخامة الرئيس. هل هو مطلوب حالياً في ظل هذه الانتفاضة.. انتفاضة الأقصى؟
الرئيس: هذا ما تحدثت به في خطابي، إذا نريد أن نعود إلى أممنا وشعوبنا مرفوعي الرأس يجب أن تكون قراراتنا جريئة وقوية مثلاً مقاطعة الكيان الصهيوني وكل الشركات أياً كان شكلها وأياً كان نوعها وأياً كان موقعها وأياً كانت البلد التي تعمل فيها أو التي تتعامل مع الكيان يجب أن نحاصر الكيان الصهيوني من أي تعاون عربي إسلامي وإيقاف أعمال التطبيع وإيقاف أي تعاون معه اقتصادياً وسياسياً وتجارياً.. هذا أقل ما يمكن حتى تنصاع الحكومة الإسرائيلية لعملية السلام.
المذيع: ولكن أسمح لي فخامة الرئيس.. يُقال إن خطاباتك تلهب الجماهير من خلال المؤتمرات، ولكن في الحقيقة هناك الممارسات والنتائج التي تنتهي إليها القمة لا تؤدي إلى النتائج المطلوبة؟
الرئيس: نحن نرضي ضميرنا وضمائر جماهير الأمة العربية.. نحن لسنا بصدد إلهاب مشاعر الجماهير.. هذا ما نعبر عنه ونتمنى أن نخرج به، ولكننا صوت من الأصوات ولم نكن الصوت الوحيد في المجموعة العربية أو المجموعة الإسلامية.. هذا صوت عربي وهناك أصوات كثيرة من الأصوات مرفوعة مثل صوت اليمن.. كثير من الأصوات العربية والأصوات الإسلامية مثل صوت اليمن.. ونحن نتطلع إلى أن هذا الصوت المرفوع يتحول إلى ممارسة وأن يتواصل ويستمر ارتفاع هذا الصوت بشكل متواصل وعالٍ وأن لا يكون موسمياً أو فعلاً ورد فعل.
المذيع: فخامة الرئيس.. تحدثتم في كلمتكم في القمة عن الدور الأمريكي وبالتالي طلبتم أن يكون شريكاً عادلاً ونزيهاً، ولكن بالمقابل لم تحملوه مسؤولية صنع عملية السلام هذه؟
الرئيس: أنا حملت أمريكا وقلت نأسف لما عمله مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمس حول التلويح باستخدام حق الفيتو لمنع إرسال قوات دولية لحماية الفلسطينيين، ونأسف أنه هذه الدولة العظمى وهي القطب الوحيد لا تمارس الضغط على الكيان الصهيوني، وهي في المقابل لها علاقات جيدة مع الأمة الإسلامية ومع الوطن العربي ومع الكل، ولها مصالح، ولكنها تفضل مصالحها وعلاقاتها مع إسرائيل ولا تعير الأمة العربية والإسلامية أي اهتمام أسوة بالآخرين، وهذا ما نأسف له.
المذيع: ولكن بقية في دائرة الأسف؟
الرئيس: الألف الميل يبدأ بخطوة واحدة وكل خطوة تليها خطوات.. أكيد أن الإدارة الأمريكية ستتفهم ذلك.. لكن للأسف الشديد الآن نحن نغرد في وادٍ ولا أحد يسمعنا لأن الإدارة الأمريكية عندها أزمة دستورية، والآن هم في أزمة دستورية وكل واحد يرفع قضية بسبب الانتخابات.
المذيع : هل يمكن أن ترسلوا لهم مراقبين لمتابعة الانتخابات؟
الرئيس: نحن تأثرنا في العالم الثالث بالديمقراطية الأمريكية وبالتالي الآن بدأنا نراجع حساباتنا.. كيف يصبح هناك إرباك في هذه الدولة التي يقتدي بها العالم.
