مقابلة الأخ / رئيس الجمهورية مع قناة أبو ظبي
المذيع: مرحباً فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وشكراً على استجابتكم لدعوتنا… تتزاحم عليّ في الحقيقة المداخل لهذا الحديث من أية بوابة يمكن أن ندخل إلى عقل حاكم عربي ومن أية زاوية يمكن أن نبدأ هذا الحديث.. يبدو في نظري أن الأمر أكثر إلحاحاً على أن نبدأ في الخوض في الواقع العربي الراهن خاصة ونحن على مسافة زمنية تقدر بثلاثة أيام على موعد عربي هام من قمة بيروت التي قيل فيها. قمة تاريخية. مصيرية. مفصلية. وأنتم تتهيأون أيضاً للمشاركة فيها فخامة الرئيس بأي رؤى تذهبون إلى بيروت؟
هل سننتظر كما في القمم السابقة مجرد بيانات شجب وتنديد وإدانة؟ أم أن من حقنا هذه المرة أن نطمع في أكثر من هذا؟
الرئيس: كل مواطن عربي يتطلع إلى هذه القمة وأن تكون لديها رؤية أكثر من الماضي وقرارات حاسمة ليس بيانات تنديد وشجب بالرغم من أني أطلعت على مشروع البيان الختامي.. الوطن العربي يمر بمرحلة خطيرة جداً خاصة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وتنكيل وبطش وإحتلال مقدسات وإستيطان.. في ظل هذه المستجدات لا ينبغي أن يكون مؤتمرنا مؤتمر شجب وإدانة ولكن ينبغي أن يكون هناك قرارات مثلاً إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تصرح وتقول أنها المسؤولة في المقام الأول عن أمن إسرائيل إذا كان الأمر كذلك فعلينا أن نتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولة عن أمن إسرائيل بدل التعب مع الحكومة الإسرائيلية.
هناك جملة من القضايا ممكن أن تُعمل حتى تحقق إنجازاً على الواقع أو ننتزع حقنا في الاستقلال والحرية والديمقراطية كوطن عربي. لماذا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولماذا لا تتوقف الوساطات العربية بين العرب وإسرائيل؟ لأن إسرائيل تعتبرنا طرف واحد مهما توسط قطر أو أكثر في مثل هذا الأمر.
إسرائيل تصفنا كأمة عربية وإسلامية عدواً رئيسياً لها.. نحن بصراحة نستغرب أن يكون هناك قطر عربي وسيط بين الكيان الصهيوني والانتفاضة الفلسطينية ممثلة في السلطة الوطنية الفلسطينية هذا لا يجوز.. ومن وجهة نظري لا يجوز أن تكون هناك وساطات عربية ثانياً.. نحن ممن يدعون إلى عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني وقطع العلاقات مع إسرائيل.. فلماذا لا نحتج بقطع العلاقات مع إسرائيل أو سحب السفراء هذا أقل ما يمكن.. وكما أشرت إسرائيل تصف الوطن العربي والإسلامي كعدو مهما كان الطرف الثاني.. ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة هذه قناعة لدينا، المفاوضات لا تفيد إذا لم تكن معززة بالقوة نحن لا نقول شن عمليات عسكرية لأقامه حرب معلنة مع إسرائيل أو حشد الجيوش على الحدود بل نقول تقوية المقاومة وندعم الانتفاضة بالمال بالرجال بالمتطوعين والشعب الفلسطيني قادر على انتزاع حقه في الاستقلال.
المذيع: في هذا السياق فخامة الرئيس أنتم من أيام دعوتم إلى الجهاد وقلتم في تصريح مثير نسبياً المنافذ موجودة.. ما معنى هذا الكلام؟
الرئيس:أوضح لك هذا الأمر. الغرب والولايات المتحدة الأمريكية تزعل عندما نقول الجهاد. نحن لن نقول الجهاد بل سنقول المقاومة إذا كان المصطلح هذا يزعل الغرب ويزعل الأمريكان ويعتبرونه يندرج في إطار ما يسمى بالإرهاب عندما نقول الجهاد. نحن نقول الجهاد نجاهد ونقاوم المحتل، إذا كان مصطلح الجهاد لا يرغب الآخرون أن يسمعوه فنقول تعزيز المقاومة دعم المقاومة الفلسطينية بالمال والرجال. الرجال من أين؟ من الوطن العربي والإسلامي إذا يفتح المجال للمتطوعين ليذهبوا لمساندة إخوانهم مثلما ذهب المتطوعون أيام السبعينات أو الثمانينات لمحاربة الشيوعيين في أفغانستان بدعم أمريكي وغربي وعربي وذهب المجاهدون من كل العالم لمساندة الشعب الأفغاني في مقاومة الاحتلال والتدخل السوفيتي.
