كلمة فخامة رئيس الجمهورية في افتتاحه أعمال الدورة الثانية للمؤتمر العام السادس للمؤتمر الشعبي العام
بسم الله الرحمن الرحيم
القائل:(واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا)
الأخوة والأخوات مندوبو المؤتمر العام السادس في دورته الثانية.
أرحب بكم أجمل الترحيب، واسمحوا لي أن أرحب باسم المؤتمر العام بالضيوف الأعزاء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر-رئيس مجلس النواب، والمناضل عبدالسلام صبره والأستاذ محسن احمد العيني والأخ الأستاذ عبدالمجيد الزنداني-عضو مجلس الرئاسة-الأسبق- والحاضرين جميعاً ووفد جمهورية الصين الشعبية الصديقة اجمل ترحيب. ويسعدني أن أقوم اليوم بافتتاح المرحلة الأولى لقاعة 22مايو للمؤتمرات الدولية والأنشطة الرياضية هذه القاعة العملاقة التي تعتبر إنجازاً من إنجازات وزارة الشباب والرياضة.
الأخوة والأخوات.. مندوبو المؤتمر العام السادس..
ينعقد المؤتمر العام السادس بالصدفة مع مرور عشرين عاماً منذ تأسيس المؤتمر الشعبي العام في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1982م المؤتمر الذي شكل نقطة تحول في الحياة السياسية لشعبنا اليمني العظيم على مختلف المسارات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية، متوجة ذلك في الـ(22) مايو 1990م بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، إن هناك الكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية موجودة في القاعة يعرفون كيف كان الوضع المضطرب قبل تأسيس المؤتمر الشعبي العام وقبل تشكيل لجنة الحوار.. نعم كان هناك أحزاب في الخفاء وكان هناك حظر دستوري للتعددية سياسية، ولكننا كنا كمن يدس رأسه في الرمل، الأحزاب موجودة وكانت تشتغل تحت الطاولة، فقررنا تشكيل لجنة حوار من مختلف الشخصيات يرأسها الأستاذ المناضل حسين عبدالله المقدمي وخرجنا بحصيلة من ذلك الحوار والاستبيان الشعبي الذي استمر عدة اشهر في مختلف محافظات الجمهورية واستخلصنا منه الوثيقة الوطنية ألا وهو الميثاق الوطني الدليل الفكري للشعب اليمني، وكانت تشارك في لجنة الحوار وفي المؤتمر التأسيسي الأول كثير من القوى السياسية منها اليسار واليمين والقوميون، وكانوا مشاركين في المؤتمر، وينضوون كلهم في المؤتمر، حيث كان المؤتمر يعتبر منبراً تتكلم فيه كل القوى السياسية.
إلى أن جاءت التعددية السياسية في 22مايو 1990م، حيث اخذ كلٌ الطريق التي أرادها أنشئت عدد من الأحزاب طبقاً للدستور وطبقاً للقانون، ونتمنى من الأحزاب السياسية أن تكون وجهاً آخر لنظام الحكم، وان تقتدي بالمؤتمر الشعبي العام الذي يضم في هذه القاعة خيرة أهل اليمن قيادات مجربة، وقيادات تاريخية وقيادات علمية.. علماء في الصحة.. علماء في الزراعة.. علماء في الاقتصاد.. علماء في الثقافة.. علماء في أصول الدين.
المؤتمر الشعبي العام محطة وسطية يضم كل القوى الفاعلة، لم يُبنى على الصراع والثأر والانتقام أو إلحاق الأذى بالآخرين، هذا هو المؤتمر الشعبي العام، وما من شك فقد نضجت كثير من القوى السياسية التي كانت مؤطرة في عدد من الأحزاب السياسية في الاتجاه القومي أو في اتجاه اليسار أو في اتجاه اليمين، وعندما رأت العقلانية ورأت الموضوعية ورأت الجدية عادت إلى المؤتمر الشعبي العام وتأطرت في المؤتمر الشعبي العام، وستعود كثير من القوى التي بدأت تعقل وتنظر إلى سلوكيات المؤتمر الذي حقق لهذا الوطن إنجازات عظيمة وسوف يستمر في تحقيق الإنجازات خلال الأعوام القادمة دون منّة أو فضل من المؤتمر على الوطن، لان هناك أحزاباً سياسية لديها مطبوعة أو مطبوعتان تكتب مقالاً وتمن على الوطن أنها كتبت مقالاًً لتشتم فيه الوطن.
