كلمة فخامة رئيس الجمهورية في افتتاح أعمال الجزء الثالث من ندوة ((الثورة اليمنية))
في البداية أشكر اللجنة المكلفة بالإعداد للندوة ولقد أستمعت إلى الكلمة التي القاها الأخ علي السلامي والتي تطرق فيها إلى جملة من الحقائق حول ثورة الـ 14من أكتوبر والـ26 من سبتمبر الخالدتين.. ونحن في القيادة السياسية حريصون على جمع المعلومات والحقائق حول ثورة 26 سبتمبر و14أكتوبر، خاصة وأن هناك زملاء وأخواناً لقوا ربهم وهناك جزء من الرعيل الأول من المناضلين ما زالوا موجودين بيننا.
وثورة 26 سبتمبر و14 اكتوبر ثورة واحدة وليست كما يدعي البعض بأنها ثورتان شطريتان.. فهذه من رواسب الماضي التي مازالت تستوطن رؤوس هؤلاء.. ويعرف الكثير من المناضلين كيف هب أبناء اليمن في الجنوب للدفاع عن ثورة سبتمبر وتدافعوا نحو تعز والبيضاء ودافعوا عن الثورة وسالت دماؤهم في جبال المحابشة وفي صعدة وصنعاء وغيرها من المناطق.. ولكن أمراض ورواسب البعض تحاول تزييف الحقائق وهؤلاء قلة من البشر فجيل الثورة بلغ عمره الآن واحدا ً واربعين عاما وهو يشكل 75% من سكان الجمهورية البالغ عددهم حوالي 20 مليون نسمة.. وهذا الجيل لا يعرف إلا الثورة ولهذا فإن على المناضلين أن يكتبوا تاريخ الثورة وهناك للاسف قلة لا يفهمون ولا يعقلون ولن يعقلوا.
أنا سعيد أن أرى وجوها معروفة بنضالها من كل المحافظات الجنوبية والشرقية والشمالية والغربية والذين لم يحالفهم الحظ بالحضور بإمكانهم أن يحضروا والباب مفتوح.. وعلى دائرة التوجيه المعنوي أن تستقبل كل من لديه وثائق أو حقائق لكي يكتبها وأنا أنصح كل المناضلين أن يكتبوا تاريخ الثورة وليس نضالهم ومواقفهم وعليهم أن يتركوا الآخرين يتحدثون عن ذلك فما أدوه من أجل وطنهم هو واجب نضالي على كل إنسان.
وينبغي الا نمن على الثورة أو نمن على الشعب فنحن خلقنا لنخدم هذا الوطن وهناك للأسف أناس جعلوا الثورة تدفع ثمناً باهظاً ولا يتصور أحدكم كم نعاني منهم وأملي أن يكتب المهتمون تاريخ الثورة بتجرد وموضوعية أما الكتابة عن النفس فهي غير مقبولة من الناس ولكن ذلك متروك للآخرين ليقيموا مواقف ودور كل مناضل فلا أحد يستطيع أن ينكر دور أحد وعلى الجميع التجرد من الذاتية والأنانية.
أن تاريخ الثورة هو ملك الأجيال القادمة ونحن نريد أن لا نورث لهذه الأجيال الحقد والكراهية بل نكتب لهم الحقائق ليطلعوا على تاريخ ثورتهم وعطاءات المناضلين من أبناء الشعب.
والثورة قضت على الاستبداد.. والوحدة أنهت الصراعات على الناس أن يوحدوا أنفسهم ويتسامحوا وينظفوا قلوبهم من الكراهية وعقد الماضي
لقد كنت أتمنى أن يكون الأخ علي ناصر محمد معنا أمس وحاضرا في هذه الندوة ولكنه اعتذر لأنه في حد ذاته كتاب بنفسه وهو سيكتب لنا عن تاريخ الجبهة القومية والصراع بينها وجبهة التحرير، وكيف كان الصراع في الشطر الشمالي والصراع في الشطر الجنوبي والصراع بين الشطرين نتيجة وجود كيانين شطريين في شعب واحد.. وأنا متأكد أنه ومن خلال شغله لمركز الدراسات بإمكانه أن يقوم بذلك إذ أنه قبل أن نوثق للآخرين يجب أن نوثق لثورتنا ونفيد
أجيالنا وهذا ما نطلبه من كل السياسيين والمناضلين أن يكتبوا بتحر عن الثورة اليمنية وتاريخها حتى تعرف أجيالنا ذلك.
صحيح أن هناك من كان يقول أن الاستعمار قررا الرحيل ولكن ذلك غير صحيح لأنه لو قرر الرحيل لما سفكت الدماء في شوارع عدن والمناطق الجنوبية، لقد خرج الاستعمار بالقتال والنضال وليس بقرار سياسي.
إن الله قد أنعم على الوطن بالوحدة في الـ22 من مايو 1990م حيث أنتهت الصراعات وأصبحت اليمن أسرة واحدة وكنا دائما شعبا واحدا حتى في أيام الإمامة والاستعمار لم يستطيعوا أن يفرقوا بين أبناء الشعب يتحرك من الشمال إلى الجنوب بل كان الشعب يتحرك من الشمال إلى الجنوب والعكس، وإن الثورة اليمنية واحدة فسبتمبر هو الفاتحة وأكتوبر هو المنفذ الذي زعزع الاستعمار وإزالة من جنوب الوطن.. وتحققت كل أهداف الثورة في الـ 22 /، مايو 1990م.. وجاءت مؤامرت أخرى في عام 1994م ولكنها انتهت.. والمرء لا يلدغ من جحر مرتين فيكفي أن يلدغ مرة واحدة.. وعلى الناس أن يوحدوا أنفسهم ويتسامحوا وينظفوا قلوبهم من الكراهية وعقد الماضي لأن المصالح تشابكت والعزلة انتهت وكان هناك في الماضي عزلة في إطار الشمال وعزلة في إطار الجنوب ولكنها أنتهت بحمد الله، فالفرقة والبعد يولدان الجفاء وفي ظلهما يستطيع الأعداء أن ينفذوا أو يباعدوا ما بين الأخ وأخيه وبين أفراد الأسرة الواحدة لكن أمام الرجال الصالحين والمؤمنين الصادقين يكون هذا من المستحيل.. فعند ما يكون هناك إصرار وعزيمة وإرادة ندافع عن ثورتنا وأرضنا وسيادتنا وكرامتنا وأجوائنا ومياهنا فليس هناك مستحيل.
إننا وبحمد الله عند ما نتامل ونراجع الأحداث الجارية في المنطقة فإن اليمن في خير الحمدلله وعلينا أن نتجه نحو المزيد من التلاحم والوحدة الوطنية.. نحن أغلقنا الماضي وملفات الماضي أغلقناها ولا نمن على أحد ولكن هذا للتاريخ نكتبه للتاريخ في الأدراج ونحن بحاجة إلى اللحمة الواحدة وتعزيزها واليمن أسرة واحدة.
واتمنىفي الختام التوفيق والنجاح والإنجاز الرائع وادعو كل من لديهم معلومات أن يقدمها في إطار التوثيق لتاريخ الثورة ولا تنشغلوا بانفسكم انشغلوا بالوطن وهو أكبر منا جميعا.