كلمة فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة العيد الـ40 للثورة السبتمبرية المجيدة بميدان السبعين
بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم بتحية الثورة والحرية والديمقراطية، نحتفل اليوم في ميدان السبعين ميدان النصر ميدان نصر الثورة اليمنية، نحتفل بمناسبة مرور أربعين عاماً على قيام الثورة السبتمبرية التي أحدثت تحولاً نوعياً في حياة شعبنا على المستوى السياسي والثقافي والعسكري والاقتصادي.
فلنترحم على شهداء الثورة “سبتمبر وأكتوبر” وكذلك الشهداء الذين رسخوا بدمائهم شجرة الوحدة اليمنية، عندما حدثت فتنة صيف 94م.
لقد كان هناك اصطفاف ملكي رجعي ضد الثورة دحرنا هذا الاصطفاف، وحدث اصطفاف اخر ضد الوحدة والديمقراطية في صيف 94م ودحرنا هذا الاصطفاف، فلتبق الثورة منتصرة شامخة والى الأبد، ولنترحم على شهداء سبتمبر وأكتوبر والوحدة.
نشكر ونحيي أولئك الرجال الأبطال من عسكريين ومدنيين ومثقفين وعلماء، الذين حملوا رؤوسهم على الأكف في مثل هذا اليوم الخميس قبل أربعين عاماً لتفجير ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
نحيي هؤلاء المناضلين الشرفاء ونحييكم أينما كنتم في الداخل والخارج ونترحم على أرواح شهداء الثورة الذين ابلوا بلاءً حسناً، وأدعو المثقفين والسياسيين والمتهمين بكتابة تاريخ الثورة اليمنية بتجرد وإنصاف، ليتكلم عنا الآخرون دون أن نتكلم عن أنفسنا، أن الذين يكتبون التاريخ يجب إن يكونوا منصفين، اترك الآخرين يكتبون عنك وينصفونك.
الأخوة والأخوات..
التحولات الكبيرة في حياتنا منذ أربعين عاماً على كل المستويات ثقافية وسياسية واجتماعية شيء كان في الخيال والحلم.
نحن الآن جيل الأربعين عاماً نشكل نسبة 76 % من سكان الجمهورية اليمنية الذين ترعرعوا في حضن الثورة السبتمبرية.
نتمنى من الآباء والمناضلين أن يذكروا الأجيال بما كنا عليه في الماضي وما كان عليه الوضع قبل قيام الثورة.. كنا قبل السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر نرزح في ظل حكم كهنوتي، رجعي في الشمال، وحكم استعماري بغيض في الجنوب.
كنّا نرزح تحت حكم نظام رجعي كهنوتي، يرفع شعار الإسلام والإسلام منه براء ذلك النظام الملكي الرجعي المتخلف لا نتجنى عندما نقول ذلك، هذه حقيقة تاريخية يعرفها الآباء والأجداد والمناضلون الموجودون معنا اليوم وفي طليعتهم الوالد المناضل/ عبدالسلام صبره. والذي يعرف كيف كان حال المواطن قبل الثورة، كثير من المناضلين متواضعون لا يتكلمون نتيجة لهذا التواضع، من حقهم أن يتكلموا عن الثورة وعن الوطن، وما كنّا عليه قبل ثورة 26 سبتمبر. نعم هذا جيل الثورة، هذا أملنا، هذا هو جيل المستقبل.
عندما نهتم بالتعليم العام والتعليم الجامعي والتعليم المهني والتعليم الفني، فذلك من اجل إعداد جيل تنموي من الشباب، يخدم هذا الوطن.
لا نحمل السلاح إلا في وجه أعداء الوطن، في وجه من يعادي الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.
لكن سلاحنا اليوم هو سلاح العلم والمعرفة وتعميق الوحدة الوطنية داخل صفوف المجتمع فلنرفض التعصب المناطقي الضيق، فلنرفض السلالية والشللية، فلنرفضها جميعاً وباستمرار ونحاربها، لا مكان للمناطقية والقروية بين جيل سبتمبر وأكتوبر، هذا الجيل الذي يعبر عن سبتمبر وأكتوبر والوحدة والديمقراطية.
هناك تنمية زراعية واقتصادية وإنجازات زراعية وتنموية وخدمية وتقدم للمجتمع، لم تقدمها الحكومة منة أو هبة منها، لأنه من واجب الحكومة أن تقدم لهذا الوطن في المجال الزراعي والخدمي والتنموي، ونحن قطعنا شوطاً في مجال التعليم العام والزراعة والخدمات العامة في مختلف المحافظات، خدمات لا ينكرها إلا حاقد أو متحامل أو جاحد، كما حقدوا على الثورة وحقدوا على الوحدة والديمقراطية، والحقوا ضرراً بالاقتصاد الوطني في فتنة صيف 94م، ولكن العفو عند المقدرة، عفونا وقلنا عفى الله عمّا سلف، والوطن يتسع للجميع.
احترموا هذا الوطن يحترمكم، احتضنوا الوطن يحتضنكم، البناء على قدم وساق على مختلف المجالات: التنموي، السياسي، العسكري، الأمني، نحن ناضلنا، سورنا الوطن، كان الوطن بدون سور نتيجة سياستنا الخارجية مع الأشقاء والأصدقاء، لقد رسمنا الحدود مع سلطنة عُمان بطرق أخوية وسلمية، ورسمنا الحدود مع الجارة المملكة العربية السعودية وبشكل مرضِِ للطرفين، رسمنا الحدود البحرية مع دولة ارتيريا هذا هو سور اليمن.