المذيع: فخامة الرئيس.. طبعاًً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هناك حديث عن ضغوط تتعرض لها القمة الإسلامية أو على الأقل بعض الدول الإسلامية؟
الرئيس: أنا بالنسبة لي ليس هناك أي ضغوط، لم يتصل بي أحد ولا أحد قال لي شيئاً.. أنا لا أعرف أن هناك ضغوطاً لأن مصالح أمريكا عندي ليست كتلك المصالح الكبيرة الموجودة لدى الآخرين، ولهذا لا أعرف عن هذا الموضوع شيئاً.
المذيع : هل هناك أي جديد بالنسبة للتحقيقات الجارية حول حادث تفجير الباخرة كول؟
الرئيس: نعم بالنسبة لتفجير الباخرة كول عدن التحقيقات تجري مع الأطراف أو مع المجموعة التي كان لها علاقة مع من قاموا بتفجير الباخرة والقضية مضبوطة لدينا والتحقيقات جارية والأمريكان موجودون معنا ولا يوجد أي خلاف معهم في هذا الأمر.
المذيع : فخامة الرئيس.. قلتم إن مرتكبي هذه العملية قد أمسكتم بهم؟
الرئيس: الذين فجروا الباخرة انتهوا.
المذيع : من وراءهم؟
الرئيس: هذا السؤال يبدأ لمعرفة من ورائهم، ولكن القضية موجودة لدى أجهزة الأمن.
المذيع : هل هي جهات عربية أو غير عربية؟
الرئيس: المفجرون كما يتضح من خلال التحقيقات أنهم من جنسية يمنية.. كانوا مغتربين خارج اليمن ذهبوا إلى أفغانستان وإلى أكثر من دولة والتحقيقات الأولية تقول هكذا، ونحن الآن بصدد البحث عمن وراءهم ومن هي تلك الأطراف، أي طرف.. قد تكون المخابرات الإسرائيلية، قد تكون جهات إسلامية أو جهات عربية.. المهم أننا سنبحث وسنواصل التحقيقات.
المذيع : ولكن المعلومات تشير إلى أفغانستان؟
الرئيس: أنا لم أشر إلى أفغانستان بل قلت لك أن هؤلاء الموقوفين على ذمة القضية أو الذين فجروا الباخرة وتفجروا معها كانوا من الذين ذهبوا إلى أفغانستان.
المذيع : في أكثر من مرة قلتم إن الإشارات تدل على المخابرات الإسرائيلية بأنها وراء تلك العملية.. لماذا نرمي التهم على تلك المخابرات؟
الرئيس: لأن إسرائيل تريد أن تعكر صفو العلاقات العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وصفو العلاقات اليمنية مع أمريكا.
المذيع : وما تأثير الحادث فيها؟
الرئيس: لا.. لم يؤثر.. اليمن بلد استراتيجي يقع في جنوب الجزيرة العربية ويطل على المحيط الهندي، البحر العربي والبحر الأحمر، وهو مكان استراتيجي هام والسفن الأمريكية والأوروبية تمر للتزود بالوقود والمؤن من موانئنا.
المذيع : يعني ذلك أنها مصلحة لكم أم مصلحة لهم؟
الرئيس: مصلحة مشتركة.
المذيع : فخامة الرئيس.. هل تعتقد أن ما تعرضت له اليمن من خلال هذا التفجير قد يكون تمهيداً لدخول الولايات المتحدة إلى اليمن واتخاذ من ذلك ذريعة للبقاء فيها بُغية إجراء التحقيقات أو ما شابه ذلك؟
الرئيس: لقد جاء المحققون واتفقنا معهم أن نتعاون معهم كمحققين بعدد محدود للكشف عن ملابسات الحادث، وخلال فترة زمنية محددة.. اليمن لا تقبل على أراضيها أي جندي أمريكي ولا غير أمريكي.
المذيع : أبداً؟
الرئيس: أبداً وعلى الإطلاق.
المذيع : حتى لو اقتضى الأمر أن يأخذ التحقيق مثلاً عدة أشهر؟
الرئيس: عندنا حوالي من اثني عشر إلى خمسة عشر محققاً أمريكياً يتعاونون معنا في التحقيقات.
