كلمة فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة تدشين الحملة الوطنية لجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني
أوجه كل أبناء الوطن بان يجودوا بالمال والدم لصالح الشعب الفلسطيني لمواجهة الصلف الصهيوني والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
وأحث الجهات المختصة على تقديم التسهيلات بفتح أرقام حسابات في البنوك التجارية بالإضافة إلى فروع البنك المركزي اليمني في كافة المحافظات من أجل تقديم التسهيلات للمواطنين في كافة المحافظات والمديريات.
وأحث اللجنة المشرفة على التبرعات على تمديد الفترة لاستقبال التبرعات إلى أسبوع بدلاً من ثلاثة أيام.. وكما اطلعت الآن على التقارير الأولية الواردة من كافة المحافظات فان هناك إقبالاً جيداً من المواطنين وبخاصة من القطاع النسائي، أتطلع من كل أبناء الوطن أن يجودوا بالألف والألفين بالعشرة.. بالمليون بعشرات الملايين وكل مواطن بقدر ما يستطيع وحتى قيمة علبة سجائر في اليوم فهي تشكل رقماً مهما كان.. وأدعو كل أبناء الوطن أن يهُّبوا للتبرع ويقدموا ما تجود به أنفسهم وشعبنا اليمني شعب عظيم وكريم وسوف يقبل على مراكز التبرعات، وعلى الجهات المعنية أن تقدم قسائم استلام التبرعات للمتبرعين وان تذاع أسماء المتبرعين أولاً بأول عبر وسائل الأعلام.. وآمل أن كل المحافظات والمديريات توافي التلفزيون والإذاعة بأسماء المتبرعين من الأفراد والشركات والمؤسسات ومن كل القطاعات.. والريال يشكل رقماً والمائة والمائتين والمليون وكلها تتجمع مع بعضها وتشكل رقماً لصالح الشعب الفلسطيني وذلك لتغطية احتياجات اسر الشهداء ومعالجة الجرحى وإعادة إعمار ما دمرته قوات الاحتلال الصهيوني.. وأنا متأكد أن كثيراً من أقطارنا العربية قد بدأت في جمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني سواء في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو غيرها من الأقطار الشقيقة.. وآمل أن لا تنحصر هذه التبرعات على بعض الأقطار العربية بل تشمل جميع الأقطار العربية والإسلامية وهذا اقل ما نقدمه للشعب الفلسطيني.
وكذلك أدعو الجميع للتبرع بالدم.. وأدعو جالياتنا العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا وآسيا وأفريقيا للتبرع لصالح الانتفاضة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وعبر السلطة الوطنية الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وعلى السلطة أن تراعى كل التنظيمات السياسية في الساحة الفلسطينية وبحيث لا يتم الانجرار إلى المخطط الصهيوني بأن تذهب التبرعات إلى هذا الفصيل أو ذاك لحماس أو الشعبية أو غيرها من اجل إيجاد خلافات.. ولكن السلطة الوطنية الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلينا أن لا ننساق وراء دعايات الاستخبارات الصهيونية بان كل قطر أو منظمات تجمع تبرعاتها بحسب تعاطفها لصالح هذا الحزب أو ذاك التنظيم.. ولكن التبرعات تذهب لصالح السلطة الوطنية الفلسطينية.. وبهذه المناسبة أعلن عن تبرعي الشخصي بمبلغ عشرة ملايين ريال لصالح الشعب الفلسطيني، وآمل أن المواطنين سيجودون بما لديهم لصالح إخوانهم في فلسطين.
إن هذا المطلب ليس جديداً بل إننا قد ناشدنا ومنذ وقت مبكر الأمم المتحدة بإرسال قوات حماية دولية.. ولو أرسلت هذه القوات منذ ذلك الوقت الذي دعونا فيه لإرسالها لمنعت ارتكاب هذه المجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني وبخاصة في جنين ورام الله وبقية الأراضي الفلسطينية، وهذا شيء جيد ولكنه عمل لاحق مع الأسف.. ولكنه قد يحد مما قد يحدث في المستقبل، وكان من المفروض أن ترسل قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني منذ وقت مبكر وان لا يظل الأمر مجرد نداءات وتأخير للوقت ليستمر شارون في تماديه لتصفية الانتفاضة الفلسطينية والاستمرار في المجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، كما إن إرسال مجلس الأمن بعثة تحقيق دولية حول مذبحة جنين التي ارتكبها السفاح شارون ليس موقفاً شخصياً وليس لنا عداء شخصي معه ولكن موقفنا منه لما يرتكبه من مجازر في حق الشعب العربي الفلسطيني، فشارون مجرم حرب ويجب أن يحاكم كما يحاكم حالياً الرئيس اليوغسلافي السابق ميلوسيفيستش، وان شاء الله العدالة الدولية نراها في المستقبل وقد حققت على ارض الواقع شيئاً وان لا تكيل بمكيالين أو بمعايير مزدوجة فتنفذ قرارات الشرعية الدولية في مكان ولا تنفذ في مكان آخر، ونحن نتطلع أن تنفذ قرارات الشرعية الدولية ضد إسرائيل كما تنفيذ في بقية بلدان العالم، وأن الجمهورية اليمنية تؤيد دعوة الأشقاء لعقد قمة إسلامية طارئة ونشجع على انعقاد هذه القمة لاتخاذ موقف إسلامي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر على يد السفاح شارون ونحن نؤيد بل نطالب أن تعقد هذه القمة وبأسرع وقت ممكن.
إن عقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة بدون مشاركة العنصر الأساسي وهو الرئيس ياسر عرفات الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني أمر مرفوض.
وأملي أن جولة جورج تينيت مدير المخابرات المركزية الأمريكية للمنطقة تستفيد من كافة السلبيات التي رافقت جولة كولن بأول وزير الخارجية الأمريكي والذي كنا نتطلع أن تأتى زيارته إلى الشرق الأوسط لإيقاف المجازر والمذابح التي ارتكبها المجرم شارون، ونأمل أن يحمل جورج تينيت الذي سيزور المنطقة الأسبوع القادم معه مبادرة جديدة لإيقاف المجازر بحق الشعب الفلسطيني وتحقيق انسحاب فوري لقوات الاحتلال الصهيوني من الأراضي الفلسطينية المحتلة والإسراع بإرسال قوات دولية.. حتى يمكن استئناف المفاوضات لعملية السلام في أجواء غير أجواء الحرب الراهنة.