كلمة الرئيس للصحافة العربية بواشنطن
في بداية اللقاء أطلع الأخ الرئيس القائد الأمين العام ممثلي الصحافة العربية على نتائج زيارته ومباحثاته مع كبار المسئولين حيث أشار إلى أن مباحثاته قد تركزت على موضوع الصراع العربي الإسرائيلي وقال أن هذا الموضوع الأساسي الذي كان مدار بحث مع كافة المسئولين الأمريكيين الذين التقيت بهم في واشنطن حيث أوضحنا الموقف العربي من هذا الصراع وما ينبغي على الولايات المتحدة أن تقوم به من دور لإحراز السلام العادل في المنطقة من خلال استعادة الشعب العربي الفلسطيني لحقوقه وفي طليعتها حقه في العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ولعلكم قد تابعتم الخطاب الذي ألقيته في البيت الأبيض والذي طالبت فيه الإدارة الأمريكية أن تتحمل جزءاً من المسئولية بإقناع الإسرائيليين خاصة وأن الرئيس عرفات قد قدم الشيء الكثير من المبادرات فيما زالت حكومة شامير تصر على تعنتها ومازال حق الإنسان العربي الفلسطيني ضائعاً ومهدوراً ومازال الشعب العربي الفلسطيني يعاني من وطأة الاضطهاد .
و أوضحنا بأنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما لم تحل هذه المشكلة وهم في اعتقادي يتفهمون جيداً ولكن الموضوع في حاجة دوماً إلى المزيد من الحوار العربي الأمريكي إزاء هذه القضية والمزيد من الموقف العربي الموحد.
وهناك حالياً مباحثات تجري بين المسئولين الأمريكيين ومصر حول نقاط خمس جديدة هي مازالت قيد البحث ولم يكشف الأمريكيون حتى الآن تفاصيلها .
من جانب آخر بحثنا موضوع الوضع في منطقة الخليج العربي وجهود الولايات المتحدة مع الأمين العالم للأمم المتحدة من أجل تنفيذ القرار(598) نصاً وروحاً وإقناع الجانب الإيراني بالشروع في المفاوضات المباشرة بالإضافة إلى بحث قضية الأمن في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
و فيما يخص العلاقات الثنائية فإنها جيدة وقد وجدنا كامل التفهم لتعزيز مجالات التعاون في مختلف الجوانب الفنية والاقتصادية والثقافية ونعتبر أن الزيارة ناجحة إلى حد كبير وحققت الأهداف التي نريدها..
ونحن نعتقد أن الإدارة الأمريكية الجديدة أكثر حماساً من غيرها فيما يخص قضية الشرق الأوسط والقيام بدور أمريكي.. ولقد تحدثت في هذا الجانب كثيراً مع كبار المسئولين في البيت الأبيض والخارجية والدفاع ومع الصحافة الأمريكية وأوضحنا لهم موقفنا إزاء حقوق الإنسان العربي الفلسطيني وقلنا لرجال الصحافة الأمريكيين أنكم تتحملون مسئولية إنسانية إزاء ما يعانيه الشعب العربي الفلسطيني.
ولهذا فإننا نطالب الصحافة الأمريكية أن تقوم بواجبها الإنساني في تهيئة رأي عام أمريكي يساعد الإدارة الأمريكية على اتخاذ أي مبادرة سلام في المنطقة تكفل لها الأمن والاستقرار الدائم والشامل.. وبعد ذلك أجاب الأخ الرئيس القائد على الأسئلة الموجهة إليه من الصحفيين .
فحول الموقف الأمريكي من إعادة وحدة الوطن اليمني أوضح الأخ الرئيس بقوله: لقد وجدنا كامل التفهم لهذا الموضع وهم يؤيدون إعادة وحدة اليمن.. ويعتبرون ذلك شأناً داخلياً من شئون الشعب اليمني .
و أضاف ولقد بحثنا مع الأمريكيين موضوع إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الشطر الجنوبي من الوطن خلال المرحلة الإجرائية ودفعنا كثيراً بهذا الاتجاه وهم قد وعدونا بذلك.. وعن سؤال عن الوحدة اليمنية وعما إذا كانت ستكون لصالح أي شطر من الشطرين.. أوضح الأخ الرئيس القائد بأن الوحدة اليمنية هي لصالح الشعب اليمني كله أينما كان وهي لا تؤخذ بمقاييس الربح والخسارة بل هي الهدف الاستراتيجي العظيم الذي قدم من أجله شعبنا تضحيات جسيمة لأنه استجابة لمنطق التاريخ وواقع العصر والوحدة بشكل عام ليس فيها غالب ولا مغلوب .
