كلمة فخامة رئيس الجمهورية في الاجتماع الأول للمجالس المحلية بالمحافظات والمديريات
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات تحية الثورة والجمهورية..
يسرني وانتم تعقدون أول اجتماع لمجلسكم أن أهنئكم بفوزكم بثقة الشعب الذي اختاركم لعضوية المجلس المحلي في الانتخابات المحلية التي جرت يوم 20فبراير 2001م متزامنة مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية تلك الثقة التي حملتكم إلى إدارة السلطة المحلية.
وباجتماعكم هذا فإنكم تدشنون مرحلة جديدة في حياة شعبنا السياسية ومنعطفاً تاريخياً في بناء صرح الديمقراطية تنتقل بموجبه إلى التطبيق الفعلي والعملي لنظام السلطة المحلية القائم على مبدأ توسيع المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار وإدارة الشأن المحلي في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي اقتراح البرامج والخطط والموازنات الاستثمارية وكذا الرقابة الشعبية والإشراف على الأجهزة المحلية التي يسهم وجودها في بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام. دولة المؤسسات القائمة على القاعدة الدستورية التي تؤكد أن الشعب مالك السلطة ومصدرها ويمارسها بطريقة مباشرة عبر الانتخابات العامة والاستفتاء وبطريقة غير مباشرة عبر الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعبر المجالس المحلية المنتخبة.
أيها الإخوة والأخوات الكرام..
إنكم جميعا تدركون الأمانة الملقاة على عاتقكم بانتخابكم من قبل الشعب لعضوية هذه المجالس تحملكم مسؤولية بذل أقصى جهد من اجل خدمة مصالح الوحدة الإدارية والارتقاء بها وكذا الالتزام بأمانة المسؤولية عند أداء واجباتكم المحددة في الدستور والقانون والعمل بروح الفريق الواحد بعيداً عن الصراعات الحزبية الضيقة متمثلين مصلحة الوحدة الإدارية أولاً وأخيراً وفقاً لمنظومة من التناغم بينكم وبين بقية الوحدات الإدارية والسلطة المركزية.. على أساس أن كل عضو مجلس محلي منكم يعد ممثلاً لكامل الوحدة الإدارية وبقدر نجاحكم في أداء هذه الواجبات وفي النهوض بأوضاع الوحدة الإدارية وتلبية متطلباتها.
وإنه وبقيام هذه المجالس المحلية المنتخبة نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في عملية الإصلاح الإداري الذي يعتبر أهم ركائز الإصلاح الاقتصادي والمالي والمقدمة اللازمة لأحداث التنمية الشاملة وعلى كافة الصعد وبمشاركة أبناء الوحدة الإدارية الذين يعدون اقدر من غيرهم على فهم احتياجات ومتطلبات وحداتهم الإدارية فان نجاح نظام السلطة المحلية مرهون بأداء الأعضاء المنتخبين وتفاعلهم الجاد والمخلص واستشعارهم مسؤولية هذه السلطة في الوصول بها إلى المستوى الذي يجسد آمال وطموحات المواطنين في أن تقوم سلطتهم المحلية بأداء دورها وان يتلمسوا مردوداتها على الواقع في تحسين ورقي الأوضاع المعيشية ومعالجة قضاياهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
الإخوة والأخوات:
إذا كان إجراء الانتخابات المحلية والاستفتاء على التعديلات الدستورية قد مثل اكبر تطور ديمقراطي شهدته بلادنا في السنوات الأخيرة وكان نجاحه بهذه الصورة الرائعة يدل على ثبات ورسوخ النهج الديمقراطي ووعي الشعب اليمني بممارسة حقه السياسي وبهذا تصبح الانتخابات المحلية رافداً ومكسباً ديمقراطياً يضاف إلى جانب الانتخابات النيابية والرئاسية.
الإخوة والأخوات:
إن المهام الملقاة على عاتقكم تمثل قفزة نوعية في تطوير نظام السلطة المحلية في الجمهورية وخطوة نحو الانتقال إلى اللامركزية الإدارية والمالية وكونكم أول من حمل عبء هذه التجربة فانه يقع على عاتقكم التفاعل الجاد لنجاحها وتنمية الوحدة الإدارية وفق إرادة الناخبين وبالاحتكام لصندوق الاقتراع وصوت الناخب بعيداً عن المماحكات التي تسيئ إلى تجربتنا الديمقراطية والى حضارة شعبنا العريقة الذي أكد التزامه بالشورى منذ قرون خلت.. وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير لشعبنا وأمتنا ووطننا.
قال تعالى:”وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”. صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ، ،