محاضرة فخامة رئيس الجمهورية لقادة وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر كل منتسبي وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية على الجهود التي بذلوها ويبذلونها من أجل حفظ الأمن والسكينة العامة للمواطنين.. إنها جهود تشكرون عليها ونحث أفراد الأمن على المزيد من اليقظة العالية للحفاظ على الأمن العام وعلى أمن المواطن وماله وعرضه.
.. ما من شك فإنه ينبغي على كل أجهزتنا الأمنية أن تبذل جهودها للحيلولة دون وقوع الجريمة فإلاخفاقات قد تحدث في أكبر دول العالم وأكبر دليل ما حدث في الولايات المتحدة عندما أخفقت الأجهزة الأمنية في الحيلولة دون حدوث هجمات الـ 11 من سبتمبر وهناك حملة ظالمة ضد الأمن من قبل بعض العناصر غير المسئولة بأن هناك قصوراً في أداء أجهزة الأمن تبذل جهوداً رائعة وممتازة لأداء واجبها.. وكما قلنا فإن الإخفاقات قد تحدث في كل بقاع العالم ونحن نتطلع أن لا تحدث مثل هذه الحالات في المستقبل فالأمن مسؤولية الجميع وهو يهم الجميع.. وهو ليس مسؤولية أجهزة البحث الجنائي والاستخبارات والمرور أو غيرها من الأجهزة الأمنية لوحدها بل أيضا مسؤولية المواطن نفسه..
المواطن الذي ينبغي أن يسهم ويكون متعاوناً مع الأجهزة الأمنية من أجل أن لا تقع الجريمة وكشفها قبل وقوعها فالأمن ليس للشرطة أو الأمن أو الحكومة ولكنه أمن المجتمع أمن 21 مليون مواطن على هذه الرقعة من الأرض ومهما بلغ عدد وقوة أجهزتنا الأمنية إذا لم يكن المواطن متعاوناً فإن الأجهزة الأمنية لن تستطيع أن تفعل ما يجب أن تقوم به فالمواطن يكون متعاوناً مع الأمن ومن أجل الحفاظ على ماله وعرضه وطمأنينته وإذا لم يكن هناك شرطة قوية وأمن قوي وحكومة قوية تفرض النظام والقانون فإن الفوضى ستسود وسيعتدي الكبير على الصغير والقوي على الضعيف فالسلطة لوجودها حكمة على الأرض من أجل أن تقنن وتفرض النظام والقانون وتمنع حدوث الجريمة وهذه مسؤولية كبيرة أيضا تقع على عاتق المواطن.
.. إن هذه القيادات أو هذا النسيج هم من أبناء الوطن، لماذا توجه إليهم هذه الاتهامات!
.. إنها مكايدة حزبية واستغلال للأحداث وتسويق غير سوي للأحداث..فكيف يستغلون الأحداث فما حدث يوم السبت قبل الماضي حادث إجرامي كبير والمتمثل في قتل أحد القيادات الحزبية وهو الأخ جار الله عمر رحمه الله إنها جريمة ونحن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما قبلها في حادثة المدمرة كول ونحن نندد بالإرهاب والعنف والغلو وبالمدرسة التي تربي هذا الجيل ولا نستطيع في نهاية المطاف أن نتحكم فيه فمن السهل أن تخطب وتحرض ولكن من الصعب أن تجعل من تم تحريضه يتراجع عن التعبئة الخاطئة التي تلقاها هذا أمر صعب..
ولهذا فإنه من الأفضل أن نربي الجيل تربية جيدة وحسنة تربية فاضلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكل ما هو دائرة في المجتمع وفي كل مؤسسات الدولة وإحياء المجتمع أمر مطلوب ولكن بعيداً عن التكفير فالتكفير حرام.. على سبيل المثال أحد القيادات يقول أشهد أن جار الله عمر كان يصلي هل لك الحق أن تقول ذلك أنت بشر…
هذا أمر بين الإنسان وخالقه عز وجل فليس هناك من وسيط بين الإنسان وخالقه سواء كنت عالماً أو أمياً صاحب جاه أو كيفما كنت.. لقد قال بقول قائل أشهد بأنه عندما أصيب جار الله عمر قال أشهد أن لا اله إلا الله وهذا أمر غريب أن يقال مثل هذا الكلام.. وأنت ما دخلك بهذا الكلام أصيب جار الله عمر رحمه الله ولقي ربه نتيجة للتعبئة الخاطئة.
