كلمة فخامة رئيس الجمهورية أثناء لقائه باصحاب الفضيلة العلماء والشخصيات الاجتماعية وأعضاء المجالس المحلية والمسؤولين في محافظات: الحديدة وحجة والمحويت بمناسبة شهر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة أبناء محافظات الحديدة وحجة والمحويت…
شهر مبارك وكل عام وانتم بخير وأرحب بكم في محافظة الحديدة في هذه الأمسية الرمضانية المباركة، نحن نقوم بزيارات ميدانية في هذه الأيام لكل من محافظات: عدن ولحج وأبين وتعز والحديدة وننتهزها فرصة لدعوة الشخصيات الاجتماعية والمجالس المحلية والمكاتب التنفيذية ورؤساء المؤسسات وذلك للتحدث معكم وتفقد أحوال بعض المديريات وبعض المناطق وما أشاهده في هذه الأيام شيئاً جديداً من حركة تنموية جيدة وخاصة في مجال الطرقات والكهرباء والتربية والتعليم وبقية المؤسسات الخدمية يبعث على الارتياح لما يتحقق ونشاهد الفرق في كل ثلاثة وأربعة اشهر فرقاً كبيراً جداً في كل المديريات وفي كل المحافظات ويهمنا في هذا الأمر أن نوجه الحكومة على العمل لإيجاد عدالة التنمية وتوزيع المشروعات بشكل جيد بحيث تشمل كل أنحاء الوطن وكل المديريات.
في معظم المحافظات تحققت إنجازات رائعة وهذا يدل على تعاون الإخوة المواطنين مع مختلف سلطات الدولة.. وبعض المحافظات التي لم تحظ بالخدمات كما يجب.. وهذا نتيجة لعدم تعاونهم مع أجهزة الدولة وعندما يتعاونون مع أجهزة الدولة ويثبتون الأمن والاستقرار..يكون باستطاعة الدولة أن تحقق الكثير من الإنجازات سواء في المجال الزراعي أو في المجال الخدمي لانه كلما كانت المحافظات أو المديريات مستقرة كلما تحققت إنجازات جيدة.. وينبغي إيقاف أعمال الثأر بين المواطنين أنفسهم، يجب أن ينتهي هذا الثأر والتعصب القبلي المخيف الذي يعطل الحياة ويعطل عملية التنمية فكلما انتهت الثأرات كلما هدأت المناطق.. وهناك كثير من المناطق هادئة ورائعة وممتازة.. وحتى الذين كانوا يعيشون في ظروف التشطير وفي ظروف الحروب وفي ظروف معينة الآن يسلكون سلوكاً جيداً ويبحثون عن تجارة ويبحثون عن عمل خير ويبحثون عن أعمال ممتازة وبدوا يسلكون سلوكاً جيداً وهم كانوا يعتقدون أنه إذا انتهت الحروب تنتهي حياتهم.
وبعض الناس لا يعيشون إلا على إثارة القلاقل والفتن وخلق الفوضى وهذا لا يجوز.. ونحن نحث الحكومة على عدالة التنمية، ونحث وزارة العدل والنيابة العامة على نشر العدل وإقامة الحدود وإقامة الشريعة في كل أنحاء الوطن وبشكل فعال.. نحن شعب مسلم.. شعب حكمة.. تقوم حياته على الشريعة الإسلامية الغراء.. وعلى كل الناس إقامة الحدود في كل وقت والتفتيش من قبل النيابة العامة ورجال الأمن والقضاء ورؤساء محاكم الاستئناف على السجون، كما وجهنا الذين قضوا المدة القانونية بسرعة الإفراج عنهم.. فالعدل أساس الحكم والعدل ليس ممثلاً برئيس الدولة بل هو ممثل بكل مؤسسات الدولة.. مدير المديرية مسئول.. أمين عام المجلس المحلي مسئول.. رئيس القضاء مسئول.. رئيس المحكمة مسئول.. المحافظ مسئول.. كلكم مسئولون، انتم جميعاً تتحملون المسؤولية.. فلماذا ندرس ولماذا نشتي التعليم الأساسي والتعليم الجامعي وذلك لخلق وعي، لنعرف كيف نحكم أنفسنا بأنفسنا وان ننتهي من المركزية وان ننتهي من حكم التسلط الفردي الذي يجب أن ينتهي ونعمل عملاً مؤسسياً من خلال مؤسسات الدولة.
عندنا تجربة غنية ورائعة ويجب أن نحافظ عليها وان ننميها ونطورها، وهي تجربة المجالس المحلية التي أصبحت تشكل حجر الأساس للحكم المحلي، هذه خطوة ممتازة ويجب أن ننميها ونطورها ونسهل لها كل الإمكانيات.
