مقابلة الأخ رئيس الجمهورية مع قناة الجزيرة الفضائية
الجزيرة/ سيادة الرئيس أولاً مساء الخير وحمداً لله على السلامة كما قرأنا في جريدة الحياة أمس إنك وكنا معك كنت في السعودية ومازلت في السعودية، يا سيدي المتابع لما يجري في اليمن يلمس أن هنالك أزمة شاملة سياسية اقتصادية أمنية، أزمة حدود مع إريتريا والسعودية، والأحكام الصادرة على شركائكم في الوحدة مما زاد التعقيد السياسي في البلاد.. لو بدأنا في الوضع الداخلي. رئيس الحكومة الدكتور فرج بن غانم معتكف في سويسرا ما سبب ذلك؟
الرئيس: أنا سعيد أن أتحدث إلى تلفزيون الجزيرة، هذه المحطة التي لها مكانة خاصة في الوطن العربي، الجزيرة التي نعتبرها حلت محل الـBBC
ومحل الـCNN لنا كأمة عربية، على كل حال بالنسبة لما تحدثت حول الأحكام الصادرة.
الجزيرة / في هذا سنتطرق إلى التفاصيل موضوع اعتكاف رئيس الوزراء في سويسرا الآن؟
الرئيس: لا صحة لذلك رئيس الوزراء ذهب إجازة قبل العيد لإجراء بعض الفحوصات الطبية لدى طبيبه الخاص في سويسرا، لأنه كان يعمل سفيراً لليمن في سويسرا فذهب إلى طبيبه وسوف يعود خلال اليومين القادمين .
الجزيرة / من المعروف أنكم أوكلتم إلى هذا الرجل التكنوقراطي تشكيل الحكومية وهو ليس من حزب المؤتمر الشعبي العام وهو من الجنوب بالمناسبة يعني حتى يعرف المشاهد قال: إنني سأقيّم الوزراء الذين عينتهم أنتم وبعد ستة أشهر أراد أن يقيم بعض الوزراء وطالب بإقالة بعضهم واستبدال بهم آخرين؟
الرئيس: رئيس الوزراء ذهب في إجازة وسوف يعود هو صحيح ليس من حزب المؤتمر وحزب المؤتمر هو الذي يتحمل المسؤولية والذي قدم برنامجه السياسي إلى البرلمان ونالت الحكومة بموجبه الثقة التي يرأسها الدكتور فرج بن غانم وهو رجل اقتصادي ورجل مشهود له بالنزاهة والكفاءة واختير على هذا الأساس أنت استوحيت سؤالك من خلال ما تقوله بعض الصحافة، أنه مستقيل أو معتكف .
المذيع مقاطعاً/ الشارع اليمني في الواقع .
الرئيس: هذا (مش) صحيح. هو راجع صحيح هو مطالب بإجراء بعض التعديلات في الحكومة ولكن كان الرد عليه أنه سوف يتم تقييم أعمال الحكومة خلال سنة من تشكيلها إذا وجدنا هناك ما يوجب إجراء بعض التعديل، ليس هناك ما يمنع لكن إذا وجدنا أن الأداء ( كويس) والمنفذين لبرنامج الإصلاح المالي والإداري وبرنامج الحكومة التي نالت بموجبه الثقة أعتقد أنه ليس هناك داعٍ لكثرة التعديل الحكومي أو التغيير الوزاري وكلما استقرت الأوضاع والأداء كان ذلك جيداً، لا توجد مشكلة .
الجزيرة / هل يمكن أن تكون هنالك إعادة لتشكيل الحكومة خاصةً وأن رئيس الوزراء يتهم بعض الوزراء بعدم الكفاءة في أدائهم ويعتقد أن التعيينات كانت بسبب ربما الولاء للحزب الحاكم أو بسبب الخريطة السياسية وليس الكفاءة؟
الرئيس: أولاً لم يطرح رئيس الوزراء وزارات معينة هو طالب بإجراء تعديل بسيط في بعض الحقائب، وكان الرد عليه بالوضوح إذا كان هناك بعض التقييم خلال سنة من تشكيل الحكومة في ما يوجب التعديل عندنا لا يوجد أي مانع .
الجزيرة / لو انتقلنا إلى الوضع الأمني سيادة الرئيس علي عبد الله صالح يعني حوالي 50 مليون قطعة سلاح في اليمن .
الرئيس: مقاطعاً أكثر.. هذا يعني حسب ما تناقلته وكالات الأنباء وهي لا تكابر في هذه المرة التفجيرات التي وقعت مؤخراً على من تنحون باللائمة؟
الرئيس: على كل حال الحوادث التي تحصل في اليمن مثل بعض التفجيرات أو الاختطافات التي تحدث هي عمل تخريبي ولكنه لا يشكل أي خطورة على الأمن والسلام الاجتماعي والأمن القومي للوطن اليمني هذا عمل تخريبي ونحن مررنا في الوطن بأشياء أكثر من هذه الترهات التي نعتبرها تُرهات ولا تسبب أي إزعاج ولا نلقي باللائمة على أحد، هناك أشخاص متذرعون تحت مظلة مطالب في مجال الخدمات التنموية مثل مدرسة- طريق- مشروع ماء هذه هي المطالب التي يطالبون بها يقال إننا نكافئ من يقومون باختطاف الأجانب هذا غير صحيح لم ينل أي واحد منهم مكافأة، نحن نحرص على خروج الأجانب بالسلامة باستطاعة الأمن والأجهزة الأمنية أن تتخذ إجراءات قاسية موجعة، لكن من أجل سلامة المخطوفين نتخذ إجراءات وقائية من خلال مسؤولين نبعثهم إلى المنطقة ويجرون حواراً ويقنعونهم ليعودوا عن قراراتهم .
الجزيرة مقاطعاً/ يعني إذاً الحكومة تخضع لابتزاز هؤلاء الناس يعني اختطف شخصاً اطلب أن ارفَّع في وظيفة.. ما أن يبنى شارع.. أن تمد الكهرباء يعني أنا أبتز الحكومة عن طريق اختطاف الأجانب؟
الرئيس: هذه ظاهرة سلبية جداً.. ظاهرة لا أحد يحبذها أبداً وكل الناس مستنكرون لها كسياسيين وكدولة وحكومة ومواطنين، لا أحد مع هذا الأسلوب وليس من تقاليدنا ولا من أعراف اليمنيين ولا من شهامة اليمنيين أن يمارسوا هذا، ولكنها ظاهرة سلبية يبدو أن الفهم الخاطئ للتعددية السياسية والحزبية جاء بهذه الظاهرة وهذا لم يحدث في اليمن في الماضي سواءً عندما كان مشطراً أو بعد الوحدة إلا في قرب أزمة صيف عام 1994م قبل الحرب التي أشعلها الانفصاليون هذه الظاهرة شجعت بعض القيادات الانفصالية على مثل هذه الإقلاقات الأمنية مثل اختطاف الأجانب، وبدأت بحادث الملحق الثقافي وبهدف إقلاق الأمن وحتى ينقل للعالم الخارجي أنه لا يوجد عندنا أمن ولا سيطرة وكان ذلك هدف بعض القيادات الانفصالية التي هربت إلى الوحدة من مصيرها المحتوم الذي كان ينتظرها مثل تشاوشيسكو هربوا معنا إلى الوحدة ليس طواعية أو حباً في الوحدة .
المذيع مقاطعاً / سنتطرق إلى موضوع الوحدة ونبقى في موضع الأمن؟ أولاً: مع أن المعارضة تتهم الحكومة بأنها وراء هذه التفجيرات وذلك لضرب عملية الديمقراطية واتخاذ ذلك ذريعة لضرب المعارضة والتعريض بها؟
الرئيس: مَن منِ المعارضة تعرض للمساءلة أو للسجن أو للمطالبة حتى تكون الحكومة وراء هذه القضايا؟ وما فائدة الحكومة عندما تكتسب سمعة دولية خارجياً في إقلاقات أمنية؟ هل الدولة بحاجة إلى مثل هذه القضايا؟ هذا غير صحيح ..
الجزيرة / إذاً لماذا حتى الآن لم يقدم أي شخص سواءً كان خاطفاً وسوءاً كان وراء تفجير.. هنالك حوادث كثيرة ولم يقدم أي شخص إلى القضاء ونعرف من هو الجاني؟
الرئيس: الذين كانوا وراء التفجيرات موجودون الآن أمام القضاء وبالنسبة لمن يقومون بعمل إختطافات سوف تتابعهم الأجهزة الأمنية وتتعقبهم وتتخذ بحقهم الإجراءات القانونية ولن نقول بأنها قد حسمت ولكن ربما ستتكرر ولكن مع ذلك لا تشكل أي خطورة في المجتمع، والحكومة ستأخذ كل ما ينبغي من ردع لمثل هذه القضايا وهناك إجراءات حازمة بهذا الصدد .
الجزيرة / الشيخ عبد الله بن الأحمر زعيم التجمع اليمني للإصلاح وشيخ مشائخ حاشد ورئيس مجلس النواب في مقابلة معي وأنا في صنعاء قال: للجزيرة بأن الحكومة مقصرة ويجب أن تضرب بيد من حديد لمنع المختطفين حتى لو كانوا من أبناء القبائل؟
الرئيس: عنده حق أن يقول مثل هذا الكلام ولكن الحكومة والأجهزة الأمنية تعمل عملاً وقائياً لخروج المختطّفين بالسلامة والحكومة لها سياستها وعنده حق الشيخ عبد الله وكثير من الناس يلوموننا ويلومون الحكومة أنها لا تتخذ إجراءات حازمة وقوية ولكن الحكومة عندها سياسة لمعالجة مثل هذه القضايا.
الجزيرة / يعني لا تلومون أو تشيرون بأصابع الاتهام إلى أي جهة أجنبية في ما يتعلق بهذه التفجيرات؟
الرئيس مقاطعاً: أبداً ليس لها علاقة بجبهة أجنبية وهذه مسألة داخلية تخريب داخلي وربما بعضهم يريد الشهرة ويريد تسجيل موقف ويريد أن يسمعوه، إذا أحد في الخارج عنده مكاسب مادية يقول أنا عملت هذا خدمة لك لا ليس لهم صلة بالذي في الخارج ولا لهم أي صلة هذه مسائل ابتزاز وقضايا غير سليمة ولا أحد يحبذها وإن شاء الله تحسم هذه وستحسم بالفعل ستحسم وهم عارفون عندما نقول ستحسم لأننا فعلاً عندنا نفس طويل في كثير من القضايا الهامة والوطنية ونتحملها اشهراً وسنين لكن في نهاية الأمر لازم يعرفون أننا نحسم .
المذيع مقاطعاً / حتى لو أدى ذلك إلى نوع من ضرب هؤلاء الناس، بعبارة أخرى اختطاف أشخاص من قبل بعض أفراد القبائل يعني الحكومة ستتخذ إجراءات أمنية كما قلت سيادة الرئيس، معنى ذلك كأنما أنت تشعل حرباً شبه أهلية داخلية بين قوات المن ورجال القبائل؟
الرئيس: هذه لا تشكل أي خطورة وستحسم بطريقة نحن عارفون كيف نعاجلها .
الجزيرة / سيادة الرئيس يعني الاختطافات حتى اليوم البريطانيون مازالوا ثلاثة من المركز الثقافي البريطاني مازالوا محتجزين؟
الرئيس: سوف يتم الإفراج عن البريطانيين في الساعات القادمة (وعلشان ) نعطيك معلومات أخرى أيضاً، هناك أحد ضباط الشرطة اختطف اليوم روسياً في محافظة أبين نعطيك الخبر الذي يمكن أنه لم تتناقله وكالات الأنباء هذا على لساني .
