مقابلة الأخ رئيس الجمهورية مع قناة (الجزيرة) الفضائية في برنامجها الأسبوعي بلا حدود
الجزيرة: فخامة الرئيس مرحباً بك.
الرئيس: يا مرحبا.
الجزيرة: أشكرك بداية على أنك آثرتنا بهذا الحوار رغم عشرات الدعوات من المحطات العالمية لإجراء حوار معك في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها اليمن والتي تمر بها المنطقة العربية.. أبدأ معك من قمة شرم الشيخ التي انتهت بالأمس بتحقيق مطالب إسرائيل كما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي في نهايتها.. ما هو رأيك في قمة شرم الشيخ ونتائجها؟
الرئيس: أنا سعيد أن أتحدث للمشاهد اليمني والعربي والإسلامي وللإنسانية جمعاء حول ما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من صلف صهيوني ومن حرب إبادة، ومؤتمر قمة شرم الشيخ ليس هناك شيء جديد وهذا كان متوقعاً.. هو تهدئة للانتفاضة، وخذلان للحماس العربي والإسلامي وتحذير.. لم يأتِ بشيء جديد.. كنا نتوقع من قمة شرم الشيخ أن تعلن فيها الدولة الفلسطينية خاصة في ظل وجود الرئيس الأمريكي بيل كلينتون راعي النظام الدولي الجديد.. راعي عملية السلام ومع وجود الأمين العام للأمم المتحدة ومع وجود ممثل للاتحاد الأوروبي.. كان المفروض أن تعلن فيها هذه الدولة ويعترف بها على التو، هذا الذي كنا نتوقع من قمة شرم الشيخ، وبالتالي يتحقق السلام ويأتي السلام، أو يأتي ما كنا ندعو إليه من وقف عملية التطبيع مع إسرائيل وسحب السفراء وفتح الحدود.. ولا يزال موقفنا هو نفس الموقف إذا لم تقم الدولة الفلسطينية ويُعترف بها وتأتي قوات دولية لحماية المواطنين العزل من هذا الصلف الصهيوني، ونحن نؤكد مرة أخرى أنه لابد من فتح الحدود مع الكيان الإسرائيلي.
الجزيرة: من أي الطرق؟
الرئيس: من كل دولة عربية يوجد لها حدود مع إسرائيل.
الجزيرة: أنت تعلم أن الدولة الأساسية التي وقعت اتفاقات مع إسرائيل وهي مصر والأردن تقضي هذه الاتفاقات بحماية أمن إسرائيل من قبل حدود هذه الدول.. معنى ذلك إلغاء اتفاقية كامب ديفيد ووادي عربة؟
الرئيس: أنا أفهم من الاتفاقية أنها هناك قيود علينا وعلى هذه الدول، لكن نحن نقول ليس فتح الحدود لتحريك الآليات العسكرية وإنما لتزويد المواطن الفلسطيني بالسلاح للدفاع عن النفس وأكرر للدفاع عن النفس.. أنا لم أدعُ إلى حرب رغم أنه تم تشويه ما قلته لتليفزيون أبو ظبي وبشكل متعمد.. أنا لم أدعُ إلى حرب ولست من دُعاة الحرب، وأنا أعرف أبعاد الحرب وبلدي هذا البلد العربي الذي يقع جنوب الجزيرة ظل يخوض الحرب منذ أكثر من ثماني وثلاثين سنة.. حروب داخلية ومؤامرات داخلية على الثورة وعلى الوحدة، ومع ذلك نحن نعرف ما هو ثمن الحرب ونعرف ما هي تبعات الحرب.
الجزيرة: يعني أنت لم تغير تصريحاتك كما نشرت وسائل الإعلام ولازلت؟
الرئيس: على الإطلاق وأدعو الأمة العربية مواطنين وحكاماًَ ومأمورين ومسؤولين إلى تزويد الشعب العربي الفلسطيني بالمال وليس بالإدانة والشجب فحسب.
الجزيرة: والسلاح؟
الرئيس: والسلاح ليدافع عن نفسه.. وهذا حق مشروع وطبيعي أن يدافع هذا الشعب عن نفسه.
الجزيرة: أنت على مستوى دولتك الآن.. وأنت رئيس دولة؟
الرئيس: نعم لتزويد الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح.. إذا فُتح لنا مجال لتزويدهم بالمقاتلين وبالمال والسلاح.. إذا فُتح لنا مجال أو حدود مع إسرائيل.
الجزيرة: مقاتلون من الجيش اليمني يقاتلون إلى جوارهم؟
الرئيس: ليس من الجيش بل من الشعب اليمني.
الجزيرة: يعني هذا إعلان الحرب لأنك الآن خرجت من إطار دعوة الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم إلى تشجيع اليمنيين على القتال إلى جوارهم؟
الرئيس: إلى تشجيع المواطن العربي والمسلم للدفاع عن المقدسات التي يدنسها الصلف الصهيوني.. يعني كم حسر كل عربي ومسلم عندما رأى آرييل شارون بأقدامه يدنس الأراضي المقدسة.. المفروض في مواجهة هذا يجب أن نُعلن حرباً وليس فتح الحدود وإرسال المقاتلين والمال إلى الشعب الفلسطيني ليدافع عن نفسه لأن هذا أقل ما يمكن.
الجزيرة: سيادة الرئيس.. هناك انتقادات كثيرة وجهت إلى هذه الدعوة التي تدعوها الآن والتي تصر عليها وتؤكدها لا سيما من الجانب المصري وأعتبر هذا فرقعة إعلامية ومزايدة لأن الوضع العربي الراهن لا يحتمل مثل هذه الدعوات؟
الرئيس: أنا أولاً لا أرد على من يتهمني أو من يتكلم مثل هذا الكلام سواء كان إعلامياً أو زعيماَ.. أنا أربأ بنفسي أن أتكلم في هذا الجانب لأن هذا هو ما يريده الكيان الصهيوني.. هذا الكيان يريد أن يدخل العرب في مهاترات إعلامية وفي صراع ليبعدنا عن ما يقوم به في الأراضي العربية المحتلة من صلف وحرب إبادة ضد الأطفال والنساء والشيوخ، وما يقوم به من حصار فهو يحاصر الشعب العربي الفلسطيني.. يعني أي سلام يتحدثون عنه!!.. السلام الذي نعنيه هو السلام للجميع وليس السلام بمعنى أننا نشكل طوقاً أمنياً لحماية النظام الإسرائيلي.
الجزيرة: الاتفاقات هي التي وضعت العمل بهذا الإطار؟
الرئيس: طيب إذا كان لكل زمان دولة ورجال.. هل الزمان زمان أنور السادات!
الجزيرة: هل العرب الآن في وضع يستطيعون فيه أن يواجهوا إسرائيل؟
الرئيس: نعم.. نعم مثلما واجههم حزب الله في جنوب لبنان.. فقد واجه الكيان الصهيوني على مدى خمسة وعشرين عاماً.
الجزيرة: ما هي المقومات التي تمتلكونها كدولة عربية، وأنت زعيم عربي لمقاومة إسرائيل؟
الرئيس: نعم.. نملك كل شيء.. نحن نملك إمكانيات.. نحن لدينا ثروة وهم الرجال.. أنا أستطيع أرسل مقاتلين مزودين بأسلحتهم ليس بالمئات إنما بالآلاف، وذلك دفاعاً عن المقدسات ودعماً للشعب العربي الفلسطيني وإلا فما معنى العروبة، وما معنى الإسلام؟
الجزيرة: أصبحت كلها مصطلحات.. الواقع العربي الآن كما يقولون لا يتحملها؟
الرئيس: هذا ليس صحيحاً.. الإسرائيليون زرعوا الخوف في قلوبنا، وجعلوا من إسرائيل (بعبعاً) كبيراً جداً.. أنا لا أعتقد ذلك.. الإسرائيليون بشر مثل كل البشر، عندهم مفاعل نووي صحيح.. هل سيقوم بضرب الأمة العربية بالسلاح النووي.. طيب لماذا لم يضربوا جنوب لبنان؟.. لماذا لم يضربوا حزب الله الذي أخرجهم من جنوب لبنان.. حزب الله مجموعة بسيطة جداً، ونحن عندنا مقاتلون في الأراضي العربية المحتلة هم أبناء الشعب الفلسطيني.. فقط يمكن تزويدهم بالمال والسلاح وهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم وليسوا بحاجة لمقاتلين.
الجزيرة: هل تعتقد إن إسرائيل الآن تمر بوضع ضعيف في رأيك؟
الرئيس: نعم.. نعم مهزومة، وهذا الصلف يدل على الهزيمة وليس لأنها منتصرة.. كذب عندما يقول إيهود باراك إن إسرائيل لا تقهر.. لقد قهرت في جنوب لبنان، والآن مقهورة بثورة الحجارة.. نعم مقهورة.
الجزيرة: سيادة الرئيس.. هل تعتبر قمة شرم الشيخ بالمعايير السياسية، وكما أشرت الآن تعتبر قمة فاشلة؟
الرئيس: أنا أقول ماخرجت به من قرارات شيء جيد.. لكن إسرائيل لن تقبل بها ولن تنفذها على الإطلاق، وأكبر دليل على ذلك اتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والاتفاقيات المبرمة بينها وبين السلطة الوطنية الفلسطينية.. مثل اتفاقات أوسلو، فإسرائيل لم تنفذها.. من الذي يتنصل عن الاتفاقات؟ من الذي يضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية؟.. إنها إسرائيل.
الجزيرة: قبل ثلاثة أيام علمت أن البيان الختامي للقمة قد وزع على الدول وعلى الرؤساء في الوقت الذي من المفترض أن تتم فيه القمة يوم السبت القادم.. حتى أني حصلت على نسخة من البيان واطلعت عليها، والرئيس القذافي أمس الأول في قناة (الجزيرة) تحدث عن بعض الأشياء.. ما فائدة القمة إذا كان بيانها الختامي قد أعد بهذه الصورة ولم يتضمن أي شيء يحقق مطالب الشعوب العربية؟
الرئيس: هذا مش جديد علينا أن يُعد البيان الختامي.. أولاً أنا أختلف مع كلمة بيان لا أقبل أن يكون بياناًَ.. أريد أن تكون هناك قرارات وليس بياناً ختامياَ.. نحن تعودنا في الوطن العربي على البيانات الختامية التي تكون مُعدة مسبقاً.. وأنا أتذكر مؤتمر القمة القاهرة عام 1990م عندما غزا العراق الكويت كانت القرارات مُعدة وجاهزة.
