كلمة فخامة رئيس الجمهورية في حفل تخرج الدفعتين الأولى طب أسنان والعاشرة صيدلةوتكريم أوائل الخريجين من كليات جامعة صنعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
أعبر عن سعادتي بحضور حفل التخرج.. إن ما نشاهده من تفوق واضح للخريجات في التحصيل العلمي وتصدرهن القائمة في أوائل الخريجين، يدل على التحصيل العلمي الجيد وعلى الجدية والمثابرة وأتمنى لأبنائنا الطلاب في مختلف الجامعات اليمنية أن يهتموا بجوانب التحصيل العلمي وإحراز التفوق في ميادين العلم والمعرفة.
إنني أتذكر في عام 1978م كان عدد الكليات في اليمن يبلغ أربع كليات فقط في حين كان عدد الطلاب لا يزيد عن ألفي طالب وطالبة وكان عدد الأساتذة الأكاديميين من اليمنيين الذي يدرسون في الجامعة أربعة فقط والآن بعد مرور 25عاماً فإن الإحصائيات تشير إلى أن عدد الخريجين الذين تخرجوا من جامعة صنعاء فقط بلغ تسعون ألف طالب وطالبة ويبلغ عدد الدارسين فيها الآن 88 ألف طالب وطالبة في حين يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس فيها ألف ومائتي دكتور وعضو هيئة تدريس وهذه قفزة رائعة وممتازة.
أحث الإخوة رؤساء الجامعات ونوابهم استيعاب حملة شهادة الدكتوراه من اليمنيين والخريجين المتفوقين أو الذين يعملون في الخارج في نطاق الجامعات اليمنية والاستفادة من معارفهم وقدراتهم العلمية بحيث يتم المواءمة بين تجارب الخبرات القديمة واستيعاب العقول الجديدة.
إن ما تحقق في جامعة صنعاء أو في مجال التعليم العالي يعد إنجازاً رائعاً ولدينا اليوم 15جامعة وعلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تدرس وضع فروع الكليات المرتبطة بجامعة صنعاء في صعدة أو حجة أو أرحب أو المحويت أو عمران أو خمر أو خولان ولابد من البحث في كيفية هذا الارتباط أو إنشاء جامعة تربط هذه الكليات وأن يتم ذلك وفقاً لمعايير علمية وليس قراراً سياسياً أو عاطفياً وان تكون هناك دراسة مستوفاة لذلك.
إن العصر عصر المعلومات والحداثة والثقافة والمصداقية وعلى هذا الجيل الابتعاد عن عقد الماضي وعن رواسب التخلف وعن الكبرياء وتكريس التسامح والإخاء والتواضع وهذا من شيم الكرام.. ولهذا فإن على الطلاب أن يعملوا من أجل تلقى المعلومات والمتابعة لكل ما هو جديد في مجال العلوم والمعارف ونتمنى لجامعاتنا أن تتابع كل جديد في مجال البحث والتقدم العلمي ولن نبخل في تقديم كل الدعم للجامعات اليمنية وبحسب إمكانيات الدولة سوف نوجه بتوفير ألف كمبيوتر للجامعات اليمنية ولكن من المهم أن لا يكون الكمبيوتر لمجرد الزينة والاستعراض ولكن المهم هو الاستفادة منه في مجال تقنية المعلومات والإنترنت وغيرها.
هناك جيلين قديم وجديد يجب أن يتعايشا وأن يتيح الجيل القديم للجيل الجديد الفرصة لخدمة الوطن فالشباب والشابات هم أمل المستقبل وعليهم أن يقدموا لوطنهم كما قدم الرعيل الأول كل بحسب ثقافته وخبراته وإننا نشعر بالاعتزاز لما أنجز في الماضي في الساحة في ظل تعليم محدود ومعارف محدودة ونحن نعلق آمالاً كبيرة على عطاءات الجيل الجديد للقفز بالوطن قفزة نوعية فالبلد بحاجة إلى جهود كل أبنائه دون استثناء على الإطلاق ونحن بحاجة إلى كل الكفاءات.. وأنوه هنا إلى خريجي كلية الطب فالطب وكما أكدنا مراراً بحاجة إلى عناية من قبل الحكومة ووزارة الصحة ومن قبل كافة الجهات المعنية والطب يقوم على الثقة بين المريض والطبيب.
