كلمة فخامة رئيس الجمهورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
يسعدني ونحن نحتفل باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أن أزف لجمعكم الكريم هذا خالص الأمنيات بالتوفيق والنجاح معربا عن تقديري البالغ لحرص هذه المنظمة الموقرة على تكريس هذا التقليد الذي يحمل أسمى الدلالات السياسية والأخلاقية والإنسانية التي كرستها منظمتنا طيلة أكثر من نصف قرن.. وفي مقدمتها.. تأييد نضالات الشعوب المقهورة وحقها المشروع في مقاومة الاحتلال.
السيد الرئيس.. أن احتفالنا بهذه المناسبة الهامة بما تحمله من أصداء ايجابية إنما يؤكد مشروعية النضال الفلسطيني، وحقه في مقاومة الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وهي الحقوق التي يؤكد المجتمع الدولي إيمانه بوجوب دعمها وإدانة السياسات الإسرائيلية الوحشية القائمة على العنف والقتل والتدمير واحتلال الأراضي بالقوة والاستهتار بقرارات الشرعية الدولية والتنكر لكل الاتفاقيات التي تضمنتها المباحثات السلمية السابقة مع السلطة الفلسطينية الأمر الذي يؤكد عدم جديتها في السير قدما بعملية السلام.
إن إدانة الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار إسرائيل بطرد الرئيس عرفات واستمرارها في بناء الجدار التوسعي يعد مؤشراً ايجابيا لحيادية المنظمة الدولية ويعزز من ثقتنا بصدقها والتزاماتها بمسئولياتها التي نص عليها الميثاق.
السيد الرئيس.. إن الحالة المأساوية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة جراء سياسة القتل والابادة الجماعية وإرهاب الدولة التي تمارسه إسرائيل ضد هذا الشعب الأعزل من جهة.. ومضيها من جهة أخرى في محاولاتها الرامية لإفشال مسيرة السلام بتوسيع نطاق دائرة العنف على النحو الذي انعكس مؤخراً في الاعتداء العسكري المباشر على الشقيقة سوريا واستمرار طلعاتها الجوية الاستفزازية واختراقها للأجواء اللبنانية تحت ذرائع ومسميات واهية.. كل ذلك يعكس السياسة العدوانية التي تحمل مؤشرات بالغة الخطورة تستهدف وأد عملية السلام وجهود اللجنة الرباعية الدولية التي باركها المجتمع الدولي.. فضلا عما ينذر به تصعيد تلك الممارسات من مخاطر حقيقية قد تزج بالمنطقة إلى دائرة العنف والإرهاب ويلحق بالتالي افدح الأضرار بالأمن والسلم الدوليين.
السيد الرئيس.. إن الجمهورية اليمنية تعرب عن قلقها البالغ من مغبة السياسات الإسرائيلية العدوانية وتحدي إسرائيل للمجتمع الدولي ورفضها لكل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وعدم انصياعها للدعوات والنداءات من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اللتين تستظل إسرائيل بمظلتيهما وتعتمد على دعمهما لها، وليس أدل على تعنت إسرائيل من رفضها المطلق لنداءات الرئيس جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا لإيقاف بناء الجدار التوسعي وتنفيذ خارطة الطريق.. وإعلان الحكومة الإسرائيلية بأن قرار مجلس الأمن بهذا الخصوص لا يعنيها.
وعلى هذا الأساس فإن الجمهورية اليمنية تجدد دعوتها للأمم المتحدة وللقوى الدولية المؤثرة في ملس الأمن والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان للقيام بمسئوليتها في الضغط صوب تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالنزاع العربي الإسرائيلي.. وضمان حقوق الشعب الفلسطيني وإجبار إسرائيل على التوقف عن انتهاج سياسة العنف وإرهاب الدولة التي تتبعها، وإلزامها بالتجاوب الحقيقي للقرارات والاتفاقات والمبادرات الدولية المتعلقة بتفعيل المسيرة السلمية والسير بها نحو آفاق رحبة وإيجاد حلول عادلة وشاملة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة الأراضي السورية المحتلة في الجولان ومزارع شبعا اللبنانية، وفي هذا السياق نرحب بالجهود الروسية التي تكللت بصدور قرار من مجلس الأمن يجعل تطبيق خارطة الطريق أمرا ملزما.
كما ندعو الأمم المتحدة للبحث عن آلية تلزم إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتجاوز مجرد التنديد والشجب لممارسات إسرائيل المتغطرسة التي ضربت بكل قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية عرض الحائط، وهو ما يحتم على منظمتنا الأممية أن تعمل بكل جدية على تنفيذ قراراتها ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي كما نفذت قراراتها في مناطق عدة من العالم.. في يوغسلافيا.. في البوسنة والهرسك والعراق.
السيد الرئيس.. إن الجمهورية اليمنية إذ تحيي في هذه المناسبة الصمود البطولي لأبناء الشعب الفلسطيني الذين يتصدون بصدورهم العارية وحجارتهم لآلة الدمار العسكرية الإسرائيلية.. فإنها تؤكد مجددا دعمها ومساندتها للأشقاء الفلسطينيين وتؤكد في الوقت نفسه ثبات موقفها في التضامن الكامل مع الأشقاء في سوريا ولبنان في مواجهة الغطرسة والصلف الصهيوني المتكرر ضدهما.
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،