الجزيرة: من أين كانت تأتي؟
الرئيس: دخلنا قاعة الاجتماعات والقرارات جاهزة.
الجزيرة: الأصل الإنجليزي أو العربي؟
الرئيس: أنا.. والله.. لم أر نصاً عربياً أو إنجليزياً بل سمعت أن هناك قرارات.
الجزيرة: يعني هناك أيضاً بعض الإشاعات التي تشير إلى أن شرم الشيخ تعرضت للقمة العربية القادمة بشكل سري وجولة أولبرايت الأخيرة هي للضغط على ألا يكون هناك أي قرارات وإنما مجرد بيان للتهدئة تماماً مثل بيان شرم الشيخ
الرئيس: أنا اتصلت بي السيدة أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية أمس بعد العصر وأطلعتني على نتائج قمة شرم الشيخ وتحدثت معها بالمفتوح.. قلت لها كنت أتمنى بوجود الرئيس بيل كلينتون ووجود الأمين العام للأمم المتحدة.. ووجود هذا التجمع في شرم الشيخ أن يكون هناك إعلان قيام الدولة الفلسطينية والاعتراف بها ومحاكمة جنرالات الحرب في إسرائيل.. محاكمة ارييل شارون الذي أثار مشاعر العالم.. لأن المقدسات هي مقدسات إسلامية ومسيحية ويهودية، وهو أثار مشاعر العالم.. أن يدخل بألفي جندي ليثير هذا السخط.. معنى هذا أنه يريد فتنة، هو الذي أراد الفتنة وتحدثت مع أولبرايت وأطلعتني على نتائج قمة شرم الشيخ، وقالت نحن بحاجة إلى التعاون.. وياسر عرفات بحاجة إلى مساعدة.. وقالت إن رئيس وزراء إسرائيل يعاني صعوبة، فقلت لها أنا أستطيع أقول لك إننا نتعاون معكم كولايات متحدة أمريكية، لكن أنا لا أستطيع أن أغير من موقفي ومن خطابي للمواطن العربي.
الجزيرة: خطابك هذا سوف تقوله في القمة العربية؟
الرئيس: أكيد أكثر من هذا.
الجزيرة: وما حقيقة أنك لن تحضر القمة إلا بعد حصولك على اعتذار من الرئيس المصري بسبب انتقاده لك؟
الرئيس: أنا أولاً سأحضر القمة وأنا ممن يدعون للقمة.. والقمة أصبحت ضرورة، ونحن تقدمنا بآلية لانتظام أعمال القمة وسأحضر هذه القمة.
الجزيرة: ما طبيعة الآلية التي تقدمت بها اليمن؟
الرئيس: موجودة في الجامعة العربية، وأقرت تقريباً من وزراء الخارجية ومرفوعة للقادة وذلك لانتظام أعمال القمة.
الجزيرة: بشكل سنوي؟
الرئيس: بشكل سنوي ودوري على الطريقة الموجودة الآن في منظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأوروبي وكل التجمعات الإقليمية.. مثل مجلس التعاون الخليجي.. وكثير من التجمعات الدولية المماثلة.
الجزيرة: هل نسقت مع الرؤساء أو الزعماء الآخرين بحيث يكون لكم خطاب واحد وتحقق ما تدعو إليه الآن ويؤيدك فيه آخرون؟
الرئيس: أنا متأكد أن هذا شعور كل الناس في القيادات العربية.
الجزيرة: لكن الآخرين لم يظهروا ذلك، ويبدو أن الضغوط الأمريكية تلعب دوراً كبيراً في إجبارهم على عدم تبني مثل هذه المواقف التي تتبناها أنت الآن؟
الرئيس: حقيقة أن أمريكا دولة كبيرة وعظيمة ..ومزودة بأحدث التكنولوجيا، ولكن الأمريكان بشر مثل البشر، ونحن يجب أن يكون لنا سيادة على أرضنا وكرامتنا، ويجب أن نقول رأينا.. نحن لسنا موظفين عند أحد.. نحن لا تحمينا أمريكا على كراسي السلطة ولا نحاط بالمارينز الأمريكي .
الجزيرة: سنأتي إلى هذا بالتفصيل في ظل ما يشاع الآن عن أن عدن قد تحولت إلى قاعدة أمريكية، وأن الأمريكان يحتلونها تقريباً وينتشرون فيها بشكل كبير؟
الرئيس: هذه دعايات وترهات مشبوهة، أو دعايات مضادة.. وهناك قوى غير قادرة على أن تحل مشاكل شعوبها أو تحل مشاكل نفسها تردد مثل هذه الترهات ولا يجوز أن أرد عليها .
الجزيرة: لقد بدءوا احتلال عدن سيادة الرئيس؟
الرئيس: أولاً هذه عدن أرض محرم أن تطأ فيها قدم لأجنبي محتل أو غاز.. ولكن عندنا أمريكان جاءوا لإنقاذ سفينتهم وليس استعماراً ومحتلون.. هذا جاء لإنقاذ السفينة.. عندي مائتان وعشرون أمريكياً مظللين فقط وسبع سفن.. سبع سفن في البحر منها واحدة غواصة وواحدة حاملة طائرات عمودية هيلوكبتر تقوم بتزويد ونقل الجرحى والمؤن الغذائية إلى هذه السفينة الموجودة في الشاطئ.
الجزيرة: لكن هم بدأوا باحتلال فندق عدن.. الآن يحتلون ثلاثة طوابق فيه وأنا أقيم في الفندق؟
الرئيس: نحن نستضيف مائتين وعشرين منهم عندنا.. والاحتلال مسألة صعبة.. هم غير راضين يأتون عندنا.. نحن نرحب بهم.
الجزيرة: يعني ترحبون بهم؟
الرئيس: ضيوفاً يأتون ليصلحوا سفينتهم.. عندهم مائتان وعشرين.. جاءوا لإصلاح السفينة، يمكن يغادرون خلال يومين، أو ثلاثة، أو أسبوع بالكثير كما أفهم.
الجزيرة: هناك تقارير تتحدث عن أن الأمريكان حينما وقع حادث السفينة كول أرادوا أن يفعلوا في اليمن ما فعلوه في نيروبي ودار السلام.. أي أنهم جاءوا بقوات إلى اليمن بشكل مكثف وجاءوا يدخلون ووصلوا أثناء مرحلة الدخول في مواجهات معكم؟
الرئيس: اليمن ليست نيروبي.. هذه اسمها اليمن.. اليمن مقبرة للغزاة.
الجزيرة: حتى للأمريكان؟
الرئيس: لمن يغزيها.. هي مقبرة، وهذا معروف تاريخياً.. اليمن ليست نيروبي.. ليست بنما.. نحن نرحب بهم بقرار منا.. قرار سياسي.. قلنا نرحب بكم، تعالوا أنقذوا سفينتكم على بركة الله أصلحوها ونحن نتعاون معكم.. وعندهم مخابرات جاءوا لأخذ العينات لكشف الجريمة.. نحن اكتشفنا الجريمة واكتشفنا الجناة.. ليس هم الذين اكتشفوها.. وتعالوا خذوا هذه العينات.. نتعاون في المعامل مع بعض، والناس الذين دبروا الجريمة وفجروا السفينة نحن من عثر على أماكن سكنهم.
الجزيرة: نأتي إلى هذا بالتفصيل سيادة الرئيس، ولكن الآن الأمريكان جاءوا بمعدات ثقيلة هنا أدخلوها إلى اليمن دبابات ومدرعات؟
الرئيس: لا.. ليس صحيحاً.
الجزيرة: حاولوا أن يدخلوها من المطار، وأنتم رفضتم؟
الرئيس: لا.. ليس صحيحاً، جاءوا بسيارتين أو ثلاث سيارات وورش عمل لإصلاح السفينة.
الجزيرة: لكن خطة معدة مسبقاًًَ من الأمريكان لتوقع حدوث أي شيء في اليمن ومن ثم ينزلون إلى عدن ويحتلونها.
الرئيس: أولاً عدن مفتوحة والذي يريد أن يحتلها يتفضل.. عدن ليست بنما.. هذه اسمها اليمن.
الجزيرة: من أين جاءت القوات الأمريكية؟
الرئيس: والله ما أعرف من أين جاءت لكن حين طلبوا منا الإذن أعطيناهم الإذن.. السفن الموجودة الآن في البحر تحت إمرة البحرية اليمنية.. حددت أماكن تواجدها والنقاط التي تتواجد فيها.
الجزيرة: يعني أنتم الذين تحددون ذلك؟
الرئيس: نعم.. نعم.
الجزيرة: لكن كيف وهم يتحركون.. يقال إنهم يتحركون رغماً عن اليمنيين ويرفضون دخول اليمنيين إلى المناطق التي يتواجدون فيها؟
الرئيس: هذا غير صحيح، فهم موجودون في عرض البحر بناء على قرار من القاعدة البحرية اليمنية.
الجزيرة: اليمنية؟
الرئيس: نعم اليمنية.. ولا تتحرك أي طائرة عمودية.. تطير من حاملة الطائرات إلا بإذن من الجهات اليمنية التي تحدد لهم ارتفاعاً معيناً وفي زاوية ومسافة معينة بقرار من الدفاع الجوي.
الجزيرة: الولايات المتحدة الأمريكية هددت عدة مرات بالرد على الهجوم الذي استهدف المدمرة الأمريكية كول.. هل يعني ذلك أن هناك إمكانية لكي تقوم الولايات المتحدة بعمل ضد القبائل اليمنية أو بعض المناطق في اليمن مثل ما فعلت في أفغانستان والسودان من قبل؟
الرئيس: هذا غير صحيح وغير ممكن، وقد سمعت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي أنه سيتابع الجناة، ولكن اليمن لا يوجد على أراضيها أي من هذه القوى، ولكن توجد عناصر متطرفة هنا وهناك.. وفي أكثر من بلد، لكن لا توجد لها معسكرات أو أماكن تجمع، وهم مجموعة أفراد عادوا من أفغانستان كما عادوا إلى كل الأقطار العربية.. مثل مصر والسودان وسوريا والأردن والسعودية.. عدد من المجاهدين الأفغان الذين جُندوا في ذلك الوقت.. جندتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وذهبوا للجهاد تحت راية ودعم أمريكي لمقارعة الشيوعية في أفغانستان، وبعدما انتهت الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتي وانتهت المنظومة الاشتراكية وتنكروا لما يسمى بالمجاهدين الذين كانوا يدعمونهم فتحولوا إلى أعمال عنف في كثير من الأقطار العربية كان من ضمنها اليمن عام 1990م.. كان عندنا كثير من العرب الأفغان وعندما دخلنا في مشاكل الأزمة ومشاكل الوحدة لم نكن فارغين لقضيتهم، ولكن بعدما انتهينا من حرب صيف 1994م وترسخت الوحدة وانتهى أثر التشطير والحرب استطعنا أن نرحل كل هذه الفصائل.. وبقي عندنا بعض أشخاص يمنيين أو أفراد عشرات.. ما يزيدون على عشرين إلى ثلاثين أو أربعين إلى خمسين.. موزعين ونعرف أين مقارهم.. أما أمريكا فلا تستطيع تحديد موقعهم.. نحن أجهزتنا هي التي تحدد، أجهزة الأمن هي التي تتابعهم.. واستطاعت أجهزة الأمن أن تكشف أماكن الجناة الذين دبروا جريمة تفجير الباخرة.. وما قلت في أول تصريح لي وفي أول لقاء لي كان بسبب ما رأيت من حجم الدمار في المدمرة.
