كلمة الرئيس في المهرجان الكرنفالي في عدن بمناسبة العيد السابع والعشرين للاستقلال
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد الأخ الفريق/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية المهرجان الكرنفالي والشبابي الكبير الذي أقيم بميدان الحبيشي بمدينة كريتر في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين للاستقلال الوطني وجلاء آخر جندي عن الجزء الجنوبي من الوطن والذكرى الخامسة لتوقيع وثيقة الوحدة وقد تحدث الرئيس قائلاً:
إن هذا النصر يمثل انتصاراً لكل أبناء الشعب اليمني…. وهو انتصار لمبادئ الثورة اليمنية التي قدم الشعب في سبيلها قوافل من الشهداء من خيرة أبنائه للدفاع عنها وترسيخ دعائم وحدته المباركة التي أٌعلنت في الثاني والعشرين من مايو 1990م من هذه المدينة البطلة… عدن الباسلة.. ومضى الأخ الرئيس قائلاً: لقد انتصر الشعب اليمني لإرادته وعلى أعدائه، أما الذين قادوا محاولة الانفصال فقد باؤا بالفشل ولاذوا بالفرار… وقال: وعلينا اليوم أن نبدأ صفحة جديدة مستفيدين من أخطاء الماضي وتكريس الجهود في سبيل النهوض بالوطن… فاليمن تتسع للجميع وما علينا إلا أن نشمر عن سواعدنا أحزاباً ومنظمات جماهيرية وإبداعية وشخصيات ومؤسسات من أجل بناء اليمن الجديد..يمن الثاني والعشرين من مايو 1990م يمن المحبة والإخاء… وأشار الأخ الرئيس في كلمته إلى المآسي التي لحقت بالوطن والمواطنين من جراء الفتنة التي أشعلتها عصابة الخيانة والانفصال التي مثلت أداة مطيعة في أيدي أعداء الثورة اليمنية مذكراً بهذا الصدد بما واجهته مسيرة الوحدة من مؤامرات من قبل أعدائها مثل ما واجهته الثورة اليمنية من مؤامرات ومحن من قبل أعدائها أيضاً والذين أرادوا إعاقة مسيرة الثورة ووأد تطلعاتنا الوطنية المشروعة في بناء اليمن الجديد… يمن سبتمبر وأكتوبر و22 مايو.. ولكنهم فشلوا وانتصر الشعب لإرادته وتطلعات أبنائه.
وقال الأخ الرئيس: ومن هذا المكان من عدن الباسلة وفي هذا اليوم أدعو كل القوى السياسية أن تستوعب مهام المرحلة الجديدة وأن نبدأ بفتح صفحة جديدة في العمل الوطني الهادف إلى خير اليمن واستقراره ونهضته وتقدمه…
وأضاف قائلاً: على أولئك الذين يعيشون خارج الوطن أن يعودوا للمشاركة في بناء اليمن الجديد الذي يتسع لجميع أبنائه متجنبين أخطاء الماضي وسلبياته، وأنا أقول هذا شعوراً بالمسئولية الوطنية وتأكيداً بأن الوطن بحاجة إلى جهود جميع أبنائه مشيراً إلى أن التباينات في الآراء المشروعة في الساحة اليمنية والنقد البناء والمسؤول مطلوب لتعزيز مسيرة الوحدة ومعالجة الأخطاء، لكن النقد الهدام الذي يستهدف بنية الثورة لا يمكن قبوله.
وأوضح الأخ الرئيس أنه سيتم خلال هذه الاحتفالات تكريم المبرزين الذين أسهموا في الدفاع عن الوحدة اليمنية في كل محافظات الجمهورية وفي كل قرية من قرى ومدن الوطن التي رفدت ساحة النضال بمختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي من أجل تثبيت الوحدة وإفشال مخطط الانفصال.
وأشار إلى ما يكتسبه هذا العيد من أهمية عظيمة في نفوس الجماهير اليمنية، كونه يأتي بعد أن تثبتت دعائم الوحدة وانتهى شبح الخوف والإرهاب السياسي والقمع الأمني وإلى الأبد.
وقال: لقد حان الوقت لنبدأ مرحلة بناء اليمن الجيد وننطلق نحو التنمية والغد المنشود مشيراً إلى التحديدات والمؤامرات التي واجهت مسيرة الثورة اليمنية منذ 33 عاماً من قبل أعداء الوطن وضعاف النفوس الذين يمدون أيديهم لأعداء الوطن.
وتطرق الأخ الرئيس إلى المهام الجديدة التي تنتصب أمام جماهير شعبنا اليمني فقال: إن المعركة اليوم هي اقتصادية وعلينا أن نخوض غمارها بمسئولية وطنية وتفجير طاقات الشعب وقواه الخيرة للعمل والإسهام في معركة البناء هذه ومواجهة تحدياتها بنفس الروح التي دافعنا بها عن وحدة الوطن… وأشاد بالروح الكفاحية والعملية التي يتميز بها شعبنا اليمني التي تؤكد أصالته الحضارية… مشيراً إلى اهتمام الدولة بإقامة البنى الأساسية للتنمية والعمل على النهوض بقطاعات التعليم والصحة والإسكان والتخطيط. وقال: إن علينا أن نناضل جميعاً لنبني وطنناً لنعيش في ظله بسلام وأمن وتطور… ودعا الشباب وجماهير الشعب إلى التحلي بقيم المثابرة والعمل التي اتصف بها أجدادنا الذين عمروا السدود والمدرجات الزراعية وأشادوا حضارة راقية.
وقال الأخ الرئيس في كلمته: إن هناك عدداً من المشاريع التي سيتم وضع حجر الأساس لها خلال الأيام القادمة كما ستقوم اللجنة العليا لاستقبال التبرعات بوضع حجر الأساس لإعادة بناء المساكن التي تضررت من الحرب في كل محافظات: أبين ولحج وشبوة وعدن وحضرموت داعياً كل المواطنين إلى التعاون معها.
وتحدث الأخ الرئيس في خطابه خلال المهرجان عن علاقة بلادنا بالدول الشقيقة والصديقة فقال: إن اليمن ظلت وما زالت تمد يدها من أجل التعاون والمحبة والخير لجميع الشعوب الشقيقة والصديقة… وفي إطار مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فاليمن لن تكون إلا عامل أمن واستقرار لكل دول المنطقة…. ونقول من هنا من عدن البطلة نقول لأشقائنا وأصدقائنا أن اليمن بلد الإيمان والحكمة ستتعامل مع الآخرين بمثل تعاملهم معها.. ولن نقبل أن يفرض علينا مالا نستطيع تحمله على حساب مبادئنا وقراراتنا السياسية.
وشكر الأخ الرئيس في ختام كلمته قيادة محافظة عدن على ما بذلته من جهد في إعداد وتنظيم هذا المهرجان الجميل احتفاءً بهذه المناسبة الوطنية الغالية.
عاشت الثورة والجمهورية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…