ولكن المؤتمر الشعبي العام يمد يده لكل القوى الشريفة والنظيفة والمخلصة أينما وجدت داخل الساحة وذلك من اجل تشابك الأيدي لبناء وطن الثاني والعشرين من مايو 90م، الوطن الذي هو ملك لنا جميعاً ولن يكون حكراً على فئة أو حزب معين، نحن نعرف الأحزاب المنغلقة اليمينية ما عملت لشعوبها وعلى سبيل المثال ما حصل في أفغانستان عندما جاء إلى الحكم مجموعة طالبان وعادوا بهذا الوطن للوراء وجلبوا له الدمار الكامل، أدبروا المنطقة وأدبروا شعوبها، نحن جعلناكم أمة وسطاً هذا هو شعبنا، هذا هو شعب الإيمان، شعب الحكمة والإيمان، لا قبول للتطرف، لا قبول للغلو، نحن شعب مؤمن.
إن آثار الحادي عشر من سبتمبر وما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية وما حدث في أفغانستان انعكس سلباً على مختلف شعوب العالم، ومنها وطننا اليمني الذي كان مهدداً بتهديدات عسكرية أمريكية، ولكننا بأذن الله وبتعاون الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن استطعنا أن نتجاوز هذه المحنة.
واليوم ينعقد المؤتمر ونحن على القرب من الاحتفال بالعيد الأربعين للثورة اليمنية (26 سبتمبر) بمناسبة مرور أربعين عاماً على تفجير هذه الثورة المباركة والتي أوجدت هذا الجيل المثقف السياسي المتعلم والذي حقق قفزة هائلة في عملية التنمية وفي عملية الوعي السياسي والتسامح والأخلاق والمحبة والمودة والذي يعرف أن مصلحة الوطن فوق المصلحة الحزبية الضيقة، لا قبول للمصلحة الحزبية الضيقة نحن مع الاعتدال وندعو الناس إلى الاعتدال والابتعاد عن المكايدات السياسة والحقد، لان الحقد على الحاكم أو المسئولين هو الحقد على الوطن، أما (كلام) أو مهاترات فان هذا لا يخدم الوطن ولا يخدم التنمية، ونحن متذكرون ما عمله اليسار قبل الرابع والعشرين من أغسطس عام 1982م كيف كان الوطن شذر مذر والتخريب يتركز فيما يعرف بالمناطق الوسطى وشرعب وتعز والبيضاء وقضاء ريمة وكثير من المناطق، وكذلك الأزمات التي كانوا يفتعلونها في عدن وفي حضرموت وفي كثير من المناطق وما واجهه شعبنا من سفك وذبح داخل المحافظات الجنوبية والشرقية هذا هو اليسار الذي اليوم يشكل فيه تحالف ضد المؤتمر.
كان كثير من الإخوة الذي ذهبوا إلى بعض الأحزاب السياسية بعد 22مايو 1990م ذهبوا خوفاً من أن المؤتمر سوف يندمج مع الحزب الاشتراكي وذهبوا إلى المحطة الأخرى، والآن بقدرة قادر التقى اليسار مع اليمين الحمد لله هداهم الله وندعو لهم بالهداية وندعو لهم أن يندمجوا في إطار سياسي واحد ويكونوا كتلة للمعارضة.
تجربة المؤتمر الشعبي العام ثمينة لأنها بنيت بناءً صادقاً وطوعياً لا إكراه ولا أغراء ولا مال ولا رشوة ولا وعد بالمنصب ولا وعد أن يذهب إلى المؤسسة أو الوزارة ليهبر فيها كما حصل من بعض الأحزاب عندما تناوبوا على مؤسسات الدولة، حيث أن الواحد منهم يوصل وشعاره الهبر، شعاره النهب، شعاره الهدم. بماذا نمن على الوطن؟ نمن عليه بالجد والإخلاص والمثابرة.. ماذا قدموا للوطن؟ نريد نسأل كل واحد يتحاسب ماذا قدم لهذا الوطن سياسياً، ثقافياً، تربوياً، اقتصادياً، اجتماعياً، يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها دون تحامل على أحد إذا أنا لست في السلطة وأنا في المعارضة احترم سلطة المعارضة وأقول قولاً سديداً أتكلم بكلام منطقي.. أن ندخل إلى المسجد لا نلعن ولا نشتم.