الجزيرة: ما الذي دفعك إلى أنك في البداية رفضت أن تدين؟
الرئيس: أولاً.. حجم الدمار في السفينة فهو كبير جداًًً.
الجزيرة: أوصف لنا حجم الدمار؟
الرئيس: حوالي 9 أمتار في 6.. طول تسعة في ستة عرض.
الجزيرة: كم العمق إلى الداخل؟
الرئيس: الجسم الخارجي راح.
الجزيرة: هل حقيقة أن المدمرة من الداخل قد انصهرت بشكل كبير للغاية؟
الرئيس: أنا ما دخلت السفينة.. أنا شفتها من الخارج.. كانت الفتحة كبيرة بطول حوالي 9 أمتار في عرض 6.. شفت هذا على التو بعدما جاء الخبر.. أما القول بأنه قارب مطاط نحن ما عندنا قوارب مطاطية.. أنا قلت عندما شاهدت ذلك أن ذلك القارب لا يمكن أن يعمل هذا الدمار كله في هذه السفينة.. كم حجم العبوة؟.. ربما لا يكون بفعل فاعل.
الجزيرة: ترد بشكل أوتوماتيكي على أي هجوم؟
الرئيس: قلت ربما أنه حصل انفجار في داخل السفينة.. بعد ذلك تحركت أجهزة الأمن وتابعت الموضوع فاستطعنا أن نكشف السيارة التي أتت بالقارب والونش الذي أنزل القارب واستطعنا أن نكشف البيت الذي يسكنه هؤلاء المجرمون.
الجزيرة: كم عددهم؟
الرئيس: اثنان.
الجزيرة: تأكدتم أنهما اثنان؟
الرئيس: من خلال شهود العيان.. أتضح لنا أنهما اثنان أحدهما من صورته عنده لحية ونظارة.. هذا الذي أتضح لنا.. لكن الشخص الثاني لم يتضح لنا بعد.. والسؤال هل هما من جنسية يمنية استمارتيهما من حضرموت (أوكيه) البطاقة الشخصية مقطوعة من محافظة لحج، والقارب أتوا به من الحديدة.. المحرك من عدن.. العملية مدبرة ليست بنت وقتها.
الجزيرة: يعني معدة من مدة طويلة؟
الرئيس: يبدو معدة على هذا الأساس!
الجزيرة: ما هي في تصورك المدة التي يمكن لمنفذي هذه العملية قد قضوها في عملية الإعداد؟
الرئيس: والله.. أنا غير فني حتى أستطيع توضيح ذلك.
الجزيرة: عندك جهاز أمن قوي؟
الرئيس: الأمن مازال في صدد البحث عن هذا الموضوع.
الجزيرة: كم المدة التي تمت؟
الرئيس: شهرين تقريباً.. المعلومات تقول إن لهم شهرين في هذا البيت.
الجزيرة: هناك إشاعات أنهما سعوديان.. انتشرت أمس؟
الرئيس: هذا الكلام إشاعة.. يبدو أن أحد الشهود حكم على ذلك من خلال اللهجة.. طبعاً اللهجة سعودية.
الجزيرة: معنى ذلك أنهم عرب؟
الرئيس: أكيد لازم يكونون عرباً.. ويقال إنهما صليا وأن الشاهد رآهما عندما صلّيا.. هذا حكي شهود عيان.
الجزيرة: صليا قبل الحادث أم صليا بعد؟
الرئيس: تقريباً.. (مش عارف) صليا قبل الحادث أم بعد الحادث، لكن الشهود هكذا يقولون.
الجزيرة: لأنه بعده انتهوا؟
الرئيس: عندنا يمنيون أكثر من سبعمائة ألف في السعودية.. أكيد ربما شكوا في لهجتهم وقد يكونون يمنيين.. لا يستبعد قد يكونون عرباً آخرين ليست مشكلة.. أهم شيء أننا استطعنا نكتشف العملية خلال حوالي 35-36 ساعة.. هذا شيء جميل أن أجهزتنا في هذه البلاد الفقيرة استطاعت اكتشاف ذلك.
الجزيرة: لأن جهازك الأمني ليس متخلفاً؟
الرئيس: عندنا أكثر من قضية حدثت في اليمن في عام 1991م.. اختطاف الأجانب وتفجير أنبوب النفط.. هذه القضايا كلها مضبوطة، ليس لدينا قضية راحت مننا.. عندنا قضية واحدة صاحبها نتابعه حتى الآن، وهو الذي قتل النرويجي أما بقية القضايا كلها فأمام المحاكم.
الجزيرة: معنى ذلك أن جهازك الأمني قوي؟
الرئيس: أجهزة الأمن، وأيضاً التعاون الأكبر يأتي من الشعب اليمني.
الجزيرة: يعني ليس بالاعتراف والتعذيب كما يحدث في البلدان الأخرى؟
الرئيس: نحن بلد ديمقراطي لا يمارس مثل هذه الممارسات.. ذلك يحدث في بلدان غير ديمقراطية تستخدم التعذيب والجلد والضرب.
الجزيرة: فيه بلدان أخرى يكتشفون الفاعلين خلال 24 ساعة ويعترفون؟
الرئيس: تجاوب الشعب هو الذي يساعد جهاز الاستخبارات، فالمواطن الذي بلغ عمره 12 سنة.. قال إنه شاهد واحداً بسيارة، وجاءت السيارة إلى هذا المكان وسحب من على ظهر السيارة قارباً وراح في الغوص.
الجزيرة: سيادة الرئيس هل تعتقد أن عملاً ضخماً بهذه الدقة الذي نفذ هو عمل فردي أم أنه يمكن أن تكون وراءه دول أو أجهزة استخبارات أخرى؟
الرئيس: لكل حدث حديث.. خلينا نتابع ولا نستطيع أن نحكم إن كان عملاً فردياً أم غيره.
الجزيرة: من خلال التدبير هل يستطيع فرد أو فردان؟
الرئيس: أنا أعتقد أن هذه عملية مدبرة وتحتاج إلى صبر من جانبنا، ومن جانب الأمريكان.. نحن استطعنا أن نكشف الأوليات وسنكشف ما تبقى.. من الذي وراء ذلك.. هل هي دول؟.. هل هي منظمات؟.. هل هي أحزاب؟.. هل هي قوى خارجية؟
الجزيرة: أنا أريد أن أسألك عن نوعية المادة المستخدمة؟
الرئيس: الأمريكان يقولون إن العثور على نوع من البودرة التي فجرت السفينة هي بودرة لا توجد إلا في إسرائيل وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي بعض دول إسلامية وعربية.. لا أريد أن أذكر أسماءها.. هذا كلام الأمريكان.
الجزيرة: على تأكيدات الأمريكان، هم دائماً يعلقون الشماعة على دولتين ويتهمونهما، هما إيران وليبيا.. هل هما الدولتان المقصودتان أم لا؟
الرئيس: لا أعرف، هم قالوا لنا كذا.. لكن لم يسموا.
الجزيرة: لكن الآن إسرائيل والولايات المتحدة فقط؟
الرئيس: لماذا لا تكون إسرائيل.. أنها تعرف أن اليمن من الدول المتحمسة والدولة العربية التي مشاعرها مثارة عربياً.
الجزيرة: هذا الذي أريد أن أقوله.. لماذا لا توجه أصابع الاتهام إلى إسرائيل؟
الرئيس: بالضبط.. هذا الكلام، لأن اليمن موطن العرب الأول.. ويشعرون أنه عندما يتكلم لا يتكلم من فراغ.. عنده غيرة وحماس.. تحاول أن تعمل تصدعاً في العلاقات اليمنية– الأمريكية.. إسرائيل عملاؤها موجودون في كل مكان، والأمريكان كما سمعت أن عندهم إنذاراً مبكراً، وأنهم سوف يواجهون مشاكل في كثير من البلدان العربية.
الجزيرة: أنت تتهم إسرائيل بأنه يمكن أن تكون وراء الحادث؟
الرئيس: أنا لا أتهم.. قد يكون مواطناً يمنياً أو حزباً، وهذا مُدان.. سنتابعه ومن وراء.. وقد يكون عربياً أو إسرائيلياً، وقد يكون أجنبياً.. سنتابعه لأن هذه الجريمة لن تذهب سدى.
الجزيرة: المعلومات التي تخرج عن هذا الحادث أن الأمريكان هم الذين ينشرونها، وهناك مؤتمر صحفي يومي تعقده هنا في عدن السفيرة الأمريكية.. أين أنتم؟.. لماذا لا تعلنون أنتم هذه الأشياء في الوقت الذي تؤكد فيه الآن أن جهازكم الأمني هو الذي توصل إلى هذه الحقائق وليس الأمريكان؟
الرئيس: الأمريكان جالسون في الفندق يتلقون ما يأتيهم من جهاز الأمن.. من جهاز أمن الدولة.
الجزيرة: لكن كلام الأمريكان عندكم يتسم بالاستفزاز والانتهاك لسيادة اليمن؟
الرئيس: هذا غير صحيح.. أولاً، نحن على تفاهم مطلق مع الأمريكان ولا توجد أي مشكلة ولا استفزاز في إطار ما تحدده لهم السياسة اليمنية من خلال أجهزة الأمن.. ما عندنا أي مشكلة، لكن هناك من يريد أن يخلق مشكلة بيننا وبين الأمريكان.. ما فيه شك.. لكن هذا بعيد ولن يحصل.
الجزيرة: من تلك الأطراف؟
الرئيس: هناك الكثير من الأنظمة يعتقدون أن الأمريكان لا يستطيعون أن يتعاملوا مع اليمن إلا عبرهم وأنهم الأولى بالأمريكان.
الجزيرة: أطراف عربية؟
الرئيس: أطراف عربية، إقليمية، دولية.. شغلات كبيرة.
الجزيرة: حينما وقع حادث انفجار نيروبي ودار السلام نزلت قوات المارينز الأمريكية إلى كلتا العاصمتين وباشرت هي التحقيق.. وكانت الدولتين مرتع الولايات المتحدة أو جزء منها؟
الرئيس: هذا انتهاك للسيادة.
الجزيرة: الآن يقال إن نفس الوضع يحدث هنا في اليمن؟
الرئيس: لا.. لا.. هذا بعيد.. هذا ليس صحيحاً.. هذا الكلام مجرد فقاقيع.
الجزيرة: هل حاولوا أن يفعلوا ذلك؟
الرئيس: لا.. أبداً.. أنت لك يومان في الفندق جالس بجوار الأمريكان.. هذا الكلام أبعد من عين الشمس.. الأمريكان ضيوف جالسون في الفندق.. نعطيهم عينة من حطام من مكان اللحام ومن الملابس لفحصها في معاملهم ليس أكثر.
الجزيرة: لم يتوصلوا إلى شيء حتى الآن؟
الرئيس: ما يتوصلون إليه عبر الجهاز الأمني اليمني.
الجزيرة: سيادة الرئيس في عام 1830م تقريباً وقع حادث شبيه في عدن وانتهزه البريطانيون فرصة للدخول للتحقيق ومكثوا مائة وتسعة وثلاثين عاماً يحققون في حادث شبيه.. إلى متى سيبقى الأمريكان يحققون هنا في عدن؟
الرئيس: أنا بحدود علمي من أسبوع إلى عشرة أيام.
الجزيرة: فقط؟
الرئيس: نعم.. إذا لم يكن يومين، ثلاثة أيام.. كما سمعت أنهم استأجروا سفينة نرويجية تقريباً وهي راسية في دبي.. إنها حاوية، وهي شبيهة بالحوض العائم لأخذ هذه السفينة.. وكما سمعت خلال يومين أو ثلاثة تصل إلى عدن.. دعهم يأخذون له ثمانية.. عشرة أيام.
الجزيرة: ليست مشكلة.. لا.. هذا بالنسبة للسفينة أما بالنسبة للتحقيقات؟
الرئيس: أطمئنك لا أحد يمكث على أرض اليمن.
الجزيرة: بالنسبة للتحقيقات أليس لديهم مخاوف وهم يتواجدون الآن في فندقين بارزين في عدن أن تقوم ضدهم عمليات؟
الرئيس: أولاًَ.. هم محاطون بسياج أمني كبير من قبل الأجهزة اليمنية.
الجزيرة: ولا يشاركون في هذا الأمر؟
الرئيس: لا.. أبداً.
الجزيرة: أنتم الذين تقومون بعملية الأمن بالكامل؟
الرئيس: تفضل اذهب أنت بنفسك، وخذ الكاميرا وروح تأكد.. وسترى أنهم داخل الفندق وداخل الفندق الثاني عليهم ثلاثة أربعة سياجات أمنية.
الجزيرة: أنا لا أريد أن أقول لك إني فعلت كذلك في الصباح؟
الرئيس: أكيد.
الجزيرة: وذهبت إلى بعض المناطق، ومُنعت من دخول بعض المناطق الأخرى؟
الرئيس: معناها أنت شفت بعينك.
الجزيرة: ما كل ما أراه بعيني يختلف كثيراً عن الحقائق التي يمكن أن تكون موجودة، وأنا أريد أن أسمع منك بصفتك رئيس الدولة، وأنت المسؤول الأساسي عنها في ظل ما يقال الآن عن انتهاك السيادة اليمنية على أيدي الأمريكان، وأن عدن قد تحولت بالفعل إلى مستعمرة أمريكية، وأنهم يصولون ويجولون فيها وأنتم ليس لكم أي سيادة، ولا تستطيعون أن تمنعوهم من دخول أي مكان، وأنهم الذين يمارسون التحقيقات حتى مع اليمنيين وليس هناك وجود ليمني؟
الرئيس: هذه مسألة خطيرة.. خطيرة أن أي أمريكي يحقق مع يمني هذا غير وارد.. مجموعة التحقيقات موجودة في فندق عدن، وفي فندق جولدمور، ويحاطون بسياج أمني عليهم، ويتواصلون مع الجهاز الأمني عندنا.. نعطيهم نُسخاً من كل المعلومات التي يتوصل إليها جهاز الأمن، ولا يستطيعون حتى أن يتجولوا في شوارع عدن، ولم يطلبوا ذلك ولا طلبوه.
الجزيرة: خوفاً ورعباً لأنك..؟
الرئيس: لا.. هم يستطيعون ذلك، ونحن نسمع لهم بذلك تحت حماية أمنية موجودة، ولا أحد يتعرض لهم، وحتى لا يحصل لهم أي مشكلة.
الجزيرة: ألم يبلغوكم بالمخاوف لديهم من أي يتعرضوا لعملية انتقامية من اليمنيين؟
الرئيس: طبعاً.. طبعاً.
الجزيرة: لديهم مخاوف؟
الرئيس: مخاوف لكن نحن طمأناهم بأن الجانب اليمني موجود.
الجزيرة: هل تشعرون بالذنب أو القصور الأمني تجاه ما حدث للسفينة كول؟
الرئيس: نحن نشعر بالذنب لماذا؟.. هل نحن الذي أجرمنا أم أن هذا حادث حصل للأمريكان، وقد يحصل لهم مثله في بيروت.. حصل لهم في نيروبي.. حصل لهم في الرياض.. حصل لهم في الخبر.. حصل لهم في إيطاليا.. حصل لهم في كثير من البلدان العربية.
الجزيرة: حتى في أوكلاهوما نفسها، وهناك تقارير خرجت للخارجية الأمريكية؟
الرئيس: حصل لهم في مقديشو.. يعني حصل لهم في أكثر من مكان، هذا ليس أول حادث يحصل لهم في اليمن.. بس جاءت زوبعة على إثر الانتفاضة.. (شوف) المشكلة تناقلتها بعض وسائل الإعلام ونقلها سيئو الذكر سواء كانوا قادة أو زعماء أو شخصيات أو إعلاميين.. استغلوا أن هذا هو نتيجة للانتفاضة، وأن هذه الجماهير استجابت للانتفاضة ضد الأمريكان في الصراع العربي – الإسرائيلي.. نحن ندعو مواطنينا وندعو أمتنا العربية ونقول لهم مرة أخرى افتحوا حدودكم وزودوا الشعب الفلسطيني بالمال.. أعطوا له سلاحاَ يدافع عن نفسه، إذا ما استطعنا أن نفعل شيئاً وأن نأخذ قرارات من قمتنا العربية، وذلك لدعم هذا الشعب المغلوب على أمره.. كل ما تكلمنا عن الشعب الفلسطيني قالوا ذي أمريكا.. ذي أمريكا.. صحيح أمريكا.. أمريكا دولة عظمى، نحن نحترمها ونقدرها، ولنا علاقات جيدة معها، لكن نحن في الصراع مع الكيان الصهيوني نختلف تماماً جملة وتفصيلاًً.. هذا كيان مزروع في جسد الأمة العربية. وهذا سرطان يجب أن نقاومه.
الجزيرة: سيادة الرئيس بصراحة لم تتعرض لضغوط من الأمريكان في خلال الفترة الماضية سواء فيما يتعلق بتصريحاتك عن فلسطين أو فيما يتعلق بحادث كول؟
الرئيس: نعم.. نعم، أنا أتعرض، وانتقادات تأتي.. مثلاً موقفي من العراق كل ما جاء زائر أمريكي أو أذهب إلى أمريكا أو ما يطرح علي.. لماذا ذهب الوزير الفلاني إلى بغداد،.. ولماذا جاء الوزير الفلاني من بغداد،.. نقول هذا قطر عربي وهذا جزء مني، وأنا جزء منه، أرتكب خطأ في حق الكويت ما في شك في هذا الكلام، لكن أن يستمر الحصار إلى ما لا نهاية ويتعذب الشعب العربي العراقي.. ليس شخصاً واحداً.. ولكن شعباً، ولازم نتعاطف معه، وأطالب برفع الحصار وقلت للأمريكان وكل الأجانب ارفعوا الحصار.. ارفعوا الحظر الجوي اتركوا الشعب العربي.. أنتم تسهمون وتقولون أنكم دعاة إنسانية وما إنسانية.. طيب لماذا تحاصرون هذا الشعب؟.. إذا لديكم مخاوف من أسلحة الدمار الشامل افرضوا حظراً على أسلحة الدمار الشامل.. لا يوجد مشكلة، لسنا مختلفين.. أفرض رغم أنك تكيل بمعيارين، معيار لإسرائيل تزود بأسلحة الدمار الشامل.. والعرب مجردين منها.. أكيد غلطنا لسنا مزودين بأسلحة الدمار الشامل، اعملوا علينا حظراً، لكن فك لي العلاج والمأكل والمشرب والملبس، وأعالج المريض.. ما يجوز.
الجزيرة: يعني هناك تقارير للخارجية الأمريكية تصف الأمن في اليمن بأنه مترهل وأن الحكومة اليمنية ليس لها سيطرة على مناطق كثيرة وهذا شكل من أشكال الاستفزاز للحكومة لأنه يمكن أن تتحمل مسؤولية في حادثة تفجير المدمرة كول؟
الرئيس: أولاً.. الدولة تبسط كامل سيادتها على كل ذرة تراب في هذا الوطن وعلى كل مياهها الإقليمية.. وهذا شيء صحيح.
الجزيرة: وكيف تبسطون نفوذكم على القبائل الجبلية البعيدة؟
الرئيس: قبائلنا جزء من تكويننا ومن يقول لا يوجد لدينا نفوذ عليها كذاب، نحن قبائلنا أطوع القبائل وهذا ما نعتز به رغم أننا نواجه سلبيات كثيرة.. لكن شعبنا يعرف كيف ومتى يستخدم السلاح؟
الجزيرة: يعني أنت لن تنزع سلاح اليمنيين؟
الرئيس: نحن نقول تنظيم حمل السلاح وليس منع حمل السلاح.
الجزيرة: سيادة الرئيس.. الآن في حالة أن الأمريكان في لحظة ما فكروا في أن يقوموا بعمل ضد اليمن ماذا سيكون الرد؟
الرئيس: هذا غير وارد.
