مقابلة الأخ رئيس الجمهورية مع إذاعة الـ (بي. بي. سي)
الـ بي. بي. سي: اليمن توحد عام 1990م وكانت له تجربة انتخابية عام 1993م ثم كانت هناك حزب عام 1994م ويتهيأ اليمن اليوم لانتخابات جديدة في 1997م فما هي الرسالة التي تودون توجيهها لمواطنيكم في الداخل وللعالم في الخارج في هذه المناسبة؟
الرئيس: أولاً أنا سعيد أن أتحدث مع راديو (بي. بي. سي) فقد توحد اليمن عام 1990م وأجرى انتخابات نيابية عام 1993م وأيضاً الآن نحن بصدد الانتخابات الجديدة لعام 1997م فتم الإعداد والتجهيز لها من قبل اللجنة العليا للانتخابات وذلك لإجراء الانتخابات النيابية في 27 أبريل 1997م بطريقة دستورية وبإعداد ممتاز تتنافس فيها الأحزاب السياسية في الساحة الوطنية على قدم المساواة في اطار قانون الانتخابات العامة والإجراءات مستكملة لإجراء هذه الانتخابات.. ونأمل أن تجرى في أجواء طيبة ومناخات ممتازة ونتطلع الى التنافس الشريف بين الأحزاب والقوى السياسية وأن نظهر للعالم الخارجي سواء كان عربياً أو إسلامياً أو أجنبياً بمظهر حضاري ممتاز وبحيث تكون انتخابات 1997 نتائجها أفضل من نتائج 1993.
الـ بي. بي. سي.: هناك جانب أخر يعتبر سلبي ويتم تناوله في الخارج في وسائل الإعلام وهو عملية الاختطاف التي تتم ما بين حين وآخر وخاصة فيما يتعلق باختطاف الدبلوماسيين أو السواح الأجانب وهذا يعكس بأن بعض القبائل غير سعداء لما تقوم به الدولة في تنفيذ مطالبهم ماذا تقول عن الموضوع وكيف يمكن إن تعالجوه؟
الرئيس: هذه العملية بدأت في نهاية 1993م عملية اختطاف الأجانب وهذه تتم من قبل العناصر التي عملت على افتعال الأزمة وإشعال الحرب وكانت وراء تلك العناصر التي تقوم باختطاف الأجانب والتي ليس لها مطالب مشروعة ولكن ذلك عمل تخريبي يسيء الى سمعة اليمن.. والغرض من هذا هو تشويه صورة اليمن وانه لا يوجد أمن واستقرار ولكن الأمن والاستقرار مستتب وهذه حالات شاذة والدولة تتخذ كافة الاجراءات لمعالجتها وعلى الخصوص ضمان خروج الأجانب سالمين وأيضاً يظل الجناة مساءلين أمام القانون.
ومع قرب الانتخابات هناك قوة معادية للديمقراطية ومعادية للأمن والاستقرار ومعادية للوحدة اليمنية تشجع قيام مثل هذه العمليات عمليات الاختطاف للأجانب وذلك من باب الضغط على الحكومة اليمنية لإيقاف عملية الانتخابات خصوصاً من قبل العناصر التي افتعلت أزمة الحرب والانفصال.
الـ بي. بي. سي: هل القوة المعادية هي داخل البلد أو هم خارج البلد ومدعومين من خارج البلد؟
الرئيس: التي تنفذ هي من داخل البلد وهي كما تحدثنا العناصر التي ضاقت من الوحدة وتقلصت مصالحها وهي فعلاً داخل الوطن ولكن ما في شك ربما انه هناك قوى أجنبية تشجع على القيام بمثل هذه العمليات التي تسيء الى سمعة اليمن.
الـ بي. بي. سي: صدر مؤخراً تقرير من منظمة العفو الدولية كان ناقداً بشدة وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان وفي نفس الوقت تفخر اليمن بحرية التعبير وحرية الصحافة الموجودة الآن والاتجاه نحو الديمقراطية.. كيف تردون على مثل هذا التقرير؟
الرئيس: التقرير لا أساس له من الصحة وهذه معلومات دست من قبل العناصر المعادية للوحدة والديمقراطية وللأمن وللاستقرار ونحن نطالب هؤلاء الذين قدموا مثل هذه التقارير أن يأتوا لزيارة اليمن ليطلعوا عن قرب وأن لا يتلقوا معلوماتهم من خارج الوطن ولكن عليهم أن يأتوا للتحري داخل الوطن.. التقرير تضمن معلومات خاطئة تلقوها من أعداء الوحدة والأمن والاستقرار والديمقراطية وهي كما تحدثنا العناصر الفارة من العدالة والتي تقيم خارج الوطن.
الـ بي. بي. سي: عندما تنتهي الانتخابات ويتم انتخاب برلمان جديد في رأيكم ما هي الأولويات التي ستكون أمام البرلمان الجديد؟
الرئيس: الانتخابات في طبيعتها هي من أجل التغيير نحو الأفضل مع تقييم الدولة والحكومة لكل السلبيات التي اعترضت الحكومة السابقة.. في المقام الأول يأتي الوضع الاقتصادي وتنفيذ الخطة الخمسية وتثبيت الأمن والاستقرار ومحاسبة العابثين بالأمن والاستقرار في اليمن هذه من الأولويات التي ستكون أمام الحكومة الجديدة مع تحسين وتطوير علاقات اليمن مع دول الجوار ومع دول العالم.
الـ بي. بي. سي: ذكرتم فخامة الرئيس أن موضع الاقتصاد من ضمن الأولويات وأيضاً تطوير العلاقات مع دول الجوار ما هي رؤيتكم حول هذين المرتكزين؟
الرئيس: كما تحدثنا أنه من ضمن الأولويات هو الجانب الاقتصادي بمعالجة كل جوانب القصور فيه وبناء اقتصاد وطني قوي وأيضاً تحسين العلاقات وإزالة سوء الفهم بين بلادنا ودول الجوار والعالم هذه من ضمن الأولويات التي نحن نهتم بها وخاصة لدينا انفجار سكاني كبير فلا بد أن تكون الحكومة على أرقى مستويات من الفهم والإدراك لمعالجة الأوضاع الاقتصادية في ضوء المتغيرات الجديدة فهذه من ضمن أولويات الحكومة الجديدة.. أيضاً مكافحة الفساد والرشوة والفوضى الإدارية ولابد أن تعمل الحكومة على إصلاح تلك الأوضاع كاملة وبدعم من رئاسة الدولة ودعم من البرلمان وندعو كل أبناء الوطن للتعاون مع الحكومة الجديدة لاستئصال كل الجوانب السلبية وبناء الاقتصاد الوطني.
الـ بي. بي. سي: فخامة الرئيس.. هل ترغبون في قول شيء ما في الأخير؟
الرئيس: الديمقراطية في بلادنا بحاجة الى دعم أوروبي وأمريكي وهي بداية جديدة في المنطقة وبحاجة الى الدعم المعنوي في المقام الأول.. فهي بحاجة لمثل هذا الدعم والديمقراطية لها ثمن غالٍ ندفعه ومن هذا الثمن الذي ندفعه هو تشويش وتضخيم بعض القضايا المحلية تجعلها تأخذ أبعاداً كبيرة وهي في أساس الأمر لا تعد بتلك الضخامة ولكن الذي ضخمها هو حرية الصحافة والديمقراطية في بلادنا.. هذا ما أردت قوله.