كلمة رئيس الجمهورية في المهرجان الكرنفالي الشبابي الكبير بعدن احتفالاً باعياد الثورة اليمنية
إننا نحتفل اليوم بمرور أربعين عاماً على اندلاع ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشامخة ضد المستعمر لإجباره على الرحيل من ارض الوطن.
مهما طال بقاء الاستعمار واستوطن فلابد من أن يرحل.
وقد استوطن في جنوب اليمن أكثر من مئة وثلاثين عاماً وكلنه اجبر على الرحيل لان كل أبناء الوطن قاوموا الاحتلال.
واشدد على أن لا رحمة ولا شفقة لأولئك الذين كانوا يساندون المستعمر والذين رحلوا مع رحيله.. مؤكداً في هذا الصدد ان أي قطر عربي سوف يرحل منه المستعمر ومن احتضنه.
نحتفل اليوم في عدن الباسلة عدن العاصمة التجارية الاقتصادية وكل أبناء الوطن فرحة واحدة لا في عدن فحسب ولكن في كل أرجاء الوطن بهذه المناسبة الوطنية العظيمة وهو ما يؤكد واحدية الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر.
واعتبر أن الوقت قد حان للانتقال من مرحلة الشرعية الثورية إلى مرحلة بناء دولة النظام والقانون والاقتصاد والتنمية والحرية والديمقراطية والرأي والرأي الأخر والانتقال إلى مرحلة بناء الإنسان وبناء الدولة اليمنية بناء تنمويا واقتصادياً بعيدا عن الكلام وتعبئة الجماهير بما لا ينفع الوطن.
وانقل إلى الجماهير اليمنية البشرى باكتشافات نفطية جديدة في المحافظات الشرقية والوسطي، وهي اكتشافات تجارية تصل إلى ثلاثمائة وتسعين مليون برميل وأكد على وجود اكتشافات قادمة في مجالات الغاز.
أن كل ذلك يصب في اتجاه عملية التنمية وبناء الإنسان في إطار عملية التنمية الشاملة التي تشهدها اليوم على وجه الخصوص في المحافظات الجنوبية والشرقية.. إننا نشاهد هذه المحافظات وهي عبارة عن ورشة عمل حقيقية في شتى المجالات في الطرقات والاتصالات وفي مجالات التعليم وفي كل مجالات الخدمة العامة للمواطنين.
ونوضح أن التوجيهات قد صدرت إلى قيادة محافظة عدن والجهات المختصة لتعويض الملاك مقابل ممتلكاتهم والتي يبلغ عددها حوالي تسعة عشر ألف مسكن، بقطع أراضي من ممتلكات الدولة حلاً لمشكلة الملاك والمنتفعين والتي هي من مخلفات التشطير وكذلك أيضا حل مشكلة الأراضي الزراعية لينتهي ويقفل ملف الملاك والمنتفعين.
ونتطرق إلى الأوضاع والتطورات في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة وما يعانيه الشعب الفلسطيني من تنكيل وصلف وإرهاب صهيوني.
إننا نشاهد عبر شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام والمختلفة الصلف الإرهابي والصهيوني وما يتعرض له الأطفال والنساء والشيوخ من حرب ابادة وتنكيل ودمار في الأراضي العربية الفلسطينية، في الوقت الذي يلصق فيه الإعلام الأجنبي صفة الإرهاب بالعرب والمسلمين واكبر إرهاب لدى الصهاينة فهم أساس الإرهاب ومن بدأ بالإرهاب.
وأجدد الدعوة إلى إعادة التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك واستنهاض همم الأمة وإخراجها من هذا الوهن، وفي ظل ما تتعرض له من الإرهاب الفكري والإرهاب الإعلامي الذي بدأ يؤثر على القيادات السياسية وعلى جماهير الأمة العربية.
كما أدعو كل المنظمات وجماهير امتنا العربي إلى المشاركة بفاعلية وأن تبدي رأيها.
ونتساءل عما إذا كنا بحاجة إلى تفعيل العمل العربي المشترك أم إن العمل الموجود هو كفاية.. مؤكداً انه لو كان العمل العربي صحيحاً لما واجهنا هذا الوهن.
يجب علينا ألا نقبل في الوطن العربي والإسلامي بان نظل تحت المطرقة لأننا متهمون بالإرهاب بسبب أفراد وأشخاص، مشيراً إلى مسئولية الجميع عن استئصال الإرهاب في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والوطن العربي وفي كل مكان.
لقد الحق الإرهاب الضرر باليمن وعلى وجه الخصوص ما حصل للمدمرة (يو.اس.اس.كول) في عدن وباخرة النفط في حضرموت.
إننا نواجه الإرهاب ولسنا بحاجة لمن يوجهنا ويعلمنا كيف نتعامل مع الإرهاب، لأننا نتحمل مسئوليتنا الوطنية والقومية والإنسانية أمام الآخرين ونعالج هذه الأمور أولا بأول وقد استطاعت أجهزتنا أن تجري كل التحريات حول أولئك الناس المتهمين.
وأشير إلى المعالجات التي تمت بإزاء هؤلاء المغرر بهم.. وأصدرنا عفوا عن عدد من العناصر الذين لم يمارسوا أي إرهاب أو يريقوا دماء أو يقطعوا الطريق فبدءوا يعودون إلى جادة الصواب، أصدرنا قرار العفو عنهم وتأمين الفارين منهم وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا للوطن.
و في الختام اعبر عن شكري لقيادة محافظة عدن والمجلس المحلي ووزارتي الشباب والرياضية والتربية والتعليم على الإعداد الجيد لهذا المهرجان الشبابي والخطابي والكرنفالي في محافظة عدن، واكرر التهنئة للبراعم والزهرات والشباب والشابات المشاركين في المهرجان.. سائلين الله أن يتغمد شهداء الثورة والوحدة جميعاً بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنهم فسيح جناته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ،