كلمة فخامة رئيس الجمهورية أثناء لقائه بأعضاء الأجهزة الحكومية وقيادات السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية والإبداعية وممثلي مختلف القطاعات بمحافظة تعز
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن سعداء أن نلتقي في هذا المكان لنتحدث حول جملة من القضايا والتطورات على الساحة المحلية والدولية وأنا سعيد أن رقعة المشاركة الشعبية ممثلة في السلطة المحلية والتي تضم أكثر من سبعة آلاف شخص من كل المديريات والمحافظات ترجمة لدستور الجمهورية اليمنية ومبادئ الثورة اليمنية.
نحن عندما نتحدث عن المشاركة الشعبية وأن الشعب هو مصدر السلطة ومالكها فإننا نعني ما نقول فهناك أكثر من سبعة الآف عضو في المجالس المحلية يمثل إنجازاً تاريخياً كبيراً وأملي أن المجالس المحلية لا تكرر ذات الدور السلبي الذي حدث في آخر مرحلة من تجربة التعاونيات الماضية حيث تحولت العائدات والموازنات إلى نفقات شخصية وبدل سفر.
أن أمام الإخوة أعضاء المجالس المحلية تجربة لمدة سنتين ماذا سوف يحققون حتى ينالوا الثقة من المواطنين وبحسب ما رفعوا من شعارات انتخابية نالوا بها ثقة الناخبين فإنه سيكون من الصعب عليهم أن ينالوا ثقة الناخبين مرة أخرى ومثل هذا الحديث لا يعني المجالس المحلية في محافظة تعز بل هو حديث لكل أعضاء المجالس المحلية في كافة محافظات الجمهورية.
وأحث على تطبيق قانون السلطة المحلية وأن تعمل الحكومة على إنزال المخصصات إلى المحافظات لكي تقوم المجالس المحلية بدورها فإذا نجحت هذه التجربة فإننا سوف نعطيها المزيد من الصلاحيات وأملي أن لا تكون التجربة فاشلة.. بل أنا واثق وهناك مؤشرات جيدة بأن أعضاء المجالس المحلية جادون ويعملون بشكل جيد ونأمل أن يتفاعل الناس ويتعاونوا مع أعضاء المجالس المحلية من أجل إنجاح التجربة وتطويرها.
ونوجه الوزارات والمؤسسات بمنح الصلاحيات والتفويضات ومنح المخصصات للمجالس المحلية وطبقاً لما نص عليه القانون وأن لا تمنح تلك الصلاحيات لفترة زمنية ويتم سحبها في فترة زمنية أخرى ولهذا لا بد من تفويض الصلاحيات وبخاصة من قبل المؤسسات الخدمية فالوزارة مسئوليتها التخطيط والبرمجة والإشراف والرقابة وليس من مسئوليتها أن تتحول إلى جهة تنفيذية.. فالمركزية والقبضة الحديدية من أساليب الماضي التي ينبغي تركها بل ينبغي إعطاء المجال أمام المجالس المحلية ومكاتب الوزارات والمؤسسات لتقوم بواجبها في تنفيذ البرامج والخطط.
المطلوب أشياء كثيرة فالشعب كبر وعلى الجميع أن يكبروا بعقلياتهم بكبر الوطن والشعب فلقد اتسعت الرقعة الجغرافية وهناك زيادة سكانية وحاجة متزايدة للخدمات سواءً في مجال التعليم أو المياه أو الصحة أو الصرف الصحي وغيرها.