المذيع: ولكن هنا عملياً دعنا نتحدث بشكل عملي عن منافذ وبالتحديد عن منافذ معينة. أنت تتحدث عن الحدود اللبنانية الحدود المصرية الحدود الأردنية إذا صح هذا الجانب؟
الرئيس: هل هناك منافذ أخرى؟! لا يوجد إلا الهواء ما عندنا منافذ إلا دول الطوق دول، الطوق هي هذه المنافذ.. نحن لم نقل شنوا حرباً أو احشدوا الجيوش. نحن قلنا افتحوا المنافذ للمتطوعين وذلك لمقاومة المحتل حتى يستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. لأن قرارات الشرعية الدولية تنفذ في أماكن وتخفق في أماكن أخرى. نحن نقول تنفيذ قرارات مجلس الأمن في العراق. لأن الإدارة الأمريكية والدول الغربية تريد ذلك. لماذا ما تتوفر الإدارة الغربية والأمريكية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية في إسرائيل. يعني إذا كان هناك منع أو حظر لانتشار الأسلحة النووية. والآن أمريكا ومجلس الأمن تقول لا بد من عودة المفتشين إلى العراق من أجل التأكد من عدم وجود أسلحة بيولوجية وغازية وأسلحة دمار شامل في العراق. إذا كانت أسلحة الدمار الشامل في المنطقة على مرأى ومسمع لماذا لا تنفذ قرارات الشرعية الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية في إسرائيل؟ لماذا إسرائيل قائمة على وجود هذه الأسلحة؟ أسلحة الدمار الشامل في المنطقة على مرأى ومسمع. لماذا لا تنفذ قرارات الشرعية الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية في إسرائيل؟ إسرائيل قائمة على وجود هذه الأسلحة – أسلحة الدمار الشامل والعرب غير مأمونين.
المذيع: فخامة الرئيس.. نعود إلى الأجندة أو الملفات المطروحة في القمة العربية.. يعني هذه القمة فيها محطة ثقل هامة هذه المرة وهي ما أصطلح على تسميته بالمبادرة السعودية. هل في نظركم هذه المبادرة استوفت كل شروطها؟ هل من الوارد جداً اعتمادها في هذه القمة؟
الرئيس: حتى الآن لم نتسلم رسمياًَ مبادرة. ولكن مجرد أفكار كما أبلغنا أو كما سمعنا من وسائل الإعلام أن هناك أفكاراً لسمو الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ونحن لما سمعنا هذه الأفكار رحبنا بها وهي ليست جديدة هي أفكار سعودية من مؤتمر فاس عام 82م.. نحن معها ولكن ما هي الآلية؟ ممكن إذا كانت الأفكار أو هناك أحد لديه أية ملاحظات. ممكن نطورها وممكن تتطور ونضعها أساساً كمشروع عربي في القمة وأنها أفكار سعودية وتتحول إلى مشروع عربي في القمة. لا بأس نحن موافقون على تطويرها ووضعها كمشروع عربي في القمة ولكن بشرط أن يتحرك وفد رفيع المستوى من القمة العربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى الأمم المتحدة وذلك لوضع الآلية لتنفيذ هذا المقترح. أما أن نتبناها ونعلنها في بياننا الختامي ونتركها تعالج نفسها بنفسها سوف تتبخر مثلها مثل كل المبادرات ما لم يذهب وفد رفيع المستوى على مستوى ملوك ورؤساء وأمراء إلى راعي النظام الدولي الجديد القطب الوحيد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لاقناع إسرائيل أو إلزامها كحليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذ هذه المبادرة.
المذيع: ولكن فخامة الأخ الرئيس إذا كان تقرير ميتشل الذي صيغ صياغة أمريكية خالصة والذي جاء ودوداً جداً لإسرائيل إلى حد الآن شارون والحكومة الإسرائيلية لم تطبقه فكيف بمبادرة عربية بحتة صادرة أو محسوبة على أحد طرفي النزاع أن تخترق الجدران السميكة للعقلية السياسية الإسرائيلية؟
الرئيس: استمرارية المقاومة والانتفاضة سترغم إسرائيل أجلاً أم عاجلاً على البحث عن السلام وهي التي ستبحث عن المبادرة السعودية أو العربية أو أية مبادرات أو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. إسرائيل هي التي ستركض وراء الوطن العربي ووراء الولايات المتحدة الأمريكية للبحث عن مخرج لأنه عندما نعمل مقارنة الآن وخلال الانتفاضة التي عمرها سنة وتسعة أشهر تقريباً. لمّا نعمل مقارنة بينها وبين حربين مرت مع إسرائيل حرب 67وحرب 73 كان معدل الخسارة في القتلى والجرحى 50 مقابل 1 مع ملاحظة أن المواطن الفلسطيني الأعزل يقاوم بالحجر أو الكلاشنكوف والمسدس 1 إلى 3.5 إسرائيلي. هذا فرق كبير جداً. يعني عمر إسرائيل ما حصلت على مثل هذه المقاومة والاستنزاف وخسارتها من السياحة والاقتصاد كبيرة وهي التي ستبحث عن السلام وليس نحن. أما الشعب الفلسطيني فهو يخسر. يخسر من رجاله ويخسر من نسائه ويخسر من أطفاله من أجل الاستقلال. دعه يخسر كثمن لذلك وإسرائيل الدولة التي لا تقهر الآن مقهورة بانتفاضة الحجارة.