المسجد للعبادة وللدعاء وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. المساجد هي دور للعبادة وليست دوراً للقذف وشتم الآخرين.. أنت تدخل المسجد تطلب من الله سبحانه وتعالى المغفرة والرحمة والتوبة؟ أو تدخل تتحمل ذنوب؟.. أوصيكم أن لا تتحملوا ذنوباً ادخلوا صلوا واعبدوا الله واطلبوا الغفران بطبيعة الحال.
أيها الأخوة والأخوات:
الاستقرار السياسي يعكس نفسه بصورة إيجابية على الأوضاع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والنفسية، وعندما يوجد استقرار سياسي نحن نناضل من اجل إيجاد استقرار سياسي في الوطن لنعوض ما فات.. الحمد لله بعد نهاية حرب صيف 94م كنا على حافة الانهيار في مجال الاقتصاد واتخذنا جملة من التدابير وجملة من القرارات حتى استطعنا أن نوقف التدهور ونحقق إنجازات عظيمة لم تكن في الحسبان وبدأت النفوس تستقر وبدأت المشاريع تنمو وتتحرك في شتى المجالات لا في العاصمة صنعاء ولا عدن ولا تعز لكن في كل المحافظات والمديريات ضمن برامج وخطط مرسومة موجودة بالوزارت المختصة ووزارة التموين والتخطيط.. ولدينا توجه خلال العامين القادمين أو الثلاثة بالأكثر أننا نعمل على خلق فرص عمل كثيرة وذلك من اجل مكافحة الفقر والتي لن تأتي بالمعونات والمساعدات من الصناديق الدولية ولكن معالجة الفقر تأتي بخلق فرص عمل في الداخل وهي كالتالي:
مثلاً: لما ننجز عدداً من الطرقات أنا أتذكر أنى زرت هذه القاعة قبل فترة وكان يعمل فيها حوالي (2200) عامل بناء، لو شغلنا (2200) عامل بمعدل كل أسرة (5) أفراد يطلع عدد كبير، وخلقنا فرص عمل جيدة فعندما توجد مثل هذه المشاريع العملاقة في كل أنحاء اليمن تمتص البطالة وتخلق فرص عمل وتنتهي حالة الفقر يعنى مثلاً: طريق (المكلا-سيحوت-نشطون) الآن هذه الطريق استراتيجية دولية سوف تجلب الكثير من العمالة المهنية والفنية وخلق فرص عمل كبيرة، وهذه الطريق طريق إستراتيجية كبيرة، هذه الطريق وسط حضرموت تخلق فرص عمل كبيرة أيضاً، و(العبر-الوديعة) هذا الطريق تسهل لابنائنا المغتربين القادمين من الرياض أو من المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية دون الحاجة إلى حرض والمرور بالحديدة إلى تعز ومن تعز إلى عدن ومن عدن إلى حضرموت سيأتي رأساً عن الوديعة ويدخل وادي حضرموت يعنى عندما نتكلم عن أرقام وايدينا على الزناد والمال بأيدينا والعمالة موجودة والعمل سيبدأ فوراً ليس مجرد شعار لدغدغة عواطف المجتمع هذا ليس وارداً في سياستنا لكن يتبع القول العمل.. يكون هذا شعار القوى المحبة والخيرة والمسؤولة في مختلف أجهزة السلطة.. يتبع القول العمل على أي مستوى.
طريق آخر من نصاب في محافظة شبوة إلى مودية هذا يؤدي إلى طريق الغيظة ويحل مشكلة السكان في هذه المناطق ويختصر من المسافات حتى أن قاطرات الغاز التي تأتى من مأرب وتريد أن تذهب إلى (حجة-ابين-عدن-تعز) تمر فيه، أيضاً طريق (شقرة النشمة) حوالي اكثر من مائتين كيلو على ساحل البحر وصولاً عدن راس عمران باب المندب، المخأ على ساحل البحر وهي طريق استراتيجية مهمة وسوف يتم إنجازها خلال الأشهر القليلة القادمة.
باستطاعتك أن تدور اليمن عن طريق البحر وعلى وشك النهاية حرض صعدة.. وهي تأخذ عدداً من العمالة، وكذلك (عمران-العرارة-الاهنوم) وهي الان على وشك الانتهاء، وطريق(ارحب-الجوف، الجوف-البقع) هذه طريق مهمة في البلاد.. وكذا طريق مدينة الشرق-الدليل-البيضاء وطريق الساحل-وطريق الاعبوس-طريق باتيس يافع وذمار-الحسينية، هذه الطرق مهمة جداً، أيضاً السخنة-ريمة.. واستكمال طريق جحانة-صرواح-مأرب.. هذه عدد من الطرق وهناك جملة من المعاهد الفنية والمعاهد التقنية وكليات المجتمع التي يتم تنفيذها خلال هذه السنوات القادمة واعتماداتها متوفرة.
نحن نقول انه على أبناء اليمن أن يتجهوا إلى التعليم المهني والفني ولدينا تجربة خلال هذه السنين الماضية المعاهد التقنية والفنية التي تخرجوا منها ولا يوجد هناك أية بطالة على الإطلاق استوعبهم القطاع الخاص، واستوعبهم القطاع العام، لكن خريجي الجامعات وشهادات الماجستير عندنا منهم بطالة كبيرة جداً، ولذلك نحن نحث الحكومة وكل الأجهزة المختصة على أن يتجهوا إلى التعليم المهني والفني والتقني وذلك من اجل عدم وجود أية بطالة داخل المجتمع ولخدمة التنمية.
طبعاً هناك محطات كثيرة حققها المؤتمر الشعبي العام منها محطة نضاله الدؤوب والكبير ومعه كل الشرفاء والمخلصين سواء في المؤتمر أو خارج المؤتمر حيث ناضل من اجل تحقيق حلم كل اليمنيين ألا وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
وهذه محطة غنية يتحدث عنها التاريخ ويتحدث عنها الكتاب ويتحدث عنها المنصفون إنها أهم محطة في تاريخ حياته.
إن المؤتمر ناضل من(24) أغسطس 1982م حتى جاء بالوحدة، وعمل بكل جدية واستخرج الثروة المعدنية والنفطية هذه محطة أخرى.
نعمل على إيجاد استقرار سياسي وطور علاقاته الدولية وعلى وجه الخصوص مع دول الجوار كانت مشكلة الحدود ..مع عمان والسعودية المشاكل العالقة والرئيسية وبالذات مع السعودية لم يستطع أحد أن يحلها ومع ذلك ناضل المؤتمر وقيادته وكل الشرفاء معه من المؤتمر وخارج المؤتمر حتى استطعنا أن نحل مشكلة الحدود وانعكاس حل مشكلة الحدود وترسيم ما تبقى من الحدود بدأنا نجني ثماره بالاستقرار السياسي وتوليد الثقة بيننا وبين جيراننا في المملكة العربية السعودية وكذلك حل مشكلة الحدود مع سلطنة عُمان.
كان هناك بؤره ومشكلة وهي مشكلة الجزر في البحر الأحمر كنا مع ارتيريا وكانت ستجرنا إلى مستنقع سيئ، ولكن استطاع المؤتمر وقيادته ومؤسسات الدول المختلفة أن تعمل بكل ما لديها من قوة ودبلوماسية على حلها وفق إطار التحكيم والشرعية الدولية وطلعنا بنتيجة وانتصر الشعب اليمني في حقه لاعادة جزيرة حنيش الكبرى.
لا نتذكر الماضي ونتذكر الجرح كيف جرحنا وكيف آلمونا عندما شتمونا في كل مكان (ياحنيش الأسيرة بأننا بعناها واستلمنا ثمنها) كلكم سمعتم هذا الكلام الزور ولكن ما بني على باطل فهو باطل وما اختلط على باطل وكتب على باطل فهو باطل.
علاقتنا الدولية الحمد لله جيدة مع كل دول العالم ليس عندنا مشكلة.. الدبلوماسية اليمنية نشيطة وستواصل نشاطها على مختلف الأصعدة، وكلما نشطنا الدبلوماسية اليمنية كلما جنبنا البلد كثيراً من الإشكاليات وعملنا لصالح خدمة الأمن والاستقرار والتنمية والديمقراطية.
أيها الأخوة:
سلوك الديمقراطية ليس مقالاً أو خطاباً.. الديمقراطية سلوك حضاري.. أخلاقي، نتعلم العيب أننا لا نتعلم، لكن نتعلم..نتعلم من الصين..نتعلم من أمريكا نتعلم من أوروبا، من الوطن العربي وأي قطر إسلامي.. إذا كان هناك سلوك ايجابي للديمقراطية فلنستفد منه، العيب أننا لا نستفيد، العيب أن يكون عندنا كبرياء.. نحن نفهم كل شيء نقول: تعالوا نحن علماء هنا.. طيب نحن تعلمنا هناك وعلمونا جيبوا علماء من هناك يعلمونا الإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أسس علمية صحيحة.
الصحافة هي السلطة الرابعة عليها أن تقول القول الجميل وتتقصى الحقائق في كل موضوع تكتبه من اجل أن يكون لها مصداقية، وإلا فسوف يتبخر كلامها ويصبح عندها عدم مصداقية، كثير من الأقطار العربية وأصدقاؤنا يقولون ما يجيكم من الخارج هو من بعض الصحف تستقي مقالاتها ومعلوماتها من صحافتكم.. انتم الذين تضرون وطنكم انتم من خلال صحافتكم الحزبية على أساس أن هذه “ديمقراطية” وهذه ديمقراطية تشتم الوطن!! لم يعد هناك كلمة حق ولا عاد نسمعها إلا منك أو من الصحيفة الفلانية أو من الشخص الفلاني وانتفخ ريشه.. لا.. لا تتكلم ولكن توخى الحقيقة، هذا وطن ليس ملك علي عبدالله صالح وليس ملك المؤتمر الشعبي العام وليس ملك أية قيادة داخل هذه القاعة أو خارج القاعة، هذا وطن ملك الجميع نحن قدمنا قوافل من الشهداء من اجل استقرار الوطن من اجل بناء الوطن بنائه بناء علمياً بناء وطنياً وبناء وحدة وطنية.. الوحدة الوطنية ليست شعاراً.. الوحدة الوطنية تحتاج إلى جهد إلى مثابرة، ابعد عن قلبك الحقد والكراهية لأخيك المسلم.
المرأة اليمنية اعتقد أخذت حقها في مختلف مؤسسات الدولة وعلى مختلف مؤسسات المجتمع المدني وهي تشاركنا وتشارك في عملية البناء وتشارك في عملية الديمقراطية.
وكان للمرأة دور ايجابي وتعمل بفاعلية في مختلف مؤسسات الدولة.. ونقدر تقديراً عالياً دور المرأة اليمنية، ونتمنى أن يكون لها دور أكثر في حياتنا السياسية المستقبلية.
تجربة المجالس المحلية تجربة رائدة وكان هناك تخوف كثير لدى بعض القوى السياسية من تجربة المجالس المحلية، أنا اعتقد أن المجالس المحلية إلى الآن صائبة وجيدة وانتشرت في كل قرية وفي كل عزلة وفي كل بيت بدلاً من العمل الحزبي، أنا اعتبر المجالس المحلية أهم من أي تنظيم سياسي إذا أحسنت الأداء وأحسنت التصرف سوف تؤول إليها أكثر الصلاحيات عندما تقيم تجربة السنتين الماضيتين وتحسن من أدائها، فهذه السلطة المحلية لا نستهين بها على الإطلاق، ونشد على أيدي المخلصين والشرفاء والمستوعبين والعارفين والذين يضطلعون بمسؤولياتهم أن يحسنوا الأداء وبشكل جيد.
سياستنا الخارجية متوازنة مثلما تحدثنا مع كل بلدان العالم.. فاليمن تحظى بحضور دولي سواء على مستوى الأمم المتحدة أو على مستوى الاتحاد الأوروبي أو على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي أو عدم الانحياز أو الجامعة العربية، اليمن حاضرة وفاعلة، ليست حاضرة كما كان في أيام الإمام لا.. نحن حضورنا فاعل ونشط وممتاز أطمئنكم في هذا الجانب بالنسبة للسياسة الخارجية..
قضية فلسطين وهي قضية القضايا وهي الهم الرئيسي للوطن العربي نحن لا نريد أحداً يشكرنا أو نزايد على احد ولا نحرج أحداً ولا نريد أحداً يشكرنا هذا واجب ديني.. واجب قومي.. واجب إسلامي، نحن نقف إلى جانب انتفاضة الشعب الفلسطيني بكل ما أوتينا من قوة، رغم أننا ندفع في وقت من الأوقات ثمناً باهضاً لسياسة مناصرتنا ومؤازرتنا ومواقفنا السياسية والمؤسساتية إلى جانب الشعب الفلسطيني، نحن مع شعبنا في فلسطين ومع انتفاضة فلسطين وضد الإرهاب الصهيوني حتى يتحقق الاستقلال للشعب الفلسطيني وإقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
سنقف إلى جانبهم في كل الأحوال، نحن أدنا الإرهاب في الحادي عشر من سبتمبر وما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية، ومع أننا ندين الإرهاب الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل المحتل الغاصب في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان، نحن ندينه ونناصر إخواننا أينما وجدت المقاومة وذلك نضال مشروع لإنهاء الإرهاب والاحتلال في أراضينا العربية، هذا موقف الشعب اليمني بمختلف توجهاته السياسية طبعاً المنطقة تمر في غليان سياسي وكل واحد يتحسس رأسه.. الشيء الذي سيجعل كل يوم أسوأ من الأول.
