كلمة فخامة رئيس الجمهورية في مأدبة الإفطار الكبرى بمناسبة خواتم شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر
أهنئ الحضور بمناسبة خواتم شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر وإننا نبتهل إلى الخالق عز وجل في هذه الخواتم المباركة أن يجنب وطننا كل سوء ومكروه، فنحن نتابع ما يدور في العالم من أحداث مؤلمة.. وكان اليمنيون سباقين لمعالجة أوضاعهم السياسية والاجتماعية منذ وقت مبكر، وهذا ما جنب وطننا المصائب والويلات، فالإيمان يمان والحكمة يمانية، فبارك الله في شعبنا ورجالنا المخلصين ونحمده تعالى على نعمته ونعمة الأمن والاستقرار والطمأنينة فهذه نعمة يجب أن نرعاها ونحافظ عليها كما نحافظ على حدقات عيوننا، وقال الأخ الرئيس: إن واجب العلماء والخطباء والمرشدين والمصلحين أن يعملوا سويا على تعميق الوحدة الوطنية ونبذ الكراهية والحقد وكل موروثات الماضي.
إننا بحمد الله عالجنا كل أوضاعنا السياسية ونحن ماضون وشعبنا من أجل معالجة كافة قضايانا.. وأخذنا منذ وقت مبكر بنهج الديمقراطية والتعددية السياسية على الرغم من انه كانت هناك بعض الأصوات تقول ينبغي ألاَّ تكون هناك تعددية حتى لا تثار فتن داخل المجتمع، ولدي رسائل شخصية من عدد من تلك الشخصيات ومع ذلك أخذنا بالخيار الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية وهذا ما نجني ثماره الطيبة اليوم.. حيث استطعنا أن نتجنب الكثير من مآزق الشر وقدنا السفينة إلى بر الأمان.. وليس عيباً أن نتعلم من الآخرين إن كانت هناك جوانب إيجابية وان نأخذ بها سواء من دول شقيقة عربية أو إسلامية أو من دول صديقة فالعيب ألاَّ يستفيد الإنسان وان يتملكه الغرور والكبرياء. إننا نجري دوماً الحوار مع كل أبناء الوطن وقد أجرينا حواراً طويلاً من أجل وحدتنا الوطنية حتى ترسخت وعندما ظهرت بعض القوى المتطرفة فإننا اتخذنا قراراً باتخاذ الإجراءات بحقهم وحاورناهم بعد ذلك فكريا وكثير منهم عادوا إلى جادة الصواب ومعنى العودة إلى جادة الصواب الاعتراف بالحق، والاعتراف بالحق فضيلة وعندما عادوا إلى الصواب أفرجنا عنهم وسنفرج عن أكبر عدد منهم في هذه المناسبة الرمضانية على أساس أن لا يكرروا ما سجنوا من أجله.. ويسلكوا السلوك الحسن ويلتزموا بالدستور والنظام والقانون كما أننا كلفنا الجهات المعنية بالتفتيش في الإصلاحيات، حيث سيتم الإفراج في هذا العام عن ألف وخمسمائة سجين جنائي، حيث لا يوجد في بلادنا أي سجين رأي أو سياسي وهذه من نعم الله ونعمة الديمقراطية.. وسوف تقوم الدولة بدفع أكثر من مائة وسبعين مليون ريال عن أولئك المسجونين الذين لا يستطيعون دفع ما حكم به عليهم، وبهذه المناسبة الرمضانية ادعوا العلماء والخطباء والمرشدين أن يتحملوا مسئوليتهم في حث الإخوة المواطنين على دفع الزكاة للدولة وللخزينة العامة لأن الدولة هي التي تدفع للضمان الاجتماعي وبمبلغ يصل إلى أكثر من ستة عشر مليار ريال سنويا في حين أن عائدات الزكاة في العام لاتصل إلى حوالي ملياري ريال، إن الزكاة ركن من أركان الإسلام وهي تدفع للدولة صاحبة الولاية العامة إلاَّ أن البعض يفتي بأن يتصدق بها على من وجبت عليهم الزكاة.. إن من أراد أن يتصدق فليتصدق من ماله كيف ما يشاء، أما الزكاة فهي فريضة واجبة وهي طهارة تدفع للخزينة العامة لأن الدولة هي التي توجد المنافع العامة كالطرقات والمدارس والجوامع والجامعات ومعالجة قضايا المعدمين والفقراء والمحتاجين من خلال الضمان الاجتماعي.
الكثير منكم يعلم كيف أن نظام آل حميد الدين كان يقوم على الزكاة. وكان المحافظون والوزراء والجيش والشرطة يتم مواجهة نفقاتهم من خلال الزكاة.. والذين يفتون بدفع الزكاة لغير الدولة مخطئون، سواء كانوا علماء أو سياسيون.
وأتمنى في ختام كلمته للجميع التوفيق والنجاح ولما فيه خير الوطن وصلاح الأمة.