الجزيرة: في حالة العنجهية الأمريكية يمكن أن تصلهم إلى ذلك؟
الرئيس: هذا غير وارد، علاقتنا جيدة.. وأمل أن الإعلام لا يعكر صفو العلاقات بيننا وبين الأمريكان.. نحن متعاونون معهم في كشف جريمة حصلت في داخل البلد ولا تصبوا الزيت على النار.
الجزيرة: طيب الآن لو عُدنا لعملية الانفجار بالنسبة للمادة التي تم بها تفجير السفينة بهذا الحجم الهائل تقدرون زنتها بكم، وهل تمت بصاروخ أم تمت بعملية تفجير؟
الرئيس: لا.. المعلومات الأولية أنه قارب وعليه كمية.
الجزيرة: مطاطي؟
الرئيس: لا.. قارب عادي.
الجزيرة: هل أطلقت الصاروخ.. هل فجر الصاروخ؟
الرئيس: أنا أتحدث مع الأمريكان، وهم بلغو أنه قارب مطاطي.. قلت له أكبر عيار في اليمن صاروخ أسكود ولا يستطيع أن يعمل حجم الدمار الذي صار.
الجزيرة: إلى أي مدى كانت قوة التفجير؟
الرئيس: كبيرة جداً لأنها باخرة حديثة وعمرها أربع سنوات قيمتها حوالي مليار، ضخمة تستطيع أن ترد على ثلاثة أنواع من الهجوم.. هجوم جوي، وهجوم بري.. هي معمولة لهذا الغرض.
الجزيرة: يقال إنها أيضاً تستطيع أن تهاجم مائة هدف في وقت واحد من حيث القوة العسكرية؟
الرئيس: لا أعرف هذا الكلام.. المهم أن التحقيقات ستقودنا لمعرفة كيف ومتى تم الإعداد وكيف جلبوا المواد ومن أين جاءوا بها؟.. ولن نستغرق أسابيع حتى نستكمل خيوط الجريمة.
الجزيرة: إلى الآن الخيوط التي توصلتم إليها لا تزيد على هذه المعلومات التي ذكرتها؟
الرئيس: أكرر السيارة.
الجزيرة: السيارة ثبت أنها ليمني؟
الرئيس: الذي قادها اليمني.. واحد يمني باعها من واحدة صومالية لازلنا نبحث عنها.
الجزيرة: يعني لو تذكر لنا أهم التفصيلات لأنه يعني هناك اهتمام دقيق بهذه المعلومات الآن بالذات من الوكالات وكل زملائي أكثر من محطة تليفزيون عالمية طلبوا لقاءك وأنت رفضت وآثرت (الجزيرة) فكلهم طلبوا مني أن أسأل عن بعض الأشياء؟
الرئيس: أولاً.. أنا اخترت (الجزيرة) بالرغم من العدد الموجود الآن في الفندق أكثر من ستين سبعين صحفياً ومحطة فضائية تستطيع أن تأخذ كل هذا الكلام من (الجزيرة).
الجزيرة: بدقة لآخر ما توصلتم إليه؟
الرئيس: بدقة ربما نحن نأتي لهم بتفاصيل في مؤتمر صحفي يوم الاثنين أو الثلاثاء القادم.. سيكون مؤتمراً صحفياً نكون قد اكتشفنا اكتشافات جديدة ومعلومات باهرة من خلال التحقيقات.
الجزيرة: أنتم اليمنيون الذين ستعلنون ذلك أم ستتركون الأمر للأمريكان؟
الرئيس: يا أخي الأمريكان ضيوف عندنا.. نحن لسنا بنما.. نحن دولة أخرى اسمها اليمن.
الجزيرة: يعني الأمريكان لن يبقوا كما بقي البريطانيون، خاصة أن لهم مطامع في المنطقة ولهم مطامع في اليمن تحديداً.. وسعوا إلى أن يستأجروا جزيرة سقطرى منكم من قبل؟
الرئيس: لا.. لن يبقوا.. نحن ناضلنا من أجل جلاء الاستعمار، وقدمنا قوافل من الشهداء، وقدم الشعب اليمني التضحيات من أجل ترحيل الاستعمار.
الجزيرة: استخرجت اليوم بعض الجثث التي بقيت ما الذي أدى إلى تأخير استخراجها إلى هذا الوقت؟
الرئيس: عوامل فنية داخل السفينة.
الجزيرة: معنى ذلك أنه صحيح أن الجثث انصهرت بالحديد كما يقال؟
الرئيس: نحن أولاً لم ندخل السفينة.
الجزيرة: لم يسمحوا لكم حتى الآن بالدخول إلى السفينة؟
الرئيس: دخل ضباط ومحققون من جانبنا.
الجزيرة: ويسمح لهم بالدخول؟
الرئيس: طبعاً.
الجزيرة: بشكل منتظم؟
الرئيس: نعم كل ما طلبوا.
الجزيرة: مقر التحقيقات في السفينة؟
الرئيس: لا، مقرها في جهاز الأمن.. جهاز الأمن مستقل باليمن، والأمريكان في الفندق ويزودهم بالمعلومات الجديدة.
الجزيرة: أنتم تقولون إن التحقيقات مشتركة.. معنى ذلك أن كل شيء يتم بشكل مشترك؟
الرئيس: المعاينة مشتركة في الباخرة وفي معاينة محل الحادث، وفي البيت الذي كانوا مستأجرينه والورشة التي ركبوا فيها الموتور للقارب.. هذه هي التحقيقات المشتركة.
الجزيرة: لكن لا يقوم أمريكي باستجواب يمني مطلقاً؟
الرئيس: هذا يعتبر من المحرمات.
الجزيرة: وإذا طلبوا لن تسمحوا لهم؟
الرئيس: استجواب مواطن يمني.. هذا يعتبر انتهاكاً للسادة.
الجزيرة: اسمح لي أن أشرك بعض المشاهدين.. أستاذ داوود شريان مدير مكتب صحيفة الحياة في السعودية.. تفضل أستاذ داوود.. داوود.. مساء الخير.
داوود: سيادة الرئيس.. فخامة الرئيس بعد دقائق من انفجار المدمرة الأمريكية طلبت واشنطن من صنعاء أن تدين الانفجار.. الحكومة رفضت أن تدين فوراً حتى تنهي التحقيقات، وكان هذا مصدر إعجاب للكثيرين.. لكن هذا السلوك لم يعجب الحكومة الأمريكية فمارست خلال الأيام التي فصلت ما بين اكتشاف التحقيق ورفض صنعاء نوعاً من الابتزاز السياسي تمثل بنقد علني للإجراءات الأمنية والحكومة اليمنية اظهر أداءها بالعجز.. وبعد هذا عبرت أمريكا على لسان كوهين والبرايت والسفيرة الأمريكية أن اليمن أصبحت تتعاون وأنها تعول على دور اليمن.. المواطن العربي لاحظ أن الحكومة الأمريكية مارست نوعاً من الابتزاز ويرى أنه يجب أن تقدم الحكومة الأمريكية على الأقل اعتذاراً علنياً بعد اتهام الأجهزة الأمنية في اليمن بأنها عاجزة، وذلك أقل ما يجب في العُرف السياسي بين الدول.. وشكراً لفخامتكم؟
الرئيس: هم في حقيقة الأمر.. الأمريكان عندما طلبوا الإدانة كان عندهم حق لأنه كان أحد الأشخاص اليمنيين على متن السفينة التي تقوم بتعبئة الوقود لهذه السفينة فهو الذي أعطاهم المعلومات بأن قارباً اصطدم بالسفينة.. نحن عندما رأينا حجم الدمار الهائل في السفينة كنا نعتقد أنه ليس بفعل فاعل، ومع ذلك هم طلبوا فعلاً إدانة الحادث.. نحن قلنا إذا كان بفعل فاعل، فنحن ندينه وإن كان خللاً فنياً داخل السفينة فهذا تُجرى فيه التحقيقات فتراجعت الأمور وتفهموا في نهاية الأمر، وتم التواصل مع الرئيس كلينتون، واتصل بي الرئيس واتصلت بالبرايت وتحادثنا طويلاً حول هذا الأمر، ولماذا نستعجل؟.. العلاقات في وضع جيد، ويعني نحتاج إلى صبر لا إلى انفعال، وليس هذا أول حادث.. اتركوا الأمر للأجهزة ودعوها تحقق.. وفعلاً اعتذروا لي شخصياً وعبروا عن شكرهم للتعاون.. ومقدرين هذا التعاون.. طبعاً عندهم حق كانوا منفعلين لأنه حادث كبير جداً، لكن لم يسيئوا لليمن.. هذا للعلم.
الجزيرة: سيادة الرئيس هل صحيح أن البارجة الأمريكية تحمل رؤوساً نووية وأن الانفجار كان قريباً من بعض هذه الرؤوس؟
الرئيس: أنا لم أدخل السفينة.. ولكن يقال إنها تحمل والله قد لطف بالمنطقة وباليمن لأنه فعلاً لو كانت مزودة برؤوس نووية لكانت كارثة كبرى للمنطقة.
الجزيرة: بعني لو طالها الانفجار؟
الرئيس: لو طالها، كانت مترين أو ثلاثة أمتار من اليمين ومترين من الشمال كما يقول بعض الفنيين الأمريكان، لكن لم يقولوا إنها تحمل أسلحة نووية.
الجزيرة: وقود نووي؟
الرئيس: لا أدري ربما أن الباخرة تشتغل بالوقود النووي.
الجزيرة: هناك صحفي يمني يقول لك هل من المتوقع أن تجتمع مع الرئيس حسني مبارك وتتباحث معه حول بعض الأمور؟
الرئيس: والله أنا سأذهب إلى القمة والرئيس مبارك موجود وهو رئيس القمة وسيستقبل كل الرؤساء بالتأكيد وسنتعرض إلى جملة من القضايا.
الجزيرة: هل هناك ترتيب لاجتماع منفرد بينكما وأشياء تتباحثون فيها؟
الرئيس: ليس هناك ما يدعوا للاجتماع الانفرادي.
الجزيرة: عبد الله السعيري من السعودية يقول لك هل تعتقد أن هناك صلة للانفصاليين بحادث انفجار السفينة كول؟
الرئيس: هذا يذهب بعيد.. هذا مثلما نقول باللهجة اليمنية (هباش) هذا كله (خباط).. اترك الأمور إلى نهاية المطاف وسنكتشف من ورائها.
الجزيرة: بالنسبة لحادث انفجار السفارة البريطانية.. هل يمكن أن تتراجع في تصريحاتك؟
الرئيس: ماذا قلت!!
الجزيرة: قلتم أنه انفجار مولد؟
الرئيس: أنا لم أقل.