المذيع: يعني ما زلتم على رأيكم فخامة الرئيس. هذا الرأي تبلور في بداية الانتفاضة الحالية بأن كل الحل تقريباً أو على الأقل بعض الحل يكمن في الخيار العسكري؟
الرئيس: أنا لم أقل خياراً عسكرياً ولكن أقول مقاومة. هناك فرق ما بين مقاومة المحتل وما بين الخيار العسكري. يجب أن يكون الأمر واضحاً ولا يفهم عندما نقول المقاومة انه خيار عسكري. الخيار العسكري حرب آليات وجيوش ودبابات وصواريخ وطيران وبحرية هذا اسمه حشد عسكري وخيار عسكري. لكن أنا أقول المقاومة وفتح المنافذ للمتطوعين من العرب والمسلمين للذهاب لنصرة إخوانهم في فلسطين لمقاومة المحتل بالحجارة وبالكلاشنكوف بأية وسيلة من وسائل المقاومة بالمال.. نحن باستطاعتنا -إذا توفر المال- أن نأخذ أسلحة الإسرائيليين من على اكتافهم بالمال لأنه شعب غير متماسك. هو شعب تشده الأخطار والطوارئ. هم يقولون لهم يا شعب صهيون إنك في حالة عداء مع العرب وأنهم سيرمونك في البحر نحن قلنا لسنا ضد الديانة اليهودية أو المسيحية، هذا ليس وارداً في قاموسنا العربي. أمن إسرائيل بأيديهم وبأيدي قرارات الشرعية الدولية إذا هم يبحثون عن أمن إسرائيل فيمكن ذلك في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. هذا هو الذي يضمن أمن إسرائيل لن تضمنه الجيوش.لا جيوش الأمم المتحدة ولا جيوش أمريكا ولا جيوش أوروبا مهما كانت لن يوجد أمن لإسرائيل إلا بقيام الدولة الفلسطينية.
المذيع: فخامة الرئيس بخلاف البدايات الأولى لهذه الانتفاضة التي تحرك فيها الشارع العربي بشكل نشيط وشكل عامل ضغط إلى حد ما على قرار السياسة العربية. يعني فوجئنا بصمت رهيب خيم على هذا الشارع رغم إيغال السكين الإسرائيلية في اللحم الفلسطيني. بماذا تفسر هذه الحالة؟ لماذا تعطلت آلية الحراك الاجتماعية في العالم العربي وفشلت؟
الرئيس: الصمت أو الهدوء الذي صار هو بسبب الهجمة الإعلامية الصهيونية والإعلام العالمي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وجدت عصا مرفوعة من تكلم من الوطن العربي يقال له أنت إرهابي أنت عندك إرهابيين فأصبح الوطن العربي والعالم الإسلامي في حالة ذهول. لماذا إذا تكلمت عن الصهاينة أو تكلمت عن الإرهاب الصهيوني قالوا: لا أنتم في الوطن العربي مع الأسف تتبنون الإرهاب فكل واحد خائف في مكانه أنه إذا تكلم يقال له عندك تنظيم القاعدة وأصبح في حالة دفاع عن النفس لأن هناك إعلاماً مسلطاً على الوطن العربي والإسلامي وهذا في ذاته إرهاب فإرهاب الإعلام هو جزء من الإرهاب.
المذيع: اليمن أحد البلدان التي تقريباًَ مستها شظايا الحادي عشر من سبتمبر وأتهمتم في فترة ما أنكم بؤرة لبعض القواعد والتنظيمات الإرهابية وسارت شائعات حتى عن احتمال توجيه ضربة الى هذه القواعد داخل اليمن. أريد إن أفهم كيف انقلب المشهد الآن حتى صار الحديث عنكم كحليف استراتيجي في مكافحة الإرهاب..؟
الرئيس: نحن بدون شك مرينا بفترة صعبة والبلد تعرض لصعوبات جمة من التسعينات لكن بعد تحقيق الوحدة المباركة بدأت المؤامرة على الوحدة اليمنية بإيجاد أزمة داخلية وإشكالية بين محققي الوحدة وبين من وقعوا معنا الوحدة هروباً للأمام لانهم رجعوا بعد ذلك لينقضّوا عليها ويتآمروا عليها وانتصرنا بحمد الله في عام 94م على الانفصال والتآمر في ذلك الوقت وعادت مجاميع كثيرة ممن يسمى بالأفغان العرب من اليمن ومن غير اليمن وكان الباب مفتوحاً على مصراعيه وبعد 94م بدأت السلطات اليمنية ترحل هؤلاء الأشخاص في الوقت الذي كانت فيه أجهزة المخابرات الدولية تتابع مثل هذا الأمر لأنها تعرفهم حق المعرفة لأنها هي التي تبنتهم فالمخابرات الدولية تبنت هؤلاء العائدين من افغانستان وهي التي ذهبت بهم إلى أفغانستان ثم بقيت تتابع تحركاتهم ونشاطهم وعندما عادوا إلى اليمن وإلى كثير من الأقطار العربية بقى اسم اليمن أنه يحتضن أو يسكنه عدد من العرب الأفغان. ونحن رحلنا الكثير وبقي الشيء القليل جداً. واستمرينا في ترحيلهم فلما جاءت أحداث أيلول اعتبر اليمن وكما ظلوا يقولون بأنها هي الثانية بعد افغانستان لوعورة جبالها واهلها ومقاتليها وكلام مثل هذه المصطلحات. نحن أوضحنا من قبلنا للأمريكان والى الغرب بان هذا ليس صحيحاً كان عندنا عرب رحلناهم وبقي شيء بسيط مثلما هو موجود. يعني نحن ما استطعنا ننظف تنظيفاً كاملاً لأنه حتى الأمريكان وقعوا في نفس الخطأ ولكنهم لم يلتزموا أن يتحكموا ولهذا جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولا أحد يدعي الكمال بأن أجهزته كلها نظيفة. ونحن تعرضنا في اكتوبر في العام قبل الماضي لحادث المدمرة كول في عدن وألحق ذلك ضرراً كبيراً بالسياحة والاقتصاد والتنمية ومليارات من الدولارات خسرتها اليمن.