المذيع: فخامة الرئيس.. لو عدنا إلى الإجابة السابقة.. هناك عدد كبير من الأجهزة تحقق، وبالتالي تحدثت وأشرت أكثر من مرة إلى أن المادة المستعملة تدل على وجود دول وليس أشخاصاً
الرئيس: المادة.
المذيع : نعم.. مادة “سي4” في هذه الحالة اليمن ألا يخشى من التآمر عليه من قبل جهة معنية؟
الرئيس: يجوز.. ولكننا سنتصدى لأي مؤامرات لأننا من النوع الذي تصدى ويتصدى لكل أنواع المؤامرات.. عندنا خبرة في هذا الجانب نحن خلال ثماني وثلاثين سنة تصدينا لكل أنواع العدوان والمؤامرات.. ونحن لم نكن في رخاء أو كنا في نعيم أو أننا لم نصحُ أو نفيق من سُباتنا.. لا نحن متيقظون دوماً.
المذيع : هل يمكن أن تستفيدوا من هذه المرحلة؟
الرئيس: أنا عندي تعليق مهم جداً.. الأمريكيون عندما دخلوا بالسفينة إلى ميناء عدن كانوا قد اخطأوا في رأيي خطأ فادحاً إذ أنه كيف أن باخرة بهذا الحجم من الضخامة لم تدخل معها حماية من القوارب كما أنهم لم يطلبوا منا الحماية، وهذا هو الخطأ وهو خطأ عسكري فادح.
المذيع: على هامش القمة حدثت عدة لقاءات منها اللقاء بين ياسر عرفات وخالد مشعل.. هل يمكن أن أعرف إلى أي نتيجة خرج بها هذا الاجتماع؟
الرئيس: كان الأخ خالد مشعل عندنا في اليمن وقلنا له لماذا لا تتوحد أداة العمل الفلسطيني إلى جانب منظمة التحرير؟ ولا داعي للتباين وكل واحد يعمل تصريحاً وينسف تصريح الطرف الآخر، وأنه يجب أن نواجه الصلف الإسرائيلي بتوحيد الصف الفلسطيني بمختلف فصائله واتجاهاته السياسية، ولا بأس أن يكون هناك تباين وأن لكل واحد برنامجه السياسي، لكن انتفاضة الأقصى هي التي توحد كل القوى الفلسطينية، ولا ينبغي التباين في هذا الجانب.. وتم الاتفاق عندما أكون في قطر سأبحث مع الأخ ياسر عرفات ترتيب لقاء بينه وبين الأخ ياسر عرفات، وذلك لإيجاد تفاهم كامل لتوحيد أداة العمل في الساحة الفلسطينية.
المذيع: هل تم هذا التفاهم؟
الرئيس: نعم تم التفاهم، واتفقنا أن يتواصل الحوار لأن الوقت ضيق، وبحث مثل هذا الأمر يريد وقتاً أكثر، فاتفقنا أنه خلال الأسبوع القادم أو الأسبوعين القادمين يتواصل هذا الحوار في صنعاء.
المذيع : استمعنا من الأخ خالد مشعل بأن وحدة الصف تعنيهم في حماس ولكنه لم يعن وحدة القيادة ووحدة الموقف؟
الرئيس: لقد تم بحث وحدة عمل انتفاضة الأقصى، وعندما يتم اللقاء.. هو الذي سيؤدي إلى توحيد الصف الفلسطيني في إطار القيادة الموحدة.
المذيع: فخامة الرئيس.. الولايات المتحدة وإسرائيل تركز كل جهدها لضرب حماس وأنتم اليوم تحاولون أن تجمعوا حماس إلى جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.. هل تتحملون هذه المسؤولية؟
الرئيس: كيف نتحمل المسؤولية.. حماس جزء من الشعب الفلسطيني ولم تكن خارج الشعب الفلسطيني.. حماس والشعبية الديمقراطية وفتح هم سائرون مع الشعب الفلسطيني.. الشعب الفلسطيني ليس ممثلاً في فصيل واحد أو فصيلين.
المذيع : هل تتحملون مسؤولية جمع حركة حماس وحركة فتح؟
الرئيس: نعم نتحمل مسؤولية جمع كل الفصائل الفلسطينية في إطار عمل فلسطيني موحد.
المذيع : ولكن ألا تعتقدون أن هذا العمل يمكن أن تعتبره إسرائيل عملاً عدائياً باتجاهها؟
الرئيس: أصلاً إسرائيل ليست معادية لحماس فقط.. هي معادية لفتح ومعادية للشعب الفلسطيني ومعادية للأمة العربية والإسلامية.. فهي ليست صديقة لأحد.. إسرائيل لم تكن صديقة لأي شخص أو جهة في المجموعة الإسلامية، والذي يقول إنها صديقة له فهو خاطئ.
المذيع : ألا يمكن أن تعتبر إسرائيل أن هذا عمل عدائي تقومون به ضدها؟
الرئيس: شرف كبير أن نقوم بعمل عدائي ضد إسرائيل ونتحمل نتائجه.. الأمة العربية والإسلامية في حالة حرب مع إسرائيل.
المذيع: فخامة الرئيس.. أنتم قلتم في وقت سابق أنكم تتمنون أن يكون لكم قطع أرض؟
الرئيس: لا.. هذا غير صحيح لا يكون هناك خلط.. أنا قلت كنت أتمنى لو أن لليمن حدود مع إسرائيل لفتحت حدودي للمجاهدين والمناضلين من الأمة العربية والإسلامية لنصرة إخوانهم في الأراضي العربية المحتلة.. وأكرر ذلك لأن هناك خلطاً في الإعلام، خلطاً كبيراً وكل واحد يكتب بطريقته.. لقد قلت وبوضوح.. كنت أتمنى لو أنا دولة محادية لإسرائيل، أقول ذلك كشخص وكمواطن عربي وكزعيم عربي.. كنت أتمنى لو أن ذلك كان موجوداً لفتحت حدودي لأبناء الشعب اليمني وللعرب والمسلمين أن يدخلوا يجاهدوا بالمال وبالنفس وبكل ما لديهم من قوة لنصرة إخوانهم في الأراضي العربية المحتلة.
المذيع : ولكن هذا يستثير غضب واستياء بعض الرؤساء الذين لهم حدود مع إسرائيل؟
الرئيس: أعتقد أن إخواننا الذين طوقوا بمعاهدة لا يهمهم هذا الأمر.. عندهم معاهدة وظروف معنية كانوا فيها عندما عملوا هذه المعاهدة، ولكننا الآن ونحن نرى الشعب الفلسطيني يُذبح.. أطفاله يقتلون ونساؤه.. من حقنا أن نُجمد العلاقات، ومن حقنا أن نحتج على إسرائيل.. ونقول لها كيف تريدين سلاماً؟.. نحن مرتبطون معك بمعاهدات.. عليك أن تحترمي مشاعر الأمة الإسلامية والعربية وأن تكفي عن أعمال العنف، وعلينا أن نقول للصهاينة أوقفوا الدبابات أوقفوا مدافعكم الموجهة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل لأنكم تثيرون مشاعر الأمة الإسلامية والعربية.
المذيع: فخامة الرئيس.. طلبتم من كوفي عنان أن يساهم في تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الناحية السياسية.. هل يمكن معرفة إلى أي مدى يمكن أن تذهبوا بهذه القضية؟
الرئيس: أنا أكدت على السيد كوفي عنان أنه لماذا لا نرسل قوات دولية؟.. أرسلت قوات دولية إلى كوسوفو والكيل بمعيارين خطأ.. لماذا نرى الفلسطينيين يُذبحون ولا نرسل قوات دولية لمنع أعمال العنف، وقلت له كيف أرسلت قوات إلى كوسوفو وأرسلت قوات إلى عدد من بلدان العالم التي فيها عنف؟.. أرسلت إلى تيمور الشرقية، لماذا لا نرسل قوات إلى الأراضي العربية المحتلة لمنع أعمال العنف وهذا مطلب مليار وستمائة مليون مسلم.
