كلمة فخامة رئيس الجمهورية في مأدبة إفطار بقصر الثاني والعشرين من مايو للإخوة أصحاب الفضيلة العلماء وأعضاء مجلسي النواب والشورى بمحافظة عدن أبين لحج الضالع
ليس من شيء جديد نقوله في هذه الليلة غير ما قلناه في خطابنا الموجه إلى الشعب عشية حلول الشهر الكريم والذي دعونا فيه أبناء شعبنا إلى نبذ الأحقاد والكراهية وتوطيد الألفة والإخاء والمحبة بين أبناء الوطن خاصة في هذا الشهر الفضيل، فلا يجوز للمرء أن يكون حاقدا على أخيه أو يحمل في قلبه آثاراً من الحقد والكراهية.
لقد رحلنا الماضي بكل سلبياته رحلنا ماضي التشطير وكل الأزمات وعلينا أن نتجه نحو المستقبل، نحو الإخاء والمودة وبناء الوطن بشكل علمي ومسئول بعيداً عن كل المزايدات والمشاحنات والدعايات الكاذبة، وعلينا أن نتجه نحو بناء وطن الثاني والعشرين من مايو، وطن الحرية والديمقراطية والعدالة والأمن والاستقرار، والإنسان على ما تعود فعندما تسود الفوضى فإنها تزداد وتتفشى إلى ما لا نهاية، وعندما يسلك سلوك النظام والقانون والأمن والاستقرار فإنه يصبح ذلك هو السلوك الذي يتعود عليه الناس وأتذكر أنه بعد عام 90م بعد إعلان الجمهورية اليمنية، كان كل المسئولين يمشون بالمرافقين المدججين بالأسلحة وأصبح ذلك سلوكاً، ولكن الأن ترك هؤلاء السلاح وأصبح هناك سلوك جيد وبعضهم يمشى بسيارته بنفسه وبدون حراسات..فالحراسات في معظم الأحيان تقيد حرية المسئول والآن الناس اتجهوا نحو البناء ونحن نشاهد اليوم ما تحقق من إنجازات وفي مختلف محافظات الجمهورية حيث تحققت قفزة كبيرة في مجال إنجاز مشاريعه الخدمات سواء مشاريع الطرقات أو الكهرباء أو السدود وقنوات الري أو الاتصالات أو الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية وفي شتى المجالات، ولهذا أصبح سلوك البناء هو سلوك الجميع.
ونتذكر كيف كان البعض يقاوم إدخال المشاريع إلى مناطقهم عندما كان يتم شق الطرقات في مناطقهم فإنهم يعارضون ذلك ويتأبطون شرا وكانوا يقولون بان وصول الطريق على مناطقهم يعني وصول الدولة لأن في ظنهم أن ذلك ليس فيه خير لهم والآن مثل هؤلاء هم الذين يركضون وراء المشاريع ويطالبون بشق الطرقات إلى مناطقهم لأنهم أدركوا ما هي الفوائد التي جناها غيرهم من وصول مثل هذه الخدمات.
كما قلت فإنه إذا تعود الناس على النظام والقانون يصبح هو السلوك السائد والعكس إذا تعود الناس على الفوضى فإن الفوضى تظل هي السائدة.. والحمد لله لقد قطعنا شوطاً كبيراً في مجال تكريس الإخاء والتلاحم والشراكة بين كل الناس.
وقد تظل هناك بعض النبرات البسيطة لكنها تظل مؤقتة ولا تمثل مشكلة فكل من فقد مصلحته أو منصبه أو دخله فإنه من الطبيعي سنجده يتبرم ويئن وهو مثلاً عندما يكون في السلطة فإنه سيقول بان كل شىء ممتاز وجيد ولكن إذا حصلت عليه مخالفات أو يخرج من السلطة فإنه سيقول بان الفوضى زادت وأن هناك فساداً يستشري.
إننا نأمل أن يقيم كل إنسان اعوجاجه قبل أن يقيمه الآخرون والإنسان الذي سلوكه سلوكاً حسناً سواء داخل السلطة أو خارجها فإن الناس سوف تحترمه سواء كان في السلطة أو خارجها فإن الناس سوف تحترمه سواء كان في السلطة أو خارجها وليس هناك إنسان يخلد في منصبه ويجب علينا نحن الرعيل الأول أن نسلم للجيل الجديد الذي عمره الآن ما بين الـ35-40 سنة، هو جيل سبتمبر و أكتوبر، خاصة الجيل الجديد الذي جاء بعد السبعينات وهو جيل متعلم وجامعي ونسلم لهم ونتيح الفرصة للجيل الجديد وتتاح الفرص للدماء الجديدة في مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية فهؤلاء هم أبناؤنا وإخواننا الذين علمناهم وربيناهم ليتحملوا مسئولية بناء الوطن.
ونتمنى للجميع المزيد من التوفيق والنجاح ونكرر لكم التهاني بالشهر الكريم.