المذيع: على ذكر المدمرة كول فخامة الرئيس هناك تعطيل إن صح التعبير في ظهور نتائج التحقيق يبدو أن هذه القضية تريد أن تطوي نهائيات أوراق هذه القضية، ولكن الأمريكيين يطالبون بالتأني فما الغاية من هذا بالتحديد برأيك؟
الرئيس: هم مبررهم أنه ربما إن تسير من خلال إلقاء القبض على عدد من عناصر تنظيم القاعدة الموجودين لديهم في كوبا بأنه يمكنهم أن يكتشفوا عناصر أخرى وكيف كانت العملية ووو… الخ. وأنه ممكن أن يحصلوا على معلومات اكثر أما ما لدينا فهو كافٍ سواء حول من هم منفذيها وورائها وأين هم ومن الذي قتل ومن الذي أدين هنا سجناء ومنهم ثمانية محالين الى القضاء هذا هو قول الأمريكان وحجتهم انه ربما يكتشفوا عناصر أخرى.
المذيع: فخامة الرئيس ما حقيقة التواجد العسكري الأمريكي في اليمن؟ ثم إن هناك أخبارا تتداول بان هناك مناورات عسكرية يمنية بريطانية أمريكية مشتركة في غضون الثلاثة اشهر المقبلة الى أي حد يمكن إن يذهب تنسيقكم وتعاونكم الأمني مع الولايات المتحدة؟
الرئيس: لا يوجد أي تواجد عسكري من هذا القبيل كان هناك مشروع لمناورة في المنطقة الشرقية بيننا وبين الأمريكان قبل الحادي عشر من سبتمبر ولكنها ألغيت بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
المذيع: ولكن عاد الحديث عن هذه المناورة
الرئيس: هذا كلام صحافة.
المذيع: إذاً أنت تؤكد إن هذا الكلام غير صحيح.
الرئيس: أنا رئيس الدولة ولست الناطق باسم وزارة الأعلام وأنا أصرح لك كرئيس للبلاد بأن هذا غير صحيح. ما عندنا مناورات لاهم فاتحونا بذلك ولا نحن فاتحنا هم ولا نحن قابلين أي تواجد أجنبي.. صحيح لدينا خبراء أمنيين لمكافحة الإرهاب ومدربين لوحدات مكافحة الإرهاب من الأمريكيين ويصل عددهم الى أربعين شخصاً.
المذيع: يعني إن تواجدهم ظرفي فقط؟
الرئيس: من 20 يوماً الى ثلاثة أسابيع الى أربعة أسابيع. هذا تواجد خبراء أمنيين فقط لتدريب الوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب. ولو كان عندنا مناورات لماذا سنغضب؟ ولماذا المشكلة تثار عندما تكون طرفها اليمن؟ هناك مناورات مصرية أمريكية ومناورات أمريكية أردنية ومناورات سعودية وذلك ليس عيباً ليس هناك مشكلة أصلاً ولا يوجد عندنا اتفاق على مناورات كان عندنا اتفاق على مناورات قبل الحادي عشر من سبتمبر في المنطقة الشرقية ألغيناها بعد تصاعد الأحداث الفلسطينية عندما تولى آرييل شارون الحكم وصعد أعمال العنف ضد الفلسطينيين ألغيناها قلنا لهم غير مقبول بان نقيم مناورات والشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة من قبل الكيان الصهيوني وبعد ذلك جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولم يثار الموضوع.
المذيع: طيب بالنسبة لليمنيين المحتجزين حالياً في قاعدة غوانتانامو. بداية نريد إن نعرف عددهم الفعلي..ثم هل هناك محققون يمنيون شاركوا في التحقيقات؟ وما هي النتائج الى حد الآن؟
الرئيس: تفيد المعلومات أن لدينا أربعة وخمسين شخصاً موجودون في كوبا وعندما جاء الى هنا جورج تينيت رئيس المخابرات الأمريكية تباحثنا معه على إيفاد أشخاص للاطمئنان على أحوالهم وللتحقيق معهم. كيف تم ذهابهم ومن أين ذهبوا من الداخل ام من الاغتراب، لان معظم المشاكل التي صارت لليمن والمتطرفين هم كانوا مغتربين فنريد إن نفهم كيف كان ذهابهم وهل ذهبوا من الداخل ومن أية مناطق ومعرفة أحوالهم والاطمئنان عليهم ومطالبة أمريكا بتسليمهم لاستكمال التحقيقات معهم. وكان الأمريكان وافقوا وذهبت الجوازات الى القنصلية الأمريكية في السفارة الأمريكية وذلك لاخذ التأشيرات وحتى اليوم لم يؤشروا للضباط الذين سيذهبون الى هناك فابلغنا الداخلية بان تبلغ السفارة الأمريكية إذا لم يأتوا بالفيزات فعليهم سحب الجوازات وسيكون لدينا حديث مع الأمريكان.
