كلمة رئيس الجمهورية إلى مؤتمر القمة الإسلامية الدوحة

الأخ العزيز صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني أمير دولة قطرأاصحاب الجلالة والفخامة أصحاب السمو والمعالي السادة الحاضرون جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على دعوته للقمة الطارئة، وعلى كرم الضيافه وحسن الاستقبال والترتيبات الجيدة لانعقاد هذا المؤتمر .

إن هذه الدورة الطارئة الثانية لمؤتمر القمة الاسلامية تنعقد في ظروف دولية معقدة كما أنها تأتي في أعقاب القمة العربية الاعتيادية التي انعقدت في شرم الشيخ في الأول من الشهر الحالي وبعد قمة عدم الانحياز الثالثة عشرة والتي أنهت أعمالها في كوالالمبور في نهاية شهر فبراير الماضي.

إنَّ هذه القمم جميعها قد عبرت عن المخاوف والقلق الذي يسود المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع من نشوب الحرب ضد العراق وماسينتج عنها من كارثة محققة ومخاطر تهدد الجميع ولاشك أن هذه الأحداث التي ارتفعت ضد الحرب في هذه القمم تعبرعن وجهة نظر مايزيد على مائة وأربعة وأربعين دولة وتعكس موقفها الموحد الداعي إلى الحل السلمي وإعطاء المفتشين الدوليين المزيد من الوقت في إنجاز مهامهم في تطبيق قرار مجلس الأمن 1441 خاصة أن العراق مستمر في تعاونه وتسهيل مهام فرق التفتيش ؛من هذا المنطلق فإننا نطالب بأن يرتفع من هذا المؤتمر الاسلامي صوتاً قوياً مثلما ارتفع في كوالالمبور وشرم الشيخ في رفض الحرب والتمسك بخيار السلام وإعطاء الوقت الكافي لفرق التفتيش لإنجاز عملهم ولعلنا من هنا ندعو الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى الإصغاء إلى هذه الأصوات الحريصة على السلام والرافضة للحرب سواء في العالم العربي أو الإسلامي أو الأوروبي أو في العالم أجمع وأن يغلب صوت العقل والحكمة على الأصوات الداعية للحرب ..إذ أن الحرب ستؤدي لامحالة إلى زعزعة الأمن والاستقرار وزرع الكراهية والأحقاد وزيادة الاحتقان في العالم الاسلامي.

الأخ الرئيس

الأخوه الاعزاء

إن هذه الظروف والتحديات تتطلب منا جميعاً وحدة الصف الإسلامي كضرورة ملحة للخروج بالأمة الإسلامية من أزمتها ورفع صوتها وفرض إرادتها .إن الإسلام كدين وحضارة مستهدف اليوم من القوى الصهيونية التي تعمل جاهدة على الصاق تهمة الإرهاب والتطرف به وتشويه صورة المسلمين في حين أن الاسلام هو دين التسامح والمحبة والاعتدال دين العدالة والرحمة والتعايش السلمي مع الآخرين.

إن الامن والسلام والاستقرار لن يتحقق إلا إذا طبقت مبادئ العدالة وأزيلت الفوارق بين الشعوب بما يضمن التنمية الشاملة والحد من الفقر وعدم الكيل بمكيالين وأنه إذا ما تحقق ذلك فإننا سننجح في جهودنا في مكافحة الارهاب الذي يعاني منه الجميع. إن مؤتمرنا هذا – أيها الأخوة – ينعقد وإخواننا في فلسطين يواجهون المزيد من العنف والإرهاب الإسرائيلي وكما تعلمون فإن إسرائيل تستغل أجواء التحضيرات الجارية لشن الحرب ضد العراق وانشغال العالم بها؛ لتنفيذ مخططاتها في تدمير المؤسسات والبنى التحتية الفلسطينية واغتيال وتشريد المئات والآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني المناضل؛ لذلك فإننا نطالب بتقديم المزيد من الدعم المادي والمعنوي الفعال لنضال الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة، كما ندعو إلى تنفيذ مقررات القمة الإسلامية التاسعة والتي انعقدت في الدوحة عام 2000م والخاصة بالصراع العربي والإسرائيلي وبشكل خاص ما يتعلق منها بمقاطعة إسرائيل دبلوماسياً وتجارياً، وتوظيف العلاقات والمصالح الاقتصادية لخدمة القضية الفلسطينية والقضايا الإسلامية عموماً؛ تنفيذاً لقرارات هذه القمة ، ونحن كلنا ثقة من أن أخي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر رئيس القمة الإسلامية سوف يعمل على متابعة قرارات هذه الدورة وإرسالها للامين العام للأمم المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وذلك بما يوضح موقف منظمة المؤتمر الاسلامي الرافض للحرب والتمسك بالخيار السلمي وإعطاء المفتشين الدوليين الفرصة الكافية لإنجاز مهامهم لأن شن الحرب ضد العراق من شأنه أن يؤدي إلى خلق الخصومة بين من يشنون الحرب وبين العالم الإسلامي وكل محبي الأمن والاستقرار والسلام في العالم وأخيراً أتوجه بالشكر مجدداً إلى أخي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على حسن الإعداد للمؤتمر وكرم الضيافة وأدعو الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير أمتنا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .