كلمة فخامة الأخ /رئيس الجمهورية في المهرجان الكرنفالي بميدان الحبيشي في عدن بمناسبة العيد الواحد والثلاثين للاستقلال
بسم الله الرحمن الرحيم
أحيي الحشد الجماهيري الكبير وأهنئ جماهير شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
إننا نحتفل اليوم في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن بالعيد الـ31 لجلاء آخر مستعمر بريطاني من أرضنا الطاهرة.. لقد كان تلاحم الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر واحداً وعظيماً، ويتأكد ذلك من خلال تضحيات الشعب اليمني الواحد وفي الدفاع عن الثورة سواء يوم تفجير ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر أو يوم نلنا الاستقلال الوطني في جنوبه بعدن.. إنها ثورة واحدة موحدة الأهداف والمبادئ والنضال.. إننا اليوم نتذكر باعتزاز تضحيات شهدائنا الأبرار من أجل الثورة والاستقلال، وكم هو محزن للنفس أن نحتفل اليوم في عدن ونحن نفتقد أولئك الرجال المناضلين الذين رحلوا نتيجة الصراعات الحزبية، ومنهم: عبدالفتاح إسماعيل وسالم ربيع علي وقحطان الشعبي وعلي أحمد ناصر عنتر وصالح مصلح وعلي شائع هادي وسيف الضالعي وفيصل عبداللطيف الشعبي وغيرهم من المناضلين.. إننا نترحم على الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الواجب.. في سبيل انتصار الشعب لإرادته من أجل الثورة والاستقلال.. ولكن مما يؤسف له أن هناك تضحيات من خيرة الرجال فقدناهم نتيجة المشروع المتخلف الذي كان يحمل برنامجه الحزب الاشتراكي الذي لا يحمل إلا معول الهدم والتخريب والتصفيات.. ماذا نتذكر اليوم من برنامج الحزب الاشتراكي؟ ما هو البرنامج الذي يحمله غير التآمر على الوطن وغير التصفيات للعلماء والشخصيات الاجتماعية والثقافية في محافظة حضرموت.. وغير التآمر على الشخصيات الاجتماعية والعلماء والسياسيين العسكريين في شبوة وأبين ولحج وعدن.. وغير التآمر على رجال السلك الدبلوماسي عندما فجرهم في الجو؟ ماذا نتذكر من برنامج هذا الحزب غير الهدم والتخريب؟.
لقد كنا لا نريد أن نتذكر الماضي ونريد أن نغلق الماضي بكل مساوئه.. ولكن هذا الحزب يصر دوماً على تذكيرنا بالمآسي ولم يقلع أو يتوب عن ذنوبه التي ارتكبها في حق الثورة ومناضليها وفي حق الشعب والوطن.
ونحن نتذكر فتنة الحرب والانفصال التي أعلنها الحزب الاشتراكي وقلنا نحاصر ذلك المخطط الجهنمي الانفصالي.. وحاصرناه بالفعل في الـ16 عضواً من قيادة الحزب الاشتراكي، وكنا نعرف أن الحزب وبكامل قيادته وتكويناته كان ضالعاً في مؤامرة الحرب والانفصال ويتحمل المسؤولية الكاملة عنها.. وقلنا نخفف من جرائم هذا الحزب عسى أن يقلع عن الذنب ويعلن التوبة، ولكن هذا الحزب مازال مشدوداً لذلك الماضي البغيض.
إننا نتذكر في هذا اليوم باعتزاز أولئك الرجال المناضلين الذين ذهبوا لاستلام وثيقة الاستقلال الأخوة قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف وسيف الضالعي وعبدالله صالح سبعه العولقي وخالد عبدالعزيز ومحمد أحمد البيشي وعبدالفتاح إسماعيل.. فتحية لهؤلاء الرجال المخلصين.. وتحية لكل المناضلين وتحية لشهداء سبتمبر وأكتوبر.. تحية لعلي عبدالمغني.. تحية للزبيري.. تحية للمحبشي وكل من قدم الواجب من أجل الثورة والحرية والاستقلال.
إننا نحتفل في عدن الباسلة، وعدن تلبس أجمل حللها وتعيش أجمل أوضاعها.. ونحن نتذكر عدن عندما زرناها في عام 19981م كيف كان حالها وكيف هي اليوم.
فلقد حملنا برنامجاً للإصلاح والتنمية وبرنامجاً ثقافياً وعلمياً لكل أبناء الوطن منذ أن تحملنا مسؤولية زمام الأمور.. ولكن الحزب الاشتراكي لا يوجد لديه أي برنامج للتنمية ولا للثقافة والسياسة غير برنامج التآمر والتصفيات بدأها بأعضائه في المناطق الجنوبية والوسطى ومشائخ وتجار الحجرية ومشائخ المناطق الوسطى ومشائخ خولان وغيرهم الذي ذهبوا ضحية لذلك التآمر الخطير الذي ينهجه هذا الحزب الماركسي اللينيني الذي لم يتعلم على الإطلاق.
ونحن نحذر جماهير شعبنا من الوثوق في هذا الحزب الانفصالي وفي كل الأوقات.. وهذا الحزب اليوم أمام محطة اختبار داخل الساحة اليمنية.. هل يُعدل من برنامجه وأن يقلع عن الذنب وعما اقترفه بحق الوطن ويعتذر للوطن عن الحرب والانفصال وعن تصفية مناضلي الثورة اليمنية؟.
إن ما نفتتحه اليوم من مشاريع في كل المحافظات يعتبرها الحزب الاشتراكي محاكمة حقيقية لأنه لم يعط أبناء شعبنا في هذه المحافظات أي شيء ونعتبر جامعة عدن التي نفتتح كلياتها ومساكن طلابها وطالباتها نعتبرها محاكمة لهذا الحزب وعندما نضع حجر أساس أو نفتتح مشروعاً في مجال من المجالات إنما تعتبر محاكمة لهذا الحزب وإدانة لفترة حكمه الشمولي.. يحاول أن يشوه العمل الوطني والإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري ويردد أكاذيبه المعروفة التي لا يصدقها أحد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،