الجزيرة: السلطات اليمنية؟
الرئيس: ربما في وقتها لأن البريطانيين منعوا أجهزة الأمن من الدخول إلى السفارة.. هذا ما جعلهم يقولون إنه انفجار مولد.. وأتضح لنا أن انفجار بفعل فاعل.. والذي قام بعملية التفجير مقبوض عليه ويجرى التحقيق معه وهو من الجهاد.
الجزيرة: يمني؟
الرئيس: أكيد يمني.
الجزيرة: من تنظيم الجهاد.
الرئيس: نعم.
الجزيرة: هو الذي قام بعملية تفجير السفارة؟
الرئيس: قام بعملية التفجير.
الجزيرة: ماذا فعل.. ألقى قنبلة؟
الرئيس: قنبلة.. نعم.
الجزيرة: ما هي دوافعه في الموضوع؟
الرئيس: جهاد.. معهم جهاد في كل مكان.
الجزيرة: لكن جهاد اليمن مختلف؟
الرئيس: لماذا؟
الجزيرة: سيادة الرئيس.. هل يمكن أن يؤثر كلا الحادثين في مستقبل العلاقات اليمنية – الأمريكية أولاً؟
الرئيس: بالعكس.. هذا يعزز العلاقات اليمنية – الأمريكية لما بيننا من تعاون جاد حول عملية اكتشاف هذه الجريمة.. أنا أعتقد أنه من الطبيعي أن تعزز العلاقات.
الجزيرة: لكن الأمريكان تقبلوا ما فعلتموه من أنكم لم تمنحوهم الفرصة لكي يحققوا ما كانوا يريدون فعله في عملية التحقيق؟
الرئيس: لم يطلبوا هذا كلام.. أنت والإعلام العربي تطلبون هذا وهو لم يطلب منا أن يحقق.. أولاً من الصعب أن يطلب الأمريكي أن يحقق مع مواطن يمني.
الجزيرة: لا بالنسبة للمجيء بالقوات ودخول عدن؟
الرئيس: لا.. دخلوا بإذن وبترخيص من جانبي أنا شخصياً.
الجزيرة: هل كان بالفعل عدد القوات التي كانوا يريدون إدخالها عشرات الأضعاف مما سمحتم لهم بالدخول؟
الرئيس: طلبوا أن يدخلوا بأسلحتهم الشخصية.. قلنا لهم ممنوع.
الجزيرة: يعني فعلاً بدون أسلحة دخلوا؟
الرئيس: دخل بعض الضباط أو مسؤولين بأسلحتهم ومرافقيهم.
الجزيرة: بالنسبة للقمة العربية هناك مخاوف أن يكون هدف القمة الرئيسي هو وأد الانتفاضة الفلسطينية، وتحقيق ما لم تنجح قمة شرم الشيخ أمس من تحقيقه حتى الآن؟
الرئيس: أنا أقول.. أتمنى أن قمة شرم الشيخ رغم اعتراضنا عليها وملاحظتنا عليها.. أتمنى أن يصير فيها التزام من قبل الإسرائيليين، فنحن في القمة التي ستعقد يوم السبت يجب أن تكون لنا قرارات حاسمة وقرارات تاريخية كأمة عربية، وذلك بما يمليه علينا ضميرنا أمام أنفسنا وأمام أقطارنا وأمام الأمة الإسلامية لأنه لا يجوز أن تظل الأمة العربية مهانة من قبل هذا الصلف الصهيوني، وأنه يجب أن تقاطع إسرائيل والشركات التي تتعامل مع إسرائيل أياً كان شكلها أمريكية أو أوروبية.. يجب أن نطلب محاكم شارون وجنرالات حرب إسرائيل، يجب أن ندعم الشعب الفلسطيني.. يجب أن نوفر له المال والسلاح، ويجب أن نسحب السفارات ونقفل مكاتب التطبيع.. هذا أقل ما يمكن أن نعمله.
الجزيرة: هذه هي مطالب اليمن التي ستتقدم بها إلى القمة؟
الرئيس: هذه مطالب المواطن العربي.. أنا أتكلم بنبض المواطن العربي ونبض الشارع الفلسطيني لأنه هو صاحب الحق وهو الذي يتعرض للإهانات والصلف الصهيوني.. ونحن نتكلم عن التضامن العربي.. ونرى أطفالنا والكثير منا يعمل مثل المسرحية.. فالكل يعاني.. والله (شفنا) ورأينا فعلاً، وكأنه يشرح للعالم أنه اكتشف شيئاً.. أنه رأى الطفل في حضن (أبوه)، وأن المحطات الفضائية لم تنقله.. يعني شيئاً غريباً جداً أن مسؤولين يحكون أنهم رأوا ويستنكروا أنهم رأوا الطفل بجوار أبيه وهو يقتل.
أنتم رأيتم هذا الكلام.. طيب نحن نرى المحطات الفضائية تنقل.. يعني أنت أتيت باكتشاف جديد.
الجزيرة: معنى ذلك أنكم ستطالبون مصر والأردن والدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بقطع العلاقات معها؟
الرئيس: كل الدول العربية.. طبعاً هذا أقل ما يمكن.
الجزيرة: وهل تتوقع أن تتم الاستجابة لشيء من هذه المطالب؟
الرئيس: نحن نقول رسالتنا، وإذا لم يتم ذلك فكل واحد يشتغل بمفرده، ونقفل الجامعة العربية.. إذا لم تستجب لمتطلبات الأمة العربية والشعب العربي الفلسطيني.. فما هي فائدة الجامعة العربية؟.. وماذا نعمل بها؟.. لماذا التجمع الأوروبي؟.. لماذا كل الكيانات؟.. إذا كان تجمعاً عربياً (بس) نروح نتصور ونعمل بياناً ختامياً.. أنا قلت، أنا أعترض على كلمة بيان ختامي أو قل قرار.. قرارات حاسمة من الأمة العربية.. أنا ما دعيت للحرب، دعيت لتزويد الشعب العربي الفلسطيني بالسلاح والمال.. بالمال للشعب الفلسطيني الذي هو الآن محاصر، والفلسطينيون الذين كانوا يعملون في إسرائيل الآن لا يملكون المال لتوفير الطعام والشراب لهم ولأفراد أسرهم ليستمروا في الانتفاضة.. كثير من القادة العرب للأسف الشديد يقول (إيه ديه) الانتفاضة الفلسطينية.. طيب ارسل خمس ستمائة مليون دولار للسلطة الفلسطينية لتوفر للشعب الفلسطيني المتطلبات الضرورية.
الجزيرة: السلطة الفلسطينية تقوم باعتقال الفلسطينيين المطلوبين من قبل إسرائيل، وهناك الشعب الفلسطيني له مطالب.. السلطة لا تتبناها ولم تتبناها في شرم الشيخ؟
الرئيس: أعتقد أنه إذا كان كذلك لا بد أن يكون هنا تنسيق بين السلطة وبين الشعب، ولا يجوز أن يعمل كل فرد على هواه لأن لكل شيء رأس.. أنت إنسان.. هذا الجسم الذي عندك لازم يكون له رأس.
الجزيرة: سبق وأن فتحت أبواب اليمن للإسرائيليين.. هل معنى ذلك أنك ستغلقها إلى الأبد؟
الرئيس: أنا قلت بأنه بعد أن تطبع الأنظمة كلها مع إسرائيل سنكون آخر من يتكلم مع إسرائيل.. أما بشأن ما أشرت فقد أتوا إلى اليمن يهود أمريكان فحدثت ضجة إعلامية كبيرة جداً رغم أنهم يأتون إلى كل بلدان العالم.
الجزيرة: ما هو معروف أن الإسرائيليين.. فخامة الرئيس معهم جوازات من كل الدول الأخرى أمريكان وسويسريين؟
الرئيس: لا.. لا.. هؤلاء يهود أمريكان.. يهود أمريكان من أصل يمني أتوا وحدثت ضجة لا أول لها ولا آخر.. نحن نتمنى على الذين يزايدون على القضية الفلسطينية أن يلتزموا بعشرة في المائة من التزام الشعب اليمني قيادة وشعباً.. لا أحد يقدر يزايد على الشعب اليمني على الإطلاق.
الجزيرة: معنى ذلك أن القمة العربية القادمة.. يعني سيكون فيها الدم إلى الركب كما يقولون.. سيكون الدم إلى الركب بالمصري؟
الرئيس: لا (ما فيش) دم.. سيكون فيها حوار وحوار إيجابي، ولا يجب أن تضيق الصدور من الحوار.. والمشكلة أن لا أحد يقبل الحوار.
الجزيرة: هنا تباين سيادة الرئيس فيما تتبناه وبين ما يتبناه الآخرون؟
الرئيس: اقنعني.
الجزيرة: تصريحاتك استهزئ بها وكريكاتير طلعت فيها.. كأن الدعوة لمقاومة إسرائيل الآن أصبحت مجال للسخرية والجريمة؟
الرئيس: أنا أعتز مادام أنا مجرم في حق إسرائيل، وليعملوا كاريكاتيرات، وليعملوا ممثلين حتى لو أرادوا.
الجزيرة: اتصال من الأستاذ معتز ميداني مدير تحرير جريدة السفير اللبنانية.. تفضل أستاذ معتز.
معتز: سيادة الرئيس لقد دعوتم إلى الجهاد وفتح الجبهات ضد إسرائيل وتعرفون ولا شك مدى علاقة التحالف والتماثل بين إسرائيل والولايات المتحدة.. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن.. في هذه الظروف ألم يكن بإمكان اليمن الامتناع عن استقبال هذه السفينة، والامتناع عن تزويدها بالوقود والتموين كأسلوب بسيط للاحتجاج على الدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل الظروف التي كان فيها الفلسطينيون يقتلون بالأسلحة الأمريكية التي تحملها قوات الاحتلال؟
الرئيس: أنا أشكرك أولاً.. ولكن لماذا ركزت تركيزاً كبيراً على السفينة التي دخلت ميناء عدن؟.. وأنت تعرف أن السفن الأمريكية تصول وتجول في المياه الإقليمية للأمة العربية بشكل عام.. هذه اتفاقية بيني وبين الأمريكان من وقت مبكر، وأنا أعرف أن أمريكا هي وراء إسرائيل.. لكن لماذا اليوم عندما أطلب موقفاً عربياً موحداً لدعم ثورة الحجارة وقطع العلاقة مع إسرائيل تحدث هذه الضجة الكبيرة على علي عبد الله صالح، وعلى اليمن؟.. هل لأنها طلبت فتح باب الجهاد واستقبال المتطوعين وإرسال الأموال والأسلحة للشعب الفلسطيني لكي يدافع عن نفسه؟
الجزيرة: هل لازال لديكم قوات من جيش التحرير الفلسطيني التي كانت هنا في اليمن من قبل؟
الرئيس: لا.