ونحن نقيم علاقات مع كافة الدول الشقيقة والصديقة وبشكل جيد وتعاون ممتاز.
ترتكز سياستنا الخارجية على سياستنا الداخلية، لا يمكن أن تكون السياسة الخارجية ممتازة إلا إذا كانت العلاقات السياسية الداخلية ممتازة. نحن على المستوى الوطني نعيش ظروفاً ممتازة.
ندعو الأحزاب أن تترفع عن الصغائر وان تدين بالولاء لهذا الوطن. لا يجوز دستورياً أن يكون لأي حزب ارتباط خارجي، هذا يعتبر من المحرمات.. نقول لهم ترفعوا واكبروا يكبر هذا الوطن الذي كبر يوم الثاني والعشرين من مايو.
الولاء للوطن ليس مجرد كلام، وعندما نقول ونتكلم نحب الوطن ونتغزل بالوطن، وعندما نقول قدمنا شهداء، ودافعنا عن الثورة، نعم نحن دافعنا عن الثورة وحققنا أهدافها ارتبطنا بهذا الوطن بهذه التربة ترعرعنا على تربة هذا الوطن، وسنموت في هذا الوطن، وسندفن في هذا الوطن، من اجل حب هذا الوطن، ومن اجل جيل 26 سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.
نحن نحتفل وقلوبنا تقطر دماً لما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكن معزة وتقديراً للمناسبة ومرور أربعين عاماً وللمناضلين والشهداء، قررنا أن نقيم الاحتفال الشبابي.
ونحن نشكر الفريق عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية رئيس اللجنة العليا للاحتفالات ووزارات: الشباب والرياضة والتربية والتعليم والإعلام والدفاع والداخلية لما بذلوه من جهود وإعداد لهذا العرض الشبابي الرائع.
نعم أيها الأخوة نحتفل في ميدان السبعين وهذا العرس ومع ذلك وقلوبنا تقطر دماً، ولعلكم تتابعون عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ما يجري في ارض فلسطين حيث سقط بالأمس 9 شهداء ونحن ندين هذه الغطرسة الصهيونية، هذا هو الإرهاب الذي ندينه والذي يجب أن يدان من كل دول العالم.
ما حصل في الـ 11 من سبتمبر عمل إرهابي ضد الولايات المتحدة، ونحن أدناه ومتابعة عناصر الإرهاب قائمة حتى اليوم، لكن خمسين عاماً من الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني ولا احد يتكلم، ولم ينفذ قرار واحد من قرارات الشرعية الدولية، كنّا نتمنى أن تنفذ قرارات الشرعية فيما يخص القضية الفلسطينية ولو لمرة واحدة في تاريخ الأمم المتحدة وفي تاريخ العالم الجديد والمتحضر، أن ينفذ ولو قرار واحد ضد الصهاينة.
ومع ذلك تنفذ قرارات الشرعية الدولية بمعايير مختلفة، فهي تنفذ في يوغسلافيا وفي العراق ولا تنفذ ضد الصهاينة.
ترسانة الأسلحة النووية الموجودة في إسرائيل تهدد العالم وتهدد منطقة الشرق الأوسط ولكن لا احد يتكلم عن تلك الترسانة النووية التي تمتلكها إسرائيل.
ولكن يقال عن وجود أسلحة بيولوجية وكيميائية في العراق، فتقوم القيامة ولا تقعد، وتشن حرب إعلامية، وتحضر الجيوش لغزو العراق.
نحن نرفض أي اعتداء على العراق الشقيق، خصوصاً وان العراق قد أعلن قبوله بعودة المفتشين الدوليين، وحتى الخرائط التي عرضت في مجلس العموم البريطاني قال العراق انه يرحب بالتفتيش الدولي في تلك المواقع المحددة في تلك الخرائط.
نشكر العراق لتجاوبه مع قرار الشرعية الدولية، ونشكر وزراء خارجية الدول العربية والأمانة العامة للجامعة العربية الذين أسهموا في إقناع الأشقاء في العراق بالقبول بعودة المفتشين.
الأخوة الأعزاء بجوارنا الصومال الشقيق نؤيد المصالحة الوطنية في الصومال وندعو الأشقاء الصوماليين إلى الاحتكام للعقل والمنطق من اجل استقرار الصومال وعودة اللاجئين إلى وطنهم.. الصوماليون مشتتون في بقاع العالم، عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من اللاجئين الصوماليين في اليمن. ولهذا ندعو للمصالحة والسلام في الصومال من اجل سلامة الصومال والقرن الأفريقي.
منذ أربعين عاماً على قيام الثورة، هذا الجيل لا يعرف معنى الماضي.. لا طريق ولا إسفلت ولا مدرسة ولا جامعة، كانت المدرسة الاحمدية في تعز، والمدرسة المتوسطة في صنعاء، ومدرسة في صعدة ومدرسة في حضرموت، هذه هي كل المدارس.
الجيل هذا لا يعرف ما كان يعانيه الوطن من صعوبات جمة، ترون الشوارع مسفلتة، ترون الحدائق منظمة، ترون المباني شيدت، ترون الجامعات تُبنى، هذا لم يأت هكذا ولكن هذه هي نتيجة ما كنا نعانيه في الماضي من صعوبات، ومن حقنا أن نعوض حرمان الماضي بتعليم الجيل الجديد.
نتمنى لشبابنا التوفيق والنجاح والسداد، وأتمنى لشعبنا النصر في كل الأحوال وعلى مختلف المستويات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…