كلمة فخامة رئيس الجمهورية في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب انعقاد قمة تجمع صنعاء للتعاون في أديس أبابا
إن التجمع ناجح بكل المقاييس، وأن هذا التجمع اليمني السوداني الإثيوبي، هو تجمع يقوم على المحبة والمودة والسلام وتبادل المنافع بين الدول الثلاث ومد جسور التواصل.
إن علاقة اليمن والسودان وإثيوبيا علاقات قديمة منذ مئات السنين وتجمعنا حضارة مشتركة والتجمع ليس منحازاً أو مقتصراً على دولة. وأن ما يتردد بهذا الشأن هو ترويج إعلامي لا أساس له من الصحة وأؤكد أن هذا التجمع ليس موجهاً ضد أحد.
وإريتريا هي بلد شقيق وجارة لليمن والتجمع يرحب بانضمامها في أي وقت. كما إننا نرحب بكينيا وكل دول شرق إفريقيا للانضمام إلى التجمع لمد جسور التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي ومكافحة الإرهاب.
وبالنسبة لظاهرة الإرهاب فإن الإرهاب يمثل آفة تهدد السلام العالمي وسلام البشرية ويلحق الضرر بالاقتصاد والتنمية وبحقوق الإنسان.
إن الإرهاب لا دين له ولا ينطبق على المتطرفين الإسلاميين فحسب، بل هناك تطرف وإرهاب إسرائيلي من خلال ما تقوم به من ممارسة العدوان ضد الشعب الفلسطيني، ووقف إرهابها على الشعب الفلسطيني.
وحول سؤال عن جهود اليمن لمكافحة الإرهاب نوه الرئيس بما حققته اليمن من نتائج ايجابية في مجال مكافحة الإرهاب وربما أكثر من أي دولة أخرى حيث تم إلقاء القبض على كل العناصر الأساسية المطلوبة.
كما إن اليمن انتهجت نهجا آخر وهو إجراء الحوار مع الذين لم يتورطوا في أعمال إرهابية وتخريبية وتم محاورتهم فكريا وإقناعهم بواسطة علماء متخصصين من اجل أن يبتعدوا عن العنف والتطرف ويكونوا معتدلين وبالفعل عاد الكثير منهم إلى جادة الصواب وخرجوا من السجون واقنعوا غيرهم بتسليم أنفسهم.
لقد عملت اليمن على محورين محور الإجراءات الأمنية، ومحور الحوار ونحن في اليمن انتهجنا الحوار منذ وقت مبكر وتحديداً منذ عامي 81-82 وهو حوار جرى مع مختلف القوى السياسية اليمنية رغم أن الحزبية كانت حينها محرمة ولكنها كانت موجودة فعليا تحت الطاولة.
وعندما حققنا وحدتنا في الثاني والعشرين من مايو 90م فإنها أيضا جاءت ثمرة حوار وانتهجنا نهج التعددية السياسية والديمقراطية.وهذا النهج هو الذي حمى اليمن من التآمر.
إن العصر الراهن هو عصر الديمقراطية والشفافية وحرية الرأي والرأي الآخر وعصر الحوار.. وإن القوة لا يتم اللجوء إليها إلا عندما يصل الحوار إلى طريق مسدود، لكن طالما وهناك مجال للحوار وحل المشاكل بالحوار فلماذا لا يتم اللجوء إليه منذ البداية.
وأؤكد أن الحروب التي تنشاء لو توفرت قناعة لدى الناس بالحوار مبكراً فإنه مهما اشتدت تلك الحروب فإن النهاية تفضي إلى الجلوس الناس على طاولة المفاوضات للحوار.
وفي رده على سؤال بشأن أمن البحر الأحمر قال: إن البحر الأحمر آمن وإن المحيط الهندي آمن وحوض البحر الأبيض المتوسط آمن وكل البحار في العالم آمنة لان هناك قوى دولية متواجدة بأساطيلها تحمي هذه المياه الدولية.. أما الدول الصغيرة فهي تؤمن مياهها الإقليمية والصيد التقليدي ليس إلا .