كلمة فخامة رئيس الجمهورية أثناء لقائه أعضاء المجلس المحلي والمكاتب التنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية وأصحاب الفضيلة والعلماء والمشائخ والأعيان في محافظة ذمار
بسم الله الرحمن الرحيم
اعبر عن سعادتي بالالتقاء بهذه الشخصيات من علماء وأعضاء مجلس النواب ومشائخ وأعيان وشخصيات اجتماعية وغيرها. وأهنئهم بالعيد الوطني الثالث عشر للجمهورية اليمنية ونجاح الانتخابات النيابية.. وأشيد بالدور الذي أسهم فيه أبناء محافظة ذمار في نجاح الانتخابات وما تحلوا به من وعي ومسئولية وحس وطني عال لممارستهم حقهم الدستوري وتعاونهم مع السلطة التنفيذية من اجل إنجاز المزيد من المشاريع والخدمات.
إننا في كل زيارة للمحافظة نلمس فرقا كبيرا وتغيرا نحو الأفضل وما نراه من إنجازات يفوق التصور.. ومع ذلك تظل التطلعات كبيرة ونحن قد أنجزنا في هذه المحافظة على سبيل المثال مشروعا للمياه والصرف الصحي وكنا نعتقد حينها انه يمثل المشروع النموذجي في الجمهورية وها نحن اليوم نسمع عن مطالبتكم بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الصرف الصحي مما يدل على تزايد التطلعات والرغبة في التوسع في شتى المجالات.
ان الخدمات في المحافظة منتشرة بشكل ممتاز ورائع ويعود الفضل في ذلك للخالق عز وجل والى ما رسمناه من خطط ومن سياسة التعددية الحزبية والسياسية والتي في ظلها وجد التنافس الحزبي الذي حفز الجميع على العطاء الجماعي.. كما أن المجالس المحلية تبذل جهودها في المجال التنموي لخدمة المواطنين وكذلك أعضاء مجلس النواب بحيث يبذل كل جهده من اجل تحقيق نتائج ممتازة فالتنافس مشروع. وانوه إلى التطور الملموس الذي شهدته مدينة ذمار سواء في مجال التوسع العمراني أو مجال الخدمات ومشاريع التحسين.. وان مثل التوسع العمراني المضطرد يجبر الدولة على ملاحقته في مجال الخدمات. وأحث الإخوة المواطنين إلى التوجه نحو المجالات الاستثمارية المفيدة والناجحة لهم وللوطن وتنفيذ المشاريع التي تعتمد على دراسات الجدوى الاقتصادية وبعيدا عن العشوائية أو تقليد الآخرين. إن توجهات الجميع للاستثمار دون برمجة أو تخطيط نحو مجالات الإسكان مثلا أو الزراعة وفي اتجاه محاصيل زراعية معنية قد أوجد حالة من التكدس والكساد في هذه المجالات وبالتالي الخسارة لمن أقدموا للاستثمار فيها دون تخطيط أو احتياج فعلي لها.. إن على الأجهزة الحكومية والسلطة المحلية والخطباء ووسائل الإعلام أن تلعب دورا في التوعية بذلك وبما يحقق مردود اقتصادي مجدي.
أن تطورا كبيرا قد حدث في حياة الناس ومعيشتهم ومستوى وعيهم وفي الوقت الذي كان فيه الخريجون من الثانوية العامة يعدون بأصابع اليد الواحدة فان هناك اليوم آلاف الخريجين من الجامعات من حملة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وأصبح تقلد المسئوليات لا يناط إلا بمن يحمل شهادات جامعية وعليا.. فبناء الوطن لن يتم إلا من خلال العلم وإعداد جيل متسلح بالعلم والمعارف الحديثة ولم تتقدم الشعوب في الأمم المتحضرة إلا بالعلم فالإنسان هو الإنسان ولكن المهم إعداد هذا الإنسان وبناؤه وتوسيع مداركه بالعلم والمعرفة.
وانوه بالقرار الصادر عام 1984م من اجل منع استيراد الفواكه والخضروات، لفقد كنا نستورد الفواكه وبعض الخضروات من الخارج وبما تربوا قيمته على مائة وخمسين مليون دولار وعندما اتخذنا قرارنا منع الاستيراد كان من نتائجه أن أصبحت جميع الفواكه والخضروات تزرع داخل الوطن ويتم تصديرها إلى الخارج.. وأحث على التوجه بالاستثمار في مجالات السياحة، لدينا مناطق سياحية رائعة وباهرة وممتازة ولدينا سياحة الصحراء وسياحة الساحل وبدلا من التوجه نحو بناء العمارات السكنية التي لا تأتي بأي مردود فانه ينبغي التوجه نحو بناء الفنادق السياحية والشاليهات التي توسع من النشاط السياحي وتوفر خدمات سياحية للسياح. على الهيئة العامة للاستثمار والجهات المعنية، على الهيئة العامة للاستثمار والجهات المعنية الأخرى أن تقوم بمسئوليتها من اجل الترويج السياحي وتشجيع المستثمرين للتوجه نحو هذه المجالات وبما يحقق مردودات ايجابية تعود بالفائدة على الجميع.
ونؤكد على توجهات الدولة بالاهتمام بالتوسع في مجالات التعليم الفني والمهني وكليات المجتمع. إن علينا أن نوجه شبابنا للتوجه نحو هذا النوع من التعليم الذي يخدم التنمية ويقضي على البطالة فالمعاهد الفنية والمهنية هي عماد التنمية. ونشيد بانحسار ظاهرة الثأر في محافظة ذمار.. إن ذلك ابرز إنجاز يستحق التشجيع والتقدير وقد تحقق ذلك نتيجة تعاون الجميع في حل الكثير من مشاكل الثأر ونحن نثني على ذل فالوضع أحسن ومزيد من التعاون في حل القضايا ويقع على عاتق السلطة المحلية والتنفيذية وأعضاء مجلس النواب والمشائخ والشخصيات الاجتماعية دور كبير في هذه المحافظة، وفي إطار هذا المجال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،