الجزيرة: بالمرة.
الرئيس: بالمرة.
الجزيرة: الفلسطينيون الموجودون هنا.. هل لديهم استعداد لكي يذهبوا إلى بلادهم ويقوموا بدور في هذا الأمر؟.. هل لديكم استعداد لتسليحهم إذا طلبوا ذلك؟
الرئيس: نعم إذا صدرت قرارات من القمة العربية لفتح الحدود وذهاب المقاتلين والمجاهدين والمناضلين من الفلسطينيين ومن العرب بشكل عام.. ونحن لم نقل تُرسل جيوشاً نظامية بل متطوعين.. مجاهدين ليقاتلوا الإسرائيليين الذي يُدنسون المقدسات الإسلامية في القدس، وغداً سوف يُدنسون الأراضي المقدسة هنا في الجزيرة.. هذا كلام خطير بداية المطر قطرة.. من يدري ما يحصل غداً، فقد تحصل مشكلة في الأردن أو في سوريا أو في مصر أو في لبنان أو في الجزيرة.. كيف نأمن؟
الجزيرة: تتوقع أن مطامع إسرائيل ستصل إلى الجزيرة؟
الرئيس: مطامع إسرائيل من النيل إلى الفرات والجزيرة العربية.. هذه استراتيجية إسرائيل.. وهي التي تمارس الإرهاب ضد الأفراد والدول.
الجزيرة: من المفترض أن هذه القمة.. هي قمة القدس، ولكن لا ذكر للمسجد الأقصى ولا للقدس لا في لبنان بشكل دقيق ومفصل أساسي وحتى في مطالبكم أنتم قضية القدس لم تحظ بالاهتمام الكبير، والإسرائيليون جماعة بُناة الهيكل أخذوا تصريحاً رسمياً ببناء الهيكل في المسجد؟
الرئيس: القدس رمز وجزء من فلسطين ومن الأراضي العربية.
الجزيرة: رضا مجاهد.. مواطن مصري يسألك هل من الممكن أن يحدث مع اليمن مثل ماحدث مع ليبيا في قضية لوكربي.. بمعنى أنه في حالة اكتشاف مرتكبي الحادث ترفض اليمن تسليمهم بحجة أنهم أشخاص عاديون ويمكن أن تخضع اليمن لتهديدات وابتزازات أمريكية فيما بعد؟
الرئيس: أولاً.. الذين نفذوا الحادث قتلوا فكيف يحاكمون؟
الجزيرة: تأكدتم أنهم قتلوا فعلاً؟
الرئيس: أكيد.
الجزيرة: يعني أن القارب ممكن أن يكون موجهاً بالريموت كنترول عن بعد؟
الرئيس: لا.. لا.. نزلوا ومعلومات أكيدة وأكثر من أكيدة وأشلاء منهم تفحص الآن في المعامل.
الجزيرة: فيه أجزاء منهم؟
الرئيس: يعني فيه بعض من ملابسهم.
الجزيرة: في أجزاء من لحمهم؟
الرئيس: نعم.
الجزيرة: في البداية أعلنتم أنه لم يظهر أي صور لقارب في شريط تصوير لكاميرات تصور الميناء.. هل كان التصوير من نفس الجهة التي تعرضت للانفجار؟
الرئيس: نعم.
الجزيرة: ذكرتم في البداية أن هناك كاميرات وهناك تصوير؟
الرئيس: كاميرات في المنطقة الحرة صورت بشكل عام.. لكن عندما سُمع الإنفجار وجه الكاميرا وصور الانفجار ولم ير قارباً.
الجزيرة: يعني وجه الكاميرا بعد الانفجار؟
الرئيس: بعد الإنفجار.. نعم.
الجزيرة: ما تقييمك لموقف الشارع العربي وما يقوم به الناس؟
الرئيس: موقف الشارع العربي متحمس.. مثار.. مُستاء لما يحصل للشعب الفلسطيني، ويحملنا نحن الحكام المسؤولية، ونحن نتحمل المسؤولية.. صحيح.
الجزيرة: هذه حقيقة.. الكل يتهمكم – أنتم الحكام العرب – بأنكم لا تعبرون عن نبض الشعوب؟
الرئيس: أنا واحد من الحكام العرب.. تريد أن أحمل الكلاشنكوف حقي وأخرج في مقدمة الصفوف.. أذهب أجاهد.
الجزيرة: ما هي طبيعة المسؤولية التي تتحملونها؟
الرئيس: يتحملها الوطن بشكل تضامني.. إنه الخوف من الحرب وفتح حدودنا وتحريك آلياتنا ومعداتنا العسكرية التي أصبحت للعروض واستعراض العضلات في الميادين، ولا قيمة لها إلا في قمع حريات الشعوب.. أما أنها تقي المواطن من التهديدات الأجنبية لهذا غير وارد.
الجزيرة: هذه حقيقة سيادة الرئيس؟
الرئيس: هذه الحقيقة.. أنا أصبح عندي جيش استعرض به في 22 مايو بعرض عسكري أو إذا فيه تمرد أخمد التمرد كي أبقى على كرسي السلطة.. وهذا شُغل العرب.
الجزيرة: أنت تقر بذلك أنكم كزعماء عرب لا تعبرون حقيقة عن نبض الشبع العربي؟
الرئيس: أنا واحد من الناس لكن أقول لك وضعي يختلف.. أنا مواطن عربي يوجد كثير ممن يتكلمون عن الزعامات العربية والقيادات العربية ولم يقدموا شيئاً للشعب العربي الفلسطيني لا مال ولا سلاح، لم يقدموا سوى الصراخ الإعلامي.. لكن أنا مثلاً أقدر موقف المملكة العربية السعودية.. فقد فتح باب التبرعات وتبرع الملك فهد والأمير عبد الله وقدموا المال للشعب الفلسطيني.. هذه خطوة إيجابية.. لماذا لا تحذو الدول النفطية الأخرى حذوها.
الجزيرة: القذافي أتهمك بأنك فتحت ميناء عدن للمساعدة في حصار الشعب العراقي؟
الرئيس: أنا لن أرد عليه، وهو يعرف من الذي مع العراق ومن ضد العراق.
الجزيرة: وقال إن عدن تحولت إلى قاعدة أمريكية، وأن هذه البارجة ضربت في القاعدة الأمريكية في عدن؟
الرئيس: هو عارف هذا الكلام.. الشعب اليمني لا يقبل على أرضه لا قواعد ولا غير القواعد.. الشعب اليمني.. شعب يعرفه.. هو شعب كبير ومناضل ذو تاريخ عريق والأخ العقيد يعرفه.. يعرف شعب سبتمبر وأكتوبر.
الجزيرة: الشارع العربي يشعر أن هناك انفصاماً بينه وبين الحكام العرب؟
الرئيس: المواطن العربي يستطيع يُقيم حكامه وزعماءه.. والمشكلة أنه لا يستطيع أن يواجه الحقائق ويخاف مواجهة زعمائه بحقائق الأمور فلو وصلنا إلى الشفافية الكاملة واستطعنا أن نواجه زعماءنا وقيادتنا العربية لما صار علينا هذا الضيم.
الجزيرة: سيادة الرئيس.. سؤالي كان عما يتعرض له الشعب العربي من عمليات قمع في تظاهراته في بعض الدول العربية ضد إسرائيل؟
الرئيس: حقيقة أنه لا يفيد أي نظام كتم أنفاس وحريات الناس.. فهذا لا يزيد الأمور ألا تعقيداً أو سوءاً، والذي انصح به أن يترك للناس أن يعبروا عن مشاعرهم ضد الصلف الصهيوني، وهذا لا يضر بأي قيادة سياسية.. اتركوا الناس تعبر، ويسمع العالم صوتها.. فمع وجود المحطات الفضائية أصبح العالم يسمع الصوت العربي ويشاهد المظاهرة في القاهرة يشوفها في عين شمس يشاهدها في الأردن يشاهدها في سوريا يشوفها في المملكة في عمان يشوفها في قطر يشوفها في الكويت، في أبوظبي، في البحرين.. كما أن المواطن في الأراضي المحتلة بحاجة إلى أن يشعر بأن له أخاً يشد من أزره ويقف إلى جانبه ويتألم لألمه.
الجزيرة: بلا حدود أستاذ عبد العزيز محمود رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية من الدوحة تفضل أستاذ عبد العزيز؟
عبد العزيز محمود: تصريحات نارية عن اليهود والأمريكان لا تخش على نفسك كما يخاف الكثير من الزعماء العرب.. لدي سؤال آخر سيادة الرئيس؟
الرئيس.. خليني أجيبك على السؤال الأول.. أولاً.. ماهو مقدر من الخالق عز وجل لا بد أن يتلقاه الإنسان.. ووجودي في قمة هرم السلطة اليمنية اعتبره ربحاً لحياتي السياسية لأني كافحت من أجل هذا الوطن من يوم ستة وعشرين سبتمبر حتى اليوم.. واستمر هذا النضال حتى حققت وحدة اليمن ودافعت عن وحدته.. فإذا استشهدت أو مت، فأنا راضٍ كل الرضا عما عملته.
الجزيرة: سؤالك الثاني.. عبد العزيز محمود؟
السؤال الآخر من تصريحاتكم فهمنا أن اليمن لو كانت من ضمن دول الطوق أنكم ستفتحون الحدود للقتال.. إذاً لماذا لا تمنع اليمن السفن الإسرائيلية من المرور عبر مضيق باب المندب.. وشكراً؟
الرئيس: أنا أتحدث لك.. لو كان لي حدود مع فلسطين لفتحت حدودي لكل الأمة العربية والإسلامية، وذلك لدعم الشعب الفلسطيني بالسلاح وبالمال.. السلاح التقليدي ليس الدبابات والطائرات.. السلاح الذي يُدافع به عن نفسه ولمقاومة الاحتلال، أما السفن في باب المندب فهذا ليس وارداً.. هذا معناه حرب فعليه، وأنت تعرف أبعادها وخطورتها.. نحن لسنا في حالة حرب.. نحن في حالة مقاومة.. نحن لم نعلن الحرب، لكن نعلن المقاومة ضد المحتل.. واضح الكلام.. أرجو أن لا يفسرها المتسمع أنها حرب.. ما أعنيه أنا تزويد الشعب العربي الفلسطيني بالسلاح والمال لمقاومة المحتل ليس لقفل باب المندب أو قناة السويس.