أتمنى أن تحقق الجامعة العربية والقيادات العربية تضامناً عربياً ووجود قيادات عربية فاعلة حريصة مهما جاءت التهديدات أو التحديات لن تكون بتلك المخاوف أو إذا وجد تضامن عربي.. في ظل هذا الهوان وعدم وجود تضامن عربي كل واحد يتحسس راس أخيه ويتحسس رأسه حقيقة هذا الذي نخافه.
التهديدات على العراق نرفضها جملة وتفصيلاً إذا صار شيء في العراق سوف يصير في دولة مجاورة سوف يصير في الأردن والسعودية وإيران وتركيا وفي مصر في كل مكان لا أحد يعتقد انه في مأمن.
مسالة تغيير الأنظمة شأن داخلي وشؤون الدول العربية والدول الإسلامية.. وهذه سابقة خطيرة أن أحدا يقبل تغيير ياسر عرفات أو يقبل تغيير الرئيس صدام حسين هذا شأن يخص الشعب العراقي أو الشعب اليمني لا أحد يأتي يفرض عليه غيروا علي عبدالله صالح.. غيروا علي عبدالله انتم عندكم برلمان وابناء البلد.
نحن نبذل جهوداً مع إخواننا في الصومال ونحن مع أمن واستقرار الصومال ومع كل دول الجوار التي تعمل من اجل إعادة وحدة واستقرار الصومال الشقيق في القرن الأفريقي، لان أمن الصومال يهمنا، خاصة وبلدنا تستوعب الآلاف من أشقائنا من الصومال الموجودين في عدة محافظات ونحن نتمنى الاستقرار للصومال ليعود إخواننا الصوماليون إلى وطنهم.
السودان الشقيق هذا شيء يخص السودان تتغير الموازين من وقت إلى آخر وتغير السياسات، كانوا يقولون على السودان انه رجعي يحتضن الإرهاب عندما كان الترابي في البرلمان، ثم اختلف مع البشير وتوقف الترابي وتغيرت السياسة السودانية وبدأت تتجه نحو الجنوب لحل المشاكل مع الجنوب لان الجنوب كان عبارة عن ورقة تارة في يد اليسار في أفريقيا، وتارة في أيدي بعض أشقائنا في الوطن العربي. ذهب السودان مباشرة ليتفاهم مع إخوانه في الجنوب، قالوا هذا عميل للصهيونية وعميل للإمبريالية.. عندما راح يحل مشكلته نحن مع أمن ووحدة وسلامة الأراضي السودانية في إطار الوحدة السودانية ولا يجوز لأي قطر آخر أن يتدخل في الشؤون الداخلية لأي قطر آخر.
المحنة إلى تمر بها الأمة العربية هي التدخل في الشؤون الداخلية.. لو كانت الناس تكف أذاها عن كل قطر لما حصل هذا التصدع في العلاقات العربية-الدولية والعلاقات العربية-العربية لكن التدخل في شؤون الآخرين هو الذي يجلب لنا المصائب.
نحن مع وحدة السودان أرضاً وإنساناً.
سمعنا في الأيام الأخيرة عن الحملة المعادية ضد الأشقاء في المملكة العربية السعودية هذا التحالف الذي صار عمره(60سنة) الآن حملة ظالمة لابتزاز السعودية ليس إلا.. أمريكا تنكرت لكل ما هو بينها وبين السعودية من مصالح وحملت ضد السعودية، نحن نؤكد تضماننا مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية.
نقف إلى جانب الشعب المصري في محنته وما يتعرض له.
اختصر.. أتمنى للمؤتمر العام السادس الدورة الثانية التوفيق والنجاح والسداد وسوف يقف المؤتمر أمام جملة من القضايا والفعاليات.
أتمنى أن يغنوها بالآراء والأفكار ومساعدة القيادة المؤتمرية كاللجنة الدائمة واللجنة العامة.
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،