كلمة فخامة رئيس الجمهورية أثناء زيارته الحرس الجمهوري
أهنئ أبناء شعبنا بمناسبة أعياد الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر والثلاثين من نوفمبر…
إن ثورتي سبتمبر وأكتوبر أحدثتا تحولا جادا وعميقا في حياة شعبنا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.. وإذا ما استعرضنا كيف كانت الأحوال قبل (41) عاما في هذا الوطن المعطاء رغم حضارته القديمة لأدركنا حجم تلك التحولات فالحكم الإمامي التسلطي والاستعماري أحدثا للوطن كل ذلك التخلف الذي ورثناه..
وبفضل ثورتي سبتمبر وأكتوبر استطعنا أن ننجز الكثير من المهام وعلى مختلف الأصعدة.. فهنيئا لشعبنا اليمني العظيم بكل إنجازاته، ولنترحم على أرواح شهداء الثورة والواجب الذين قدموا أنفسهم فداء لهذا الوطن.
وأؤكد انه بفضل تلك الدماء الزكية ترسخت الثورة اليمنية والوحدة المباركة التي نعيش اليوم وننعم بفضلها في مختلف مؤسسات الدولة وبالطبع فإن الذاكرة من وقت إلى آخر تتلاشى وتتناسى تلك الكوكبة التي سقطت على درب الحرية والنضال والوحدة وترسيخ النظام الجمهوري وتثبيت الوحدة اليمنية ولقد كانت هناك قوافل من الشهداء.
إن إنشاء كلية القيادة والأركان أحدث تحولا هائلا في مسيرة بناء القوات المسلحة حيث تخرجت منها تسع دفع وحوالي (700) ضابط أحدثوا نقلة نوعية داخل المؤسسة العسكرية نتيجة تلك المعلومات الحديثة والمتطورة التي تأهلوا بها.. لأن العلوم العسكرية لا تقف عند حد، ومن يقول أن الحياة تغيب كما تغيب الشمس فذلك أوهام، لأن الحياة تتجدد كل يوم، وكذلك تتجدد العلوم العسكرية والعلوم السياسية والاقتصادية وبلا حدود لتطوير المعلومات.
وشعبنا يواكب كل المتغيرات وكل ما هو حديث وجديد.. ويجب علينا أن نركض وراء المعلومات الحديثة والمتطورة فالعصر هو عصر التكنولوجيا والمعلومات وليس عصر الجمود والتخلف والانغلاق.
إن إنشاء الأكاديمية العسكرية العليا سوف يحدث تحولا أفضل وأرقى مما هو عليه الحال وهذه الأكاديمية تضم كلية القيادة والأركان وكلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني ومركز البحوث والدراسات الاستراتيجية والذي سيتم إنشاؤه خلال الأشهر القادمة على أيدي كفاءات يمنية وخبرات عربية.
إن هذه الأكاديمية سوف تسهم في مسيرة بناء القوات المسلحة التي قطعت شوطا رائعا داخل المؤسسة العسكرية والأمنية وتحدث تحول هائل بما يواكب ومعطيات العلوم العسكرية في العالم.
إن الأكاديمية ستكون مفتوحة أمام الدول الشقيقة سواء العربية أو الإسلامية والدول الصديقة.. لم تعد هناك أسرار في العلوم العسكرية بل السر هو في اتخاذ القرار أما العلوم العسكرية فهي متاحة أمام الجميع في إطار الشفافية وتبادل المعلومات وخاصة بعد نهاية الحرب الباردة.
ولهذا فإننا نرحب بكل الدارسين في اكاديميتنا لأننا لا ننوي أن نبني خططنا ضد أي قطر آخر أو دولة صديقة بل خططنا هي دفاعية وإسهام فاعلا إلى جانب مؤسسات الدولة المختلفة في البناء التنموي.
أن المؤسسة العسكرية تمثل رمز الوحدة الوطنية وبناؤها لم يكن قرويا أو مناطقيا أو على أساس حزبي متعصب أو غير متعصب.. بل بناؤها بناء وطني فهي محايدة ولا تنتمي لأي تنظيم سياسي.. وهي مؤسسة لكل أبناء الوطن ولكل التنظيمات والأحزاب السياسية ويحرم على أبنائها والانتماء إلى أي حزب سياسي أثناء أدائهم الواجب العسكري ولكن من حق أي منتم لهذه المؤسسة العسكرية ممارسة العمل الحزبي إذا أراد ولكن بعد أن يترك العمل العسكري.
واعبر عن شكري للأخ الفريق عبدربه منصور نائب رئيس الجمهورية على متابعته المستمرة لإنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الهام وكذا قيادة وزارة الدفاع ودائرة الأشغال العسكرية والمؤسسة الاقتصادية اليمنية ودائرة التوجيه المعنوي على ما بذلوه من جهود في إنجاز هذا المشروع وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،