لقد وجهنا وزارة الصحة بالاهتمام بإنشاء المعاهد الفنية لإعداد الكادر الوسطي وذلك لخدمة الطب فليس من المنطقي أن يكون الطبيب هو كل شيء.. ولهذا لا بد من الاهتمام بالكادر الوسطي وإعداد الممرضين والفنيين الذين بإمكانهم تشغيل الآلات والمعدات وإذا كنا نستورد الآلة وبمواصفات فنية عالية فإن من المهم هو إعداد وتأهيل الكادر الذي يعمل على تلك الآلة ونحن عندما نرفع شعار بناء الإنسان فلأنه أساس التنمية فإن ذلك هو الهدف الذي تكرس الجهود من أجله وأن ما نحمد الله عليه هو أن هناك اليوم آلاف الخريجين والمتعلمين من أبناء الوطن الذين يمثلون روافد مهمة للتنمية ونعبر عن الشكر والتقدير للأساتذة والدكاترة في جامعاتنا ومعاهدنا على ما بذلوه من جهود من أجل تخرج تلك الكوادر والثناء والتقدير لكل المدرسين بمختلف توجهاتهم السياسية.
الأمة مشدودة إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة خاصة ما يجري من أعمال إرهاب وصلف في فلسطين المحتلة من قبل أريل شارون كما أن الناس مشدودون إلى التحركات العسكرية الجارية في المنطقة والهدف هو الإلهاء عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي واللوبي الصهيوني يقوم بهذا الدور وهذه اللعبة الجديدة لكي ينشغل العالم عن أعمال القتل والبطش وهدم المنازل والتنكيل الذي تقوم به حكومة شارون في الوقت الذي ينشد العالم إلى مشاهدة السفن الحربية وحاملات الطائرات والحركة العسكرية وذلك لغزو العراق أن كلمة واحدة كان ينبغي أن يقولها العرب والمسلمون وتسمعها الولايات المتحدة الأمريكية ولن تتجاهل أمريكا كلمة مليار مسلم هذا الصوت ينبغي أن يقول لا لضرب العراق.. نعم لإرسال قوات دولية لحماية الشعب العربي الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
لا أحد يطالب بشيء خارج تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الصهيوني.
إن ما يجري الآن هو الانفراد بالشعب الفلسطيني مستغلين انشغال العالم بحاملات الطائرات والحشود العسكرية ونحن نجدد القول لا لغزو العراق نعم للحلول السلمية نعم لاستمرار عملية التفتيش والرقابة نعم لمن لديه أدلة بوجود أسلحة دمار شامل للعراق عليه أن يسلمها للمفتشين فالمنطق يقول ذلك والعقل يقول ذلك وعلى المفتشين متابعة هذا الأمر.. أما مسألة إقصاء النظام أو القيادة في العراق.. فهذا يمثل تدخلاً سافراً في شئون العراق أو أي قطر شقيق وستكون سابقة خطيرة فمن لم يطع سنعمل على تغييره أو يتم البحث له عن ملجأ سياسي.. هذا يمثل سابقة خطيرة وان ما يتردد عن البحث في تنحي القيادة العراقي فإن هذا الكلام غير مسؤول وتدخلاً سافراً في شؤون قطر عربي إسلامي.
ونحن في المن نرفض رفضاً قاطعاً التدخل في شؤون العراق ونطالب المؤسسة الدولية والمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته إزاء أعمال الإرهاب الذي يقوم بها أريل شارون في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وإذا ما تم شن حرب انفرادية ضد العراق فإن على المؤسسة الدولية أن تغلق مكاتبها ولا تبقى غطاء لأي دولة كبيرة أو صغيرة.
أتمني للخريجين والخريجات وللجميع التوفيق والنجاح ولما فيه خدمة الوطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،