كلمة فخامة رئيس الجمهورية لدى لقائه العلماء ومسئولي الأجهزة الحكومية والمجالس المحلية والفعاليات السياسية والجماهيرية بمحافظات عدن – أبين ولحج
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تم تحقيق الكثير من الإنجازات على الصعيد الديمقراطي في مختلف مجالات التنمية كما تعمقت وتوطدت الوحدة الوطنية بشكل أفضل مما كانت عليه قبل عام 1990م وقبل نهاية حرب صيف 1994م أن الثقة تتعمق والمصالح تتشابك والإخاء ينسجم وانتهت والى الأبد رواسب التخلف والإمامة الكهنوتية والاستعمار البغيض.
ونؤكد على أهمية التصدي بحزم ومسئولية للمظاهر السلبية أينما وجدت ونشيد بالنشاط الذي تشهده مدينة عدن الباسلة في مجالات التنمية والتجارة والمعمار وعلى المستوى الثقافي أيضاً.. وأدعو كل أبناء الوطن ولرأس المال الوطني والعربي والأجنبي للاستثمار في اليمن في ضوء الفرص الاستثمارية العديدة المتاحة وعلى وجه خاص في المنطقة الحرة بعدن.
أن علينا أن نحمي الاستثمارات من عدة جوانب من خلال تقديم كافة التسهيلات في الموانئ والجمارك والضرائب ومن خلال التهيئة العامة للاستثمار ومسئولي المحافظات ورجال الأمن ومختلف الجهات المعنية بعملية الاستثمار في البلاد لان الاستثمار يحتاج إلى التسهيلات وتذليل الصعاب وليس التعقيد.
ونؤكد على ضرورة التخلص من عقلية النظام الشمولي في التفكير والممارسة وتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين في المجالات الصناعية والسياحية والصحية والتعليمية والأهلية وتأمين كل الفرص الممكنة للاستثمار.. فبلادنا تتوفر فيها الكثير من الفرص الاستثمارية خاصة في المنطقة الحرة بعدن.
وأدعو المستثمرين للاستثمار في المجال الصحي أن الوطن يخسر ملايين من الدلاورات سنوياًَ لتغطية تكاليف ونفقات العلاج في الخارج للكثير من الأمراض ومنها أمراض الفشل الكلوي والسرطان وأمراض القلب وغيرها من الأمراض المستعصية بينما يمكن توفير هذه المدخرات من خلال إنشاء مستشفيات ومراكز متخصصة في الوطن لمعالجة هذه الأمراض.
وأحث وزارة الصحة العامة والسكان على بذل المزيد من الجهود لتأهيل الأطباء اليمنيين وإيفادهم للدارسة في تخصصات عالية في الخارج وفقاً لاحتياجات البلاد لما من شأنه توفير المال الذي يذهب لمعالجة بعض الأمراض وتوجيهه للتنمية ومكافحة الفقر.
كما أحث وزارة الصناعة والتجارة والهيئة العامة للاستثمار التابعة لها ومصلحتي الجمارك والضرائب والموانئ والشرطة على تقديم التسهيلات للمستثمرين والترويج للاستثمار في العديد من محافظات الجمهورية ومنها محافظات عدن وصنعاء وحضرموت والحديدة وغيرها من المحافظات وتهيئة كافة الفرص لإخواننا المستثمرين من دول الخليج خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر التي ولدت المخاوف لدى المستثمرين العرب من الاستثمار في البلدان الأوروبية.. ونشدد على أهمية أن تعامل الجهات المعنية مع المستثمرين بمرونة والتعامل الحسن والابتعاد عن التعقيدات الروتينية بما يجذب المستثمرين وينسجم مع التسهيلات والمزايا والضمانات العديدة التي يقدمها قانون الاستثمار.
أن اليمن غنية برجالها وتراثها وثقافتها وفي كل شيء.. لان الغني غني النفس.
والبلاد تشهد انفتاح اقتصادي اتاح أقامة العديد من المشاريع الاستثمارية الكبيرة وأذكر في هذا الخصوص مصفاة المكلا التي وقع على إنشاءها مؤخراً والمقرر أن تنتج مائة ألف برميل في اليوم بالإضافة لتوسعة مصفاة مأرب لتزيد طاقتها الإنتاجية بمقدار عشرين ألف برميل في اليوم ووجود طلبات أخرى لإنشاء مصفاة أخرى في المكلا بطاقة إنتاجية تصل إلى 70 ألف برميل في اليوم.
أن الجدل الذي دار حول مصفاة عدن وفيما كان ينبغي أن يتم تطويرها أو خصخصتها.. وأدعو إلى التفكير بعمق إزاء المستقبل وان يكبر الجميع بتفكيرهم بحجم كبر الوطن واتساع رقعته الجغرافية بعد أن استعاد وحدته في الـ 22 من مايو ونحنى نرفض ورقة المناطقية وادعاء الوصاية على المحافظات الجنوبية والشرقية والدفاع عن حقوق أبناء هذه المحافظات أن الوطن ليس رهينة بيد احد..
أن وطننا الذي قدم قوافل من الشهداء ورسخ الوحدة اليمنية وعمدها بالدماء ليس ملكاً لعلي عبدالله صالح ولا لغيره بل ملكاً لعشرين مليون مواطن يمني.. ونؤكد أن الوحدة اليمنية تمثل شيئاً عظيماً في تاريخنا وقد ترسخت بالتضحية. وعلينا أن ندافع عن وطننا ونذود عنه بالتضحية حتى الموت ولا نقبل بتدخل احد بشئوننا الداخلية كما يجب أن نرتقي برقي هذا الوطن.
وننوه بالتطور الذي تشهده مواقف الحزب الاشتراكي اليمني مما يعكس صحوة جميلة لدى قياداته يعمق الوحدة الوطنية.. نحن لا نريد أن ننشد إلى الماضي أياً كان وما يهمنا هو الحاضر والمستقبل.
أن المزاعم والتسريبات التي حاولت الإيحاء بان اليمن مستهدف وسيتعرض لضربة.. هذا كلام غير صحيح ودعاية مغرضة لا أساس لها من الصحة.
لقد جئت من الولايات المتحدة وأخذت ضمانات بان اليمن ليس مستهدفاً ولا يمثل وعاء للإرهاب ولتنظيم القاعدة.. لدينا بعض الأسماء ولا تتجاوز عددهم شخصين أو ثلاثة ويتم مطاردتهم حالياً للقبض عليهم والتحقيق معهم للتأكد مما إذا كانوا من تنظيم القاعدة.
نحن عانينا من الإرهاب وكنا أول من تضرر منه.. فحادثة كول أثرت على الاقتصاد الوطني وأثرت علينا تأثيراً سلبياً وعلى سمعة اليمن دولياً بالقدر نفسه الذي تركته حوادث الاختطافات في المنطقة العسكرية الوسطى التي تضم مأرب والجوف وشبوة.
ونؤكد على أن اليمن بخير في كل الأحوال وليس هناك أية مشكلة.. ولدينا علاقات جيدة تربط اليمن بالولايات المتحدة وأوربا.
أتمنى للجميع التوفيق والنجاح ولما فيه خدمة الوطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ، ،