مقابلة الأخ رئيس الجمهورية مع راديو صوت أمريكا
* صوت أمريكا: ماذا حول دعوة القيادات العربية لعقد قمة عربية لبحث تعثرات عملية السلام في المنطقة؟
الرئيــس: نحن مع دعوة أي قيادات عربية لعقد القمة، مع دعوة الأخ ياسر عرفات ومع دعوة مصر وسوريا ومع من يدعو لعقد قمة عربية لبحث تعثرات عملية السلام في المنطقة.
* صوت أمريكا: وفيما يتعلق بالخلافات الحدودية بين اليمن وجيرانها وخاصة المملكة العربية السعودية وارتيريا وكيف يمكن تصحيح تلك العلاقات؟
الرئيــس: بالنسبة للعلاقات الحدودية نحن حللنا مشكلتنا مع سلطنة عمان والعلاقات جيدة وبالنسبة للعلاقات الحدودية بين اليمن والأشقاء بالمملكة العربية السعودية نحن ماضون من اجل الوصول إلى حل مرضٍ للبلدين والتواصل مستمر بين قيادات البلدين وبالنسبة لإرتريا حصلت مشكلة حنيش ورجعنا إلى التحكيم والآن ننتظر نتائج محكمة العدل الدولية وان شاء الله خلال شهر ونصف أو شهر ونصف أو شهرين سنسمع نتائج التحكيم.
* صوت أمريكا: وفيما يتعلق بعدم التوصل إلى حل مرضٍ مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية؟
الرئيــس: في حالة عدم الوصول إلى وفاق ممكن أننا نلجأ إلى التحكيم بين الطرفين وهذا ما نصت عليه معاهدة الطائف ومذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين.
* صوت أمريكا: وعن الزيارات المتبادلة لوزيري الخارجية اليمني والسعودي التي تمت مؤخراً وهل تشكل بداية لحل نهائي لقضية الخلاف الحدودي؟
الرئيــس: نحن نعتقد إن محضر الاجتماع الذي وقع بين وزيري خارجية البلدين يمثل بداية جيدة لأنه ييسر التفاهم على المستوى الرسمي وعبر قنوات التواصل بين وزارتي الخارجية في البلدين، وهذه بداية جديدة، لأنه كان التواصل في السابق يتم خارج الأطر الدبلوماسية والقنوات الرئيسية التي هي الخارجية اليمنية والخارجية السعودية. ونحن نعتبرها بداية جديدة في التعامل إن نتعامل مع الخارجية السعودية وتتعامل الخارجية السعودية مع الخارجية اليمنية.
* صوت أمريكا: وماذا حول العلاقات اليمنية، الخليجية؟
الرئيــس: ليس صحيحاً إن اليمن وقف إلى جانب العراق. كان اليمن مع أشقائه في الوطن العربي ضد التواجد الأجنبي، أما فيما يتعلق بدخول العراق إلى الكويت فهذا كان محل استنكار من اليمن وكانت اليمن مع الإجماع العربي والدولي ولكن اخذ علينا أننا وقفنا إلى جانب العراق وهذا كلام غير صحيح.
أما فيما يتعلق بالعلاقات اليمنية الأمريكية بالفعل حصل فتور في العلاقات اليمنية الأمريكية وهو نتيجة لقرار الحرب الذي تبنته الولايات المتحدة الأمريكية وكانت عرضت علينا التصويت مع قرار الحرب ولكننا رفضنا هذا الآمر. أننا دولة كنا نبحث عن الحلول السلمية ولسنا مع قرارات الحرب. إن الأشقاء في الخليج قد تفهموا موقف اليمن في الآونة الأخيرة، وان اليمن لم يكن منحازاً إلى جانب العراق وساد تفهم كامل من قبل الأشقاء في دول الخليج لموقف اليمن.
* صوت أمريكا: وفيما يتعلق بالمراحل التي مرت بها اليمن خلال العشرين عاماً منذ توليك قيادة البلاد؟
الرئيـــس: إن هناك محطات كثيرة أهمها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 199م والتي تعد أهم الإنجازات بالإضافة إلى عدد آخر من المنجزات أبرزها التعددية الحزبية والديمقراطية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان واستخراج النفط والغاز وإعادة بناء سد مأرب بالإضافة إلى تحقيق نهضة تعليمية كبيرة وإيصال معظم الخدمات إلى كافة المواطنين من المياه النقية وشق الطرقات وبناء الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية والتقنية.
* صوت أمريكا: وفيما يتعلق بخوض الأخ الرئيس أول انتخابات رئاسية ستجرى في شهر أكتوبر من العام القادم؟
الرئيـــس: إن هذا سابق لأوانه ونحن ألان بصدد الإعداد للانتخابات الرئاسية وان شاء الله تكون هذه الانتخابات مباشرة كونها أول انتخابات رئاسية تجرى في اليمن.
* صوت أمريكا: وفيما يتعلق بالتوفيق بين النظام الديمقراطي العصري والنظام القبلي؟
الرئيـــس: حقيقة كل الأمة العربية قبائل ولكن الدولة هي المهيمنة وهي السلطة رغم وجود الكيانات القبلية.. فالقبائل جزء من الدولة والدولة هي اليد العليا في المجتمع اليمني.. ومهما كانت هناك كيانات قبلية إلا أنها غير مذهبية وهذا أهم شيء لأنه إذا كان يرافق التكتل القبلي والعشائري جانب مذهبي كان سيكون هناك خطورة.. إن التجمعات القبلية رغم وجودها إلا أنها لا تؤثر في القرار السياسي.
وان إشاعة الديمقراطية في البلاد قد جعل الناس يتأقلمون ويتعاملون مع النظام الجديد ومع الديمقراطية ويتكتلون في أحزاب طبقاً للدستور الذي نص على حق اليمنيين إن ينظموا أنفسهم في نقابات أو اتحادات أو أحزاب سياسية. نحن قطعنا شوطاً كبيراً منذ عام 90م بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في إطار التعددية السياسية وبدأت تضيق القبلية إلى حد كبير.
* صوت أمريكا: وفيما يتعلق بإغلاق ملف الشمال والجنوب خاصة بعد مرور ثمانية سنوات على قيام الوحدة اليمنية؟
الرئيـــس: سيظل الشمال وسيظل الجنوب وسيظل الشرق والغرب ولا نقدر إن نقول لا يوجد شمال أو جنوب، ففي أمريكا ما يزال يتم الحديث فيها عن شمال أمريكي وجنوب أمريكي وخوضها حرباً استمرت سنين حتى توحدت. وبالنسبة لنا أغلق ملف التشطير.. أغلق ملف كيانين دوليين معترف بهما في الخارج وأصبح هذا ملفاً مغلقاً وأصبح اسم الجمهورية اليمنية ككيان دولي واحداً أما مسالة انه ستظل المسميات شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً فهذا طبيعي.
* صوت أمريكا: وعن مصير المتهمين بالانفصال عام 94م وإمكانية صدور عفو عنهم؟
الرئيـــس: لا توجد نية لإصدار عفو عن المحكوم عليهم والقضاء قال كلمته وانتهينا عند القضاء، لكن بقية الفارين من حقهم إن يعودوا طبقاً لقرار العفو العام في أي وقت لكن المحكوم عليهم فالحكم واضح، وهناك ناس حكم عليهم بالإعدام وآخرون حكم عليهم بالسجن مع وقف التنفيذ، وعندما جاءت الأحكام ضد الانفصاليين بالسجن مع وقف التنفيذ المفروض أنهم يبادرون ليعودوا إلى الوطن.
* صوت أمريكا: وحول الفوز الكبير للمؤتمر الشعبي العام في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟
الرئيـــس: هذا آمر طبيعي إن يحقق المؤتمر الشعبي العام هذا الفوز وليس بغريب لأنه الحزب الرئيسي في الساحة اليمنية وهو الذي ناضل طويلاً من اجل استعادة وحدة اليمن وتم تحقيق الكثيرة من المنجزات الداخلية والخارجية على يديه.
* صوت أمريكا: وفيما يتعلق بتطوير اقتصاد اليمن في ظل الموارد المحدودة؟
الرئيـــس: إن الصادرات اليمنية محدودة وتتمثل بكمية من النقط المتواضع ولكن الآمال معلقة على تصدير وتسويق الغاز الذي يتم الرهان عليه بالإضافة إلى إقامة الحواجز والسدود المائية للتنمية الزراعية والتي تعتبر من المصادر الرئيسية الاقتصادية اليمنية وذلك لن يتحقق إلا في إطار ما تتبناه الحكومة من مشاريع لحجز مياه الأمطار وإقامة السدود وقنوات الري بحيث يتم الاستفادة الكاملة من مياه الأمطار وكذا تطوير الصناعة المحلية والصناعة التحويلية. ونطمح في صناعات متطورة وثقيلة وهذا ما ندعم من اجله، بالإضافة إلى تحقيق تنمية سياحية وتطويرها وإقامة المنطقة الحرة بعدن.
والجمهورية اليمنية تعاني من انفجار سكاني كبير حيث يبلغ تعداد اليمن 18 مليون نسمة الآمر الذي يحتم خلق وعي عام لدى المواطنين بحسن تربية أبنائهم والحد من النسل بطريقة وطنية وشرعية وليس بطريقة الفهم الخطأ ولكن في إطار تنظيم يتم فيه حسن تربية الأولاد التربية الفاضلة والحسنة.