المذيع: فخامة الرئيس.. إذا ذهبت القوة الدولية لحماية الفلسطينيين قد تصبح هذه هي الحدود للدولة الفلسطينية؟
الرئيس: هذا لا يلغي قرارات الشرعية الدولية لأن ذهاب هذه القوات لا يثبت حدوداً، ولكن قرارات الشرعية الدولية هي التي تثبت حدوداً وليست قوات حفظ السلام.
المذيع : وأين هي قرارات الشرعية الدولية؟
الرئيس: وصول القوات الدولية لمنع أعمال العنف توصلنا في نهاية الأمر إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.. هذا هو مفهومنا لخطوة إرسال القوات الدولية.
المذيع: فخامة الرئيس.. بالنسبة إلى الجانب الفلسطيني هو يعتقد أن هذه الحماية أو إرسال قوة دولية يمكن أن تكون على حدود 67م، ولكن هذا يتطلب موافقة إسرائيلية؟
الرئيس: وهذا هو رأينا أن القوات الدولية تكون على حدود67 م لأن كل الاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية تنص على هذا، وذهاب القوات الدولية هو فصل بين القوات الإسرائيلية والقوات الفلسطينية في إطار قرارات الشرعية الدولية وحدود 67م.
المذيع: إسرائيل.. طبعاًَ ترفض ذلك وإلى جانبها الولايات المتحدة، وأن كان ذلك يأتي من جانب الأمم المتحدة؟
الرئيس: إسرائيل ستدفع الثمن لأنها لن تستمر في الصلف والعنصرية إلى ما لا نهاية.. نضال الشعب في جنوبه أفريقيا مع العنصرية وصل إلى نتيجة وفي نهاية الأمر صار ما صار.. يعني لن يتحملوا أربع وخمس سنوات من ثورة الحجارة.. الإسرائيليون لن يتحملوها.
المذيع : بالإضافة إلى هذين الموضوعين هنالك موضوع آخر.. لقاؤكم مع القيادة العراقية في هذا المؤتمر، عزت إبراهيم والوفد العراقي بأي اتجاه كان البحث؟
الرئيس: نحن على لقاء مستمر مع الإخوة في القيادة العراقية سواء في صنعاء أو في بغداد أو في القاهرة أو في قطر.. لقاءاتنا مستمرة وحوارنا مستمر ونبحث العلاقات الثنائية ونبحث كيف تفعل قرارات القمة الإسلامية والقمة العربية القادمة وقمة القاهرة في إطار الدعوة لرفع الحصار المفروض على العراق حيث يعتبر هذا الحصار خارجاً عن قرارات الشرعية الدولية خاصة الحظر الجوي.
المذيع : هل تريدون أن تسيروا رحلات من اليمن إلى العراق؟
الرئيس: نحن ضمن المجموعة العربية، وأنا طلبت من المجموعة العربية بل من المجموعة الإسلامية أن نرفع الحصار عن العراق من طرف واحد.
المذيع : لماذا لم يتخذ هذا القرار؟
الرئيس: المسألة بُحثت بيننا وبين أشقائنا في المنظمة.
المذيع : هل هناك مراوغة؟
الرئيس: هي تأخذ بعض الوقت.. يمكن أن مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في مارس في الأردن تكون قراراته أكثر إيجابية من القرارات السابقة.
المذيع : فخامة الرئيس.. يبقى السؤال الأخيرة.. ألا تعتقدون أنكم في اليمن قادرون على إعادة لم الشمل خصوصاً بين القوى المتباعدة؟
الرئيس: في إطار توجهنا وسياستنا الخارجية.. نحن باستمرار نوظف علاقاتنا الجيدة مع كل أشقائنا في الوطن العربي لإعادة التضامن لأن إعادة التضامن قوة للأمة العربية، ومهما حصل من تباينات أو خلافات في نهاية المطاف لابد أن يعود الأخ إلى أخيه، وندعو باستمرار إلى إعادة التضامن.. والتضامن يوجد للأمة العربية مكانة سواء على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي أو مع أي قوة دولية أخرى.