كلمة فخامة رئيس الجمهورية أثناء زيارته مجلس الشورى وافتتاح قاعته الجديدة
أهنئ في البداية الإخوة أعضاء مجلس الشورى بالمبنى الجديد وافتتاح هذه القاعة الجديدة.. أنا سعيد بزيارة المجلس وافتتاح هذه القاعة وبحيث يكون هذا المبنى الجديد هو المقر الدائم لمجلس الشورى والذي يضم نخبة من رجالات اليمن الذين لديهم التجربة والخبرات الكبيرة في بناء الدولة وفي مختلف المجالات.
وأشير إلى الاستعدادات الجارية في بلادنا للانتخابات النيابية القادمة في الـ 27 من شهر ابريل 2003م.. ندعو الجميع لممارسة حقهم الدستوري في انتخاب من يريدونه بهدوء وان يتنافس الجميع بمسؤولية وفي إطار احترام الدستور والقانون فمن سيفوز في تلك الانتخابات هو مواطن يمني ومن لم يحالفه الحظ فيها هو مواطن يمني ولن يأتي شخص اجنبي من خارج الوطن لينافس في تلك الانتخابات وعلينا أن نعمل جميعاً من اجل إنجاح الانتخابات كاستحقاق ديمقراطي كبير نعزز من خلاله النهج الديمقراطي التعددي في بلادنا وان يكون التنافس بين الجميع من خلال البرامج السياسية وما الذي سيتم تقديمه لخدمة المواطنين وفي إطار احترام الدستور والقانون.
إننا نثمن عالياً موقف شعبنا اليمني بمختلف مؤسساته وجماهيره وقواه السياسية لتعاضدها وتلاحمها وتماسكها في مجابهة التحديات.. لاشك أنكم تتابعون عبر القنوات الفضائية ما يتعرض له العراق الشقيق من قبل قوى التحالف وهي الحرب التي أدانها العالم كله لأنها غير مبررة ومخالفة لقرارات الشرعية الدولية ممثلة في مجلس الأمن الدولي وكذا قرارات حركة عدم الانحياز والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية والتي أكدت جميعها على رفض الحرب وعلى إفساح المجال أمام الحلول السلمية لحل الأزمة وإعطاء المفتشين الدوليين الفرصة الكافية لإنجاز مهامهم وبما كان من شأنه أن يجنب المنطقة هذه الحرب المدمرة التي يذهب ضحيتها الأبرياء من أبناء الشعب العراقي وما يتولد عنها الآن من مناخات التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة وهو ما سبق أن حذرنا منه وحذر منه الآخرون الذين يعون مخاطر وتبعات هذه الحرب التي تزداد كل يوم اشتعالاً وتتولد عنها المأسي.
انه كان بالامكان أن يعطى للحل السلمي فرصته وان يعطى المفتشون الزمن الكافي للتأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل وحيث استجاب العراق لقرارات الشرعية الدولية وأبدى تعاوناً كبيراً مع المفتشين الدوليين من أجل إنجاز مهامهم في العراق ومن خلال التقارير عن ذلك التعاون والتي قدمت من رئيسي فريق التفتيش بيلكس والبرادعي.
من المؤسف أن قرارات الشرعية الدولية والقوانين الدولية يتم التعامل معها بمعايير مزدوجة والكيل فيها بمكيالين فهاهي إسرائيل تستغل ما يجري في العراق وانشغال العالم بالحرب ضده لتمارس عدوانها وإرهابها على أبناء الشعب الفلسطيني وتتفرغ له وتتحدى الإرادة الدولية وترفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية بكل غطرسة وصلف ويقف المجتمع الدولي عاجزاً عن فرض شيء على إسرائيل أو إجبارها بالكف عن عدوانها وإرهابها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
إن صوت اليمن سيظل مرفوعا وقويا في موقفه الرافض لما يتعرض له العراق الشقيق وأبناء الشعب الفلسطيني وهو ما عبرت عنه اليمن سواء في الأمم المتحدة أو في الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو حركة عدم الانحياز وغيرها من المنظمات والمؤسسات الدولية فموقف الشعب اليمني بمختلف مؤسساته وقواه السياسية إزاء ما يتعرض له الشعب العراقي أو الشعب الفلسطيني موقف واحد ومنسجم مع بعضه البعض.. ما أجمل الوحدة الوطنية التي تتعزز فيها الصفوف وتتلاحم لمجابهة كافة التحديات.
واختتم كلمتي بالدعوة إلى أن يتحمل كل أبناء الوطن مسؤولياتهم من خلال التلاحم والاصطفاف الوطني تاركين وراء ظهورهم كل الصغائر وان يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار متمنياً للجميع التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،