الجزيرة: كمال علي محمد العلفي رئيس تحرير الرأي العام.. يسأل يقول إنه تردد في بعض الأوساط رفيعة المستوى بأن المدمرة الأمريكية قد دُمرت بشكل كبير وخاصة أن موقع الانفجار وقع في مكان حساس من السفينة؟
الرئيس: قل له ينزل يزورها.
الجزيرة: ممنوع.. نحن من بعيد مانعين التصوير؟
الرئيس: قل له يزورها من بعيد.. من ميناء المعلا، وسيراها.
الجزيرة: يستطيع أن يراها؟
الرئيس: بالعين المجردة.
الجزيرة: هند الأزهري.. معنا كاتبة وصحفية تفضلي.
هند: مساء الخير يعطيك العافية.. فيه سؤال أحب أسأله لفخامة الرئيس، أو بطلب توضيح بالنسبة لأمنياته حول التزام إسرائيل في أي قمة تقام.. اسأل يا ترى لماذا لجأ باراك إلى التفاوض عبر الدم والسلاح والقتل.. وضع أمام عينه الهدف الأساسي وهو الضغط على السلطة الفلسطينية من أجل القبول بما يريد؟.. أي أحلام هذه التي نحن قاعدون نبنيها؟.. أحداث بكامل تسلسلها أثبتت أن واشنطن فقدت مصداقيتها منذ كامب ديفيد وصولاً إلى ردود أفعالها الأخيرة في فلسطين وتوجت أخيراً بإجهاض انعقاد مجلس الأمن الدولي بناء على طلب الفلسطينيين لبحث التطورات الأخيرة.. أي قمة الآن ستكون مكافأة لباراك وإضعاف متعمد لعرفات.. أنا برأيي الآن أن ما يحدث هو إشغال الرأي العام ومحاولة تخميد أو إخماد الانتفاضة المجيدة وإرهاصات وبدايات النهوض الشعبي العربي في الأقطار العربية. أتساءل ماذا يحدث؟
الجزيرة: اسمحي لنا هند نسمع تعليق سيادة الرئيس؟
الرئيس: أولاً.. هذه حجج ونكرر أملنا في أن تلتزم إسرائيل بقرارات شرم الشيخ والأمم المتحدة وأوسلو أو أي شيء.. هذا هو مصطلح عربي ليس عندنا غيره نقوله.. والثانية الإدانة والشجب في أصعب الظروف، أنا أقول هكذا.. أما أني أطلق تصريحات نارية.. ليست نارية وإنما ما يمليه الضمير العربي والإنساني.. أقول لابد من قرارات فعالة.. لن يحترمنا الإسرائيليون إلا إذا توحد الصف العربي وتناسى العرب خلافاتهم وترافعوا فوق جراحاتهم وأوجدنا تضامناً عربياً، وإلى رأب الصدع، وإلى الترفع فوق الجراح وفي إطار التضامن العربي وتقييم الأمر.. هل نستطيع اتخاذ قرارات تاريخية ونواجه إسرائيل لوضع حد لهذا الصلف؟.. فقد جعلنا من إسرائيل (بعبع).. ثلاثة ملايين ونحن مئات الملايين مهزومون.. مهزومون نفسياً، وعندنا المال والسلاح.. وقد أصبحت جيوشنا للعروض العسكرية.
الجزيرة: أنتم هنا في اليمن قاطعتموها؟
الرئيس: لا.. أنا أعمل في إطار التضامن العربي.
الجزيرة: هل تدعو إلى هذا في المؤتمر القمة القادمة؟
الرئيس: القرار الفردي غير مجدٍ.. لكن القرار الذي يأتي في إطار التضامن العربي أكثر جدوى مع ثلاث أو أربع أو خمس شركات، فإذا أردت الآخرين يحترمونك يجب أن يكون عندنا موقف.
الجزيرة: معنى ذلك أن القمة العربية فعلاً فخامة الرئيس سوف يكون فيها تباين واضح في وجهات النظر؟
الرئيس: نعم، مع الأسف.. نحن متباينون من سنة تسعين، ليس من اليوم.
الجزيرة: هل تتوقع أن تفشل القمة في ظل هذا الوضع؟
الرئيس: في حدها الأدنى.. نحن دائماً نخرج بعملية توفيقية.
الجزيرة: يعني البيان الذي خرج والذي نُشر؟
الرئيس: بالنسبة لي لا يوجد لدي اعتراض عليه لكنه في حده الأدنى، وبالرغم أن وجهة نظري مختلفة.. لكن هذا هو الحد الأدنى، وأنا احترم رأي الإخوة القادة العرب، إذا هذا رأيهم فنحن هكذا.
الجزيرة: لكن أنت ستقول رأيك، وسوف تدافع عنه، وسوف تعلنه، وتسعى لإثباته وتثبيته؟
الرئيس: أنا لا أقول رأيي لك فقط.. لكن سأعرضه على الآخرين، وسأطرح رأيي فإن قبل أهلاً وسهلاً، وإن لم يقبل فأنا واحد من سائر الأمة العربية، وبذلك سأكون قد أرضيت ضميري.
الجزيرة: منذر الأسعد من السعودية تفضل يا منذر؟
منذر.. السلام عليكم.. فخامة الرئيس بدون مقدمات ولا مجاملة أنت من الزعامات العربية القليلة التي لا يملك إلا أن يحترمها فعلاً.. لكن هناك علامة استفهام لم أستطع حتى الآن من خلال إجاباتك كلها أن أفهم منطقك؟
الجزيرة: ما هو؟
منذر.. الأول ما يتعلق باليهود.. أنهم يهود ومن أصل يمني رغم أننا قرأنا في الصحف في حينها.. أنهم يهود يمنيون يحملون الجنسية الإسرائيلية، وكأنكم أكتشفتم أنهم الآن أصبحوا يهوداً يمنيين.. هذه نقطة.. النقطة الثانية.. سيادتك تدعو إلى رفع الحصار عن العراق وتدعوا إلى فتح باب الجهاد ومساعدة الشعب الفلسطيني وفتح الحدود أمام المقاتلين ضد إسرائيل، وهذه دعوة نبيلة وكريمة وجريئة.. لكن فعلاً حتى الآن يعني موضوع التسهيلات الأمريكية لا يبررها أن الآخرين يعطون تسهيلات ولا سيما أن هذه السفينة تسهم أيضاً في الحصار على العراق.. أنا أسأل لأفهم سر التناقض، وهذا ليس تعبيراً عن موقف محدد.. شكراًً لكم؟
الرئيس: اليهود من أصول يمنية سواء كانوا في إسرائيل أو في أمريكا.. لكن حسب فهمي أن اليهود هو من أصول يمنية ومقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية وبالذات في نيويورك، وعندما بدأ طرح قضية اليهود لكي يأتوا للزيارة كان بناءً على طلب أمريكي، وبهدف تسهيل مهمة راعي السلام.. لكي يدفع الأمريكان بعملية السلام، ويشجعوا إسرائيل على المضي في مسار عملية السلام، وطلب الأمريكان منا مساعدتهم بتسهيل زيارة عدد من اليهود لليمن كلفتة إنسانية نحوهم.. فأعطيناهم التسهيلات المطلوبة، لكن عندما حصلت الضجة، وأنا كنت حينها في أمريكا منعنا منعاً كاملاً زيارات اليهود لليمن، وسواء من أصل يمني أو غيره.. كلهم يهود ومبادئهم واحدة.. ما عندنا مشكلة.. المذهب واحد والملة واحدة، واتخذنا الإجراءات اللازمة لمنعهم.. ماعدا اليهود الأمريكان.. من هو موظف أمريكي ومسؤول أمريكي فليس هناك مانع.
وبالنسبة لمسألة العراق، فأنا أدعو إلى رفع الحصار عن العراق وهذا شيء مبدئي وتضامني مع الشعب العراقي.. أما الباخرة فهي ضمن البواخر الموجودة في الخليج التي تحاصر العراق، وأنا أتمنى أن منع هذه الباخرة سيحل مشكلة سحب القوات الأمريكية من الخليج، وسأقول للأمريكان لا تمونوا عندي وقوداً ولا تدخلوا موانئنا لأن هذا سبب حصار الشعب العراقي.. ولكني أعتقد، وكما هو معروف للجميع بأن دخول الباخرة للتموين في عدن لم يكن السبب الرئيسي في استمرار بقاء القوات الأمريكية والسفن ولو أعرف بأن تواجد القوات الأمريكية في الخليج هو نتيجة دخول هذه البارجة إلى اليمن، فأنا على استعداد لاتخاذ قرار بمنعها.
الجزيرة: سيادة الرئيس.. هل تعتقد أن هناك ارتباطاً أو صلة بين حادث البارجة كول وانفجار السفارة البريطانية.. هذا سؤال من الصحفي اليمني عرفات مدابش.. يسألك إذا كان هناك إثبات أن هناك علاقة بين حادث انفجار السفارة البريطانية في صنعاء والمدمرة؟
الرئيس: دعنا نستكمل التحقيقات ونرى ونقارن.. هل يوجد ربط.. إذا وجد ربط سيُعلن في وقته.
الجزيرة: ما هي تصوراتك لمستقبل الانتفاضة القائمة في فلسطين الآن؟
الرئيس: أنا في اعتقادي أن الانتفاضة يجب أن تدعم وتشجع وخاصة إذا لم ينصاع الإسرائيليون لكل الاتفاقيات، وخاصة قرارات الشرعية الدولية وكل ما يتم الاتفاق عليه، فيجب أن تشجع الانتفاضة وهذه حقوق مشروعة، ولا يجوز قمعها على الإطلاق، ويجب أن تتعاون الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، وخاصة منظمات حقوق الإنسان بهذه المعايير؟.. فمعايير حقوق الإنسان تنتهك في مكان، وتنتقد في مكان آخر، ودعني أطرح عليك هذه القصة.. أتهم أحد الصحفيين في اليمن بقتل ابن عمه فعملوه ضجة في جنيف وأمريكا واستراليا والنرويج، واعتبروا أن حجزه من قبل أجهزة العدالة انتهاك لحقوق الإنسان كونه صحفياً.. طيب كيف يتكلمون عن حقوق الإنسان؟.. وهم يشاهدون الطفل.. الطفل يُقتل في حضن أبيه، والبنت تستشهد في حضن أمها.. أي حقوق الإنسان يتكلمون عنها.
الجزيرة: فخامة الرئيس أشكرك شكراً جزيلاً على ما تفضلت به.. كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعاتكم، وأشكر العشرات من المشاهدين الذين أرسلوا رسائلهم عبر الفاكس.