الجزيرة / واحد ضابط أمني؟
الرئيس: واحد ضابط أمني من عندنا إنها ظاهرة أصبحت أشبه ما تكون بالموضة .
الجزيرة / سيادة الرئيس إختطاف وأعمال تفجيرات والاقتتال القبلي في مدينة صنعاء هناك قتل ثلاثة أشخاص الشهر الماضي في محافظة ذمار 14 شخصاً قتلوا في اقتتال قبلي يعني في انفلات للأمن يعين وكأنما الدولة لا تحكم إلا في بعض المدن، والإنسان يخشى على نفسه ألا تخشون أن تتطور الأمور إلى حد يخيف الدول المانحة وأي مستثمر في هذا البلد الذي هو بأشد الحاجة إلى الاستثمار؟
الرئيس: أبداً هذه الأعمال لا تشكل أي خطورة هذه القضايا جنائية بحتة مثل أي قضايا تحصل في الولايات المتحدة الأمريكية، في بريطانيا، في كثير من بلدان العالم وحتى في البلدان الديمقراطية وفي كثير من الأقطار العربية والإسلامية لكن هنا تعتيماً إعلامياً، نحن عندنا حوالي (170)مطبوعة صحفية وحوالي من 13 إلى 14 حزباً عاملاً وكلهم يتابعون كل ما يجري في الوطن ويتسابقون على وكالات الأنباء لبث مثل هذه الأخبار نحن لسنا منزعجين من هذا الكلام بالعكس كلما انتشرت هذه جاءت بردود أفعال لدى كل القوى الوطنية ولدى كل أبناء الوطن إن هذه إساءة للوطن وإساءة للديمقراطية والحرية وإساءة للتسامح وإساءة للعدل لكل قيم اليمنيين ولكل المثل والأخلاقيات.
الجزيرة / هذا معروف ولكن ألا تعتقد إذا لم تكن هنالك أيادٍ أجنبية ألا تعتقد الأخ الرئيس علي عبد الله صالح بأن بعض الدوافع بسبب الحاجة الاقتصادية إذ أن البلاد تمر بحالة اقتصادية يرثى لها والناس يلجئون إذا لم تستطع الحكومة أن تخلق لهم وظائف أو لديها برنامج ضمان اجتماعي أن يلجئوا إلى هذه الأعمال في سبيل الحصول على المال؟
الرئيس :لا ذلك لا يوصل إلى هذه النتيجة، صحيح ليدنا انفجار سكاني كبير وشحة في الموارد بالإضافة إلى أنه حصل في هذه الفترة انخفاض في أسعار النفط مما أدى إلى تقليص المشروعات لكن لا تصل إلى نتيجة اختطاف أجنبي أو اللجوء إلى العنف لأنه إذا حلت مشكلة واحد أو اثنين أو ثلاثة مرتزقة ولكن مئات الآلاف من المواطنين يعيشون في إطار سلوك وانضباط وليس لديهم فرص عمل مشكلة كم الأشرار الذين يشكلون خطراً؟ إنهم عشرة وليسوا آلافاً .
الجزيرة / ولكن ربما هذه الأعمال شجعت آخرين خاصة وأن الحكومة ترضخ لمطالبهم؟
الرئيس: إلى حد اليوم لم ترضخ الحكومة لمطالب أي من الخاطفين ولكن هناك أسباباً وجيهة ليس هناك مشكلة يعني مثل القيام بمشروعات معقولة في إطار برنامج الحكومة وفي إطار الخطط لكن ليس أنه اختطف أجنبياً نحن ننفذ المشروع الذي أدرج في الموازنة في إطار الوزارة أ، المؤسسة أو المحافظة ما هو موجود ومعتمد في الموازنة العامة للدولة وليس على أساس من خطف عملنا له موازنة وفتحنا خطاب اعتماد مع البرلمان لأنه قام باختطاف أجنبي .
الجزيرة / ولكن يبدو سيادة الرئيس أن بعض المطالب التي لُبيت كما قلت ربما يجب أن تتماشى مع مخططات الحكومة وهي على روق ولم تنفذ إلا عندما لجأ هؤلاء إلى هذه الأساليب لابتزاز الحكومة وإرغامها على إقامة المشاريع؟
الرئيس: هذا غير صحيح هي شكلت موضة لأنه فعلاً عندما حرصنا في فترة من الفترات على عدم تعرض المخطوفين للأذى جعلت البعض يتمادون ما دام وقد حصلوا على السلامة وأعطيناهم الأمان وجئنا لهم بوجه وأصبحت تقليداً فكل واحد يقلد الآخر لكن الآن لدى اللجنة الأمنية للحكومة إجراءات إن شاء الله تسمعها قريباً وستكون حاسمة لمثل هذه الظاهرة .
الجزيرة / كيف تنظرون إلى جنوب اليمن؟ ننتقل الآن إلى موضوع الوحدة منذ أن توليتم السلطة عام 1978م هل كانت الوحدة ضمن مشاريع الرئيس / علي عبد الله صالح كما كانت مشروعاً وشعاراً؟
الرئيس: أخ سامي خاطبني كرئيس للجمهورية اليمنية التي توحدت في 22 مايو لا تخاطبني لا باسم الجنوب ولا باسم الشمال، لأننا دفعنا على هذا المنجز القومي والوحدوي الذي يفتخر به كل عربي نهراً من الدماء فكل عربي يحب هذا الوطن ويحب اليمن سواءً كان صحفياً أو سياسياً يخاطبني برئيس اليمن الموحد لا يخاطبني ماذا يجري في الجنوب أو في الشمال أو في الغرب ..هذا يصبح عندما يتخاطب معي سياسي أو إعلامي أو حكومة أو نظام ويحدثني عن الجمهورية العربية اليمنية أو جمهورية اليمن الديمقراطية نعتبره نكاية بالوحدة الوطنية؟
الجزيرة / إذاً من هذا المنطلق الرئيس اليمني رئيس اليمن الموحد هل تعتقد أن لولا مبادرة الجنوب؟
الرئيس: على كل حال إذا تريد أن نستعرض تأريخ الوحدة فإن ذلك يحتاج إلى برنامج طويل وتأريخ ونسرده وهو منشور في الوثائق، لكن الوحدة هو نحن نقول الفضل فيها رغم أنها بُذلت جهود غير عادية من قبلنا لتحقيق الوحدة ولكن الفضل الأول هو انهيار المنظومة الاشتراكية ولجور باتشوف الذي أخل بالتوازن الاستراتيجي بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وبعد أن انهارت الشيوعية جرينا مع بعض لتحقيق الوحدة ومن ضمنها القيادة التي وقعت معنا الوحدة وأعلنت الانفصال والحرب بعد مرور كم سنة .
الجزيرة / مع أنه عشية الوحدة قال لكم السيد علي سالم البيض الرئيس اليمني الجنوبي السابق قبل الوحدة أثناء مروركم؟
الرئيس: أولاً عفواً هو لم يكن رئيساً هو كان أميناً عاماً للحزب الرئيس كان أسمه حيدر العطاس ولكن على الطريقة السوفيتية كان الأمين العام والمكتب السياسي واللجة المركزية هي التي تحكم .
الجزيرة / أثناء مروركم تحت نفق جولد مور قال لك البيض علينا أن نتفق على الوحدة ونخرج اليمن من هذا النفق المظلم حينها قلتم عنه أنه الوحدوي الأول سيادة الرئيس عودة إلى موضوع الوحدة بعد أحداث عام 1994م الدامية هل تعتقد أن ما نتج عنها كان تحذيراً للوحدة أم خلخلة لها؟
الرئيس: كان بودي أن تعمل استطلاعاً كاملاً داخل الأوساط السياسية وداخل كل المحافظات والمديريات في كل أنحاء الوطن اليمني، الوحدة تجذرت وتعمقت وتعمدت وتثبتت وخاصةً بعد أن تم دمج كل المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والأمنية، لأنها كانت هي التي تشكل خطورة على الوحدة عندما أعلنت الجمهورية اليمنية في 22 مايو احتفظت القيادة الانفصالية بالمؤسسات العسكرية ومؤسسات الدولة المختلفة وقوات الأمن وكونوا وحدويين في محافظات ما كان يسمى بالمشال أما في المحافظات الجنوبية الشرقية فكانوا يسيطرون عليها سيطرة كاملة لأنه كانت لهم جذور هناك للحزب الاشتراكي الذي أشعل الفتنة في 9و10 مارس في المحافظات الشمالية فقط وكان فتنة كبيرة أشعلها في تعز، في إب في صنعاء وفي كل المحافظات الجنوبية التي كان قابضاً عليها قبضة حديدية بالسلطة الأمنية والسلطة العسكرية ومليشيات الحزب .
الجزيرة / ولكن ألا تعتقد سيادة الرئيس؟
الرئيس مقاطعاً: لم يحصل اختلال أمنى في تلك المحافظات بمعنى أنه كان هناك عمل مدبر ضد الوحدة اليمنية لأنهم هربوا إلى الوحدة وعلى أساس أن الوحدة عقد يستطيع أن يلغيه ولكنه عقد لا يمكن إلغاؤه خاصةً بعد الاستفتاء، لا أحد يقدر يلغيه لا علي عبد الله صالح ولا أي زعيم حاضر أو قادم لا يستطيع أن يزحزح من الوحدة شيئاً.. أطمئنك واطمئن كل وحدوي عربي أن الوحدة اليمنية وطيدة ومثبته ويطمئن عليها .
الجزيرة / ولكن يعني كان هنالك خلاف في الرأي لا نريد أن ندخل في التأريخ كيفية إدارة الأمور في شمال الوطن الموحد، العقليات، الأعراف، التقاليد، العقلية القبلية التي تختلف عن العقلية الجنوبية؟
الرئيس: أقاطعك لا لا هو كان فيه إعلام حزبي خلال 17 سنة أو 20 سنة من حكم الحزب أظهر للعالم الخارجي وكل العالم حتى العالم المتحضر أن الجنوب متحضر والشمال متخلف هذا غير صحيح أنت عليك أن تعمل استطلاعاً للرأي العام وتنتقل بين كل المحافظات ..المحافظات جزء لا يتجرأ من بعضها البعض الشمالية والجنوبية ولكن العقلية عقلية الحزب صور للعالم الخارجي والداخلي أنه متحضر وأن المحافظات الشمالية غير متحضرة، هذا غير صحيح وأنت من حقك ومن حق وسائل الإعلام العربية والدولية أن تعمل مسحاً إعلامياً لكل الجمهورية وتشوف .
أولاً: أريد أن أطمئنك ماذا اكتسبت المحافظات الجنوبية والشرقية من خير الوحدة لم يعمل الحزب طوال حكمه شيئاًَ إلا الإرهاب والإعدام والذبح وتشريد أبناء المحافظات الجنوبية إلى دول الخليج ومنها السعودية وأبو ظبي وبقية دول الخليج كانوا هاربين فارين من المحافظات الجنوبية الآن عادوا إلى مزارعهم وإلى متاجرهم وإلى قراهم آمنين مطمئنين.
