كلمة رئيس الجمهورية في افتتاح المؤتمر الاقليمي للديمقراطية وحقوق الانسان 10 يناير 2004م
يسعدني ان ارحب بكم جمعيا اجمل ترحيب معبرا عن اعتزازنا وتقديرنا لحضوركم ومشاركتكم في هذاالمؤتمر واشكر الاتحاد الاوربي ومنظمة لا سلام بدون عدالة وكل اللذين ساهموا في التحضير للمؤتمر لكي يخرج بنتائج التي تحقق الاهداف المنشودة منه. وإنه لشرف كبير ان تحتضن صنعاء الحضارة والتاريخ والثقافة والديمقراطية هذا الملتقى الفريد من نوعه الذي تلتقون فيه قيادات سياسية وحزبية رفيعة المستوى في السلطة وخارجها وبمشاركة عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني لتبادل الاراء بشفافية والتطلع معا من اجل عالم حر وديمقراطي خال من الظلم والقهر والتعسف والاحتلال. ولكي نؤكد ايضا على الدور الهام الذي تضطلع به المحكمة الجنائية الدولية من اجل حماية حقوق الانسان وحرصنا المشترك في ان يكون الناس جميعا سواسية في احقوقهم دون أي تمييز أو اضطهاد. وبهذه المناسبة فإننا في الجمهورية اليمنية نجدد التزامنا بهذه الانسانية العظيمة فشعبنا اليمني الذي عانى في الماضي من الصراعات والتشطير والتسلط الديكتاتوري والشمولي استطاع ان ينتصر لنفسه ويثور على واقعه ويعيد تحقيق وحدته الوطنية في الثاني والعشرين من مايو 1990. واقترن ذلك باقرار الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والصحافة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الاسنان وقيام مؤسسات المجتمع المدني عبر الانتخابات الحرة والمباشرة التي تمثل اليوم سمة واقعنا اليمني الجديد، وامتدادا لممارسة شعبنا للشورى منذ القدم. وان وجودكم بيننا اليوم هو تجسيد لتقديركم لذلك النهج الذي التزمنا به ولن نحيد عنه. السيدات والسادة… ان الديمقراطية هي خيار العصر لكل الشعوب وسفينة النجاة للانظمة السياسية وخاصة في عالمنا الثالث من اجل تحقيق الامن والاستقرار والتنمية وصنع المستقبل الافضل لاوطاننا. كما ان حقوق الانسان ترتبط ارتباطا وثيقا ومتلازما بالديمقراطية والنظام والقانون ولهذا ينبغي ازالة كل ما يتعارض معها والوقوف ضد كل اشكال التميز والاضطهاد والاستغلال البشع للانسان وحقوقه. السيدات والسادة الحضور جميعا.. ان احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحماية حقوق الإنسان في العالم يجب أن تحتل مكانة هامة من قبل المنظمات الدولية المهتمة بالديمقراطية وبتعزيز سيادة القانون الدولي في مجابهة الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان. وما من شك فإنه لا يمكن أن يتمتع الناس جميعا بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ما دامت هناك فجوات تتسع كل يوم في مجالات التنمية والنمو الاقتصادي والمعرفي.. وما دامت العدالة الدولية غائبة والمعايير مزدوجة والانتهاكات لحقوق الانسان مستمرة في أكثر من مكان في العالم. اننا نشعر بالحزن والألم لما تتعرض له حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق من انتهاكات صارخة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.. وحيث ينبغي على العالم أن يكون له صوتا مرفوعا وموقفا حازما لايقاف تلك الانتهاكات والضغط على اسرائيل من اجل تنفيذ خارطة الطريق والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي لكي يسود السلام العادل والشامل في المنطقة. كما ان ما يجري في العراق من تطورات مؤفة يتطلب من الولايات المتحدة الامريكية وقوات التحالف الاسراع في انهاء احتلالهم وتمكين الشعب العراقي الشقيق من إدارة شؤونه بنفسه بإرادته الحرة وبما يحافظ على أمن العراق واستقراره وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه.. مرة أخرى أكرر الترحيب بكم ونتطلع مع كل القوى المحبة للخير والديمقراطية والسلام أن يخرج هذا المؤتمر المنعقد في صنعاء بإعلان شامل يمثل نداء صريحا للانتصار لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان واعلاء سلطة القانون لتنعم البشرية بالرفاهية والتقدم والأمن والسلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
السيد أمين عام جامعة الدول العربية.. السيد أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي.. السيد ممثل الاتحاد الأوروبي.. السيد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية.. السادة رؤساء البرلمانات ومجالس الشورى والشيوخ،، أصحاب المعالي الوزراء.. الأشقاء والأصدقاء ممثلو مؤسسات المجتمع المدني من الدول الشقيقة والصديقة.. السيدة ممثلة منظمة لا سلام بدون عدالة. السيدات والسادة أعضاء المؤتمر.. الحاضرون جمعيا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،