وعما إذا كانت هناك مشاريع اقتصادية مشتركة في الوقت الراهن أوضح الأخ الرئيس القائد في إجابته بأن اليمن بشطريه في المرحلة الراهنة وبعد اتفاق عدن التاريخي يسعى إلى التوحيد والدمج الكامل بين كافة المشاريع والمؤسسات في الشطرين وإقامة المؤسسات الواحدة وتشكيل الوزارات الموحدة لدولة الوحدة .
وعن موقف اليمن من التواجد الإسرائيلي في أثيوبيا قال الأخ الرئيس القائد: نحن نعرف بأن العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية قد أعيدت ولكن الأثيوبيين أكدوا لنا بأنها لن تكون على حساب علاقاتهم مع الدول العربية أو سبب إثارة أي متاعب أو مشاكل مع الجيران والدول العربية وإلى الآن ليس لدينا معلومات مؤكدة عن ذلك التواجد وإذا ما كان الأمر صحيحاً فهو لا شك أمر باعث على القلق والانزعاج نعتبره خطراً وتهديداً للأمن القومي العربي ولمنطقة البحر الأحمر خاصة إذا قامت إسرائيل بنصب أجهزة التصنت في المنطقة .
وعموماً عند التأكد من الموضوع فإنه سيكون محل بحث من المجموعة العربية لاتخاذ الموقف المناسب .
وحول سؤال عما إذا كانت الوحدة اليمنية قد أثارت أي انزعاج لدى الدول الكبرى أو أي دول في المنطقة أوضح الأخ الرئيس القائد: بأن الوحدة اليمنية أمر يخص اليمنيين وحدهم وتحقيقها لا يحتاج الاستئذان أو الاستشارة من أي دولة سواء كانت في حلف وارسو أو الأطلنطي أو في أي مكان لأن الوحدة اليمنية هي ترتيب للبيت اليمني وهي شأن داخلي قبل أي شأن آخر .
وأضاف أما فيما يخص الأقطار العربية فإننا بعثنا عدداً من الموفدين من الشطرين إلى كل القادة العرب ووجدنا منهم كامل التأييد والتفهم لأن الوحدة اليمنية إضافة قوية لمسيرة العمل من أجل الوحدة العربية الشاملة بل هي أحد مرتكزاتها الهامة.
و عن موقف اليمن من التجمعات العربية وهل تخدم مسيرة العمل العربي المشترك، أشار الأخ الرئيس القائد بأن مجلس التعاون العربي ومجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي يسيرون في اتجاه الجامعة العربية وتعزيز دورها وهي أسلوب جديد من أساليب النضال من أجل الوحدة العربية وهي تصب بعطاءاتها في مسار العمل العربي المشترك، وعما إذا كانت المباحثات مع المسئولين الأمريكيين العسكريين قد تناولت التعاون العسكري والحصول على صفقة للأسلحة أجاب الأخ الرئيس القائد بقوله :
نحن دولة نامية لدينا هموم اقتصادية وتنموية وثقافية والسلاح لا يشكل هما لنا ولا نبحث عنه فليس لدينا طموح بتأسيس ترسانة من الأسلحة نحن نؤيد اتجاهات السلام والاستقرار ونسعى إلى تحقيقها وأولويات همومنا هي تنمية بلادنا اقتصادياً وترجمة تطلعات شعبنا في البناء والنهوض التنموي.. وما بحثناه مع المسئولين العسكريين الأمريكيين تناول التعاون في مجال الصناعة والتدريب الفني .
وحول سؤال عن حقوق الإنسان ووجود المعارضة في اليمن أوضح الأخ الرئيس القائد بقوله: لقد تحدثت مع الصحافة الأمريكية حول حقوق الإنسان وقلت لهم من حق منظمة العفو الدولية أن تزور اليمن وأن تطمئن بالوسيلة التي تراها مناسبة عن حقوق الإنسان في اليمن إذا وجدت أي معتقل سياسي فإن لها كل الصلاحيات لإطلاق سراحه دون إبطاء .
وأؤكد لكم أنه منذ عام 1983م لا يوجد لدينا في اليمن أي سجين سياسي ونحن نرحب بالرأي والرأي الآخر ونفتح صدورنا دون ضيق للرأي الآخر والمعارضة موجودة في إطار المؤتمر الشعبي العام الذي يمثل ائتلافاً جبهوياً يعبر من خلاله الجميع عن آرائهم بكل الحرية والديمقراطية وبالمثل مجلس الشورى وعموماً الوطن اليمني يرحب بكل أبنائه المخلصين ليشاركوا في بنائه .
أما ما يخص أسرة آل حميد الدين فإنه لا مكان لهم على أرض اليمن لأنها أسرة فاسدة تفننت في مرمطة الشعب اليمني والإساءة إليه وتكبيله بقيود التخلف والجهل والاستبداد ولهذا لن يغفر لهم الشعب اليمني ما الحقوه به من ضرر بسبب طغيانهم واستبدادهم .
و حول الاجتماعات المقبلة لقادة مجلس التعاون العربي في عمان وما هي الموضوعات التي سيتم بحثها قال الأخ الرئيس: لدينا جدول أعمال متفق عليه من الهيئة الوزارية وسيتم بحثه وبالطبع سوف يتم بحث كافة القضايا التي تهم مجلس التعاون العربي والأمة العربية .
وعن أسباب تفاؤله بالنسبة للموقف الأمريكي.. تجاه منظمة التحرير الفلسطينية.. أوضح الأخ الرئيس القائد بقوله: أنا عندما حكمت على الأمر وقلت أنني متفائل بالنسبة للموقف الأمريكي في عهد بوش فإن ذلك يأتي انطلاقاً من معرفتي التامة بموقف الإدارة الأمريكية في عهد ريجان والتي انحصرت اهتماماتها بالقضايا الأمريكية أما الإدارة الجديدة بزعامة بوش فإنها بما لديها من خبرة وحنكة وعلاقات جيدة وإدراك كاف بمشكلة الشرق الأوسط فإنها أكثر تفهماً للمشكلة ورغبة في القيام بدور إزاءها وهذا في حد ذاته يبعث على التفاؤل ..
و حول سؤال عما إذا كان مجلس التعاون العربي سوف يبحث قضية انضمام سوريا إلى المجلس، أوضح الأخ الرئيس القائد أن انضمام أي قطر عربي جديد إلى المجلس مرهون بموافقة قادة مجلس التعاون العربي وليس من بين جدول الأعمال موضوع من قبل الهيئة الوزارية لقمة عمان لدول المجلس بحث انضمام أي قطر شقيق جديد إلى المجلس في الوقت الراهن وربما يحدث ذلك في المستقبل لأن مجلس التعاون العربي تجمع مفتوح أمام كافة الأقطار الشقيقة، وعن طبيعة المباحثات التي سيجريها مع الأمين العام للأمم المتحدة .
أعلن الأخ الرئيس القائد أن أبرز الموضوعات التي سيجري بحثها مع الأمين العام قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والوضع في منطقة الخليج ودور الأمين العام في مواصلة جهوده من أجل إقناع الجانب الإيراني بالقبول بالمفاوضات المباشرة وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم (598) نصاً وروحاً .
و أوضح الأخ الرئيس القائد: بأنه سينتهز فرصة وجوده في نيويورك للالتقاء بإفراد الجالية اليمنية هناك وكذا الالتقاء برجال الأعمال الأمريكيين وتعريفهم بقانون الاستثمار الجديد وما يضمنه من حقوق للمستثمرين وقال.. نحن نرحب بالاستثمارات العربية والأجنبية في بلادنا وقانون الاستثمار يوفر مناخات ممتازة ومناسبة للاستثمار الأجنبي في اليمن .
وحول مشاريع البنك الدولي في بلادنا.. أوضح الأخ الرئيس القائد بأن هناك حوالي مائة وخمسين مليون دولار تم الاتفاق عليها وهي في طريقها للتنفيذ مع البنك .
ووصف الأخ الرئيس القائد الأمين العام العلاقات مع الاتحاد السوفيتي بأنها علاقات جيدة وتاريخية وهناك مصالح متبادلة ومجالات كثيرة للتعاون بين البلدين الصديقين .
وعما إذا كانت لعلاقاتنا بالولايات المتحدة تأثير على علاقاتنا مع الاتحاد السوفيتي قال الأخ الرئيس القائد بأن علاقاتنا مع الولايات المتحدة ليست على حساب علاقاتنا مع الاتحاد السوفيتي والعكس .