هناك انعكاسات كبيرة للأزمة الأخيرة التي يشهدها العالم منذ أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية وما لحق بالاقتصاد العالمي من أضرار ومشاكل.. نحن أيضاً من الضحايا لما جرى.. فلقد أدنا ولازلنا ندين كل أشكال العنف والإرهاب ولم تتأثر الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها بما جري فيها بل نحن أيضاً في اليمن تأثرنا فهناك حوالي عشرة من اليمنيين فقدوا في حادث تفجير مركز التجارة العالمي وهناك 3 إلى 4 يمنيين قتلوا نتيجة التعبئة الخاطئة لوسائل الإعلام الصهيونية ضد العرب والمسلمين. فما جرى في نيويورك وواشنطن المستفيد منه الصهاينة الذين يضربون الانتفاضة الفلسطينية على مرأى ومسمع من العالم والجميع مشغولون بما يحدث في أفغانستان ومشدودون إلى تلك التطورات والتداعيات المؤسفة التي تجرى في أفغانستان فما يجرى للشعب الأفغاني من محنة ولكن من كان السبب لابد أن يدان فمن الذي جاء بالأمريكان إلى المحيط الهندي أنه التطرف والجنون وإلا لماذا يقال بأن العقل مال وثروة… فمن الذي جاء بالأجنبي غير التطرف والتهور وعدم الشعور بالمسئولية ونحن الآن نرى أطفالاً وشيوخاً ونساء يقتلون في أفغانستان وتقطر قلوبنا دماً.
لقد لاحظتم بعض وسائل الإعلام الأجنبية وبعض المحطات التلفزيونية وكيف أن بعض المحللين يحاولون الزج باليمن.. بأن هناك إرهاباً وهذا جزء من مخطط صهيوني. اليمن لا يوجد على أراضيها إي إرهابي ولن نقبل على أراضينا أي إرهابي أياً كان.. نحن أدنا أحداث 11 سبتمبر ولكننا لسنا مع هذه الضربات في أفغانستان التي تمس بالمواطنين الأبرياء من أبناء الشعب الأفغاني وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تبحث بجدية وعدالة عن غرمائها مرتكبي أحداث 11 سبتمبر المروعة هل هو الشعب الأفغاني أم هم مجموعة من تنظيم القاعدة أم طالبان.
أن خسارة اليمن ومنذ أحداث 11 سبتمبر كبيرة سواءً في عائدات النفط أو السياحة أو في مجال ارتفاع الرسوم المفروضة كمخاطر للتأمين وتبلغ تلك الخسائر اكثر من خمسمائة مليون دولار حتى الآن.. وكان مثل هذا المبلغ سيعود بالفائدة والخير على الاقتصاد الوطني حيث كان يمكن أن يشق بها سدود وحواجز للحفاظ على مياه الأمطار ونحن في اليمن ضحية من ضحايا الإرهاب وندفع ثمناً بسببه.
ما خسرته بلادنا نتيجة للانخفاض الكبير في أسعار النفط منذ أحداث 11 سبتمبر وحتى الآن حيث هبطت الأسعار من حوالي 27 دولار إلى 19 دولار للبرميل الواحد نتيجة الضخ الزائد وهذا ما يتسبب في خسارة كبيرة خاصة للبلدان الفقيرة أو الدول ذات الإنتاجيات المتواضعة في النفط.. أن العالم الآن كله متأثر بتداعيات ما حدث حيث أغلقت بعض شركات الطيران في تنقلاتهم وتوقفت السياحة في كثير من البلدان والكل تضرر بحسب حجمه ودخله وصادراته.
أنني أدعو الجميع في الوطن ومن كافة القوى السياسية إلى العمل لما فيه مصلحة الوطن وترك المكايدات الحزبية الضارة وعلينا أن نعمل جميعاً من اجل تعزيز الجبهة الداخلية وتمتين تماسكها فالحزبية وسيلة وليست غاية فإذا كانت الحزبية ستفرق صفوفنا وتمزق ولاءنا فإن هذا عمل غير سليم وغير سوى وعلى الجميع الترفع فوق الصغائر والخلافات الهامشية وأن تكون البرامج هي برامج بناء الوطن واستقراره ولا ينبغي أن تكون البرامج للمكايدات السياسية فاليمن هو حزب الأحزاب وعلينا جميعاً أن نتجه جميعاً ونشمر السواعد لبناء وطن الـ 22 من مايو، فهو حزبنا جميعاً.
أتمنى للإخوة أعضاء المكتب التنفيذي والمجالس المحلية والقضاء والنيابة وكل المسئولين في مختلف المواقع التوفيق والنجاح والانصراف للعمل وتناول قضايا المواطن وحلها بمسؤولية وبما يحقق العدل بين الناس والنهي عن المنكر أينما وأدعو الجميع إلى تعزيز وحدة الصف أمام كافة المخاطر والتحديات والتعاون لما فيه مصلحة الوطن ونهضته وتقدمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ، ،