للأسف لقد وجهت بعض الاتهامات من بعض الصحف الحزبية إن أجهزة الأمن توجه الاتهامات لبعض الأحزاب.. أجهزة السلطة لم توجه الاتهام لأحد أنا متابع هذا الأمر بعد وصولي من الحديدة بحوالي عشر دقائق من الحادث ولم يحدث أن وجه الاتهام لا للإخوان في الإصلاح أو أي قوى سياسية على الإطلاق حتى الآن والمجرم الذي أرتكب جريمة قتل جار الله عمر أو المجرم الآخر يتحملان مسئوليتهما لوحدهما لا يتحمله أي حزب ولكن نحن نحذر من التعبئة الخاطئة في ظروف معينة والتي ينبغي الإقلاع عنها لنبني أمة وسطاً بعيدة عن التطرف والغلو.
.. لقد تحققت نجاحات جيدة وممتازة في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب وحالت الأجهزة الأمنية دون حدوث أعمال إرهابية مثلما حصل لأبو علي الحارثي الذي كان يقوم بأعمال إرهابية لكنه لقي حتفه نتيجة أعماله الإجرامية وينبغي علينا الاستمرارية والتصدي للإرهاب والعنف.. وأدعو المواطنين وكافة أبناء الوطن إلى الاصطفاف الوطني خلف المؤسسة العسكرية والأمنية وهذا لا يعني كما يفهمه البعض بأنه المشاركة في السلطة أو إبعاد رئيس الوزراء أو الوزير والحلول مكانهما. نحن تحكمنا إرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع في هذا الجانب.
.. ولقد دعوت في نهاية عام 1994م أثناء الأزمة إلى الاصطفاف الوطني واصطف أبناء الشعب لمواجهة الأزمة والانفصال ووقفوا صفاً واحداً وحققنا انتصاراً رائعاً وباهراً وأنا الآن أدعوا كل أبناء الوطن الخيرين للاصطفاف الوطني لمكافحة الجريمة والحيلولة دون وقوعها على الرغم من أن تلك الأحزاب دون ذكر أسماءها والتي وقفت في اصطفاف الانفصال وهي تفكر عندما أدعو للاصطفاف أنها تشارك في السلطة. والمشاركة في السلطة لا تتم إلا عبر صناديق الاقتراع وعبر ثقة الجماهير فهذا الأمر قد حسم دستورياً وقانونياً.
.. إننا نأسف لما حدث أثناء مقتل جار الله عمر عندما جرت القضية خارج نطاق الأجهزة الأمنية بالتحقيق مع مرتكب تلك الجريمة وهذه مخالفة دستورية رغم أنني اتصلت شخصياً بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب وقلت له بلغني أن الرجل لديك، قال نعم، قلت سلم الجاني للأجهزة الأمنية.. قال هناك شوشرة أريد تبرئة ساحة الإصلاح لا توجه له الاتهامات.. قلت حسناً، قال وأنا طلبت وزير الداخلية أن يرسل مدير البحث الجنائي للتحقيق معه، قلت له أنصح أن يسلم الجاني للبحث الجنائي والأحزاب موجودين بما فيها الاشتراكي تحضر التحقيق مع الجاني ولقد استمعت في الشريط إلى تلك الأسئلة التي وجهت إلى الجاني من قبل بعض القيادات الحزبية والتي توحي وبشكل سيء وكأنها تريد أن توسم السلطة والأجهزة الأمنية بهذا الحادث.
.. كيف نثق بالبلد والقيادة السياسية والحكومة ونمنحها الثقة وهؤلاء العسكريون والأمنيين لا نثق فيهم ونتدخل في شئون العدالة وكان أحد الأشخاص يحقق مع المجرم وتحديداً من الحزب الاشتراكي وهو متخصص بالتحقيقات يوجه أسئلة إيحائية وكأن السلطة وراء هذا الحادث في حين هو يعرف كيف كان يأتي بالناس في صناديق من بيروت.
.. ماذا تريد السلطة من جار الله عمر لقد أمنت الحزب الاشتراكي وأعلنت عفواً عاماً بعد جريمة الانفصال وكان جار الله عمر وغير جار الله وقادة الحرب وقادة الحزب يسيرون أمنين مطمئنين في ظل أمان الدولة.
ما من شك هناك بعض المعبئين تعبئة خاطئة نتيجة تلك المدرسة والذي كان من نتيجتها ما حدث لجار الله أو ما حدث للأمريكيين في جبلة أو ما كان سيحدث لبعض القيادات الحزبية من أعضاء مجلس التنسيق للمعارضة والذين كانوا أيضا متحالفين في مجلس التنسيق مع بعضهم من أيام الانفصال والحرب.
.. إن هؤلاء للأسف يريدون أن يتحدثوا بشفافية ولكنهم لا يريدون الأجهزة الأمنية تتحدث بالحقائق هم يريدون أن يتحدثوا كذباً ولكنهم لا يريدون أن يسمعوا الحكومة والحقائق التي تفضح الكذب..
أن ما يبنى على باطل فهو باطل والكذب عمره قصير، الآن الأحزاب عليها أن تناضل بالبرامج السياسية وأن توصل للسلطة وتنتقد بكلام موضوعي وصادق وينبغي عدم الانسياق وراء صحف الإثارة وندعوها أن تقلع عن هذا الأسلوب وتسلك سلوك كشف الحقائق بموضوعية ومصداقية.. وبعضهم يظن أنه يخاطب شعباً جاهلاً…
أن شعبنا شعب واع وهو على مدى 40 عاماً من عمر الثورة لقد تعلم أبناؤنا في المدارس والمعاهد والجامعات وتخرجوا منها واكتسب وعياً عالياً وهناك قيادات في المجتمع سياسية وعسكرية وأمنية وغيرها وينبغي أن توضح الحقائق وتكشف الزيف والكذب للرأي العام.
.. إننا عندما ندعو للاصطفاف الوطني إنما من أجل مواجهة التحديات الخارجية والتصدي لأعمال العنف والإرهاب ولكن البعض يطرح الاصطفاف الوطني ويقول نعمل مصالحة وطنية ونتقاسم السلطة.
.. لقد تم إنفاق حوالي ثمانية مليارات ونصف المليار ريال من أجل تغيير السجل الانتخابي وهذا نتيجة المكايدات الحزبية والسياسية فلقد كان هؤلاء يتوهمون أن يأتي السجل الجديد كما يحلو لهم والآن هم يشككون في السجل الانتخابي رغم ما أنفق من مليارات ويرددون المؤتمر سوف يستحوذ على كل المقاعد ولقد قلنا لهؤلاء في مجلس التنسيق أن يتكتلوا في إطار قوة سياسية واحدة وان عليهم أن يكسبوا ثقة الجماهير والمؤتمر لا يريد أن يستحوذ على السلطة بل يري أن يشارك الآخرين ولكنكم أنتم تخسرون أنفسكم كثيراً بخطابكم السياسي وبالكذب.
.. لقد تم تعبئة الناس خطأ وجاءت جريمة أبين نتيجة الفتاوى والحديث من البعض أن لدينا قواعد أمريكية في صلاح الدين وتسجيلاتهم وخطبهم مسجلة لدينا وعندما حاكمنا مرتكب تلك الجريمة أبو الحسن قال لدي فتاوى أن القواعد الأجنبية موجود في معسكر صلاح الدين، قلنا له كنت تذهب إلى هناك وتتأكد بنفسك من عدم وجود هذه القواعد.
وقالوا أن لدينا قواعد أجنبية في سقطرى قلنا أذهبوا وتأكدوا بأنفسكم أن شعبنا اليمني الذي ناضل وقدم ضحايا من أجل الحرية والاستقلال كيف يمكن له في ظل الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والرأي الآخر أن يأتي باستعمار جديد.
.. إن خطابهم في هذا الجانب خطاب هزيل نحن ندعو أن يتوجه الجميع للتنمية والبناء إلى التآخي ونبذ الفرقة وتعزيز الوحدة الوطنية بعيداً عن الشكوك والأوهام لأن بعض الأحزاب للأسف بنيت على الصراع الطبقي وانعدام الثقة في العالم، الأحزاب تخوض الانتخابات.
هناك أحزاب تسقط وأحزاب تصعد ولكن بعض الأحزاب لدينا تريد أن تكون في المعارضة وفي السلطة معاً.
.. إن واجب العلماء والسياسيين والمثقفين واجب كبير وعليهم بذل جهودهم لتوعية المجتمع فالأمن والاستقرار للجميع والسكينة العامة للجميع وليست للسلطة أو الحاكم فالأمن والاستقرار لعامة المواطنين وعلينا أن نتعظ مما يحدث في العديد من البلدان عندما تسود عندما تسود الفوضى.
.. أستغرب مما يردده البعض عن أجهزتنا الأمنية فحيناً يقولون أنها ضعيفة وأخر أنها قمعية فكيف يستقيم هذا القول المتناقض أن أمثال هؤلاء لديهم خبرة في توجيه الاتهامات.
.. أدعو كل المخلصين وأجهزة الأمن وكل أبناء الوطن وكل الخيرين أن يكونوا معنا في الاصطفاف الوطني من أجل مصلحة الوطن وان نصطف جميعاً لمواجهة أية تحديات خارجية ولمواجهة العنف والإرهاب والتعبئة الخاطئة كما واجهنا كل التحديات وواجهنا الأزمة والانفصال والحرب.
.. هذا الكلام موجه للجميع في الوطن.. أتمنى لكل منتسبي وزارة الداخلية والأمن التوفيق والنجاح لما فيه خدمة الوطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،