المذيع: هل أثرتم هذا الموضوع بالتحديد مع ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي عندما زار اليمن؟
الرئيس: هذا الموضوع بحث بالذات مع جورج تينيت.
المذيع: طيب تشيني في زيارته الأخيرة الى اليمن نريد أن نفهم ما الذي جاء يقوله؟ ما الرسالة التي جاء يحملها هل فعلا جاء يطلب مباركة عربية لضربة محتملة ضد العراق؟
الرئيس: هذا غير وارد. ولم يحصل معنا هذا الأمر نحن بحثنا معه إنهاء الحصار ورفضنا للتهديدات ضد العراق. هذا ما أبلغناه به وهو لم يفاتحنا سوى في قضية إمكانية البحث حول فلسطين وإسرائيل والعلاقات الثنائية والتعاون في مكافحة الإرهاب وعملية السلام وجهود أمريكا ومساعدة أمريكا لاقناع ياسر عرفات لإيقاف العنف ولم يقل الإرهاب. وأنا استغربت على تصريحه في تركيا وحديثه حول الإرهاب في فلسطين وهو قال لي العنف والعنف المضاد وهي مبادرة جميلة إننا نسمع من الإدارة الأمريكية عن مصطلح العنف والعنف المضاد. هذا شيء جميل، لكن بعد ذهابه من هنا وتوقفه في تركيا سمعناه يقول الإرهاب الفلسطيني. وهذا مالا نقبله على الإطلاق أن يرتبط الإرهاب بالعرب والمسلمين لان الإرهاب آفة لا أب له ولا ارض أو وطن أو ديانة. الإرهاب من كل ديانات العالم مسيحية أو يهودية فلماذا يلتصق الإرهاب بالإسلام؟ هذا ما يجب أن نرفضه كعرب. من هذا المرتكز انا أبلغته أننا نرفض أي تهديد أو توجيه ضربة للعراق وهذا غير مقبول على الإطلاق واستمر الحديث أكثر من نصف ساعة حول العراق بالذات وهو متشدد نحو العراق. ويقول إن العراق يمتلك أسلحة بيولوجية أو غازية. قلنا له انتم فتشتم وذهبتم بفريق للتفتيش. قال أن لهم ملاحظات على التفتيش الذي تم وأنهم رأوا أن أسلحة دمار موجود في العراق وأنها تستهدف الأمريكان قلنا لهم نحن ضامنون بان العراق لا يمتلك هذه الأسلحة الغازية وأسلحة الدمار الشامل قال في نهاية المحادثة أنت متعاطف مع العراق وأنا متشدد. قلت له إنه من حقي أن أتعاطف لأنه قطر عربي.
المذيع: بخصوص هذه النقطة بالذات فخامة الرئيس هل لاحظت أو استنتجت بان الأزمة العراقية أو الحالة العراقية هي ربما مجرد إشكاليات يمكن أن تُحل في اطار الأمم المتحدة أو الهيئات المختصة؟ ام أنها قرار استراتيجي أمريكي بإزاحة النظام العراقي؟.
الرئيس: أنا أتخيل هكذا ما يتعرض له العراق خارج نطاق المؤسسة الدولية مزاج أمريكي حط رأسه في رأس العراق. الأمريكان وتحديداً القيادات المتعاقبة أو الادارات المتعاقبة في أمريكا حطت رأسها في رأس العراق.
المذيع: فخامة الرئيس ننتقل الى موضوع آخر.. في أي سياق سياسي واستراتيجي يدخل اليمن الى منظومة مجلس التعاون الخليجي ولو من بوابة غير رسمية الى حد الآن؟ ماذا ترغبون بالتحديد من وراء هذا الاندماج والحال إن ليس هناك أي تناغم على الصعيد السياسي والاقتصادي بين اليمن وبين أنظمة دول الخليج؟
الرئيس: لا بالعكس التناغم موجود بيننا وبين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، عقلية الستينات والسبعينات انتهت سواء هنا أو هناك لأن أنا لا أرى أي فرق بيننا وبين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وهم اتخذوا قراراً في القمة الأخيرة في سلطنة عمان بانضمام اليمن الى بعض مؤسسات مجلس التعاون ورحبنا بهذا القرار على أساس أن تكون مشاركة اليمن في بعض هذه المؤسسات خطوة في طريق الاندماج الكامل مع أشقائه في مجلس التعاون الخليجي وهذا هو الوضع الطبيعي لانه بلد جار وهناك تجاور جغرافي وسكاني والوضع الطبيعي أن اليمن يكون موجوداً معهم. وحتى لو لم نكن موجودين كأعضاء أساسيين في المجلس لكن نحن موجودون في الواقع وتربطنا بهم علاقات حسب ونسب ومصالح كأننا موجودون. ولدينا مع كل دول مجلس التعاون علاقات متميزة.
ولو طلعت في ظرف من الظروف أشياء معينة فإنها تحصل بين الأخ وأخيه وفي نهاية الأمر تعالج هذه الأمور.
