كلمة الرئيس إلى العلماء وأعضاء المؤتمر الشعبي العام والشخصيات الاجتماعية والقطاع الشبابي وممثلي المنظمات الجماهيرية
أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اللقاء الأخوي الهام الذي يجمع العلماء من مختلف مناطق الجمهورية ومحافظاتها وذلك حرصاً على أن
تحدث الأخ الرئيس القائد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام خلال هذا اللقاء حيث عبر عن سعادته بهذا اللقاء مع أبناء محافظة الحديدة في هذه الخواتم المباركة مشيداً بالحوارات والمناقشات الديمقراطية الهادفة التي يجريها أبناء الشعب سواء خلال الأمسيات الرمضانية أو من خلال المؤتمرات الفرعية للمؤتمر الشعبي العام في مختلف محافظات الجمهورية والتي تعبر عن حرص جماهير الشعب على ممارسة حقها في المشاركة السياسية والديمقراطية والإسهام الفاعل في مسيرة البناء الوطني.
وأستعرض الأخ الرئيس القائد الأمين العام في حديثه مسيرة العمل الوحدوي ومستجداتها موضحاً بأن اتفاق الثلاثين من نوفمبر عام89م وما تلاه من زخم وحدوي متسارع باتجاه تجسيد هدف إعادة تحقيق الوطن اليمني لم تأت من فراغ ولم يكن وليد صدفة حسنة بل كان محصلة منطقية لجهود مكثفة متواصلة ونضال دؤوب بذله كل المخلصين من أبناء الوطن من أجل تهيئة كل الظروف الممكنة لإنجاز هذا الهدف الاستراتيجي للثورة اليمنية الخالدة موضحاً بأن اتفاق الثلاثين من نوفمبر 1989م قد مثل منعطفاً تاريخياً حاسماً في المسار الوطني الوحدوي واختصر من حياة شعبنا سنوات طويلة من الفرقة والتشطير وفتح باب الأمل واسعاً في الحاضر والمستقبل وجعل من الحلم العظيم حقيقة راسخة تعيشها الجماهير اليمنية اليوم مؤكداً بأن الوحدة اليمنية هي طريق المستقبل وإرادة خير وعنوان السلام والاستقرار في ربوع اليمن وفي المنطقة.
موضحاً بأن الوحدة سوف تنهي كل الحسابات المغلوطة والفهم الخاطئ وستقضي على كل النوايا السيئة والتناقضات وأشكال التآمر وستفتح أمام شعبنا ووطننا الموحد عهداً جديداً من التسامح والتكافل وتضافر الجهود لإيجاد البناء القومي والانطلاقة الحاملة لكل الخير.. والازدهار.
وقال: إن صناع التاريخ قليلون والوحدة عمل عظيم وصنع جديد للتاريخ والعمل من أجلها شرف وفخر يبعث على الاعتزاز والتقدير..
وأضاف أن سند الوحدة وضمانتها الأساسية هم جماهير الشعب اليمني الذين سيدفعون بها إلى آفاقها المنشودة وسيحمون مسيرتها من أي تحديات أو صعاب لأن الوحدة هي إرادة الجماهير والتي لا صوت يعلو على صوتها أبداً.
مشيراً إلى أن الذين يحاولون أن يزرعوا الأشواك في طريق الوحدة سواء تحت مبررات تتستر بالدين الإسلامي الحنيف أو توجهات متطرفة غريبة على شعبنا اليمني وتتعارض مع قيمة وعقيدته وتقاليده لن يفلحوا ولن يجنوا سوى الخيبة والفشل وسخط الشعب فالجماهير اليمنية مصممة على تحقيق وحدتها مهما كانت التحديات وهي ماضية على درب الوحدة بكل الثقة والعزم والتفاؤل ولن يسمح لأي مشكك آياً كان أن يعيق انطلاقها نحو تجسيد هذا الهدف الاستراتيجي العظيم الذي قدمت من أجله أغلى التضحيات حتى وصلت به إلى هذا المستوى المتقدم من الإنجاز.
وتطرق الأخ الرئيس القائد في حديثه إلى مشروع دستور دولة الوحدة موضحاً بأنه يمثل مرتكزاً مهماً لتحقيق الوحدة، وأنه مهما تباينت الآراء حوله فإن المصلحة الوطنية تقتضي الاتفاق عليه في هذه المرحلة الهامة التي تحشد فيها كل الطاقات من اجل الهدف الأسمى وهو الوحدة.. ولمجلس النواب بعد ذلك كل الصلاحيات اللازمة لتعديل ما يراه ضرورياً وفق ما تقرره إرادة الشعب وبأسلوب ديمقراطي حر وفي مناخات الحوار والثقة والتفاهم، مؤكداً بأن لا مصلحة لشعبنا في أي خلاف بين أبنائه لأن هناك من يحاول أن يذكي نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد لتحقق مآربه في إعاقة مسيرة الوحدة وهو ما ينبغي الوعي به واليقظة له وتفويت الفرصة عليه، مشيراً إلى أن علينا أن نعالج أمورنا بالحوار والتفاهم والمسئولية الوطنية وقال: نحن نؤمن بالديمقراطية بالرأي والرأي الآخر وهي سلوكنا ونهجنا الثابت الذي سنعززه دوماً بالمزيد من الديمقراطية وسنفتح صدورنا بكل رحابة واحترام لكل الآراء.
الوطن للجميع وهو مسئولية الجميع والشعب الذي أنجب القادة والمخلصين قادر على أن ينجب غيرهم في كل المراحل، وأضاف أن العالم من حولنا يتغير بمعدلات سريعة وهناك تحولات هامة في موازين القوى وفي التحالفات الدولية القائمة والعصر الذي نعيشه هو عصر الوفاق والمنافع المتبادلة. وعلينا أن نستوعب جيداً ما يجري من حولنا وأن نتفاعل مع هذه المتغيرات وفق منطلقات تهيئ لنا المشاركة الإيجابية وتضمن لنا الحفاظ على أمننا وسيادتنا وتحقيق مصالحنا الوطنية العليا والمصالح القومية لأمتنا العربية.