كذلك عندنا مؤسسة دستورية وهي مؤسسة مجلس النواب ونحن قادمون على انتخابات إن شاء الله في الأشهر القادمة في إطار تنافس شريف ومسئول.. الانتخابات وسيلة وليست غاية.. تنافسوا فيها تنافساً مسئولا ليس تناحراً، فإذا كانت الانتخابات بالتناحر لا نريدها.
يجب أن يسلك الناس سلوكاً حسناً.. علينا أن نستفيد من السلبيات التي حدثت سواء في انتخابات عام 1993م أو 1997م أو انتخابات المجالس المحلية والذين يثيرون الفتن والموتورون عليهم أن يشاركوا بمسؤولية أو يتوقفوا.. ويجب الابتعاد عن التعصب والغلو.
بلدنا يعيش في وضع أفضل من غيره.. أفضل من أي قطر آخر في المجال التنموي في المجال الخدمي في المجال التعليمي.. أهم شيء في هذا الأمر أن يعيش وطننا اليمني في إطار تعميق الروح الوطنية بحيث تصبح الأسرة اليمنية أسرة واحدة.. ابتعدوا عن التعصب القروي، المناطقي، والمذهبي، هذا التعصب يجب أن يكون مرفوضاًُ والغرض من التعليم كله هو إزالة هذه المخلفات لأن كثيراً من الشخصيات لا تعيش إلا على الأحداث في ظل فوضى في ظل إثارة فتنة.. كثير من هؤلاء يعيشون حياة مظاهر عندما يتسكع المواطنون على أبوابهم سواء كانوا شخصيات اجتماعية أو مسئولون في الدولة لأن البعض منهم يعيش في(بحبوحة) عندما يرى المواطنين يتوافدون على باب مكتبه وأنه على باب بيته يعيش في راحة وبدلاً ما يحل المشكلة اليوم يقول لهم.. تعالوا غداً هذه نقد لكل مسئول ونقد لكل شخصية اجتماعية.. لازم نحاسبكم كشخصيات كمسئولين أيضاً.. يا رجال القضاء يجب البت في القضايا أولاً بأول القضايا المتراكمة سواء في المحاكم الابتدائية أو في المحاكم الاستئنافية في المحافظات أو في المحكمة العليا يجب البت أولاً بأول بتنفيذ الأحكام الشرعية، أنا أصادق على أحكام قصاص.. الشريعة قائمة ولكن مزيد من البت في القضايا أولاً بأول من قبل رجال النيابة وأيضاً من السلطات القضائية هذا يساعد كثيراً ويوفر جهداً ويوفر الأمن والاستقرار ونصرف الناس إلى البحث عن الرزق الحلال ويبحثون عن تنميته، من عام 94م إلى اليوم تأسست شبكة الطرق تصل إلى أكثر من عشرة آلاف كيلومتر في الكثير من المحافظات والمديريات نحن قادمون على استكمال إنشاء شبكة الطرق في كل المحافظات وذلك لإزالة العزلة، لأنه بشبكة الطرق نستطيع نوفر المستشفى ونوفر المدرسة ونثبت الأمن والاستقرار فشبكة الطرق والكهرباء والسدود والحواجز المائية هي من أولوياتنا في الحكومة، ولكن مطلوب تعاون المواطنين.. وهذا الخطاب ليس موجهاً لحجة أو للمحويت أو الحديدة بل هو موجه للوطن.. موجه لحوالي اثنين وعشرين مليون نسمة أنا هنا أخاطب شعب وانتهزها فرصة أن أتكلم من الحديدة، كنا العام الماضي هنا وتحدثنا وهذه المرة نتحدث بعد الحادي عشر من سبتمبر”أيلول الماضي”، عندما جئنا إلى هنا من الولايات المتحدة الأمريكية وتحدثنا عن رحلتنا وكيف استطعنا أن نجنب بلدنا المحنة وكانت هي من ضمن الأهداف الرئيسية.. من ضمن الأهداف التي كانوا يقصدونها ويستهدفونها نتيجة بعض المبالغات والشوشرات.. عندنا البعض يمارس نقل المعلومات من هنا إلى هناك وتصبح بلادنا هدفاً من أهداف ذلك النظام الدولي الجديد بسبب الشوشرات.. بلدنا تنعم بالأمن والاستقرار.. بلدنا يجب أن نحافظ عليها ونترك المزايدة نترك المماحكة يجب أن نثبت الأمن والاستقرار في هذا الوطن يجب أن نعمق الوحدة الوطنية داخل صفوف أبناء المجتمع فنحن أسرة واحدة نحن بلد مسلم، هذا ما حبيت أن أتحدث مع الإخوة الحاضرين والغائبين، وأتمنى لكم التوفيق والسداد والنجاح وكل عام وانتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…