الجزيرة: وماذا عن موظفي الدولة ولدي فاكس من يسلم باسويدان يمني من السعودية يقول هناك نقطة هامة هي أن جميع الوظائف يشغلها أشخاص شماليون من أعلى هرم الدولة إلى قاعدته مثل جميع موظفي السفارات الذين ينتمون إلى المحافظات الجنوبية قد استبعدوا من وظائفهم وبالمناسبة، أنا اعرف اثنين من بيروت ومن باريس جنوبيين عادوا واخذوا معاشاً وقاعدين في بيوتهم؟
الرئيس: من حقك أن تستفسر ولكن الحقيقة أن جميع الإدارات المدنية والأمنية في المحافظات الجنوبية والشرقية من أبناء تلك المحافظات ولا يوجد سوى اثنين أو واحد نقلوا من المحافظات الشمالية إلى المحافظات الجنوبية(هذا مش) صحيح هذا من حيث الإدارة سواء في المؤسسات أو في الضرائب أو في الجمارك وفي كل فروع المؤسسات سيقال في هذا الصدد (مش) صحيح بل تضليل إعلامي .
الجانب الآخر بالنسبة للسفارات من حقك أن تسأل وزير الخارجية وستجد أن السفارات يشغلها موظفون من المحافظات الشمالية والجنوبية صحيح إذا استبعد أحد إلى ديوان وزارة الخارجية لكنهم جميعاً يستلمون استحقاقهم وانتقلوا إذا كان انتهت مدتهم القانونية ولا يعني أن هناك استحواذاً على هذه السفارات من محافظة دون أخرى. هذا ليس صحيحاً وأنا كمسؤول أول عن الوحدة الوطنية ومسؤول في المقام الأول أتحمل هذه المسئولية سواء في السلك الدبلوماسي أو في وظائف الدولة المختلفة في الجيش، في الأمن، في الشرطة، هذه أنا اعرف أبعادها لا تتحقق ولا يوجد اطمئنان إذا لم يكن هناك مزج مشاركة لكل أبناء الوطن .
الجزيرة / وهل تعتقد سيادة الرئيس أن إصدار الأحكام في مجموعة من تسمونهم بـ 16 سيعزز هذه الوحدة وستستميلون وجدان وقلوب أبناء الوطن في الجنوب؟
الرئيس :دعني أوضح لك أولاً حول ما يسمى بقائمة الـ 16 والأحكام الصادرة ضدهم وإقفال ملفات الماضي وحتى أصل الأحكام وأنا عندما أعلنت في رمضان إقفال ملفات الماضي كان عندنا ملفات ما كان يسمى بالملكيين والجمهوريين في ما كان يسمى في المحافظات الشمالية بالجبهة الوطنية التي كانت مدعومة من الحزب ضد النظام في الشمال والصراع الذي حصل في المحافظات الجنوبية بين جماعة سالم ربيع علي والسلطة .وجماعة علي ناصر محمد والسلطة. هذه الصراعات كلها أنا تحدثت حول إغلاق هذه إقفال هذه الملفات وننظر إلى المستقبل، إما قرار الـ16 أنا حصرت ما حصل من جريمة الانفصال وحرصت أن لا يحصل شرخ في الوحدة الوطنية وأن لا يكون هناك فهم أن هناك حربا شمالية – جنوبية في أيام الحرب بل وحاصرتها بالعفو العام وكل أبناء الوطن من أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية هم الذين قاتلوا دفاعاً عن الوحدة.. لا تصدق ما يردده البعض أن المحافظات الجنوبية لو كان الأمر كذلك لن يستقر الوضع ولا ساعة واحدة .
الجزيرة / يعني بعبارة أخرى لا تتفق مع من يقولون أن إصدار الأحكام بالخمسة الكبار وإلغاء هذا الشريك في الوحدة عبارة عن إلغاء سياسي؟
الرئيس: لا.. شريكي في الوحدة هو الوطن أنا وقعت على اتفاقية الوحدة ولكن أنا سوف أموت غدا أو اطلع من السلطة ولكن الوطن باقٍ أنا مشارك للوطن والوطن جرت فيه انتخابات نيابية واستفتاء على الدستور وأنا مسئول عن الوحدة الوطنية.. أنا عندما خان البيض القضية الوطنية واستلم مئات الملايين من الدولارات وأودعها البنوك هو ورفاقه الانفصاليون وتم إحالتهم إلى الادعاء العام ومحاكمتهم وصدرت بحقهم الأحكام أنا استبدلتهم بقيادات وطنية في الجيش في الشرطة في الدولة وفي كل مؤسسات الدولة من أبناء المحافظات الجنوبية وطنيين قاتلوا في ثورة سبتمبر وأكتوبر.. وليس من حق أحد شمالي أو جنوبي أن يملك حق الوصاية على الشمال أو الجنوب ليس من حق علي عبد الله صالح أن يقول أنا وقعت على الوحدة ولازم أظل رئيساً وللأبد.. أبداً أنا حددت في الدستور النظام الرئاسي بدورتين فقط ويجب أن نهيئ الناس لذلك ..
الجزيرة/في دولة الوحدة ولكنك رئيس الجمهورية العربية اليمنية وتمارسها منذ عشرين سنة؟
الرئيس: أنا حددتها للجمهورية اليمنية بدورتين رئاسيتين ..
الجزيرة / لنأخذ مكالمة من الكويت.. معنا الدكتور احمد الربعي من الكويت.. دكتور احمد مساء الخير أولاً وتفضل .
د. احمد الربعي / مساء الخير أريد أن اسلم على الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وعلاقتي به قديمة كعلاقتي باليمن فأنا ادعي بأنني اعرف المحافظات الشمالية والجنوبية والشرقية حق المعرفة وحاورت الأخ الرئيس في عام 1990م أثناء احتلال الكويت وحاورته أيضاً قبل اشهر حيث تشرفت أيضاً بلقائه في جزئية الخلاف والصراع مع المعارضة أقول فقط وجهة نظر شخصية لأن تجارب كثير من الشعوب واليمن ليست استثنائية شهدت هذه الدول بين مواطنيها خلافات وصراعات وصلت إلى درجة الحروب الأهلية أحياناً ثم لم يجد أحد طريقا|ً لتوحيد هذه البلدان وتقويتها وتنميتها سوى بوحدة كل القوى داخل البلد فاعتقد تجربة سلطنة عُمان هي مثال ممتاز يمكن لليمن أن تحتذي فيه .
وتجربة السلطان قابوس شخصياً أن هناك آلافاً من الناس كانوا يقاتلون من أجل انفصال جنوب عُمان عن بقية أجزاء عُمان ، وكانت هناك أيضاً حربا شرسة وأهلية قوية استخدمت فيها كل أنواع السلاح ثم بعد ذلك بعد أن كان السلطان قابوس في الحكم تم مصالحة جميع هذه الأطراف وكل هؤلاء الآن الذين كانوا في يوم من الأيام في المعارضة ويستخدمون السلاح هم الآن أشخاص فاعلون في الدولة ..أنا أقول رغم معرفتي بتفاصيل الخلاف والصراع والحرب إلا أنى اعتقد أن تسود عقلية الروح اليمنية التي تؤمن بالتآلف قدر الإمكان.. إذا الماضي سيشدنا وسيمنعنا من التقدم للأمام فأعتقد أن اليمن ستدور في حلقة مفرغة وهي ليست بحاجة إلى إضاعة وقت ..
اعرف اليمن جيداً واعرف أنها بحاجة إلى كل شخص وإلى تنمية فاعلة، لذلك أتمنى من الأخ الرئيس أن يناقشني في هذه الجزئية فكرة التصالح وفكرة المصالحة داخل اليمن بين اليمنيين … فكرة تخفيف الحدة في هذا الصراع وفكرة العفو العام بعد أن أصدرت المحاكم اليمنية أحكامها المعروفة ..
اعتقد لو أن الرئيس علي عبد الله صالح أصدر قراراً بالعفو سيكون هذا قوة للرئيس وليس ضعفاً.. قوة للدولة اليمنية وليس ضعفاً لها .
الجزيرة/ وكما قالت العرب (العفو عند المقدرة ) سيادة الرئيس؟
الرئيس /أولاً أرحب بالأخ احمد وأنا اعرفه معرفة جيدة واسمع عنه الكثير قبل ما اعرفه.. هو رجل من حركة القوميين العرب كما افهم.
المذيع /أليس كذلك يا أخ احمد؟
د. احمد الربعي/ أي نعم .
الرئيس / فالأخ احمد اعرفه معرفة جيدة واشكره على هذا التعاطف مع وطنه الثاني اليمن ومن حق كل أخ عربي إن يتحدث ( ونصيحة في محلها ) ولكن بدلاً من شق الصف الوطني الذي أنت تعرفه وماذا حصل في 13 يناير وانزاحت قيادة كاملة بمكتبها السياسي ولجنتها المركزية والحكومة والمؤسسات إلى المحافظات الشمالية في إطار الصراع داخل الحزب الواحد فإن الحزب لم يصدر عفواً عاماً عن رفاق دربه في 13 يناير واستمر ذلك الشرخ، أما أنا فقد حاصرت القضية وكان المفروض أحاكم الحزب الاشتراكي كاملاً ومؤسساته وكل من شرع للانفصال وأن تستمر محاكمتهم ولكن أنا اعتبرتها حكمة.. أنني حصرتها في 15 شخصاً فقط والقضاء قال كلمته فيهم وحصرها في خمسة وليس هذا قراراً سياسياً ولكن قراراً قضائياً.. رغم أنني أُعاتب وأتلقى عتاباً كبيراً من كل من القوى السياسية أن هذه أحكام سياسية قلت لهم هذه أحكام قضائية فأنا أشكرك على هذه النصيحة الطيبة.. ومع كل ذلك إذا كان القضاء قد أصدر حكمه في خمسة أشخاص أريد أن اسأل الأخ احمد لماذا بقية القوى السياسية المقيمة في القاهرة وفي المملكة العربية السعودية وفي أبو ظبي وفي دمشق التي لم يصدر بحقها أي حكم ومستحقاتهم ومستلزماتهم ومساكنهم وكل حقوقهم مكفولة ويكفلها الدستور؟ لماذا ما يعودون إلى ارض الوطن يمارسون نشاطهم السياسي في إطار حزبهم القائم والذي تحميه الدولة وترعاه الدولة؟لماذا لم يعودوا.. هناك قضية سقط فيها عشرة آلاف شهيد وجريح ونحن نتحسر على خمسة أو عشرة محكوم عليهم من أجل أن نحافظ على وحدة الوطن وعلى ملايين المواطنين.. لماذا أنت يا أخ احمد (زعلان ) على هذا الأمر؟
الجزيرة/ د.احمد الربعي.. ماذا تقول للرئيس هل إجابته شافيه أم أنها دبلوماسية؟
د. الربعي / أنا لا أدافع عن وجهة نظر معينة ولاعن شخص معين أنا أدافع عن وحدة اليمن وحاجتها إلى التنمية وحاجتها إلى كل أبناءها.. وإذا كان هناك بكل احترام وتقدير من هم يعيشون الآن في الخارج من المعارضة فهذا بالتأكيد أمر مقدر ومحترم يشكر عليه الأخ الرئيس لكن إذا عدنا إلى الماضي خذ الشطر الشمالي سابقاً الغشمي رحمه الله والحمدي رحمه الله وقائمة طويلة من الخلافات والصراعات والقتل.. يعني ما حدث في الفترة الأخيرة ليس هو الحادثة اليمنية الوحيدة وإن كانت أقساها وأسوأها لكن تاريخاً من العنف واعتقد الحل هو بمبادرة من القيادة السياسية إذا جاءت مبادرة سياسية.. وهذه المبادرة ستؤثر في كل الموجودين في دمشق والقاهرة وغيرها وستدفع أبناء اليمن إلى العمل جميعاً إلى العمل في صف واحد.. فأنا ارجوا أن يفهم الأخ الرئيس أنى لا أدافع عن شخص ولا عن جماعة وإنما رغبتي في تنمية اليمن وفي تقدم اليمن هو دافعي .
الرئيس: أخ احمد أنت تعرف ما كان يحصل في المحافظات الشمالية ، كان هناك صراع بين النظام الجمهوري والملكيين الذين ناوأوا الثورة والذي حصل في الجنوب بين الحزب الواحد بين رفاق السلاح والذين تعرفهم أنت حق المعرفة أما الشمال فكان هناك إمام نصب بعد قيام الثورة واحتل الجبال وجاءت القوات المصرية وساعدت الثورة اليمنية وسارت فيها آلاف الشهداء لم ينشأ صراع قبلي قط تفهمون هذا الكلام ليس صراعاً مناطقياً لا حاشدياً لا بكيلياً لا شافعياً لا زيدياً لا قروياً هذا ليس صحيحاً كان صراعاً بين النظام الجمهوري وبين القوى الملكية التي كانت تريد أن تعيد الإمامة إلى أرض الوطن .
الجزيرة / شكراً سيادة الرئيس عندما طرح الدكتور احمد الربعي موضوع الخمسة شركائك السابقين في الوحدة وغيرهم؟
الرئيس: أنا أقول أنا شريكي الشعب عندما وقعت كنت أنا ممثل للشمال كرئيس وإذا جاء وقت أنى انتهيت.. أنا كنت أمثل الشعب وأتخاطب مع الشعب اليمني ولست وصياً على هذا الوطن.. أنا لست في حكم وراثي لأن أكون وصياً على هذا الوطن، أنا حققت الوحدة ودافعت عن الوحدة وقاتلت على الثورة، والوطن هو الذي يقدر لهذا الزعيم أو ذاك نحن خدام للوطن .
الجزيرة /هذا الحماس الذي تتحدث فيه يا سيادة الرئيس يعطي انطباع عقلية المنتصر على الذي خسر الحرب والواقع لنكن كما طرح الدكتور احمد الربعي يعني مصالحة جادة، عفو عام، إرضاء جميع الأطراف، تضميد الجروح، أما الحديث عن نسيان ملفات الماضي يعني وكأنما تريد أن تغطي جرحاً؟
الرئيس: هذا تريد أن الشعب يحاكمنا وأن الشهداء وأن المناضلين الذين سقطوا أنا ليس لديّ حقد شخصي ضد بشر أنا لا احقد على بشر ولكن لعشرة أو خمسة عشر ليست مشكلة، لكن أنا عندي آلاف من الجرحى، والأنين في كل بيت أنا إن عفوت عن هؤلاء هذا يعني لازم أتحاكم وتحاكم القيادة بأنني خنت قضية وطنية.. إنني أرجعهم يحكمون ويمارسون عملاً سياسياً ارجع البيض أن يركب سيارة ويعود إلى عدن أو إلى صنعاء أو إلى حضرموت ويراه أبناء الشهداء ماذا يقولون لي إنهم سيأكلونهم وسيأكلون القيادة الحالية .
الجزيرة/ هناك بعض دول الجوار خاصة كما يقال أن المملكة العربية السعودية بشكل خاص كانت ضد فكرة المحاكمات وليس هذا تدخلاً في شئون اليمن ولكن في سبيل دفن جراح الماضي ونسيان الماضي عن طريق تأليف كل أبناء الوطن في سبيل ازدهاره مستقبلاً.
الرئيس: أنا على اتصال وعلى زيارات متكررة مع القيادة في المملكة العربية السعودية وفي مقدمتهم الملك فهد والأمير عبد الله والأمير سلطان والأمير نايف وكل الأمراء ولم يبحث مثل هذا الأمر ولم يطلب مني أي مسؤول في المملكة العربية السعودية إقفال هذا الملف أو سألوا حول هذا الملف هذه كلها تكهنات صحفية أيضاً كل الأقطار العربية تعتبر مثل هذا الشأن داخلياً وهذه مسألة داخلية والوحدة لازم لها ثمن نحن دفعنا الثمن.
الجزيرة /إذاً سيادة الرئيس كيف تفسر أنه عشية إصدار الأحكام ذهب المبعوث الرئاسي إلى السعودية العميد عبد الله البشيري ليتحدث مع الأمير سلطان عن موضوع ليس في هذا اليوم الذي ذهب فيه ولكن في تلك الليلة وكان يحمل جدول أعمال يتعلق بالترتيب التالي لمباحثات الحدود والعمالة اليمنية وأخيراً المحاكمة ولكن لم يلتقِ به الأمير سلطان وإنما حوله إلى اللجنة الخاصة وعاد بالقائمة ووضع السعوديون موضوع المحاكمات في الأولوية بالعكس ما وضعتموه أنت وثاني يوم صدرت الأحكام كيف تفسر ذلك .
الرئيس: لا صحة لذلك، ذهب الأخ عبد الله البشيري أمين عام الرئاسة مع وفد فني من المساحة لبحث أو استكمال بحث قضية خط الحدود ابتداءً من 1952م من المثلث الذي يشكل فيه عُمان /المملكة /اليمن حتى جبل ثأر، فكان هناك لقاء في كوموا بيني وبين الأمير سلطان واتفقنا على خط وقال سيرجع إلى المملكة وأنا رجعت إلى اليمن والحوار ماشٍ على هذا الأساس وضُيقت الهوة بيننا وبين الأمير خاصةً من المنطقة الشرقية حتى جبل ثأر إلى نقطة 11 حسب ما يسميها الفنيون في المساحة وهناك خلاف بسيط أمام نجران والبقع ولا صحة بأن البشيري كان يحمل مثل هذه الرسائل بل كان يحمل خطاً وقد جاء لي وزير من المملكة لم نعلن عنه وذهب البشيري ثانية ورجع أمس الليل من السعودية ونحن نبحث هذه الخطوط لنحل فيها مشكلة ما تبقى من الحدود بين البلدين والأمور سارت سيراً حسناً وإن شاء الله يحسم هذا الأمر قريباً .
الجزيرة /ربما تطرقنا إلى هذا الموضوع كنت أريد أن أطرقه بعد قليل لكن هذا الموضوع مهم ربما من أهم واسخن المواضيع.. معنا الأستاذ فيصل جلول الصحفي العربي في باريس.. مساء الخير أستاذ فيصل تفضل ..
فيصل جلول / مساء الخير فخامة الرئيس مساء الخير سامي في الواقع أنا عندي ثلاثة أسئلة وعندي رغبة اطلع من سياق الجو الذي أخذته المقابلة حتى الآن. السؤال الأول في الواقع يتصل بحصول اليمن على أكثر من مليار دولار من المساعدات الأوربية وكان يقدر لهذه المساعدات أن تسير باتجاه تحقيق مشاريع تنموية وحل المشاكل الاجتماعية في اليمن ومن ضمنها البطالة ومن ضمنها إعادة بناء الاقتصاد اليمني على أسس مختلفة ومنظمة نلاحظ يا فخامة الرئيس أن هذا المبلغ الضخم الذي تحتاجه اليمن تعترضه عقبات كبيرة من نوع حجم موظفي الدولة اليمنية، وهناك ما يقارب حسب التقديرات خمسمائة ألف موظف.. صحيح أن القسم الأكبر من هؤلاء الموظفين جاءوا من الدولة السابقة في الجنوب التي كانت تعتمد على القطاع العام لكن الصحيح أيضاً أن هذا العدد الضخم يمكنه أن يلتهم قسماً كبيراً من هذه المبالغ والمساعدات ، هذه عقبة والعقبة الأخرى تتصل بنسبة الأمية المرتفعة في اليمن والتي لا تساعد كثيراً على السير ببرنامج تنموي وفق الأموال التي يجب أن تستثمر في هذا المجال هل يمكن أن نعرف.. وهذا سؤالي الأول لأن هناك سؤالين أيضاً.. هل يمكن أن نعرف مدى شعور اليمن بهذا الخطر على المساعدات من طرف عدد الموظفين الكبير في الدولة ومن جهة أخرى عقبة الأمية المنتشرة .؟
الجزيرة /شكراً أستاذ فيصل .
الرئيس: شكراً يا أستاذ فيصل أنا شاكر سؤالك وأنا سأعطى بعض الإجابات التي اعرفها لأن هذا شيء يخص الحكومة ويخص رئيس الوزراء والمختصين الاقتصاديين والفنيين في الحكومة لكن سأضطر أجيب على خطوط عامة لهذا الأمر على ما اعتقد كما افهم من التقارير المرفوعة من الحكومة الذي طلبتها أن هناك خطة لحل مشكلة البطالة ومنها شبكة الأمان الاجتماعي منها إنجاز مشاريع استراتيجية مثل الطرق، مثل الحواجز المائية ، مثل السدود، أشياء كثيرة كما فهمت من الإخوان في الحكومة ولكن يمكن أن تأخذ تفاصيل من الإخوان المختصين في الجوانب الاقتصادية لكن أنا، كما افهم أن الأمور ماشية لا بأس بها صحيح أنه عندنا تركة من الموظفين، وهذا أمر واقع لا نقدر نقول نرميهم في الشارع لكن لابد من خلق فرص عمل لمثل هذه العناصر التي ممكن أن تتقاعد وتحصل على كامل حقوقها وأيضاً عندنا دفعات من الشباب الخريجين من الجامعات أيضاً التي يمكن أن تحل محل هذه الكوادر القديمة، عندنا جملة من المشاكل الاجتماعية والأمية نحن نتبنى مكافحة الأمية ولدى الحكومة برنامج لمكافحة الأمية وإن شاء الله ينجح هذا البرنامج قريباً .
الجزيرة/ أستاذ فيصل.. رجاء إذا أردت أن تعلق على إجابة الرئيس تفضل تختصر ثلاثة أسئلة سؤالين تفضل أستاذ فيصل ..
فيصل جلول :في الواقع أنا أريد أن احتفظ بالسؤالين السؤال الثاني فخامة الرئيس انتم بعد الوحدة مباشرة حددتم الأولويات بالنسبة لسياستكم الخارجية ومن ضمن هذه الأولويات تحدثتم عن حل مشاكل الحدود مع المملكة العربية السعودية وبعد الحرب عام 1994م قررتم أيضاً أن تكون هذه المسألة في سُلم الأولويات وقلتم باستمرار إن العلاقات مع الدول في الجزيرة العربية هي التي تحتل هذه المكانة لكن نلاحظ يا فخامة الرئيس منذ بعض الوقت أنكم تركتم البر وتتجهون نحو البحر بذلتم نشاطاً من أجل الدخول في منظمة المحيط الهندي زارت بعثة علمية فرنسية جزيرة سقطرى للبحث في أوجه التعامل مع فرنسا بالنسبة للجزيرة نلاحظ أيضاً ..
الجزيرة / مقاطعاً أخ فيصل عندما تقول التعامل هل لك أن تكون واضحاً يعني استثمار أم ماذا؟
الأستاذ فيصل: أتحدث عن الاستثمار هناك أيضاً في هذا السياق يا فخامة الرئيس مساعيكم الدائمة من اجل إعادة بناء الأسطول البحري اليمني وعقدتم صفقة وفي هذا المجال تبحثون في صفقات من اجل تدعيم أسطولكم البحري، زرتم مؤخراً دولاً آسيوية باتجاه البحر، وقعتم بالأمس اتفاقاً مع جيبوتي بهدف التعاون اليمني المشترك مع جيبوتي؟
الجزيرة/ مقاطعاً خلاصة القول يا أستاذ فيصل ما هو السؤال؟
فيصل جلول: من كل ذلك نستنج يا فخامة الرئيس أنكم غيرتم الأولويات فهل هذا التغيير حاصل فعلاً؟
الجزيرة / شكراً يا أستاذ فيصل، سيادة الرئيس تريدون أن تتحولوا من دولة برية إلى دولة بحرية؟
الرئيس: أخ فيصل نريد أولاً نطمئنك من ناحية صحيح تحدثت عن أهم أولويات دولة الوحدة الجمهورية اليمنية هل هي حل مشاكل الحدود مع الجيران فعلًا نحن سلكنا هذا السلوك وفعلاً حللنا مشاكلنا مع الأشقاء في سلطنة عمان حلاً ودياً مرضياً للطرفين لا غالب ولا مغلوب لا ضرر ولا ضرار كلنا مرتاحون وأبناء الشعب في عُمان واليمن مرتاحون لهذا الحل الممتاز وبالنسبة للجارة المملكة العربية السعودية أقول لك وأنا كنت أتحدث قبل قليل أنه مازال التواصل مستمراً خلال الأشهر القليلة لحل مشكلة ما تبقى من الحدود وفعلاً يعني وصلنا إلى نتائج ممتازة ومرضية للطرفين ولم يبقَ إلا الشيء البسيط وإن شاء الله في اقرب وقت تحل هذه المشكلة أو المعضلة الحدودية التي لها حوالي ستين سنة، كثر خيرنا إننا استطعنا أن نحاصرها خلال هذه الفترة الوجيزة فأبشرك أنها ستحل وبشكل ودي.
الجزيرة/ مقاطعاً.. وبالنسبة لفرنسا وما يتعلق بسقطري؟
الرئيس: سقطرى صحيح زارتها بعثة فرنسية وذلك لغرض السياحة ونحن نشجع على السياحة في هذه الجزيرة الرائعة والممتازة التي نعتبرها جزيرة لكل مواطن عربي ونرحب بالاستثمارات العربية والمحلية والأجنبية فيها، وقد كنت في زيارة لها خلال الشهر الماضي ووجهت الحكومة لبحث إمكانية أن تكون منطقة حرة مع الحفاظ على البيئة وأن تعمل دراسة وإذا كان الأمر كذلك ممكناً أن تكون جزيرة سياحية ونشجع فيها السياحة مع الحفاظ على البيئة لأننا الآن بصدد إنجاز المنطقة الحرة بعدن، الآن لدى الحكومة توجهات وهي تدرس هذا الأمر فيما إذا كانت مفيدة أو نكتفي بمنطقة عدن وسقطرى نشجعها على السياحة هذا محل بحث الآن بالنسبة للجزيرة .
الجزيرة/ فيما يتعلق بالحدود يعني إذا سمحت مداخلة قلت أنت تقريباً أن الأمر مع المملكة العربية السعودية في المنطقة الشرقية كاد أن ينتهي تقريباً منذ فترة وانتم ترددون ذلك وآخر مرة في عام 97 م بالقرب من بحيرة كوموا شمال ميلانو بإيطاليا التقيت الأمير سلطان وصرحت بأن كل شيء على ما يرام وكأنما أنهيتما كل شيء وهذه المرة الثانية تذكرون ذلك .
الرئيس: تحصل مشكلات في الجانب الفني يعني القيادة تتفق على أشياء رئيسية لا تدخل في التفاصيل، الذي يجعل الأمور تتأخر الجانب التفصيلي والفنيون كل واحد منهم له وجهة نظره يرفع لقيادته وجهة نظره والطرف الثاني يرفع لقيادته والقيادات تتواصل لكن أنا اعتبر أن الأمور ضاقت وأن القضية في طريقها إلى الحل ولن يعكر صفو العلاقات على الإطلاق بيننا وبين الأشقاء في الملكة .
الجزيرة/ من المعروف أن المملكة العربية السعودية كانت تقدم مساعدات بشكل سخي إلى اليمن والدول الخليجية والعمالة اليمنية التي كانت بالسعودية خرجت أو طردت بعد عام 1990م بسبب موقف اليمن.. يعني للاستفادة من هذه العائدات التي انتم بحاجة ماسة إليها عودة اليمنيين والمساعدات من الخارج يعني هل يمكن التوصل إلى نوع من الحل الوسط في كذا كيلومتر في الصحراء يعني حتى لا تبقى هذه المشكلة قائمة وتركزون على التنمية الداخلية؟
الرئيس: الحدود ليست بيعاً وشراء نحن سوف نحل الحدود بشكل نكون فيه راضين ويرضينا.. لكن مسألة أننا نجيب أربعة خمسة كلم من اجل العمالة تعود أو من اجل المساعدات تعود هذا ليس وارداً لكن نحن سوف نحلها بشكل ودي مُرضٍ لنا ولهم.. أما بالنسبة للعمالة فهي يعني بيننا وبينهم اتفاقية ومعاهدة الطائف تنظم هذا الأمر وأيضاً الاتفاقية الجديدة التي سوف تأتي بعد أن نتوصل إلى حل نهائي لما تبقى من الحدود سوف تنظم أوجه التعاون الاقتصادي والفني والثقافي في ظل المتغيرات لأن هناك متغيرات حدثت .
الجزيرة/ سيادة الرئيس يبدو أن هناك عشرات الفاكسات ولم نلُقِ أي نظرة على أي منها هذا فاكس من المعارضة هذا من ألمانيا رياض حسين القاضي رئيس ما يسمى بالجبهة الثورية اليمنية.. هناك مجموعة من التساؤلات فخامة الرئيس.. وصدرك رحب طبعاً.. يقول لماذا مازالت وحتى اليوم مداخيل وواردات النفط اليمني من العملة الصعبة لا تدخل الخزينة العامة للبلاد ..وما يزال مصيرها ومقدارها مجهولًا منذ أول شحنة صدرت أو بيعت في مطلع الثمانينيات ولا تدخل ضمن الميزانية العامة .
الرئيس: هو ربما كان يقصد شحنات نفط المسيلة أثناء الأزمة والحرب هذه أخذتها القيادة الانفصالية أما عائدات النفط فهي عائدات بسيطة تعود للخزينة العامة وكلها موجودة في الخزينة العامة وهنا دولة مؤسسات ليس هنا حكم في البلد يخص شخصاً بل تورد لخزينة الدولة.. عائدات النفط هي التي تحل المشكلة الآن في الموازنة العامة للدولة وهي المصدر الرئيسي للبلاد التي نشتري بها الأرز والبر والدقيق والدواء وقطع الغيار والكهرباء والتربية والصحة وهي كل شئ هذه هي عائدات النفط ..
الجزيرة/إذا لا تذهب نفقات خاصة للرئاسة؟
الرئيس: لا طبعاً أصلاً كم العائدات؟ ليس هناك ثروة هائلة يعبث بها الناس أولًا نحن عندنا مجلس نفطي أو مجلس اقتصادي وهو الذي يشرف على مبيعات النفط ويشرف على دخول الخزينة العامة والحكومة هي المسؤولة طبقاً لبرنامجها الذي قدمته للبرلمان.. نحن دولة مؤسسات ليس دولة أفراد أو أشخاص أو اجتهادات لفلان أو لعلان.
الجزيرة/ هناك مجموعة من الأسئلة ولكن سأختار سؤالاً آخر من السيد رياض حسين القاضي الموجود في ألمانيا وهو من المعارضة يقول تقولون منذ صعودكم إلى السلطة عام 78م بأنكم ضد الفساد المالي والإداري والعسكري والتسيب والانفلات الأمني وإلى آخر هذه من الكلمات ومع كل ذلك لم يشهد الشعب اليمني محاكمة عابث أو فاسد مدني أو عسكري أو حكومي حتى اليوم لماذا؟
الرئيس: أولاً هذا الشعار ليس شعاراً مرفوعاً فقط ولكن سياسة ثابتة نحن لا نقبل بأي فساد في أجهزة الدولة أو مؤسساتها ومع ذلك لا نخفي أنه تحصل حالات من الفساد ومن الرشوة ومع ذلك شكلنا محاكم اسمها محاكم الأموال العامة وموجودة أكثر من قضية في محاكم الأموال العامة هذه المحاكم شكلت وهي في صنعاء وحضرموت وعدن وتعز والحديدة واعتقد إب أي في المحافظات الرئيسية وكثير من القضايا موجودة ومنظورة أمام المحاكم هذا من اختصاصات القضاء.. نحن كسلطة تنفيذية نستلم تقارير من الأجهزة أو جهاز الرقابة والمحاسبة ونحيل التقارير إلى البرلمان لأنه هو الرقيب وصورة إلى تلك المحاكم .
الجزيرة / وخلال هذين العقدين لم يتم الإمساك بأحد!!
الرئيس: لا هناك من تم الإمساك بهم على ذمة القضاء هناك ناس فصلوا وناس خرجوا من المؤسسات.
الجزيرة/ هل يطال ذلك الرؤوس الكبيرة؟
الرئيس: يطال أكبر رأس في الدولة أي واحد يبغي في الأرض فساداً أو يلعب بممتلكات الأمة لإبقاء له أياً كان لكن بأدلة وليس بمجرد شعارات ترفع أو كل واحد عنده كيف معين أنا لم يعجبني الوزير الفلاني أو رئيس المؤسسة الفلانية أو لم يتعامل معي في قضايا معينة ارفع ضده شعار أنه فاسد ارفع ضده شعار أنه مختلس هذا ليس صحيحاً وفر الأدلة وسلمها إلى القضاء والقضاء يتحمل مسئوليته.
الجزيرة / معنا السيد.. محمود معروف من مدينة الرباط الصحفي العربي … تفضل يا أستاذ محمود بسؤالك إلى سيادة الرئيس ..
محمود معروف.. مساء الخير سيادة الرئيس مساء الخير أستاذ سامي، حقيقة هو مسألة كثيرة مهمة أن الخمس والأربعين دقيقة الأولى من الحوار مع فخامة الرئيس ذهبت حول قضيتين ثانويتين، الأولى مسألة الاختطاف والثانية آثار حرب الانفصال واعتقد أن هذه إحدى الأزمات التي يعاني منها اليمن أنه دائماً يُشغل بقضايا ثانوية ليس ذات أهمية كبيرة في المسار ..
الجزيرة مقاطعاً / وما هي القضية المهمة بالنسبة إليك وتفضل بالسؤال؟
محمود معروف / اعتقد أن القضية المهمة بالنسبة لي هي مسألة بناء الدولة.. الآن في اليمن بناء دولة الوحدة وإقامة القاعدة الإدارية لجهاز الدولة لأن في اليمن تمت عمليات بناء المؤسسات السياسية بسرعة سابقة وقافزة بعيداً جداً عن سرعة التطور الإداري في اليمن فكيف يمكن أن نساهم في مرافقة التطور السياسي المتقدم في اليمن مع التطور الإداري في أجهزة الدولة ..
الجزيرة / مقاطعاً شكراً أستاذ محمود ..
الرئيس / شكراً أخ محمود.. حقيقة نحن لاشك قفزنا قفزة كبيرة ولكن هذا الوضع الذي جعلنا نقفز هذه القفزة وإلا كان المفروض البناء أن يأتي بالتدرج في بناء مؤسسات الدولة، لكن على كل حال الأساس موجود ومؤسسات الدولة أفضل مما كانت عليه قبل الوحدة، ما في شك هذه المشاكل أنا ارجوا أن لا تشغل بالكم كأشقاء عرب هذه الحالات الثانوية ..
الجزيرة/ مقاطعاً هل تعتبر بناء المؤسسات مسألة ثانوية؟
الرئيس: مقاطعاً لا ..لا اقصد الاختطاف أو الاختطافات أو التفجيرات هذه لا تشكل أي مشكلة لكن مسألة نحن نعكف على بناء مؤسسات دولة حديثة متطورة تواكب العصر سواءً وقد قطعنا شوطاً جيداً وهذا شيء ممتاز هناك استفتاء على دستور وإجراء انتخابات نيابية في 1993م أو الانتخابات الأخيرة في 1997م وعندنا مجلس تشريعي منتخب انتخابات حرة، هذه هي المؤسسة التي نعلق عليها الأمل الكبير التي هي الرقيب والتي تمثل الأمة أما جهاز رأس الدولة أو الحكومة فهو جهاز فني وإداري لكن أهم شيء هو أن تقاليد البناء المؤسسي للدولة نرسي بناء المؤسسة العسكرية ونجعلها مؤسسة وطنية وأمنية غير مُسيَسة غير حزبية تحافظ على الأمن القومي وعلى السلام الاجتماعي وتحافظ على الدستور، اعتقد هذا شيء مهم بدلاً من تأسيسها حزبياً، كما كانت عليه وفي أي وقت تحصل أزمات أو مشكلات وإذا هي طالعة بالدبابات محتلةً للإذاعة ومحتلة للتلفزيون .
الجزيرة / مقاطعاً كما هو تاريخ العالم العربي .
الرئيس: ومطلعة بيان رقم واحد وبيان رقم اثنين وبيان رقم ثلاثة اعتقد .
الجزيرة / مقاطعاً كلنا مجربون هذا .
الرئيس: نعم لكن أنا غير مجرب لم أكن مجرباً.
الجزيرة/ مقاطعاً لا العرب كعرب .
الرئيس: أنا ليس لي دخل أنا أتكلم عن اليمن.
الجزيرة / مقاطعاً كعرب.. كعرب .
الرئيس: مجربون لكن أنا لستُ مجرباً أنا لم آتِ على فوهة المدفع.
الجزيرة / مقاطعاً لا ..لا
الرئيس: أنا جئت منتخباً من مجلس تشريعي معين في ذلك الوقت خطوة ممتازة أحسن مما جئت ببيان رقم واحد وبيان رقم اثنين .
الجزيرة / إذا هل سينطبق ذلك على جهاز الدولة يعني ليس على أساس الانتماء للحزب وإنما على أساس الكفاءة هل سينطبق ذلك على جهاز موظفي الدولة؟
الرئيس: نعم نحن لدينا قانون للخدمة المدنية، إن الدولة تبني بناء مؤسسياً يضم كل الكفاءات الوطنية من كل القوى السياسية في اليمن ليست كما نظام الحزب الواحد كما كان في الماضي ولكن هناك قانوناً يحمي كل موظفي الدولة وإن حصلت بعض الخروقات نعالجها.. الحكومة أو حزب الأغلبية هو يؤطر في إطار الحكومة يعني في الحقائب الحكومية لكن من وكلاء ووزارات من كلاء محافظين من مدراء مؤسسات من رؤساء مصالح من مدراء مديريات ومدراء عموم من أشياء كثيرة هذه ليس لها دخل في الجانب الحزبي أبداً وهذه الاختراقات التي اقترفها الحزب وبعض الأحزاب التي كانت مشاركة عندما تصل إلى السلطة تعزل الآخرين بحجة إنهم فاسدون.. طيب كيف فاسدون؟ في قانون يحمي كل الموظفين .
الجزيرة / مقاطعاً ولكن ألا تعتقد أن ما يجري في اليمن الآن يا سيادة الرئيس..
الرئيس: مقاطعاً لحظة أوضح هذ1 الأمر.. الأحزاب عندما توصل إلى السلطة ما توصل لأنها ترفع شعار الفساد طيب كيف أنت رافع شعار الفساد وما هي أدلتك الدامغة التي نحاكم بها هذا الإنسان مجرد فقط أن ترفع شعاراً وتعمل إحلالاً من حزبك بدل هذا ..هذا كلام غير سليم ولايبني دولة ولايبني مؤسسات أبداً نحن إذا كنا منصفين من هذا الحزب أو ذلك الحزب وهو غير صالح نأتي بشخص كُفؤ وطني ليس من حزبك لأن ذلك يدل على انك غير منحاز وعلى انك لا تعمل إحلالاً حزبياً وهذا الذي يقبله الناس .
الجزيرة / أريد أن أتطرق إلى هذا الموضوع عن الحزبية والأحزاب في اليمن في نهاية البرنامج ولكن يعني ما يجري الآن في اليمن الاشتراكي ليس الآن في البرلمان لأنه قاطع الانتخابات والتجمع اليمني للإصلاح شبه مهمش وكأنما يعني الجمهورية اليمنية يحكمها حزب واحد سيادة الرئيس؟
الرئيس: لماذا عملنا تعددية.. التعددية هكذا لكل موظفي الحزب الاشتراكي موجودون في الدولة والبعثيون موجودون في الدولة والناصريون موجودون في الدولة والتجمع اليمني للإصلاح موجود في أجهزة الدولة ، صحيح انهم ليسوا في الحقائب السياسية والوزارية لكن لماذا عملنا تعددية حزبية وحزب أغلبية ولماذا نتنافس في الانتخابات أليس من اجل أن يأتي حزب يكون عنده أغلبية ويحكم ويتحمل المسئولية وفي حالة عدم حصوله على الأغلبية من حقه أن يأتلف مع أي حزب .
الجزيرة / معنا مكالمة من السيد / حسن إبراهيم وهو صحفي عربي وموجود الآن في لندن تفضل يا أخ حسن .
حسن إبراهيم فخامة الرئيس مساء الخير
الرئيس: مساء النور
حسن إبراهيم / يؤكد الرسميون اليمنيون دائماً اعتزازهم بالتغيرات الديمقراطية في الجمهورية العربية اليمنية
الرئيس مقاطعاً / الجمهورية اليمنية
حسن إبراهيم آسف.. آسف الجمهورية اليمنية
الرئيس: اليمن اصل العرب ليس هناك مشكلة أننا نتحسس من العربية لكن المشكلة صارت عندنا عقدة مع الحرب والدماء التي سفكت وأصبحنا نعتبرها شتيمة إذا واحد قال لي جمهورية عربية يمنية لأني اصل العرب ليس من حق أحد أن يمنحني صفة العروبة اليمن اصل العرب .
لجزيرة/هفوة عالم أو صحفي نعم تفضل
حسن إبراهيم / تؤكدون دائماً اعتزازكم بالتغيرات الديمقراطية التي حصلت في بلادكم ونحن أيضاً نفتخر بهذه التغيرات التي حصلت في السنوات الأخيرة فخامة الرئيس هل لديكم برنامج واضح لنشر ما حدث في اليمن لنشره في منطقة الخليج والجزيرة العربية .
الجزيرة مقاطعاً / ماذا تقصد لنشر ما حدث في اليمن .
حسن إبراهيم يعني الآن التجربة اليمنية هناك تجربة ديمقراطية متميزة في اليمن لكن هذه التجربة ليست موجودة في الخليج بشكل عام أنا لدي شعور.
الجزيرة مقاطعاً / توجد تجربة ديمقراطية في الكويت يا أخ هل هذا السؤال كاملاً يا أستاذ حسن ..؟
حسن إبراهيم / نعم صحيح.. ولكن هذه تجربة صحيح موجودة في الكويت ولكنها ليست موجودة في دول الخليج الأخرى .
الرئيس: الأخ حسن لكل قطر من أقطارنا العربية خصوصياته هذه التجربة في اليمن لن نفرضها ولن نتباهى بها أمام الآخرين.. نحن نعتز بها لأنفسنا لأنه كياننا اخترناه وتعلمناه خلال حمس وثلاثين سنة أو ست وثلاثين سنة من قيام ثورتنا ونضالنا ضد الحكم الفردي والمشاكل التسلطية فاخترنا لأنفسنا هذا الطريق إننا نسلك السلوك الديمقراطي في إطار هذه المتغيرات.. من يرد أن يستفيد من هذه التجربة فهذا شيء يخصه واعتقد أن دول الجوار سلكت الآن سلوكاً جيداً وبدأت تنشئ مجالس بالتعيين وهذه خطوة ممتازة .
الجزيرة / وبعضها بانتخاب كما هي الحال في عُمان
الرئيس: وبعضها منتخبة ولكن خطوة مادام وصلنا الى أننا نعترف بحق الآخرين في المشاركة ( وأمرهم شورى بينهم ) وشاورهم في الأمر إذا شيء ممتاز يعني نحن لسنا مختلفين هذه تجربتنا لا أريد أن يفهم منها أنها تفرض أو نمن بها على الآخرين تجربة تخصنا وما هو موجود في دول الجوار خطوة ممتازة جداً.
الجزيرة / أخ حسن إبراهيم تفضل السؤال الثاني أو إذا لديك تعليــق – حسن إبراهيم لي تعليق بسيط فخامة الرئيس ألا تطمحون أن تنتقل أو يتأثر الإخوة في الخليج والجزيرة العربية بما حدث في اليمن؟
الرئيس: والله أنا اعتز بأي تجربة ناجحة في أي قطر عربي في الخليج نحن نستفيد منهم، عندهم تجارب اقتصادية، تجارب تجارية، تجارب كثيرة متعددة نحن نستفيد منها لا نتحسس فإن أي شيء إيجابي بدون فرض من الآخرين شيء ممتاز من التجارب نحن نأخذه استفدنا من تجارب أقطارنا العربية من لبنان ومصر والمغرب العربي ومن المجوعة الأوروبية مع الفارق الشاسع بيننا وبينهم .
الجزيرة / مقاطعاً دول مجلس التعاون العربي هل استفدتم منهم مثل الأردن والعراق يعني كانت لديهم تجارب؟
الرئيس: أي قطر عنده تجربة اقتصادية، أمنية، دفاعية سياسية، ثقافية نستفيد منها ليس هناك مشكلة .
الجزيرة / سيادة الرئيس لدي فاكس من الأخ احمد عبد الله يقول فخامة الرئيس السيد علي عبد الله صالح كيف تقيمون العلاقة بين اليمن والكويت خاصةً وقد ظهرت تطورات جديدة في العلاقات بين البلدين؟
الرئيس: هذا الأمر تحدثنا عنه طويلاً نحن ليس لدينا أي تحفظ مع الأشقاء في الكويت وهناك توجد سفارة وقائم بالأعمال للإخوة في الكويت.. الكرة في مرمي الإخوان في الكويت عندما يرغبون في فتح سفارتنا ويستأنفون أعمال سفارتنا نحن حاضرون ليس بيننا وبين الإخوان أي خلاف واعتقد أنه خلال سبع سنوات من الحرب كل الساسة وكل المثقفين وكل المتابعين عرفوا حقائق الأمور نحن اختلفنا مع الولايات المتحدة الأمريكية على قرار الحرب فقط وتحفظنا على الحرب ووجود القوات الأجنبية في المنطقة .
الجزيرة / مقاطعاًً / الرسمية
الرئيس: الرسمية أنا أتحمل مسئوليتها الإعلام الرسمي لم يكن قد أساء الى أي قطر من دول الجوار ولكن هناك إعلام حزبي وفي ظل الأزمة والتوتر داخل القوى السياسية اليمنية التي كانت فعلاً مفتعلة من السياسيين الذين أعلنوا الانفصال وذلك لإيجاد شرخ في العلاقات اليمنية الخليجية وهم يعرفون أنه كانت لي شخصياً علاقات متميزة مع الشيخ جابر ومع الشيخ سعد ومع كل الإخوان في دول الخليج ولم يكن عندنا أي خلاف على الإطلاق ولكن نحن اختلفنا مع الولايات المتحدة الأمريكية عندما جاء إليَّ وزير الخارجية جيمس بيكر وطلب مني أن أصوت على قرار الحرب بخمسة ملايين دولار أمريكي قلت له أنا آسف.
