كلمة رئيس الجمهورية في المؤتمر الإسلامي التاسع بالدوحة 12/11/2000م
و فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ العزيز.. سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر رئيس المؤتمر اصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. كما نعبر عن شكرنا وتقديرنا للقرار الشجاع والتاريخي الذي اتخذه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في قطر.
و اشكر كذلك سلطنة عمان والمملكة المغربية والجمهورية التونسية على قرارهم باغلاق المكاتب الصهيونية في بلدانهم.. ونتطلع بكل الثقة من قادة البلدان الاسلامية اتخاذ نفس الموقف باغلاق السفارات والمكاتب الصهيوني في بلدانهم وإيقاف كافة التعامل وعملية التطبيع والعلاقات ايا كان شكلها وهذا اقل مايمكن اتخاذه تضامناً مع الشعب الفلسطيني والوقوف امام التحديات والصلف الصهيوني الذي يواجه امتنا العربية والاسلامية.
و ما من شك فان شعوبنا تتطلع الى الخروج بقرارات فعالة من هذا التجمع الاسلامي الكبير تضامنا مع الشعب الفلسطيني ازاء ما يواجه من حرب ابادة وتنكيل وبطش وارهاب على مرأى ومسمع من العالم وهي أعمال نحن نشجبها وندينها لكن ماذا ينفع الشجب والادانة ان ما يقوم به الكيان الصهيوني لا يمثل تحدياً للشعب الفلسطيني الاعزل بل هو تحدِ للامة الاسلامية جميعا.. ولهذا فنحن نطالب الامم المتحدة بارسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من تلك الممارسات التي تضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط.
الاخ الرئيس.. اصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
ان علينا ان نتخذ في هذا المؤتمر قرارات مصيرية لا تكون مجرد رد فعل ازاء الاحداث ولكن علينا تبني استراتيجية اسلامية لمواجهة هذا التحدي والصلف الصهيوني المستمر.
ان شعوبكم – ايها الاخوة القادة – تنظر اليكم بكل الثقة والامل وتتطلع الى ما ستسفر عنه هذه القمة من قرارات هامة وفعالة لمواجهة حرب الابادة التي يتعرض لها ابناء الشعب الفلسطيني.. وان اقل ما يمكن اتخاذه في هذه القمة هو قطع أي شكل من اشكال العلاقات السياسية والتجارية والثقافية مع الكيان الصهيوني، فلماذا لا نتضامن نحن كأبناء امة اسلامية واحدة مثل مايتضامن الصهاينة سواء في الولايات المتحدة الامريكية أو في أوروبا أو في كل مكان مع الكيان الصهيوني الجاثم على الارض العربية والمقدسات الاسلامية، وكم يبدو الامر مؤسفا ان يعارض مندوب الولايات المتحدة في الامم المتحدة ويلوح باستخدام حق الفيتو ازاء مقترح ارسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني.. ونحن نتمنى من الولايات المتحدة الامريكية كراعية وحيدة لعملية السلام ان تراجع حساباتها وان تدرك ان ذلك الموقف يمثل تحدياً لمشاعر الامة الاسلامية كلها، ونحن كأقطار اسلامية لدينا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وهي لها مصالح كبيرة في عالمنا الاسلامي اكثر مما لدينا نحن من مصالح في الولايات المتحدة.. ولهذا فاننا نتطلع ان تستخدم هذه العلاقات مع الولايات المتحدة من أجل ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني للتراجع عن مواقفة والالتزام بالسلام الذي ضرب به عرض الحائط.
و اتمنى ان يتخذ مؤتمرنا هذا قرارات شجاعة ومسئولة وحتى نعود لشعوبنا ونحن رافعون رؤوسنا.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..