لقاء فخامة رئيس الجمهورية برؤساء تحرير الصحف اللبنانية
لقد كانت وجهات النظر متطابقة إزاء مجمل القضايا التي تم بحثها خاصة حول تفعيل آليات المتابعة لقرارات قمة بيروت العربية..
إن قمة بيروت كانت ناجحة وايجابية ومن المهم إيجاد آليات متابعة فعالة لها، وإن الأمر لا يرتبط برئاسة القمة لتحقيق ذلك ولكن يرتبط بالمجموعة العربية ككل، وإننا ندعو إلى النظر بتفاؤل إلى المستقبل.
وإننا سوف نتعاون في مجال نزع الألغام حيث ستقدم اليمن بعض المساعدات المتواضعة من الفنيين والمعدات لمساعدة لبنان على نزع الألغام التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.
إن المطلوب آلية للعمل العربي المشترك غير الآلية التي يتم العمل بها حالياً. وبحيث تفعل القرارات كما تفعل آليات المتابعة. وإذا كانت الدعوة لإيجاد آلية جديدة لانتظام عقد القمة العربية قد تحققت فإن المطلوب هو إيجاد آلية لمتابعة قرارات القمة، وحول تعليقه على إعلان ليبيا عزمها الانسحاب من الجامعة العربية وموقف اليمن من ذلك قال فخامته نحن حريصون كل الحرص على أن تكون ليبيا ضمن المجموعة العربية.
وربما يكون القرار الليبي هو من باب التحريض أو التحفيز على دور أكثر فاعلية للجامعة العربية، أو للخروج بقرارات أكثر فعالية للقمة العربية.
ولقد اتخذ مجلس التعاون الخليجي في مسقط قراراً بأن تمنح اليمن العضوية المتدرجة، وتم ضمها إلى عضوية بعض الهيئات في المجلس سواء التربية والتعليم والصحة أو العمل، وفي مجال كرة القدم، وهذا التدرج ربما يكون بمثابة اختبار حتى تكون اليمن مؤهلة لكامل العضوية، وبإزاء الواقع العربي الراهن ونؤكد على أهمية أن تكون للوطن العربي قيادة أو رأس يقوده إلى التضامن والعمل المشترك وكل شيء ينبغي أن يكون له رأس وقيادة.. مشيراً في هذا الصدد إلى ما حققه الإتحاد الأوروبي من نجاحات في ظل توفر الثقة القائمة بين قياداته…حيث استطاع الاتحاد الأوروبي أن يقيم أنماطا من الوحدة، من خلال البرلمان الأوروبي، والعملة الموحدة وغيرها.
ونؤكد على أهمية أن يسعى العرب كأبناء أمة واحدة إلى العمل من أجل الوحدة والتكامل والشراكة الاقتصادية فيما بينهم.
وننوه بأهمية الدور الذي تضطلع به الصحافة والمثقفون العرب في خلق الوعي القومي حتى لدى الزعامات العربية. وليس الشعوب فحسب. وتحصين الأمة مما تتعرض له من تحديات، وقال فخامته ينبغي على الصحافة العربية أن تنأى بنفسها عن التشكيك في مقدرات وزرع الإحباط في نفوس القيادات أو الجماهير.
وأشيد بما حققته المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان والتي استطاعت إجبار الكيان الصهيوني على الانسحاب. وإنهاء الاحتلال للأراضي اللبنانية في الجنوب، كما نشيد بالانتفاضة الفلسطينية الحالية لأنها استطاعت هي الأخرى أن تحقق نتائج ايجابية على الرغم مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أعمال قمع وعدوان وإرهاب.
و مهما امتلكت إسرائيل من أسلحة ومهما مارست من بطش فإنها تعيش حالة وهن نتيجة استمرار الانتفاضة وأعمال المقاومة.
ودعونا أولاً نتفاءل ولا نتشاءم، وحتى لو كانت المؤشرات تشير إلى توقع حدوث الضربة بنسبة 85% فدعونا نتفاءل بنسبة الـ 15% الباقية.
ونحن في اليمن أعلنا موقفنا بأننا ضد الضربة. وليس لها ما يبررها خاصة بعد أن أكد العراق التزامه بقرارات الشرعية الدولية، ومنها القرار(1441).
وإذا حدثت الضربة لا سمح الله فإنها ستخلط أوراقاً كثيرة في المنطقة، وستؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها.
ونؤكد على أهمية وجود صوت عربي يرتفع من خلال القمة أو الجامعة العربية أو حتى من خلال وزراء الخارجية. نقول لا لضرب العراق أو التدخل في شؤونه الداخلية، مع تأكيده على استمرار التفتيش والرقابة. وقال فخامته إذا ارتفع مثل هذا الصوت العربي فإنه بالتأكيد سيجد من يؤازره سواء من الأصدقاء في أوروبا أو الروس أو الصين أو غيرهم، لقد لمست أثناء زيارتي لموسكو أن الروس يعارضون ضرب العراق. ولكنها إذا حدثت فإنهم لا يستطيعون منع وقوعها.
وأن التنسيق اليمني الأمريكي في هذا المجال هو من قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتحديداً منذ الـ 12 من أكتوبر 2000م عندما تعرضت المدمرة الأمريكية(كول) لحادث الاعتداء في ميناء عدن. وأكد فخامته أن تعاون اليمن مع الأمريكيين في مجال مكافحة الإرهاب هو من أجل مصلحة اليمن أولاً، وأمننا القومي لأن الإرهاب الحق أضراراً ببلادنا واقتصادنا الوطني.
ولهذا تعاونا مع أمريكا والأسرة الدولية لمكافحة الإرهاب، وإن العالم تغير ولم يعد كما كان أيام الحرب الباردة. حيث أصبح هناك نظام دولي جديد. موضحاً أنه وفي إطار تلك المتغيرات فإن اليمن على سبيل المثال قد قام بشراء بعض الأسلحة والمعدات لمكافحة الإرهاب من روسيا بتمويل من أمريكا، ولم يكن أحد يتصور حدوث مثل هذا قبل أن يشهد العالم ذلك التغير، وإن صفقة الصواريخ الإسكود التي اشترتها اليمن من كوريا الشمالية هي صفقة قديمة وقانونية، وهي تأتي كتعويض عن تلك الصواريخ التي استنفذت والتي استخدمها الانفصاليون في حرب صيف 94م لضرب صنعاء وبعض المدن الأخرى، وكان لابد من تعويضها ولقد تواصلنا مع الأمريكيين عندما تم احتجاز السفينة من قبل البحرية الأسبانية.. وأقنعناهم بأن الصفقة قانونية، وبعقود صحيحة وهي تخص اليمن ومن أجل تعزيز القدرة الدفاعية لبلادنا، وليست للعدوان ضد أحد وأن علاقة اليمن جيدة مع كل جيرانه.