الجزيرة مقاطعاً / عندما كان عبد الله الأشطل سفير اليمن في مجلس الأمن..
الرئيس: نعم قلت له آسف أن أصوت على قرار حرب ضد قطر عربي أنا مع الحل السلمي ومازال رأيي حتى اليوم وما بعد اليوم أنا مع الحلول السلمية أنا ضد الحروب وضد تواجد القوى الأجنبية في المنطقة .
الجزيرة / إذاً لماذا لم تتحُ المنحى السلمي مع الجنوب عندما انفصل إذا كنت ضد الحرب؟
الرئيس: نعم هذه قضية وطنية، هذه قضية داخلي .
الجزيرة / وهذه قضية وطنية عربية
الرئيس لا.. لا هذه قضية داخلية، هذه قضية أفراد اخترقوا الدستور خيانة وطنية زي أي واحد زي ابنك عندما يخرج عليك من الباب هذا لابد أن تؤدبه.. أن تتركه لا يمكن هذه قضية وطنية أمريكا تعاملت مع الجنوب الأمريكي عندما آتت بهم بالقوة لكن نحن وقعنا على الوحدة سلمياً ولكن هو أراد أن يفك هذا العقد وهذا عقد لا يمكن لأحد أن يفكه .
الجزيرة / وأبقيته عسكرياً؟
الرئيس: الشعب اليمني انتفض، وقف ضد الانفصاليين وأنا مسئول عن حماية الدستور وعن قيادة هذه الأمة وأي شيء يخل بأمنه واستقراره أنا المسئول عنه.
الجزيرة / سيادة الرئيس دعني انتقل إلى موضوع إسرائيل تناقلت وسائل الإعلام اليمنية أن إسرائيل طلبت من اليمن السماح ليهود إسرائيليين من اصل يمني بزيارة أهلهم في اليمن ما هو رد اليمن على ذلك؟
الرئيس: طلبوا بشكل غير مباشر إنهم يريدون فك خطوط الهاتف ومجيء زوار يهود يمنيين من اصل يمني من الذين هاجروا في عام 1948م.
الجزيرة مقاطعاً حوالي 60 ألف يهودي يمني .
الرئيس: هذا الكلام ليس جديداً من حكومة نتانياهو لكن من الحكومات السابقة من حكومة رابين وكنت أنا قد وعدت بمجيء علماء أو حاخامات يهود قالوا أنهم من أصول يمنية .
الجزيرة مقاطعاً / رجال دين يعني .
الرئيس: رجال دين يريدون أن يزوروا قبر الشبزي في تعز وكتبوا اليَّ رسالة بالعربية وبالخط اليمني.. في ذلك الوقت كانت مسيرة السلام قد بدأت وكنا متفائلين إذا مسيرة السلام ماشية وتحققت النتائج لما نطمح إليه من سلام شامل وعادل في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان والأردن ما عندنا مانع من زيارتهم لكن بعد أن تعثرت عملية السلام رفضنا مجيء هؤلاء اليهود ومسألة التلفونات رفضنا أن تفتح مع إسرائيل. صحيح نحن دولة غير مواجهة لكن هذه وسيلة من وسائل الضغط لأنه إذا فتحت لها التلفون وتم بحث الجانب التجاري فإن ذلك في إطار التطبيع وأكون طبعت دونما فائدة.. ماذا استفادت فلسطين ماذا استفادت سوريا ولبنان؟ أنا مازلت أشكل ضغطاً عربياً ويبقى على الأقطار العربية أن تأخذ هذا الموقف الضاغط على الحكومة الإسرائيلية حتى تتخلى عن الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان نحن لسنا ضد إسرائيل نحن ضد إسرائيل لأنها تحتل أراضينا وتنهب مقدساتنا وكل يوم اعتداءات على مواطنينا العرب في الأراضي المحتلة..
الجزيرة مقاطعاً / هذا كلام جميل
الرئيس / نحن مثلما لنا علاقة مع فرنسا وأوربا ومع الآخرين مع المسيحيين مع البوذيين ليس لدينا مانع إذا بقيت دولة مجاورة تحترم الجوار وتتخلى عن الأسلحة النووية وتكون دولة مسالمة وحتى تتعامل معنا نحن نرفض التعاون مع إسرائيل أو التعامل معها أو الحديث معها أو التقارب معها بشكل مباشر أو غير مباشر ولا نقبل الحديث مع حكومة نتانياهو .
الجزيرة/ إذا كان الأمر كذلك وانتم ضد أي تطبيع بسبب سياسة نتانياهو المتطرفة لماذا حضر اليمن مؤتمر الدوحة الاقتصادي الذي قاطعته بعض الأقطار العربية؟
الرئيس: نحن حضرنا مؤتمر الدوحة تكريماً لقطر كدولة جارة وشقيقة وكانت معنا في كل موقف وأيضاً لإرضاء الولايات المتحدة لا نخفي شيئاً.. ليس لإسرائيل أما إسرائيل نحن ضدها لكن الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الدولة الراعية للنظام الدولي وكل الناس يخطبون ود أمريكا ونحن لماذا نجابه أمريكا وحدنا؟
الجزيرة /.. جواب صريح، معي الدكتور تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض.. تفضل أستاذ تركي ..
د. تركي / شكراً مساء الخير فخامة الرئيس .
الرئيس / آهلاً مرحباً أخ تركي ..
تركي.. حقيقة أنا أدرك جداً الجهود التي تبذلونها للنهوض باليمن وتجاوز العقبات الكبيرة التي تقف في طريق نموه من ناحية ومن ناحية أيضاً علاقاتها الخارجية لكن هناك الكثير من التعدديات التي اعتقد أنها تشغل الحكومة عن الاتجاه المباشر والسريع نحو أهدافها الرئيسية، فالأحزاب مثلاً تفوق بعددها ما يوجد في أكثر من ثلاث دول عربية أو أكثر والمطبوعات التي تصدر في اليمن يزيد عددها عن ما هو موجود في كل الشمال الإفريقي بكامله، بعض هذه الصحف بحكم انتماءاتها الخاصة لا اقصد انتماءاتها الخارجية أقصد الداخلية تسبب أحياناً حرجاً للدولة اليمنية أخيراً ظهرت على السطح تعدديات في الخروج على الانضباط الأمني واليمن بحاجة ملحة وضرورية للتنمية والانضباط والاتجاه نحو خدمات جوهرية يعني بلد قطع شوطاً في التنمية وقطع شوطاً في التجهيزات الحضارية ربما لا يشغله أن تكون هناك مشاكل فردية وبلد في مثل ظروف اليمن أنا اعتقد أنه محتاج إلى كل جهد وإلى كل ذرة تفكير وإلى كل خطوة كي ينجز فيها ما هو محتاج إلى بناء إنسانه المتعطش إلى واقعه التنموي الجديد الذي يحلم به فهل يعتقد فخمة الرئيس وهو رجل كفؤ ورجل جهد ومقدرة أن الوقت قد حان لانتهاج سياسة أكثر حزماً وتجميعاً للقوى فهل للدولة خططها في ذلك وهل لنا أن نعرف شيئاً من هذه الخطط إذا أمكن؟
الرئيس: شكراً أخ تركي بالنسبة للمطبوعات فعلاً لدينا ما يزيد عن 170 مطبوعة ولدينا أكثر من 14 حزباً معترفاً به ولديه ترخيص وعدد من الأحزاب تحت التأسيس وهذا اختيار أخ تركي نحن اخترناه لا نفسنا بعد 22 مايو أن يكون هناك تعددية سياسية وخاصةً هناك كانت أحزاب محظورة وكانت تحظرها الدساتير سواءً كانت في الشمال أو في الجنوب وكان عندنا حزب في الجنوب وعندنا في الشمال حزب واحد وكانت الأحزاب تشتغل تحت الطاولة فبدلاً من الشغل في الخفاء ونعمي على أنفسنا وعلى الآخرين أنه ليس هناك أحزاب وأنه ليس هناك اتجاهات سياسية وفكرية ونقول كل الناس مثقفون معنا حول هذا الحزب وإلا من حول هذه القيادة أو حول سياسات هذا القائد العبقري الكبير الذي هو الأول من نوعه.. الخ وكل ما قاله صح وكل ما ينظر به صح وكل ما يخطب به صح وكل توجهاته صح طيب هذه أفكار موجودة وتوجهات سياسية، لدينا مثقفون وخريجون من الولايات المتحدة الأمريكية وخريجون من أوربا وخريجون من الجامعات العربية والدول الإسلامية ، واحتكوا بالعالم الخارجي ولديهم فكر لا تقدر تغطي على عين الشمس وتمنعهم إذا عملنا إعلان التعددية وطلعنا هذا من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة دعها تطلع وارى التشكيلة التي أمامي.
ورد أحمر وورد أصفر هذه تشكيلة منوعة.. نحن لدينا ثوابت وهي حرصنا على الوحدة الوطنية وعلى العقيدة الإسلامية وإلى الانتماء القومي على ثوابت معينة نحافظ عليها..مسألة أنه نختلف في الفكر نختلف في السياسة أو هو ينتقد يقول لك أنت طيب لماذا تعتم أنه أمس اختطفوا أجنبياً أنت تكذب طيب اختطفوا أجنبياً خلينا نطلع ونقول اختطفوا أجنبياً وحصل عنف.. حصلت سرقة وحصل تفجير. حصل وتنشرها وسائل المعارضة عندهم فكر سياسي في الجانب الاقتصادي ..في الجانب الأمني في الجانب الثقافي في جانب السياسة العامة للدولة في جانب التمثيل البرلماني في توجهاته أو اتجاهاته للحكم المحلي للإدارة المحلية يعني هناك أشياء موجودة لدى هذه القوة السياسية دعها تتكلم في إطار التعددية السياسية..والله سبحانه وتعالى ما يجمع بين عسرين الفقر والانفجار السكاني في وطنك الثاني اليمن ونكمم أفواه الناس .
الجزيرة /مقاطعاً الفقر والنقر.. كما يقولون في الأردن
الرئيس: يعني الله سبحانه وتعالى لا يجمع بين هذين العسرين.. لوكان عندنا إمكانيات نستطيع أن نقول ليس هناك حزبية يالله بس كلوا تاجروا واشتغلوا افتحوا اعتمادات لكن هكذا وفي ظروف اليمن وأنت أكثر الناس المدركين وأنت أعرفك معرفة جيدة وتعرف جيرانك وإخوانك في اليمن والكثير منهم عندك موجودون، عدد منهم لا بأس في المملكة وتعرف أنهم دائماً يتكلمون ينتقدون لا نقدر أن نكمم أفواههم. دعهم وبعد ذلك هم يخرجون ويذهبون إلى أوربا ويذهبون إلى فرنسا ويذهبون إلى العالم الآخر ويرى النقد وحيرة الصحافة ويتكلم ويرجع إلى عندي ويتكلم وأقول له لا أنت اجلس في هذا المكان لا تتكلم.
