كلمة فخامة رئيس الجمهورية في افتتاح الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب
الأخ/ رئيس مجلس النواب
الإخوة/ نواب رئيس المجلس
السادة/ رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الشقيقة والصديقة
السادة/ المهتمون بالشئون اليمنية والتجربة الديمقراطية في بلادنا
الإخوة/ رجال الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة
يسعدني إن أفتتح الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب الجديد وأتقدم بالشكر والتحية والثناء للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء ولجانها على الجهود التي بذلتها خلال عملية القيد والتسجيل والأعداد والتجهيز والتدابير التي اتخذتها لإنجاح الانتخابات، وكذا أبطال القوات المسلحة والأمن الذين ابلوا بلاء حسنا للحفاظ على الأمن والاستقرار والطمأنينة في المجتمع وتمكين المواطنين من اختيار ممثليهم بسهولة ويسر وامن واستقرار.
احيي الفائزين في الانتخابات للسلطة التشريعية الجديدة من مختلف القوى السياسية والمستقلين.. وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في مهامكم التشريعية والرقابية.
إن الفائز الأول والأكبر هو الوطن قبل أن يفوز الفرد أو الحزب فالوطن فوق الحزبية وفوق الجميع.. وأتمنى من أعضاء هذه المؤسسة الدستورية.. أن يرموا وراء ظهورهم حمى التنافس التي حدثت أثناء عملية الانتخابات وان يدركوا إن المهام كبيرة أمام المجلس وأمام الحكومة.. جدير بالمجلس والحكومة أن يكونوا فريق عمل واحد.. فإذا كان أداء الحكومة أداء جيدا فعلينا أن نبارك أداءها.
وإذا كان أداؤها سلبيا فعلينا أن نراقب ونقوم الاعوجاج في أداء الحكومة أو في مؤسساتها.. وليست المسألة مسألة اصطياد أحداث وأخطاء فنحن نشكل في حقيقة الأمر منظومة متكاملة كسلطة تشريعية ورقابية وسلطة تنفيذية.
الإخوة أعضاء المجلس..
أمامكم مهام تشريعية كبيرة تنتظركم ورقابية أيضا.. وما أريد إن الفت انتباه المجلس إليه هو الجانب الرقابي وهو المهم والذي نستطيع من خلاله أن نتجنب الكثير من السلبيات إذا فعلنا الجانب الرقابي على جميع مؤسسات الدولة.
بالنسبة للجانب التشريعي فعلى المجلس الإسراع في الاتفاقيات الدولية والمعاهدات والتشريعات فهده من مهام المجلس الأساسية.
إن مهام الحكومة لا تتجزأ عن عمل المجلس فمن مهامها إصلاح القضاء وتوطيد الأمن والاستقرار وخلق فرص عمل لإنهاء البطالة، وإيجاد تنمية متطورة، والتفاعل مع كل ما هو جديد، وتجاوز عقلية الستينيات والسبعينيات والثمانينيات لأننا كل يوم نشهد تطورات جديدة في الجوانب الاقتصادية والإدارية.. فإصلاح الجانب الإداري والاقتصادي من المهام الرئيسة أمام الحكومة وبالتعاون مع المجلس.
ونؤكد على ضرورة تفعيل جهاز الرقابة والمحاسبة وان يكون مسئولا أمام الرئاسة وأمام المجلس وان يوافي المجلس بكل التقارير وعلى المجلس ايلاؤها اهتمامه وأحالتها إلى اللجان المختصة.
مهمتكم ليست مهمة تشريع فقط لما يأتي من الحكومة طبقا للدستور لكن مهامكم في الأساس هي التشريع والرقابة معاً.
بلدنا بلد المفاجآت ففي الوقت الذي كان فيه انحسار فترة الستينيات بعد الانفصال بين سوريا ومصر فاجأ اليمن العالم العربي والإسلامي بثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر، وبعد نكسة حزيران عام 67 والانحسار القومي والإحباط الذي واجهته الأمة العربية والإسلامية فاجأ اليمن العالم باستقلال جنوب الوطن وصمود معركة السبعين يوما أمام تلك التحديات، وفي احباطات الثمانينيات فاجأ اليمن العالم في الـ 22 من مايو العام 1990 بإعلان الوحدة المباركة.
وفي الاحباطات الأخيرة للحرب في العراق أصر اليمنيون ألا أن ينتخبوا سلطتهم التشريعية في موعدها المحدد دون تأخير، على الرغم من إن إخواننا في أحزاب المعارضة طلبوا مني التأجيل، لكننا اصررنا على الانتخابات.
ونؤكد على أهمية الاصطفاف الوطني في المرحلة الراهنة لمجابهة كل أنواع التحديات.
اليمن بلد الجميع ومصلحة اليمن فوق كل شيء فوق الصغائر والترهات.. اليمن اكبر بإنجازاته، وأنا على ثقة إننا سنشكل فريق عمل واحد في السلطة والمعارضة لان المعارضة هي رديف للسلطة، التي تذكر السلطة التنفيذية بإصلاح الاعوجاج أو الأخطاء إن وجدت.
إن تمسكنا بالديمقراطية كخيار وطني لا رجعة عنه، مهما ضاقت الصدور لدى الحكام والمحكومين ولدى المعارضة والآخرين. لكننا مصرون وان كان هناك من يتعمدون مضايقة السلطة فإننا نؤكد إن لا تراجع عن منهجنا الديمقراطي، وسنتمسك به مهما جاءت من جوانب سلبية من أي تنظيم سياسي وندعو لهم بالهداية والصلاح إن شاء الله لان في صلاحهم صلاح الأمة.
الديمقراطية مرة.. يجب أن يتقبل فيها الجميع ما يريد وما لا يريد.. فالديمقراطية هكذا اخذ وعطاء.. وليس كما يفهم البعض إن الديمقراطية إن تؤكل الآخرين ولا تأكل منهم أو تشربهم لا تشرب من نفس الكأس.
وأتمنى في ختام كلمتي للمؤسسة التشريعية التوفيق والنجاح والسداد وتجنب السلبيات التي حدثت في الماضي سواء كانت داخل المؤسسة أو خارجها.. إن هناك دماء جديدة دخلت المجلس الجديد بنسبة 54% من العناصر ذات الكفاءة. وان تشكل لجان للمجلس تستوعب العقول والكفاءات، سواءً من الأعضاء الذين أعيد انتخابهم أو من الدماء الجديدة التي رفد بها المجلس.
وأوجه التحية للذين لم يحالفهم الحظ في الانتخابات وتقبلوا النتيجة بروح ديمقراطية ورياضية.
مني الشكر والتقدير على تقبلكم نتائج الانتخابات وهذا شيء طبيعي وكان لابد من التنافس وناس تفوز وناس لا يحالفها الحظ والفائز الأكبر هو الوطن وطن الثاني والعشرين من مايو أتمنى لهذه المؤسسة الوطنية التوفيق والنجاح والسداد وان يعمل الجميع بروح فريق العمل الواحد دون المكايدات والمزايدات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،