المذيع: فخامة الرئيس: اسمحوا لي أن ننتقل الآن إلى بعض القضايا المحلية. العارف باليمن وتركيبة اليمن السياسية الاجتماعية كذلك بموروثه التاريخي يتوقف عنده لحظة.. هو أن اليمن فيه تقاطع شبيه عجيب بين مفهوم الدولة ومفهوم القبيلة لا هو مجتمع مدني خالص ولا هو مجتمع قبلي قائم على الانغلاق والعصبية والمصالح الفئوية. ما هو مشروعكم السياسي المستقبلي في التعاطي ومعالجة هذا الوضع؟.
الرئيس: من حقك أن تقول هذا الكلام وخاصة أن الأعلام والديمقراطية في اليمن وحرية الصحافة وما تقرأه من مقالات ومن مراسلي وكالات الأنباء ينقلون أحداثاً في اليمن. فيتخيل واحد انه سوف يصل إلى مجتمع قبلي منغلق لا تستطيع أن تأمن على ملبسك وانهم سيأكلونك هؤلاء الوحوش.. إن اليمن مجتمع متحضر وذو أصالة وحضارة عريقة تاريخية هو موطن العرب الأول هو الأصالة وهو الحداثة والديمقراطية والعلم والثقافة. ليس كما نسمع من بعض المراسلين ووكالات الأنباء لان المراسلين وبسبب مشكلة الفقر في اليمن يركضون وراء كل مقال ليحصل الواحد منهم على ألف أو ثلاثة آلاف دولار فينقل أشياء تسيء لسمعة اليمن ويفكر القارئ أو المستمع العربي والأجنبي أن اليمنيين وحوش.. اليمن بلد حضاري بلد مدني بلد قبلي. قبيلة متحضرة ليست قبيلة متعصبة منغلقة قبيلة متحضرة. وأنت يمكنك ألان إن تمشي في أية مدينة يمنية وأنت تحمل ملايين الريالات والدولارات. وإذا مشيت في نيويورك لا تستطيع أن تأمن على ساعتك ففي الولايات المتحدة إذا ما اخذوا منك ساعتك يقطعوا يدك. هذا ليس صحيحاً ما ينقل على البلاد. وأنا لي أربع وعشرين سنة في السلطة اعرف خصوصيات هذا البلد انه بلد حضاري بلد ثقافي بلد سياحي ولدى أبنائه ذكاء فطري ولدينا دستور تستطيع تقول إن البلاد شهدت منذ أربعين سنة نقلة كبيرة جداً في ثقافتها في خريجيها. الآن عندنا الآلاف المؤلفة من خريجي الجامعات.
المذيع: أنا أتحدث عن مفهوم السلطة أو المفاهيم السلطوية أين تبدأ فعلاً سلطة الدولة كدولة القانون والمؤسسات، وأين تنتهي ربما أحياناً تصطدم بمفاهيم قبلية أو بسلوكيات قبلية؟.
الرئيس: الدولة يمتد نفوذها على كل ربوع الوطن ولا يوجد أي مرفق أو مدينة أو قرية إلا وتوجد فيها سلطة الدولة. السلطة النيابية والمؤسسات الدستورية هي السلطة النيابية المنتخبة وممثلة في مجلس النواب وتوجد الشرطة في كل أنحاء اليمن وبحسب الكثافة السكانية من عشرة الى عشرين من مائة إلى مائتين موجود هذا وأدوات السلطة المحلية المنتخبة موجودة أيضاً. كل سلطات الدولة موجودة في كل مكان. نعم تحصل أحياناً إشكالية بين قبيلة وقبيلة توتر وتعصب على حدود على أراضى على ممتلكات. هنا تتدخل الدولة وتحسم هذا الأمر. طبعاً ليس كلها تنجح مائة في المائة وتحدث بعض الإشكاليات ولكنها حالات نادرة والنادر لا حكم له. لكن المشكلة أن الشيء السيء يتحول إلى شيء كثير والإيجابيات لا أحد يذكرها. عموماً اصطدام القبائل ببعضها البعض ومع رجال الشرطة لا تشكل مشكلة.
المذيع: فخامة الرئيس في فترة ما تفشت ظاهرة خطف السياح. هل هي حركة ربما لها دلالات سياسية؟ ام أنها مجرد عمليات ابتزاز الحكومة بإقامة مشاريع؟
الرئيس: اربط الاثنان. ابتزاز ولا تستبعد السياسة منها.
المذيع: المصالحة الوطنية هل هذا العنوان يمكن أن تسدل عليه الستار نهائياً؟..هل مازالت هناك ظنون ربما الحرب اليمنية التي عرفتها اليمن؟
الرئيس: أنت تسمع أناس يقولون المصالحة الوطنية من حقهم أن يقولوا المصالحة الوطنية نحن في شدة الحرب في العام 94م أصدرنا عفواً عاماً عن كل مرتكبي جريمة الحرب والانفصال. مصالحة مع من؟! مصالحة مع شخص ارتكب جريمة حرب وانفصال واسال الدماء وأرهق الاقتصاد. الدولة تجاوزت عن هذا وعفت عنهم. من أراد أن يكون مواطناً صالحاً الوطن للجميع وان كان هناك مجموعة مقيمة هنا أو هناك لمجرد أنها تحصل على رواتب افضل من هناك فهي تحب البقاء ولكنها من وقت الى آخر تذكر بنفسها عبر مقال هنا أو هناك أو صحيفة هنا وهناك أنها تريد المصالحة الوطنية فنحن نرحب بهم أن يعودوا الى وطنهم ولا توجد أية مشكلة.
المذيع: صحيح أن بعض الرموز عادت إلى اليمن مثل سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة السابق. هل يفتح هذا الباب أما عودة قائمة الستة عشر مثل علي سالم البيض وحيدر أبو بكر العطاس؟
الرئيس: لا.. هناك أربعة محكوم عليهم أما الباقون محكوم عليهم مع وقف التنفيذ وباستطاعتهم العودة عدا الأربعة لا يستطيعون العودة لانه محكوم عليهم بأحكام قضائية.. وليس هناك شيء اسمه مصالحة.. هناك شيء اسمه عفو عام صدر عن مرتكبي جريمة الحرب والانفصال فالذين استفادوا من هذا القرار موجودون الآن هنا ويشاركون في الحياة السياسية.. والذين لا يزالون في الخارج هم لديهم استضافة من بعض دول الجوار والأشقاء. والاستضافة مغرية وعندما يقارنها بالرواتب والمال في الداخل فيفضل الاستضافة. ومن وقت الى آخر يكتب عمود في صحيفة الأيام اليمنية أو مقالاً في صحيفة الاتحاد الضبيانية ليقول انه موجود ويريد مصالحة وطنية.
المذيع: فخامة الرئيس ظاهرة أخرى لافته وهي ظاهرة انتشار السلاح. يقال أن هناك ستين مليون قطعة سلاح في بلد تعداد سكانه عشرين مليون نسمة بعملية حسابية بسيطة ثلاث قطع سلاح لكل مواطن.
الرئيس: شيء جيد عندنا الأسلحة بهذا الحجم لا توجد عدد ستين مليون في منطقة الجزيرة كلها هناك سلاح موجود ومنتشر مع كثير من الناس نحن لا نشجع على انتشاره ولكننا نقتني السلاح ووجوده مع المواطنين لا يشكل خطورة.. الجريمة هنا أقل جريمة في العالم من البلدان المتحضرة المدنية أينما وجدت عربية أو إسلامية أو أجنبية والجريمة متفشية وهي منتشرة. ولكن الجريمة اكثر هناك أما هنا فرغم انتشار الأسلحة فالجريمة أقل.
المذيع: هل استصدار قانون لمنع حمل السلاح له محاذير معينة؟
الرئيس: عندنا قانون ينظم حمل السلاح واقتنائه عندنا مشروع قانون في مجلس النواب. هو قانون الحيازة والحمل كيف يمكنك حيازة السلاح وكيف يجوز لك حمل السلاح. ولكننا لن نشجع على انتشار السلاح ولكن هناك ظروف معينة يكون فيها وجود السلاح في أيدي المواطنين مهم مثلاً عند وجود أي خطر على الوطن يستنفر الشعب بسرعة وقد حصلت عندنا اكثر من مرة عمليات معينة أو اعتداء على أراضي الوطن وتستطيع أن تستنفر من الوطن مليون أو نصف مليون شخص في أسابيع قليلة يكونون جاهزين ومسلحين ومدربين يحملون السلاح، فقط احضر له العتاد وسوف ينجز المهمة. مع ذلك لدينا مشروع قانون حول حمل وحيازة السلاح وهو في مجلس النواب.
المذيع: ظاهرة أخرى تعتبر توأم لظاهرة حمل السلاح إن صح التعبير. وهي ظاهرة الثأر. إلى فترةٍ المدينة كانت محرمة على الآخرين في ظاهرة الثأر ولكن وقع اختراق لهذه الممنوعات كيف تنظرون الى هذه الظاهرة؟ وما هو الذي بيدكم أن تفعلوا لهذه الظاهرة؟
الرئيس: المدن الرئيسية لم يكن أحد ينتقل إليها أو يمارس الثأر فيها لانه نتيجة كانت المدينة في ذلك الوقت مجتمع معروف ومدينة صغيرة الناس فيها متعارفون فيما بينهم. أما الآن فقد يصل تعداد المدينة الى اكثر من مليون يأتي اليها من كل حدب ومن كل أنحاء اليمن ومنافذ المدينة متعددة اكثر من اثنين وسبعين منفذاً الآن للعاصمة. ولكن رجال الأمن وضعوا ترتيبات لمنع تكرار جريمة الثأر في العاصمة والمدن الأخرى لان العاصمة أصبحت بمثابة مصيدة لانه إذا أحد لديه ثأر الأرض واسعة والمجتمع محدود والقرية صغيرة فكل واحد متحصن وكل واحد حذر من كل شيء ولكن هنا في المدينة الأرض واسعة وتحصل عملية ثأر ولكن الأمن يعمل على منع تكرار مثل هذه الحوادث بضوابط أمنية ورقابة أمنية وترخيص للسلاح ومعرفة من يحملون السلاح وأين يسكنون في أي فندق وفي أي مكان.
المذيع: فخامة الرئيس كانت لكم جولة في الأيام الأخيرة في عدة محافظات داخل اليمن.. كانت هناك مشاريع تنموية وضعتم لها حجر الأساس وبعضها دشنتموها كيف تنظرون إلى المشاريع التنموية والاستثمارية في اليمن في ضوء الصعوبات الاقتصادية التي تعانون منها؟
الرئيس: البلد يحتاج إلى كل شيء بلد تعداد سكانه كبير ومترامي الأطراف وهو بحاجة إلى خدمات وبحاجة إلى سدود والحواجز المائية والمدارس والجامعات والمعاهد والكهرباء والمستشفيات في اطار إمكانية اليمن نحن نسخر إمكانياتنا لهذه الخدمات أيضاً نحن نبحث عن قروض ومساعدات من الدول الشقيقة والصديقة من البنك الدولي المشاريع تتبناها الولايات المتحدة.
المذيع: ما هي الوعود التي تمت؟
الرئيس: بدأت هذه الوعود تتحقق ونحن بدأنا خطة مع الأمريكان في عدد من المشاريع التنموية؟
المذيع: يعني هل هي ثمرة تعاونكم واستجابتكم في أمريكا في مكافحة الإرهاب؟
الرئيس: لم تكن هذه ثمرة ولكننا أردنا أن تكون هكذا قناعتنا في مقارعة ومكافحة الإرهاب ومع ذلك نحن طلبنا من أمريكا ونقول بان الإرهاب ظاهرة سلبية والذي يحد من مكافحة الإرهاب هو مكافحة الفقر ولهذا يجب معالجة الإرهاب بمكافحة الفقر افضل. أيضاً من أسباب وجود الإرهاب قضية الصراع العربي- الفلسطيني وعدم وجود عدالة دولية في ما يتعلق بالشعب الفلسطيني من انتهاك لحقوق الإنسان لممتلكاتهم ولمقدساتهم فيوجد تطرف، الشيء الثاني الفقر.. فعاملان أساسيان هما الفقر والظلم وعدم وجود عدالة. فنحن حصلنا على وعود من الأمريكان والأوروبيين خاصة المانيا وهولندا والبنك الدولي وهناك قروض من الصندوق العربي واخذنا مبالغ لا بأس بها لإيصال الخدمات الى كافة المناطق.
المذيع: قمتم بحركة كبيرة في سلك القضاء عينتم قضاه جدداً.. هل هناك أزمة عدالة في اليمن خاصة إن هناك بعض أحزاب معارضة تتحدث عن وجود فساد في الادارات الحكومية؟
الرئيس: طبعاً لأن الأحزاب خارج السلطة لازم ترمي اللوم على السلطة حتماً وهذا شيء طبيعي والمعارضة هي تجمع جملة من الاتهامات وترميها في وجه الدولة وتتهم القضاء بالفساد وتتهم الحكومة بالفساد وكل واحد خارج السلطة من لم يكن له نصيب في هذه الدولة يتمنى زوالها وهذا عرف عالمي من لم يكن لديه مصلحة في مؤسسة أو في دولة أو في حكم فإنه يتمنى زواله، القضاء اليوم افضل مما كان فيه في السابق كان لدينا قضاة ورثناهم من عهود ما قبل الثورة وكان هذا هو حال القضاء ولم يكن هناك تحديث نحن تبنينا منذ عام 82م إلى اليوم تحديث القضاء وفتحنا معاهد عليا لتدريب القضاة والان هناك عدد من الخريجين وعملنا عملية إحلال محل القضاة السابقين الذين تقدموا في السن أو أحيلوا للتقاعد والقضاء الآن أفضل مما كان عليه قد تحصل ظاهرة سلبية هناك ويحصل شخص مفسد وهذا شيء طبيعي ولكن الحكومة يجب أن تفتح عيونها على مثل هذا الأمر وتنهي مثل هذه الظواهر السلبية وتحاول أن تعالجها بإيجابية.
المذيع: سيادة الرئيس سؤال أخير لنتحدث عن ظاهرة شبه متفشية في العالم العربي والامة العربية وهي التوريث السياسي هناك حديث أيضاً عن احتمال انتشار هذه الظاهرة تكون موجودة في اليمن في ضوء منح نجلكم بعض الصلاحيات السياسية كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟
الرئيس: أنا سوف أجيبها لك على سبيل النكته والتي تقول أنه الأفضل أن بعض الحكام يورثون ولكنهم ليسوا ديمقراطيين وأنه لابد من أن يكون نجل واحد يورثه المفروض أن يكون أكثر من نجل تكون ديمقراطية وأن لا يفرض على مجتمعه شخص واحد فيجب أن يكون أكثر من واحد حتى تتجسد الديمقراطية.
المذيع: سيادة الرئيس سوف اترك لك المساحة حرة في أن تقول ما تريد لمشاهدي قناة أبو ظبي.
الرئيس: طبعاً أنا سعيد أن أتحدث إلى قناة أبو ظبي التي أتابعها باستمرار وبرامجها لابأس بها وجيدة ونتمنى أن تتطور هذه المحطة وهي محل اهتمام كل المشاهدين وهي محطة ممتازة لديها كوادر جيدة وإن شاء الله نراها في كل وقت أنها تطور نفسها وأن تحدد رؤيتها وسياستها في المدى القريب هل هي ثقافية هل هي سياسية هل هي اقتصادية هل هي اجتماعية أم هي لكل هذه الفعاليات.
كما أتوجه بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على مواقفه القومية وما يقدمه من دعم سخي للانتفاضة الفلسطينية وهو محل تقدير واحترام وهو يساعد كل أشقائه في الوطن العربي ونتمنى له طول العمر ولدولة الامارات العربية المتحدة مزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة الشيخ زايد.
المذيع: أشكرك سيادة الرئيس.