الجزيرة/ يعني لا يحرجكم انتقاد بعض الصحافة اليمنية للجيران في السعودية؟
الرئيس: صحيح أنا مع الأخ تركي هناك بعض الصحافة اليمنية في إطار التعددية تسئ إلى علاقة اليمن مع الجيران ولكن يحاسبها القانون ولدينا تعديل إن شاء الله في قانون المطبوعات يعمل حظراً على هذا وهو موجود في القانون من يمس قطراً عربياً أو ملكاً أو أميراً أو رئيساً أو شخصية هذا محظور ولكن .
الجزيرة/ ألا يعتبر ذلك تقييداً لحرية الصحافة والحريات؟
الرئيس: لا ليس تقييداً في إطار القانون وللحفاظ على العلاقات الخارجية وهذا من حقي .
الجزيرة / وأنا أتحدث فقط ضد إسرائيل ولا أتحدث ضد شقيقي العربي.
الرئيس: لا يتكلم ضد شقيقه إذا كان يؤثر في علاقات اليمن بجيرانه هذا بصراحة يسيء إلى العلاقات، على كل حال هناك تشريع جديد يعالج هذا الأمر .
الجزيرة/ يعني إذا كان الموضوع هكذا يا سيادة الرئيس أن هذا الصحفي اليمني يتحدث ضد قطر أو ضد الأردن أو العراق سوف تحاكمونه إذا ما ذنب المسكين ماذا لو تحدثَّ ضد الوضع الداخلي وضدكم؟
الرئيس :لا نحن في إطار الداخل لا حرج .
الجزيرة / هناك فاكس من حبيب الطرابلسي من وكالة الأنباء الفرنسية /دبي يقول تحدثت صحيفة الوحدوي الشعبي الناصري عن إمكانية منح اليمن الولايات المتحدة الأمريكية تسهيلات عسكرية على بعض الجزر اليمنية خاصة جزيرة سقطرى كما حذر الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح عن منح أي تسهيلات عسكرية في الجزر اليمنية للقوات الأجنبية .
الرئيس: نحن لسنا في سياستنا أن نمنح تسهيلات أمريكية أو بناء قواعد على أرض اليمن نحن بعد عناء تخلصنا من القاعدة البريطانية ولا نزيد المنطقة قواعد جديدة نكتفي بالقواعد الموجودة .
الجزيرة/ يعني لا أمريكية ولا يابانية .
الرئيس: القواعد الموجودة في الدول العربية تكفينا واعتقد أن هذه سببت لنا مشاكل والتواجد الأجنبي في المنطقة سبب لنا عشرين مشكلة ومشكلة فاليمن ليس في سياستها أن تقدم أي قواعد لأمريكا أو غير أمريكا في سقطرى ..
سقطرى هي منطقة سياحية ضخمة نرحب بالاستثمارات فيها سواءً كانت عربية أو أجنبية أو محلية، ونحن وكما تحدثت أعطيت توجيهات إلى الحكومة بعد زيارتي إلى الجزيرة أنه ممكن تناقش فكرة تحويلها إلى منطقة حرة تضاف إلى المنطقة الحرة في عدن إذا رأت الحكومة ذلك مناسباً .
الجزيرة / ننتقل من سقطرى إلى حنيش هذا النزاع الذي حدث بينكم وبين إريتريا التي دعمتكم أثناء حرب 1994م وهي تحتل هذه الجزر وانتم تحتكمون الآن.. كيف يمكن التحكيم وإريتريا تحتل جزءاً من هذه الجزر؟
الرئيس :إذاً لماذا ذهبنا إلى التحكيم نتيجة الاحتلال لو لم يكن هناك احتلال لما ذهبنا إلى التحكيم ..على كل حال نتيجة لما حصل لحنيش من احتلال أخذنا بالحل السلمي، وكما قلت لك في إطار سياستنا الثابتة والمبدئية.. نحن ضد الحروب لدينا هم تنموي عندنا هم ثقافي، عندنا هموم اجتماعية، لدينا هم بناء دولة المؤسسات يعني لدينا هموم داخلية.. يعني الحروب ماذا أعطت الشعوب ومع ذلك رغم أنه أساء إلينا في احتلاله جزءاً من أرضينا سلكنا سلوكاً سلمياً واعتقد أنه الإيجابي ذهبنا إلى التحكيم الأمور تسير الآن إن شاء الله وفي 22مايو القادم تطلع نتائج التحكيم .
الجزيرة / في ذكرى الوحدة .
الرئيس: إن شاء الله .
الجزيرة / سيادة الرئيس.. التحكيم ليس أمام محكمة العدل الدولية .
الرئيس: أمام محكمين مختارين .
الجزيرة / يعني يمكن الأخذ والرد فيه .
الرئيس: لا.. هو ملزم لنا وملزم للأخوة في إريتريا وتبادلنا رسائل إننا كلنا ملتزمون بنتائج التحكيم مهما كانت .
الجزيرة /والتحكيم على ماذا؟
الرئيس: على الجزيرة .
الجزيرة / أرتيريا تطالب بكل الأرخبيل وانتم تطالبون بجزيرة حنيش!
الرئيس:هو كل واحد له تفسير على كل حال القضية أمام المحكمة ونحن محكمون في جزيرة حنيش والقضية أمام المحكمين .
الجزيرة / ألا تريدون الجزء الآخر من الأرخبيل؟
الرئيس :المنظور أمام المحكمة هو جزيرة حنيش.
الجزيرة /سيادة الرئيس عودة إلى موضوع الديمقراطية في الداخل تتهمون بما يسمى بانتهاج سياسة التفريخ للأحزاب.. يعني محاولة استمالة أو تقسيم بعض الأحزاب من خلال استمالة بعض قياداتها في وظائف حكومية وإلى أخره، وهناك أدلة على ذلك والسبب في ذلك هو إضعاف المعارضة واستمالة الجميع إلى المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم .
الرئيس: إذا نجحنا في هذه السياسة ممتاز، وإذا استطعنا أن نخفف من هذا الكم الضخم التعددي الحزبي وتبقى هناك ثلاثة أربعة أحزاب رئيسية وهذا شيء جيد ويسهل التعامل معها.. ثلاثة أربعة أحزاب رئيسية لكن هذا هو الصحيح لكن التفريخ هو خطاب سياسي جاء أثناء الأزمة أن الإخوان في المؤتمر يعملون تفريخاً في الأحزاب وهذا غير صحيح ولكن يحصل خلافات على الزعامات نفسها وكل واحد مشكلته أنهم تعودوا على ما كان يسمى بالأمين العام للحزب أو اسم أعضاء المكتب السياسي وكانوا يتحصلون على امتيازات ممتازة وكلهم يتنافسون على هذه يعتقد أنه إذا وصل إلى السلطة فإنه سيحصل على امتيازات ممتازة فعلى هذا الأساس يختلفون وتحصل انقسامات بينهم ونحن ندعو الحزب الناصري وعدة أحزاب ونقول لهم توحدوا ونحن ندعم البعثيين وهم أكثر من حزب ونحن ندعمكم في إطار وحدتكم وندعوكم كقوميين كناصريين وكبعثيين أن تتوحدوا في إطار حزب واحد ..أيضاً الإسلاميون ندعوهم أن يتوحدوا في إطار حزب واحد.. وكذلك الاشتراكيون .
الجزيرة / وأمامي مجموعة من الحزبيين الذين اخذوا وظائف حكومية مع أسماء في وزارات مختلفة .
الرئيس: هذا خطاب سياسي للقوى السياسية التي تتهم ومن حقها أن تتهم ولكن على ارض الواقع شيء مختلف ولا نسمح لأنفسنا بهذا.. ولكن إذا استطعنا أن نقنع حزباً أن يكون برنامجه السياسي وبرنامجي متوافقين وأن لا يكون على خلاف فإن هذا شيء ممتاز يعني هل بالضرورة أن نختلف يعني إما أن يكون صديقاً لحزبي أو لا تظهر التعددية الحزبية إلا إذا كان هناك خلاف بيني وبين هذا الحزب أو ذاك .
الجزيرة / سيادة الرئيس.. فعلاً مئات الفاكسات وصلت وأنا اعتذر لأننا لم نستطع قراءتها ونشكر أصحابها على أي حال.. هذه رسالة من إبراهيم الطبري يتحدث عن موضوع القات أنه أصبح ظاهرة تشكل كارثة اجتماعية واقتصادية وصحية وتشكل خطراً كبيراً على الفرد والمجتمع ورغم تلمسكم المشكلة لا ندري لماذا تديرون ظهركم عن البحث في إيجاد حل لها رغم أنكم تمارسون الحكم لقرابة العقدين من الزمان؟
الرئيس: على كل حال القات صراحة يؤثر في الإنتاج.. في إنتاج الفرد في مختلف الاتجاهات الصناعية والفكرية والثقافية وكل الإنتاج هو متأثر لأنه يأخذ حيزاً من الناس.. فنحن ندفع في توجهنا السياسي لتنمية الزراعة وأن يصير هناك إحلال بديل للقات من خلال مزارع البرتقال والتفاح والمانجو والموز، وقد حققنا نتائج إيجابية وعندنا فائض كبير جداً نبحث له عن أسواق في دول الجوار، وهناك فائض ممتاز وحققنا نتائج إيجابية ونحاول أن نقلص القات وهذا لن يأتي بمرسوم وعندنا مثل يقول (من أراد ألا يطاع فليأمر بما لا يستطاع).
الجزيرة/ إذا كيف يمكن تقليص هذه العادة؟
الرئيس: إيجاد البدائل.. نعطي لهم المانجو والموز والبرتقال والتفاح ونشجع على زراعة القمح والفواكه والخضراوات ، وهذه نشدد عليها وهذا هو الإحلال.. ومن حيث أنه ضرر فهو ضرر على الإنتاج وليس له ضرر كالخمور والمخدرات.. ومع تقديرنا لبعض المنظمات أو بعض الأقطار التي اتهمت، وقالت: أن القات مخدر هذا ليس مخدراً يعني أن علماءنا وسياسيينا كلهم مُخدرون ..بمعنى أننا نحن نقترف حماقات من يطلع يعمل لبناء ناطحات من حوالي 15- 20 دوراً وعرض المدماك حوالي متر ونصف وهو مخزن القات لماذا لا يدوخ ويسقط.. ولو أخذنا كأساً من الكحول أو حبة كان سيسقط لكن هذا ليس صحيحاً، هذا عمل استفزازي لمشاعر اليمنيين وأن اليمني يتناول المخدرات. هذا ليس صحيحاً وليس مخدراً ولكنه مؤثر في عملية الإنتاج وضياع الوقت لإنتاج الفرد رغم أنه من الناحية الاجتماعية هو يجمع كثيراً من الناس ويجمعهم الشعر والأدب والطرب والثقافة والعلم يعني هناك جزء من السلبيات هذا صحيح ..
الجزيرة/ مقاطعاً ويجتمع المسؤول بالمواطن العادي بشكل ديمقراطي!
الرئيس: نعم.
الجزيرة/ سؤال محرج /.. يعني لك الحق بأن لا تجيب هل تخّزن؟ هل تتناول القات بين الحين والآخر؟
الرئيس: نعم أنا اخزّن.. اخزّن على مرأى ومسمع.. يعني لا أُخزّن سراً اخزن مع كل القوى السياسية، مع الأحزاب، مع العلماء ، مع المثقفين مع أبناء الوطن ونلتقي وهي عادة مثل ما تشربون القهوة عندكم في دول الخليج يسمونها الديوانية.. تشربون شاي ونحن نخزّن .ولكن ما من شك أنها ظاهرة سلبية .
الجزيرة / سيادة الرئيس شكراً على هذا اللقاء .